بلدة سحمر بالبقاع اللبناني تاريخ من العدوان الإسرائيلي والتضحيات
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
البقاع- واصفا الوضع في بلدته سحمر في البقاع الغربي، يقول اللبناني زاهد الخشن إن "العدو الإسرائيلي" لم يوقف هجماته الجوية، ويستهدف منازل المدنيين والطرقات العامة والأحياء وسيارات الإسعاف، كما ارتكب أكثر من مجزرة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مما جعل بلدته مهجورة تماما.
وأضاف الخشن أن الاحتلال ينفذ -على مدار الساعة- غارات جوية لا تختلف بنتائجها الدموية والتدميرية عن تلك التي تصيب مدن بعلبك والهرمل والنبطية والضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت.
وذكر للجزيرة نت أن الدمار كبير جدا والخسائر لا يمكن حصرها حاليا بفعل استمرار الاعتداءات، "لكن ممتلكاتنا وأرزاقنا تهون أمام دماء شهدائنا الذين سقطوا في سحمر، ويحمر، وقليا، وغيرها، أو خلال المواجهات الدائرة مع العدو الإسرائيلي في جبهة الجنوب".
ووفق الخشن، نزح غالبية أهالي سحمر باتجاه قرى القرعون، ولالا، وجب جنين، وبعلول، حيث استقبلهم أهاليها وفتحوا لهم منازلهم وأمنوا لهم الكثير مما يحتاجونه في مثل هذه الظروف الاستثنائية، مؤكدا "لكن تداعيات النزوح الاقتصادية كبيرة جدا على جميع الأهالي، خاصة أن الكل يصنفون اليوم كعاطلين عن العمل، وهذا أمر صعب".
ومنذ بدء العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أدت الغارات الإسرائيلية على بلدة سحمر إلى استشهاد 40 شخصا وإصابة نحو 100 بجروح متفاوتة الخطورة، كما دمرت عشرات الوحدات السكنية بالكامل، وأصابت أكثر من 500 منزل بأضرار متفاوتة، وأخرجت المرافق العامة عن الخدمة، وهجرت جميع سكانها البالغ عددهم نحو 7 آلاف شخص إلى مناطق آمنة نسبيا.
بالعودة إلى الماضي القريب، شهدت سحمر مجزرة تل الزعتر عام 1976، التي أسفرت عن سقوط 63 شهيدا، كما استشهد 25 آخرون باستهداف إسرائيلي لسيارات تقل نازحين من أهلها على طريق بعلبك عام 1982، وأعدم الاحتلال 11 شخصا عام 1984 في ساحة البلدة، واستشهد 8 آخرون في عدوان 1996.
ويقول علي. م "لا تقتصر الخسارة على الذين سقطوا في المجازر السابقة، فبلدتي الجريحة قدمت عشرات الشهداء أيضا في مواجهات مع العدو الإسرائيلي منذ سبعينيات القرن الماضي حتى أمس".
وأضاف للجزيرة نت "اليوم أضيف نحو 40 شهيدا والمعركة متواصلة، هذا قدرنا، شهداء، ودمار، ونزوح داخلي، وهجرات إلى الخارج، نعيش اليوم أعباء نزوح طال أمده بعدما خسرنا منازلنا ومؤسساتنا، لقد دمر منزلي بالكامل وخرجت مع عائلتي بما نلبس من ثياب، وضعنا مأساوي، يكفي أن تسأل عن شعور أي شخص فقد كل ما يملك بلحظة ليصبح مشردا هنا وهناك".
بدوره، أفاد وهبي أحمد وهبي -نازح من سحمر إلى القرعون- بأنه دفن شقيقته مريم وزوجها عز الدين اللذين سقطا أول أيام القصف على البلدة، "كانت لحظات مؤثرة جدا وصعبة، ما ذنبهما؟"، يتساءل.
وأوضح للجزيرة نت "صهري مريض وشقيقتي طاعنة بالسن، فجأة تحولا إلى أهداف عسكرية لجيش العدو، هذا إجرام ما بعده إجرام، أجزم كغيري من اللبنانيين أن ما يحصل من دمار وقتل ليس بغريب عن نهج إسرائيل، تخيل وأنت تسابق الوقت بين غارة جوية وأخرى كي تدفن أحد أفراد عائلتك، هذا ما حصل معنا ومع كُثر من أبناء بلدتي والأخرى المجاورة خاصة في يحمر وقليا وزلايا ومشغرة وعن التينه ولبايا".
وبعد مراسم دفن سريعة جدا لشقيقته وصهره، يضيف وهبي أن القصف اشتد على سحمر، مما دفعه إلى نقل عائلته (5 أفراد) إلى القرعون التي تبعد عنهم نحو 5 كيلومترات، حيث استقبلهم أهلها "بكل عطف وتضامن، وأسكنوه هو وأسرته في أحد المنازل، ويقول "أنا اليوم أعد الأيام بانتظار العودة إلى البلدة لتفقد بيتي الذي تضرر كغيره من منازل الحي الذي أسكنه".
تتشابه معاناة قرى جنوب البقاع الغربي في ظل الغارات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي. ويقول محمد عباس من بلدة يحمر المتداخلة جغرافيا مع سحمر "غادرنا منزلنا منذ اليوم الأول للعدوان دون أن نحمل معنا أي مقتنيات، حتى ثيابنا. لقد كان القصف الجوي عنيفا جدا على البلدتين وتسبب بمجازر وسط المدنيين والأطفال النساء".
وأضاف عباس "لا أعلم اليوم ما حل بمنزلي، فدخول سحمر أو يحمر يحمل مخاطر كبيرة، فالعدو يمارس هواية القنص بالمُسيرات لكل جسم متحرك، لكني سمعت عن دمار هائل في المباني والمرافق العامة".
وعن مكان إقامته وعائلته اليوم، قال "منذ اليوم الأول استقبلتنا بلدة القرعون، ووفرت لنا إقامة مجانية في قاعة كنيستها، آمل كغيري بالعودة إلى قريتي لأعرف ماذا حل بجنى العمر، ومهما كانت النتيجة، فهي تهون أمام أرواح من فقدانهم في هذه الحرب".
ووفق مختار بلدة سحمر ياسر الخشن، لا يوجد إحصاء دقيق يوثق عدد الوحدات السكنية المدمرة كليا أو جزئيا في البلدة. وقال -للجزيرة نت- إن عدد سكانها يبلغ نحو 8 آلاف نسمة بحسب إحصاء وزارة الداخلية، أما عدد الوحدات السكنية، فيناهز 1500 وحدة.
وبحسب معلومات ميدانية، فإن دمارا كليا لحق بـ40% من الأبنية، وأصيب 60% منها بأضرار جزئية، كما لحقت أضرار كبيرة بالمحال التجارية، ومؤسسات تصليح وبيع السيارات الذي هو من أهم القطاعات إنتاجية في البلدة يعتاش منه نحو 50% من أبنائها، علما أن 97% من أهالي سحمر غادروها إلى مناطق أكثر أمنا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت بلدة سحمر
إقرأ أيضاً:
قائد الثورة: العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء لن يوقف عملياتنا المساندة لفلسطين
الثورة نت/..
جددّ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي لن يوقف العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني.. مؤكدًا السعي إلى تصعيد العمليات في المرحلة المقبلة لتكون أكثر فاعلية وتأثيرًا على كيان العدو الغاصب.
وأوضح السيد القائد في كلمته اليوم حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أن ظروف الحرب في بلدنا لا يمكن أن تخّضع اليمن لا رسمياً ولا شعبياً عن أداء مهامه المقدسة.
وقال “أي تضحيات نقدّمها في سبيل الله هي تضحيات مشرفة ونحن في إطار موقف عملي وجهادي نضرب العدو الإسرائيلي، ونسعى للتصعيد لنصرة الشعب الفلسطيني والعمليات في المرحلة المقبلة ستكون أكثر فاعلية وتأثيرًا على العدو الإسرائيلي”.
وأضاف “حينما نتأمل في واقع الحال كسوريا، فالعدو الإسرائيلي يستهدف المطارات والمنشآت والمعسكرات دون أي موقف عملي ضده، أما نحن بتوفيق الله تعالى في الموقف المشرف الذي نستهدف فيه العدو وموقف بلدنا هو فاعل ومؤثر، ولو كان موقفنا لا فاعلية له ولا تأثير لتجاهله العدو الإسرائيلي مع انشغاله ومحاولة استفراده بالشعب الفلسطيني”.
وأشار قائد الثورة إلى أن العدو الإسرائيلي يرى ويعيش تحت وطأة وتأثير الموقف الفاعل في بلدنا وهذه نعمة كبيرة.. لافتًا إلى أن الأنشطة الشعبية على مدى 20 شهرًا بلغت اثنين مليون و112 ألفًا و701 نشاطًا من مظاهرات ومسيرات ووقفات متنوعة.
وأفاد بأن هناك زخم كبير في اليمن بمستوى لا مثيل له تجاه أي قضية أخرى، وفي الأسبوع الماضي خرج الشعب اليمني يوم الجمعة في 1060 مسيرة ومظاهرة في المدن والأرياف.
وتحدث عن أنشطة هذا الأسبوع المتمثلة باختتام الدورات الصيفية التي لها إسهامها الملموس والمؤثر في بناء هذا النشء.. مؤكدًا أن الدورات الصيفية تساهم في بناء جيل المستقبل ثقافياً ومعرفياً وتربوياً وجهادياً ولها أثرها العظيم.
وقال السيد القائد “الانزعاج الرهيب من جهة الأعداء تجاه الدورات الصيفية يسرنا كثيرًا”.
كما أكد أن فاعلية وتأثير الموقف اليمني المتكامل وتناميه من أهم الشواهد على فشل العدوان الأمريكي في تصعيده خلال جولته الثانية.. معتبرًا فشل العدوان الأمريكي ضد بلدنا نجاحاً كبيراً ونصراً عظيما من الله للشعب اليمني العزيز.
وأوضح أن الاستجابة لله والانطلاقة في سبيله تبني الأمة لتكون قوية وفعالة وعزيزة، وحرة، وثابتة وصامدة وقوية في مواجهة التحديات، كما أن الاستجابة لله حياة للأمة والانطلاقة في سبيله هي حياة وقوة وعزة وكرامة.
وتناول السيد القائد في كلمته الإجماع في الغرب على فشل العدوان الأمريكي في الجولة الثانية من التصعيد ضد بلدنا اسناداً لإسرائيل، مستشهدًا بتصريح نائب الرئيس الأمريكي والذي يدل على نصر عظيم لبلدنا في مواجهة العدوان الأمريكي.
وقال “تصريح نائب الرئيس الأمريكي يؤكد أن على الولايات المتحدة أن تتقبل هذا الواقع بحيث لم يعد بإمكانها أن تهيمّن مثل ما كانت عليه سابقاً”.. مؤكدًا أن الأمريكي وصل إلى قناعة بأنه غير قادر على حسم المعركة لصالحه في اليمن وإنما يتورط لزمن طويل يستنزفه ذلك، وأدرك أن تورطه يعرضه للمخاطر والفضائح في الهزائم العسكرية والفشل وغير ذلك.
وذكر بأن موقف الشعب اليمني، هو جهاد في سبيل الله تعالى وإحياء هذه الفريضة العظيمة المقدسة التي هي شرف وفضل كبير.. مشيرًا إلى أن جهاد الشعب اليمني هو أداء لواجب اكتمال الدين وسلامة من الخزي.
وأضاف “عزتنا كشعب مجاهد هي جزء من إيماننا، بل هي ثمرة لإيماننا، والموقف ضد العدو الإسرائيلي وفي نصرة فلسطين، يعني أننا نقف مع القرآن والرسول صلوات الله عليه وآله”.
وتساءل قائد الثورة “من لديهم خيارات أخرى غير التصدي للعدو، هل يراهنون على القرارات الدولية التي لا يلتزم بها الصهاينة؟.. وقال” في ذكرى احتلال القدس، من يدعّمون الصهاينة لا يلتزمون بالقرارات الدولية المتعلقة بالقدس ولم ينفذ منها شيء، وأي اتفاقيات يحترمها الأعداء اليهود؟ والقرآن الكريم نطق بأنهم أهل الخيانة”.
ولفت إلى ما يشهده الواقع من أن اليهود لم يفوا بأي شيء من الاتفاقيات معهم، فيما العرب يتحدثون ليل نهار عن مبادرتهم للسلام، دون أن يكون لها أي قيمة أو احترام من إسرائيل.. مؤكدًا أن الاتجاه الذي له أفق واضح في وعد الله الحق، هو الجهاد والتحرك الذي فيه استجابة لله وأداء للمسؤولية وبناء للأمة.
وعرّج السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على دور الجبهة اليمنية في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.. مبينًا أن القوات المسلحة نفذت هذا الأسبوع عمليات عسكرية بـ14 صاروخاً فرط صوتي وباليستيا وطائرة مسيرة، استهدفت أهدافا للعدو الإسرائيلي في يافا وحيفا وعسقلان وأم الرشراش في فلسطين المحتلة.
وجددّ التأكيد على أن البحر الأحمر ما يزال مغلقاً، وما تزال الملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي، ولا توجد أي حركة للسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في مسرح العمليات بالبحر الأحمر عبر باب المندب إلى خليج عدن والبحر العربي.
وتوّجه مجددّا بالمطالبة والمناشدة لخمسة أنظمة عربية وإسلامية بإيقاف التعاون مع العدو الإسرائيلي.. موضحًا أن نسبة كبيرة من حركة السفن في البحر المتوسط التي تحمل البضائع إلى العدو الإسرائيلي تعود لخمسة أنظمة عربية وإسلامية.
وعبر عن الأسف لما تفعله تلك الأنظمة العربية والإسلامية.. مضيفًا “ما تفعله الأنظمة العربية والإسلامية مؤسف جداً ومحزن للغاية وخيانة للإسلام وإسهامًا في جرائم الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة، فما تقوم به تلك الأنظمة محاولة للالتفاف على الإجراءات التي يقوم بها بلدنا نصرة للشعب الفلسطيني”.
واستهل السيد القائد كلمته بالحديث عن استمرار العدو الإسرائيلي على مدى 20 شهرًا ولأكثر من 600 يوم في جرائم الإبادة بقطاع غزة.. وقال “حينما ننظر إلى مأساة الشعب الفلسطيني يجب أن نستوعب أنها طويلة جدا على مدى 77 عامًا”.
وأضاف “لا ينبغي أن تكون النظرة مقصورة إلى معاناة الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بأسبوع واحد فقط”.. معتبرًا استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة، واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن العدو يتعمد استهداف النازحين في الساعات الأخيرة من الليل، كما يتعمد استهداف الأطفال انطلاقا من عقيدتهم.. مبينًا أن العقلية اليهودية الصهيونية لها مشكلة مع الشعب الفلسطيني في وجوده على أرضه وهي تسعى للتخلص منه.
وأوضح قائد الثورة أن آلاف الأطفال مهددّون بالموت جوعا، وهناك وفيات يومية في قطاع غزة بسبب التجويع وسوء التغذية.. مشيرًا إلى أن خطة توزيع المساعدات الصهيونية أسلوب مخادع ومهزلة الهدف منها هندسة التجويع في قطاع غزة.
ولفت إلى أن كيان العدو يسعى لإدخال مئات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق ضيقة لانتظار كمية قليلة جداً من الطعام وفق آلية توزيع إجرامية.. موضحًا أن أسلوب العدو في توزيع المساعدات يأتي في وقت يمنع دخول آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية التي تتعفن.
ووصف، آلية توزيع المساعدات بالمهزلة غير المقبولة دوليًا، ولا يمكن القبول بها من أحد.. مضيفًا “أي طرف دولي يقبل بآلية التوزيع سواء الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات فهو يقبل بانتهاك كل المواثيق الدولية وكل حقوق الإنسان”.
وتابع “ما يسعى له العدو الإسرائيلي من إدارة وهندسة الجوع والتحكم في عملية التوزيع للغذاء هي جريمة بحق الإنسانية”.. مؤكدًا أن العدو يواصل استهداف القطاع الصحي في قطاع غزة إلى جانب القتل والتجويع ضمن هدف التهجير للشعب الفلسطيني والاحتلال التام للقطاع.
وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته في الضفة الغربية بكل أشكال الاعتداءات، وأعلن عن عدد كبير من المغتصبات التي يُريد إنشاءها في الضفة الغربية المحتلة بهدف تعزيز سيطرته على الضفة.
وأكد أن العدو الإسرائيلي واصل أيضًا كل أشكال الاعتداءات في الضفة من قتل واختطاف، وسطو ونهب، فيما لا يزال الصهاينة المغتصبون يهاجمون منازل العائلات الفلسطينية ويشعلون النار فيها ويحرقون المحاصيل الزراعية، كما يواصل ممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني بكل أشكال الاستهداف.
وعد ذكرى احتلال اليهود الصهاينة للقدس من أسوأ ذكريات الأمة الإسلامية، وكان من المفترض بالأمة أن تلفت ذكرى احتلال القدس نظرها إلى مسؤوليتها من جديد وأن تدرك خطورة التفريط بمقدساتها.
ومضى قائلًا “ينبغي على الأمة أن تقيم وضعيتها والمخاطر المتزايدة على المسجد الأقصى مع استمرار العدو الإسرائيلي في خطواته العدائية الرامية إلى تدميره في نهاية المطاف”.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي لا يخفي هدف تدمير المسجد الأقصى وهو هدف معلن والخطوات لتحقيقه مكشوفة وواضحة.
وتطرق السيد القائد إلى ما يقوم به العدو الإسرائيلي من اقتحامات شبه يومية بشكل متصاعد، معتبرًا ذلك محاولة لأن يطبع وضع المسجد الأقصى بالطابع اليهودي.
وأفاد بأن اقتحامات العدو شبه اليومية تهدف لطمس هوية المسجد الأقصى الإسلامية، مستشهدًا بالحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه والتي تتم بشكل مدروس بهدف هدم المسجد الأقصى.
وأردف قائلًا “بلغت الأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه 27 نفقًا وحفرية يسعى العدو من خلالها إلى الوصول بالمسجد الأقصى إلى حالة الانهيار”.. موضحًا أن السور الجنوبي للمسجد الأقصى، أصبح معلقاً دون أساسات داعمة وحامية.
وذكر أن العمل الذي يقوم به العدو الإسرائيلي في الأنفاق والحفريات تحت المسجد الأقصى وفي محيطه هو عمل منذ سنوات طويلة وليس شيئاً جديداً، كما أن العمل في الأنفاق مستمر وبدأ التخطيط له في عام 2005 وافتتحه العدو الإسرائيلي قبل ست سنوات بمشاركة السفير الأمريكي آنذاك.
وتناول قائد الثورة، ما يجري من استهداف للمسجد الأقصى والذي لا يتعلق برد فعل تجاه “طوفان الأقصى”، بل يأتي ضمن مسار طويل من الاستهداف، مؤكدًا أن العدو يعمل على تهويد مدينة القدس بأشكال وأعمال كثيرة.
وقال “المسلمون كانوا في حالة صمت تام بدلا عن التحرك إزاء استهداف المسجد الأقصى والقدس، وفي مقابل صمت المسلمين، نفذ اليهود الصهاينة أكبر الاقتحامات بالآلاف للمسجد الأقصى وباحاته، وكان واضحاً من حجم الاقتحامات الصهيونية والطقوس في المسجد الأقصى أنهم يعملون على تهويده وطمس الهوية الإسلامية”.
واعتبر المحبة والميل إلى اليهود الصهاينة والولاء لهم من قبل العرب، حالة مرضية وإفلاسًا في الأخلاق وفي سلامة الفطرة، ومن الخلل في سلامة الفطرة أن يرغب الإنسان بالعلاقة مع الصهاينة بما هم عليه من سوء وإجرام وطغيان وحقد ومكر.
وأضاف “اليهود الصهاينة كشفوا ويكشفون على الدوام عداءهم لكل العرب والمسلمين”.. مشيرًا إلى أن المسألة ليست مجرد مشكلة بين اليهود الصهاينة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بل هم أعداء لكل المسلمين.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن اليهود هتفوا بـ”الموت للعرب” في باحات المسجد الأقصى وهم يهتفون به منذ 77 عامًا للتعبير عن عدائهم لكل العرب.. لافتًا إلى أن أبواق الصهيونية في المجتمع العربي وبعض وسائل إعلامهم يُصورون للناس ألا مشكلة بين العرب وإسرائيل، وإنما المشكلة إيرانية إسرائيلية.
وقال “كل شيء في فلسطين يكشف كذب دعاية أبواق الصهيونية ويفند المقولة الباطلة بألا مشكلة بين العرب وإسرائيل وإنما إيرانية إسرائيلية”.. مؤكدًا أن اليهود الصهاينة يهتفون بالموت للعرب والأسوأ من كل ذلك هتافاتهم بعبارات يسيئون فيها إلى رسول الله وخاتم أنبيائه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولفت إلى أن هتافات اليهود إساءة لكل الأنبياء وإلى خاتم النبيين وإلى مقام النبوة والرسالة العظيم والمقدس، ولا يجوز لكل مسلم أن يتجاهل الإساءات اليهودية للمقدسات أو أن تمر على مسامعه بشكل عادي وكأنها مسألة عادية.
وتابع “اليهود الصهاينة منذ بداية احتلالهم لفلسطين وإلى اليوم وما قبل ذلك من معتقداتهم وثقافتهم ومقولاتهم، التحرك العدائي ضد الأمة، وهم في سياق تحرك عدائي ضد المسلمين وضد هذه الأمة وفي المقدمة العرب”.
وأشار إلى أن “اليهود منذ بداية احتلالهم لفلسطين وإلى اليوم يعلنون الإساءة بالعبارات السيئة تجاه رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم”.. مؤكدًا أن الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم أصبح جزءاً من هتافات اليهود في مختلف مناسباتهم العدائية.
وأوضح السيد القائد أن موقف اليهود من القرآن الكريم فيما يفعلونه من إحراق للمصاحف ونشر فيديوهات، يهدف للإساءة إلى المقدسات.. مبينًا أن اليهود يستهدفون المساجد بقدسيتها الإسلامية بالتدمير والحرق والكتابة على جدرانها بعبارات مسيئة للإسلام والمسلمين.
ومضى بالقول “غير غريب من اليهود ما هم عليه من كفر وشر وسوء لكن الغريب هو ما عليه العرب والمسلمون جميعًا من تخاذل وسكوت، وما يقوم به اليهود في إطار عدائي حركي ضد الأمة يفترض أن يستفز المسلمين ويكون كافيًا في أن يكون لهم موقف بأرقى مستوى”.. مشيرا إلى أن “العدو الإسرائيلي يحقد على أمتنا أشد الحقد ولا يحترموا فينا ولا معنا ولا لنا أي شيء إطلاقاً، ويحقد كل الحقد على العرب والمسلمين بشكل عام ولا يعترف لهم حتى بأنهم بشر”.
واستطرد قائلًا “اليهود في نظرتهم لمن يسمونهم بالأغيار -يعني بغير اليهود من المجتمعات البشرية- بأنهم مجرد حيوانات بل ودون مستوى بقية الحيوانات، ما يفترض بالمسلمين إزاء الحقد الكبير ضدهم أن يكون دافعًا ليكون لهم موقف من اليهود كعدو”.
ولفت قائد الثورة إلى أن الإسلام يُجسّد قيم الخير والعدل والأخلاق الكريمة والقيم الفطرية الإنسانية، واليهود الصهاينة هم أعداء لكل ذلك، فيما يُجسّا اليهود الصهاينة حالة الشر في أفكارهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم وهذا واضح فيما يفعلونه بقطاع غزة.
وقال “اليهود الصهاينة ظهروا أمام العالم أجمع كجهة شر ظلامية فاسدة حاقدة لا تقبل بأي شيء من القيم المتعارف عليها”.. مؤكدًا أن كل الشعوب في العالم تهتف بوقف جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لكن اليهود الصهاينة يتجاهلون ذلك.
وأضاف “العار على المسلمين حينما يفقدون الغيرة حتى على دينهم ومقدساتهم ولا يبقى لهم اهتمام بأي شيء”.. لافتًا إلى أن “اليهود الصهاينة خطر على أمننا كأمة مسلمة وعلى ثرواتنا وأوطاننا ومخططاتهم واضحة”.
وعبر عن الأسف للحالة التي وصل إليها المسلمون بحيث لا يهتمون بدينهم ودنياهم.. معتبرًا تلك الحالة متدنية جدًا ومؤسفة ومطمعة للأعداء، فيما حالة المسلمين، خطيرة عليهم فيما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، وهي حالة لم يصل إليها غيرهم من الشعوب والأمم.
وتابع “حتى المشركين لم يكونوا بمستوى واقع المسلمين اليوم من الاستهتار واللامبالاة تجاه ما يعتقدونه ويقدسونه ويتشبثون به”.. متسائلًا “كيف يصل حال الأمة الإسلامية إلى أن تفقد أي تفاعل ولا تتحرك مثقال ذرة من السخط تجاه الإساءة إلى رسول الله وإلى القرآن الكريم؟”.
وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى أن الحرب الناعمة المفسدة المضلة تستهدف الأمة في فكرها وثقافتها وروحها المعنوية وقيمها وأخلاقها لتتحول إلى أمة مدجنة للأعداء، وهذه الحرب الناعمة تصل بالأمة إلى أن يسهل على الأعداء الإبادة لها والسيطرة التامة عليها والتغلب الكامل عليها.
وقال “في واقع أمتنا نلحظ حينما تكون المسألة إثارة فتن بداخلها كيف يتحرك البعض بكل شدة وقسوة واهتمام على كافة المستويات وتحت كل العناوين، ومن يدفع بالناس إلى الفتن ويظهر التفاعل والغضب والانفعال لا يتحرك بمثقال ذرة من السخط عندما يقوم الصهاينة اليهود بالسب والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم”.
وأضاف “المعاول التي يحفّر بها العدو الإسرائيلي الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي القدس هي تهدف إلى هدم تاريخ المسلمين وحاضرهم ومستقبلهم، ولا ينبغي أبداً لأي مسلم أن ينظر إلى ما يجري في فلسطين وكأنه لا يعنيه أبداً، والعدو الإسرائيلي حاضر لأن يفعل بأطفالك نفس ما فعله بأطفال فلسطين من إجرام”.
وأشار إلى أن مخططات العدو الإسرائيلي ومؤامراته تطال المسلمين ومقدساتهم، ومخطط العدو الإسرائيلي تجاه مكة والبيت الحرام وشعائر الحج والمدينة المنورة وتجاه مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي نفس المخططات التي تستهدف المقدسات.
وأكد قائد الثورة، أن آثار وامتدادات ما يحدث اليوم تصل إلى المسلمين والتجاهل لا ينفع.. لافتًا إلى أن الصمود الفلسطيني له الدور الأول في أن العدو الإسرائيلي لم ينتقل إلى استكمال بقية مخططاته بشكل كبير، ومثل الصمود الفلسطيني عائقًا كبيرًا في وجه العدو الإسرائيلي.
واستعرض ما نفذته كتائب القسام من عمليات مهمة بقطاع غزة للتصدي لكيان العدو الإسرائيلي وتوغلاته البرية، وكذا عمليات سرايا القدس والفصائل في تصديها للعدو، كما أطلقت سرايا القدس عددًا من الصواريخ لقصف المغتصبات والتحشدات الصهيونية.
وقال “بالرغم من حشد العدو خمس فرق عسكرية بهدف السيطرة التامة على القطاع لكن موقفه ضعيف عسكرياً ويواجه صمودا عظيماً وبطولياً، ويحاول كيان العدو أن يعوض هزائمه بالجرائم الكبيرة، بالإبادة الجماعية، بالتجويع الشديد، بالاستهداف للمستشفيات والنازحين”.
ونوه بمستوى صمود المجاهدين في غزة، واصفًا ذلك بالعظيم في مقابل خمس فرق عسكرية تتحرك بغطاء ناري جوي وبري وبحري.. مؤكدًا أن نجاح نموذج المجاهدين في غزة جدير بالدعم والمساندة من الأمة.
وأضاف “لو توفر للمجاهدين في غزة الدعم الكافي لكان الوضع مختلفاً، بالرغم من الدور الأمريكي والذي يُعد شريكًا في كل الإجرام الصهيوني اليهودي، ويُقدّم الدعم الكامل بمختلف الأسلحة والأموال النقدية من تريليونات العرب والدعم الإعلامي والسياسي وحتى التحريض”.. مشيرا إلى تكرار دعوة أعضاء في الكونغرس الأمريكي بالإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالقنابل النووية.
وتوقف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عند عيد المقاومة والتحرير في لبنان، والتي هي ذكرى عظيمة ومهمة مثلت محطة فارقة في الصراع مع العدو الإسرائيلي.. لافتًا إلى استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا والتوغلات والاختطافات والسرقة والنهب.
وقال “ما يجري في سوريا يؤكد ألّا أحد بمأمن من العدو الإسرائيلي، لأنه مستمر في غاراته وتوغلاته ويمارس أعمال الخطف والسرقة والنهب وهي درس لكل الناس”.
وأضاف “بخصوص المظاهرات المساندة لفلسطين، كان من المفترض أن تكون هناك أنشطة ومظاهرات في كل الدول العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني”.
ودعا قائد الثورة في ختام كلمته أبناء الشعب إلى الخروج المليوني غدًا في العاصمة صنعاء والمحافظات نصرة لرسول الله ووفاءً له ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية ودعمًا للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الخروج المليوني غدًا له أهمية كبيرة جدًا، وهو جهاد في سبيل الله يستحق النفير الواسع والخروج العظيم.. مضيفًا ” يوم الغد هو يوم نفير ووفاء، آمل أن يكون الخروج واسعا وعظيماً وكبيراً”