في أول زيارة له للصحراء.. لحسن السعدي يدشن صرح علمي واعد ويتفقد أوراش ومشاريع
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
زنقة20| علي التومي
بمناسبة تخليد الشعب المغربي الذكرى 49 لإنطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، شهدت مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية، تدشين جملة من المشاريع الواعدة بالتوزاي مع إطلاق العديد من الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية.
وبهذه المناسبة، اشرف كاتب الدولة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني،السيد لحسن السعدي رفقة والي العيون السبظ عبد السلام بكرات وعمدة العيون السيد مولاي حمدي ولد الرشيد،صباح اليوم الأحد على تدشين المعهد المتخصص في الفنون التقليدية.
وهو صرح علمي ثقافي تم تشييده على مساحة 2800 متر مربع ،في إطار البرنامج التنموي المندمج لجهة العيون الساقية الحمراء بكلفة 24,8 مليون درهم 13 مليون درهم للبناء و11,8 م درهم للتجهيز،كما سيعزز المعهد في الأول من سنة 2025 بمركز إيواء متكامل بكلفة 7 م درهم .
ويضم هذا المعهد ، إدارة و7 ورشات مجهزة للتكوين في مجالات الخياطة والفصالة والجلد وصياغة الفضة والحلي والخشب ونجارة الألمنيوم والترصيص الصحي وكهرباء البنايات و6 قاعات للدروس النظرية وقاعة للنذوات ومكتبة وقاعة للاعلاميات وقاعات للمكونين ومرافق صحية.
ويعتبر هذا المعهد الكبير إضافة نوعية للبنية التحية للقطاع بالاقاليم الجنوبية للمملكة لكونه يوازي او يفوق المعاهد الكبرى بكل من فاس ومراكش وسيساهم في خلق يد عاملة مؤهلة كما سيعزز التعاون جنوب جنوب.
وفي نفس اليوم، قام المسؤول الحكومي لحسن السعدي، بزيارة مركب الصناعة التقليدية بالعيون حيث اطلع على دار الدراعة، باعتباره المصنع الأول من نوعه لإنتاج مختلف الزي الصحراوي؛ حيث مكن من خلق 40 فرصة شغل منهم 12 مهاجر من دول افريقية صديقة وساهم في المحافظة على الموروث الثقافي الحساني كمكون أساسي من الهوية المغربية الأصيلة.
المسؤول الحكومي لحسن السعدي خصص ايضا زيارة خاصة لدار النسيج وهو المصنع النوعي من حيث التركيبة الذي مكن من خلق 50 منصب شغل لخريجات مراكز التكوين بالتدرج، بينما اشرف على افتتاح معرض الصناعة التقليدية المنظم من طرف غرفة الصناعة التقليدية والذي يضم مختلف الحرف مع مشاركة صناع من جهات أخرى.
وبالمناسبة تم توزيع معدات تقنية ومواد أولية على 20 صانع شاب حضر الدورات التكوينية المنظمة من طرف الغرفة بتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الإجتماعي والتضامني بالعيون.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
العاهل المغربي يدعو إلى مصالحة تاريخية مع الجزائر.. ويؤكد: لا حل للصحراء خارج مبادرة الحكم الذاتي
شدد العاهل المغربي الملك محمد السادس على أن إعادة إحياء الاتحاد المغاربي تمر بالضرورة عبر تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، مجددًا الدعوة لفتح صفحة جديدة بين البلدين الجارين، ومؤكدًا استعداده الدائم لحوار صريح ومسؤول.
الملك قال بصريح العبارة في خطاب سياسي رفيع بمناسبة عيد العرش، إن “الاتحاد المغاربي لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة”، مبرزًا إيمانه الراسخ بوحدة شعوب المنطقة، وقدرتها على تجاوز “الوضع المؤسف” الراهن، عبر التعاون وتغليب المصالح الاستراتيجية على الخلافات الظرفية.
مد اليد للجزائر.. والتزام بالحوار
أكد الملك، في خطابه الذي ألقاه مساء الثلاثاء 29 يوليوز 2025، أن موقفه تجاه الجزائر لم يتغير، قائلًا: “الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين والجغرافيا والمصير المشترك”.
وأضاف: “حرصت دوماً على مد اليد لأشقائي في الجزائر، ومستعدون لحوار صريح ومسؤول، أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين”.
قضية الصحراء.. دعم دولي متزايد لمبادرة الحكم الذاتي
وفي الشق المرتبط بنزاع الصحراء، أعرب الملك عن اعتزازه بما وصفه بـ”الدعم الدولي المتزايد” لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، مشيدًا على وجه الخصوص بموقفي المملكة المتحدة والبرتغال، اللذين اعتبر أنهما يكرّسان مواقف داعمة لـ”سيادة المغرب على صحرائه”.
وأشار الملك إلى أن المغرب، رغم ذلك، لا يزال حريصًا على إيجاد “حل توافقي لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف”.
في تفاعل مباشر مع الخطاب الملكي، أصدر المنتدى المغاربي للحوار بيانًا ثمّن فيه مضامين خطاب العرش، معتبرًا أنه يحمل “روحًا واقعية وانفتاحًا مسؤولًا”، ويدشّن فرصة تاريخية لترميم العلاقة بين المغرب والجزائر، وبعث مشروع الاتحاد المغاربي من جديد.
وقال البيان، الذي أرسل نسخة منه ل- "عربي٢١" إن المنتدى تابع “باهتمام بالغ” ما جاء في خطاب العاهل المغربي، وخاصة دعوته إلى “فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر”، مشيدًا بتجديد مد اليد و”تغليب منطق الحكمة والتكامل”، وفق تعبيره.
وأكد المنتدى أن وحدة شعوب المغرب الكبير لم تعد مجرد خيار سياسي، بل “ضرورة استراتيجية لمواجهة التحديات التنموية والأمنية”، داعيًا إلى استثمار هذه اللحظة السياسية.
وأعلن المنتدى في بيانه: دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى التجاوب الإيجابي مع المبادرة الملكية، وبناء مستقبل مشترك على أسس الثقة والاحترام المتبادل. ومناشدة النخب المغاربية، من سياسيين ومثقفين ومجتمع مدني، إلى الانخراط الفاعل في دينامية التقارب والمصالحة، بما يخدم تطلعات شعوب المنطقة نحو الاستقرار والازدهار، وتجديد التزام المنتدى بدعم المبادرات الرامية إلى بعث الاتحاد المغاربي، باعتباره مشروعًا للسلم والتنمية والتكامل.
وختم المنتدى بيانه برسالة رمزية قوية، مفادها أن “القطيعة والانغلاق لا يمكن أن يكونا قدَر شعوبنا”، وأن “الزمن المغاربي قد حان”، وأن “المصالحة التاريخية هي السبيل إلى مستقبل أكثر إشراقًا وكرامة لجميع مواطني المنطقة”.
كرونولوجيا القطيعة بين المغرب والجزائر
رغم الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع المغرب والجزائر، فإن العلاقات بين البلدين ظلت متوترة لعقود، وشهدت محطات مفصلية عمّقت الانقسام، وصولًا إلى القطيعة الرسمية عام 2021:
1975 بداية الشرخ: مع انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية، دعم الجزائر لجبهة البوليساريو مقابل المسيرة الخضراء المغربية، فجّر أولى بوادر النزاع الحاد.
- 1994 إغلاق الحدود: عقب تفجيرات مراكش التي اتهم المغرب فيها عناصر جزائرية، فرض تأشيرات فردّت الجزائر بإغلاق الحدود البرية، في قرار لا يزال قائمًا حتى اليوم.
- 2004–2011 محاولات تطبيع خجولة، لكنها لم تثمر إعادة بناء الثقة، وبقيت العلاقات في وضع هشّ.
2014–2020 تصعيد إعلامي واستخباراتي متبادل، وسط اتهامات بالتدخل ودعم الانفصال.
أواخر 2020 – المغرب يحصل على اعتراف أمريكي بسيادته على الصحراء، ويطبع العلاقات مع إسرائيل، ما فاقم التوتر مع الجزائر.
24 أغسطس 2021 الجزائر تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، متهمة الرباط بـ”أعمال عدائية”، بينما اكتفى المغرب بالتعبير عن “الأسف”، داعيًا إلى تغليب منطق الحوار.
منذ ذلك الحين، بقي الوضع على حاله، وسط مبادرات متفرقة من الرباط لمد الجسور، دون استجابة رسمية من الجزائر حتى الآن.