في ذكرى ميلادها.. حكاية عشق معالي زايد للفن التشكيلي
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
فنانة مبدعة تألقت في تجسيد أدوار وشخصيات مختلفة، عشقت الفن منذ الصغر، ولم تكتفِ بالتمثيل فقط، بل أحبّت الرسم ودرست الفنون التشكيلية، إنها الفنانة معالي زايد، وما لا يعرفه الكثيرون عنها أنها رسمت العديد من اللوحات، وامتازت ببصمتها الخاصة، فقصة حبها للفن التشكيلي كانت جانبًا من شخصيتها، فما هي قصتها مع هذا الفن؟ وكيف عبرت عن شغفها به؟ هذا ما روته في لقاء نادر، ونقدمه لكم تزامنًا مع ذكرى ميلادها التي توافق اليوم الخامس من نوفمبر.
ربما لا يعلم الكثيرون أن معالي زايد كانت فنانة موهوبة في الرسم، تجسد في لوحاتها شخصياتها وتعبيراتها، وتبحر في عوالم الألوان. كانت تمتلك المهارة الفنية وتتحكم بالأدوات، إذ تخرجت من المعهد العالي للتربية الفنية، وهو ما تحدثت عنه خلال لقاء سابق لها مع الإعلامية فريال صالح في برنامج «حق الجمهور»: «بعشق رسم اللوحات، بحب كل حاجة في الألوان، بحب أرسم حاجات تشبهني وأخرى مختلفة».
سر حبها للوحاتعبرت الفنانة معالي زايد عن حبها للرسم وتميزها بفرشاتها، إذ قالت: «مفيش حاجة وحشة حتى القبح فيه جمال، وكان لازم أترجم ده في لوحاتي، بشوف كل حاجة جميلة ولازم أحولها للوحة، حتى البهدلة حلوة، في الأفلام الأجنبية بيبهدلوا اللوكيشن، وتحس في تداخل الألوان إن فيه حياة، وأنا بحب المناظر الطبيعية تكون متحركة مش ثابتة لأن الجمود بيدايقني».
كما أوضحت حبها لرسم الجسم البشري لما فيه من إبداع خلّاق: «سمات الجسم البشري جميلة، بحب أرسمها. ممكن التمثيل خدني لكن مابعدتش عن الرسم أبدًا»، وأكدت أنها تحب رسم الاسكتشات وتفضل العشوائية في رسوماتها حسب حالتها النفسية: «أنا مش منظمة وبحب العشوائية جدًا حتى في الرسومات».
لوحات الفنانة معالي زايدوخلال لقاء سابق لها في برنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا»، قالت مهجة عبد الله، شقيقة الفنانة معالي زايد: «معالي كانت مش بتتكلم كتير عن حبها للرسم أو اللوحات والفنون التشكيلية، ولم يمهلها القدر للتعبير عن حبها للفن، لأن التمثيل كان مهمًا بالنسبة لها»، ولكنها في أواخر أيامها جمعت فرشاتها وألوانها، وقررت أن تكون خاتمتها مع فن أحبته، وذلك في مزرعة كانت تملكها على طريق إسكندرية الصحراوي. وقد كانت وصيتها إقامة معرض فني لأعمالها بعد وفاتها، وهو ما قامت به شقيقتها، بعد رحيلها إثر إصابتها بمرض السرطان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفنانة معالي زايد الفن التشكيلي الفنانة معالی زاید
إقرأ أيضاً:
التشكيلي فهد المعمري يختتم مشاركته في مبادرة طريق إلى الحرير بالصين
شارك الفنان التشكيلي العُماني فهد المعمري في النسخة الثالثة عشرة من مبادرة "طريق إلى الحرير" التي استضافتها جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 16 يونيو إلى 3 يوليو 2025، ممثلًا سلطنة عُمان ضمن وفد فني عربي ضم عددا من أبرز الفنانين التشكيليين من مختلف الدول العربية. وقد عبّر الفنان فهد المعمري عن سعادته واعتزازه بهذه المشاركة، مشيرا إلى القيمة الثقافية والفنية التي حملتها التجربة، سواء على مستوى التبادل الإبداعي أو التفاعل مع التاريخ والتراث الإنساني المشترك. وقال "المعمري": كانت تجربة ثرية بكل المقاييس، إذ قدّمت خلالها ثلاث لوحات فنية، باستخدام خامة ألوان الأكريليك على الكانفاس، وحرصت فيها على مزج الرموز البصرية العُمانية والصينية في إطار من الحوار الحضاري الفني العميق.
وفي حديثه عن تفاصيل الأعمال التي قدّمها، أوضح "المعمري" : اللوحة الأولى تناولت رمزية الانطلاق من سلطنة عُمان، حيث استعنت بصورة قلعة الجلالي كرمز للتاريخ والدفاع والحضارة، تنبعث منها أشعة ضوء متجهة نحو سور الصين العظيم، في إشارة إلى التواصل التاريخي بين الشعوب.
أما اللوحة الثانية فكانت تعبيرا عن الامتزاج الثقافي الذي أحدثه الحضور العربي في الصين، من خلال تصوير المساجد القديمة وشواهد القبور الإسلامية، مع دمج رمزية فن الكونج فو لإبراز التفاعل بين الثقافات والديانات، أما اللوحة الثالثة، بعنوان "الليلة الطويلة"، كانت عملا توثيقيا لرحلتي الشخصية في الصين، وقد ركزت فيها على الموانئ، حركة الصيادين، والعمارة الحديثة، في محاولة لالتقاط ملامح التمدّن الصيني كما رأيتها خلال مدة إقامتي."
واختتم الفنان فهد المعمري حديثه بالقول: المحطات الفنية والزيارات الميدانية التي مررنا بها، ساهمت في إثراء تجربتي وتوسيع مفاهيمي التشكيلية، كما أن التفاعل مع فنانين من ثقافات أخرى أتاح لي فرصة التعبير عن أفكاري بروح أكثر انفتاحًا. لقد جاء الامتزاج البصري بين الرموز العُمانية والصينية في أعمالي من عمق الإحساس بالترابط التاريخي والثقافي بين البلدين.
وتُعد مبادرة "طريق إلى الحرير" من أهم المبادرات الثقافية التي أطلقتها الحكومة الصينية عام 2009، بهدف دعم التبادل الفني والثقافي بين الصين والدول العربية. ومنذ انطلاقتها، استضافت المبادرة أكثر من 180 فنانا من مختلف أنحاء الوطن العربي، من خلال برامج ميدانية وفنية تهدف إلى تعميق الحوار الحضاري وتعزيز التعاون الثقافي بين الشرق والغرب.
واشتملت هذه الدورة على برنامج بدأ من العاصمة بكين بزيارة سور الصين العظيم، أحد أبرز المعالم التاريخية في العالم، ثم الانتقال إلى مدينة تشوانتشو في مقاطعة فوجيان، حيث أقيمت الفعاليات الفنية وحلقات العمل، وتضمن البرنامج زيارات ميدانية للمتاحف والمواقع التراثية والثقافية التي تسلّط الضوء على العلاقات التاريخية التي ربطت العرب بالصين، خاصة في مجال التجارة البحرية والثقافة الإسلامية، كما اطلع الفنانون على النماذج الحية للتأثير العربي في العمارة والفنون الصينية.
وفي الجانب الفني من الفعالية، شارك ثمانية فنانين من دول عربية مختلفة من بينها سلطنة عُمان، مصر، الجزائر، تونس، المغرب، والمملكة العربية السعودية ـ في حلقات عمل مكثفة، أنجزوا خلالها ما لا يقل عن ثلاث لوحات فنية لكل فنان، وتم عرض الأعمال المنجزة في أحد أشهر المتاحف الصينية، وسط حضور ثقافي واسع شمل المسؤولين هناك ونخبة من الفنانين والنقاد والمهتمين بالشأن الفني.
كما شهد البرنامج تكريم الفنانين المشاركين، والتأكيد على أهمية الاستمرار في دعم هذه المبادرات التي تسهم في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب. وشهدت الدورة أيضًا تعاونًا فنيًا مثمرًا بين الفنانين العرب ونظرائهم الصينيين من خلال إقامة حلقة عمل مشتركة نتج عنها لوحة جدارية ضخمة بلغ طولها تسعة أمتار، جسّدت فكرة "الامتزاج الحضاري" بين العالم العربي والصين.