ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
فاز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأميركية، بعد حصوله حتى الآن على 277 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي.
وأصبح ترامب ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية يفوز بالرئاسة بدورتين غير متتاليتين.
وترامب، في وقت مبكر، الأربعاء، فوزه في انتخابات الرئاسة على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس.
وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره في فلوريدا، قال ترامب: "لقد كتبنا التاريخ هذه الليلة. انظروا إلى ما حدث، أليس هذا جنونيا؟".
وخلال كلمته، شكر ترامب الحضور وأنصاره من الشعب الأميركي على انتخابه "الرئيس الـ47 للولايات المتحدة"، وفق تعبيره.
وأكد فوزه في ولايات بارزة، منها بنسلفانيا، نيفادا، وألاسكا. وقال: "هذا سيؤدي إلى فوزنا بنحو 350 صوت في المجمع الانتخابي"، مشيرا إلى أنه كسب التصويت الشعبي أيضا.
ترامب أعلن أيضا أن حزبه الجمهوري فاز بمجلس الشيوخ، معبرا عن فرحته بالنصر وسط تصفيق أنصاره الذين انتظروا خطابه لساعات طويلة.
وقال: "الانتصارات رائعة... لم يتوقع أحد هذا... أود أن أشكركم على ذلك، ويبدو أننا سنحافظ أيضا على سيطرتنا على مجلس النواب".
ونجح الجمهوريون في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي، بعد أن انتزعوا مقعدين كان يشغلهما الديمقراطيون في ولايتي وست فيرجينيا وأوهايو، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
إلى ذلك، شكر ترامب زوجته ميلانيا على دعمها خلال حملته الانتخابية، وقال: "وأشكر أيضا كل عائلتي وأبنائي الرائعين".
كذلك، شكر ترامب رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، الذي كان من بين الأوائل الذين أعلنوا فوزه .
بذات المناسبة، هنأ ترامب المرشح لمنصب نائب الرئيس، جي دي فانس، قائلا: "أود أن أكون أول من يهنئه"، قبل أن يأخذ فانس الكلمة ليشكر بدوره الناخبين الجمهوريين.
ترامب: أميركا من أعظم البلدان ويمكنها أن تكون الأعظم على الإطلاق
ولدى استعادته الكلمة، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة "من أعظم البلدان ويمكنها أن تكون الأعظم على الإطلاق"، وفق تعبيره، وأشار إلى أن "البلاد كانت تسير في مسار سيئ".
وبشأن ملف الهجرة، قال ترامب: "علينا أن نصلح الحدود بسرعة. نريد أن يأتي الناس إلينا بطريقة قانونية"، وأضاف "سنساعد البلاد على الشفاء".
في ختام خطابه توجه ترامب بالشكر لملايين الأميركيين "الذين كانوا قلب وروح هذه الحركة العظيمة"، وفق قوله.
ووعد ترامب بتخفيض الضرائب قائلا "نحن نستطيع فعل أشياء لا أحد يستطيع أن يفعلها.. الصين لا تملك ما نملك لا أحد يملك ما نملكه".
وقال "سنغير مسار البلاد بعدة طرق وهذا سيذكر على أنه اليوم الذي استعاد فيه الشعب الأميركي السيطرة على بلاده".
وأشار ترامب إلى الديناميكية التي خلقتها حملته، وقال إن الحملة استطاعت أن تستقطب مختلف الأميركيين "هؤلاء الناس جاؤوا من كل الأماكن.. من النقابات، أميركيين سود، لاتينيين، عرب أميركيين، أميركيين مسلمين.. لدينا الجميع، هذا جميل هذا تحالف تارخي وحد الناس من مختلف الخلفيات".
وتابع متحدثا عن محاولتي الاغتيال اللتين تعرض لهما خلال الحملة الانتخابية، قائلا "الله نجاني لسبب وهذا السبب هو إنقاذ البلاد واستعادة عظمة أميركا والان سنحقق هذه المهمة سويا".
وختم بالقول "سأحكم بشعار بسيط.. الوعود التي تقطع هي وعود نحافظ عليها وننفذها، لن يمنعني أي شيء من تحقيق الوعود التي قطعتها على نفغسي أمامكم".
وتابع "حان الوقت لتنحية انقسامات السنوات الأربع الماضية، حان الوقت للوحدة. النجاح يجمعنا سويا، وسنبدأ بوضع أميركا أولا" ثم أضاف "سويا نستطيع أن نجعل أميركا عظيمة مرة أخرى لكل الأميركيين".
وختم قائلا "لن أخذلكم، مستقبل أميركا سيكون أفضل".
وحتى اللحظة التي صعد فيها ترامب إلى المنصة أمام جمهوره، كان قد حصل على 267 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 214 لمنافسته كامالا هاريس، وهو ما يضعه على بعد ثلاثة أصوات فقط لتحقيق 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي لضمان الفوز بالبيت الأبيض.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المجمع الانتخابی
إقرأ أيضاً:
هل انضمام كندا للقبة الذهبية الأميركية يشكل عبئا على الاقتصاد؟
كالغاري– في خطوة أشبه بمشهد مسرحية جيوسياسية، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وألقى قنبلة دبلوماسية جديدة على جاره الشمالي كندا، يقترح فيها بشكل استفزازي أن تدفع كندا 61 مليار دولار للانضمام إلى منظومة الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية"، أو أن تتخلى عن سيادتها وتصبح الولاية الأميركية الـ51 وتنضم إلى المنظومة مجانا.
وآثار أسلوب ترامب وعرضه الانضمام بهذه الطريقة، ردود فعل غاضبة من المسؤولين الكنديين، حيث وصفه السفير الكندي لدى الأمم المتحدة، بوب راي، بأنه "ابتزاز" أكثر من كونه عرضا رسميا، مشيرا إلى أن مثل هذه التصريحات لا تليق بالعلاقات بين الدول، أما النائبة جودي سغرو، فقد وصفت تصريحات ترامب بالمزحة غير اللائقة، تفتقر إلى الجدية وتسيء إلى العلاقات بين البلدين ولا تليق بالشراكة التاريخية بينهما.
ويرى يحيى اللهيب أستاذ مشارك في كلية العمل الاجتماعي بجامعة كالغاري، أن سياسات الرئيس ترامب تعتمد إستراتيجية الاستعلاء واللعب على التناقضات لا ابتزاز، تهدف لتقديم تنازلات إضافية، وصرف الانتباه عن القضايا المهمة في كندا وإضعاف الانتقادات لسياساته، خاصة المطالبات بالتحقيق في سياساته الاقتصادية وحرب التعريفات التي أطلقها.
وأوضح اللهيب للجزيرة نت، أن هذه السياسات تجذب المحافظين الجدد، لا سيما برفضها السياسات الليبرالية الكندية، معتبرا أن نموذج ترامب يسعى لإعادة إنتاج أفكار المحافظين الجدد العنصرية، لكن بغلاف اقتصادي، مضيفا أن هذه السياسات، رغم معارضتها للاقتصاد الليبرالي، تعزز الأفكار العنصرية ضد المهاجرين والسكان الأصليين، وفق قوله.
إعلانوعن مستقبل العلاقات بين البلدين، يرى اللهيب أن تقلبات ترامب السياسية مؤقتة، مما يجعل تأثيره على العلاقات الكندية الأميركية مؤقتة، مشيرا إلى أن تصريحات ترامب منحت كندا فرصة لتنويع اقتصادها وفتح أسواق جديدة، مما يقلل اعتمادها على السوق الأميركية.
ويُعد مشروع "القبة الذهبية" نظاما دفاعيا صاروخيا متقدما يهدف إلى تتبع وحماية الأجواء الأميركية والكندية من تهديدات الصواريخ بعيدة المدى القادمة من دول مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وتُقدر تكلفة المشروع بـ175 مليار دولار وفقا لتصريحات ترامب، بينما تصل تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس إلى 831 مليار دولار على مدى 20 عاما، وتُعتبر كندا شريكا إستراتيجيا في هذا النظام، نظرا لموقعها الجغرافي، الذي يوفر موقعا مثاليا لتتبع الصواريخ القادمة من تلك الدول.
بدوره، حذر الخبير الاقتصادي الدكتور زياد الغزالي من أن الاستثمار في "القبة الذهبية" سيضغط على ميزانية كندا، التي تعاني عجزا بسبب التعريفات الجمركية الأميركية الجديدة، وانخفاض أسعار النفط -أحد أهم صادراتها – وتراجع الاعتماد الأميركي على صناعة السيارات الكندية، متوقعا أن يرتفع عجز الموازنة إلى أكثر من 62 مليار دولار كندي خلال السنة المالية الحالية.
وفي حديثه لـ"الجزيرة نت"، أوضح الغزالي أن ارتباط الاقتصاد الكندي بالولايات المتحدة يجعل مقاومة الضغوط الأميركية للانضمام إلى "القبة الذهبية" صعبة، وأشار إلى أن التوجه نحو شركاء دوليين آخرين يتطلب وقتا طويلا وبنية تحتية جديدة، خاصة في نقل النفط والغاز، غير متوفرة حاليا بسبب التصميم المتكامل مع الاقتصاد الأميركي.
وتوقع الغزالي أن يصل العجز المالي إلى أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2025، نتيجة انخفاض إيرادات النفط والتعريفات الجمركية، مؤكدا أن هذا العجز سيحد من قدرة الحكومة الكندية على تنفيذ وعود الحزب الليبرالي بدعم الرعاية الصحية، والبنية التحتية، والزراعة، لكن في ذات الوقت قال إن الحكومة قادرة على تمويل العجز بعدة طرق خاصة أنها تتمتع بتصنيف ائتماني "إيه إيه إيه: (AAA) وأسعار فائدة مناسبة لإصدار أدوات تمويل متنوعة.
وسجلت الحكومة عجزا تجاريا سنويا قدره 61.9 مليار دولار للسنة المالية المنتهية في 31 مارس/آذار 2024، مقارنة بعجز قدره 35.3 مليار دولار للسنة المالية السابقة، ويمثل العجز 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023-2024، مقارنة بـ 1.2% في 2022-2023.
إعلانويتفق الدكتور عاطف قبرصي أستاذ الاقتصاد في جامعة مكماستر مع الغزالي، في أن انضمام كندا إلى نظام القبة الذهبية، إلى جانب إنفاقها على خطة الدفاع الأوروبية، سيرهق الميزانية العامة للبلاد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتوقعات بكساد اقتصادي محتمل، كما سيُصعّب على الحكومة الوفاء بتعهداتها بتوفير فرص عمل، تحسين المعيشة، وخفض معدلات البطالة، مما سيؤثر سلبا على قطاعات صناعية وإنتاجية أخرى.
شكوك حول فعاليتهاوأضاف قبرصي في حديثه لـ"الجزيرة نت"، أن على كندا تعزيز قدراتها الدفاعية من خلال تصنيع الأسلحة والأنظمة الدفاعية محليا، مشيرا إلى أن المشكلة الأساسية في نظام القبة الذهبية لا تكمن فقط في تكلفته المالية الباهظة، بل في شكوك حول فعاليتها، مستدلا بآراء خبراء قللوا من جدواها في حماية كندا، مستشهدين بتجربة القبة الحديدية التي لم توفر الحماية الكافية لإسرائيل وغيرها.
عرض القبة الذهبية يضع كندا أمام خيارات اقتصادية صعبة، دفع 61 مليار دولار قد يرهق الميزانية العامة ويقلل الاستثمارات في النفط والغاز والزراعة، في حين أن رفض العرض قد يؤدي إلى توترات تجارية تهدد الصادرات الكندية، والتوجه إلى أسواق جديدة نحو أوروبا، وهذا قد يعزز بعض القطاعات، لكنه يتطلب استثمارات طويلة الأجل، لتبقى الخلاصة في كلتا الحالتين أن كندا تحتاج إلى إدارة دقيقة لموازنة الأولويات الاقتصادية مع متطلبات الدفاع والأمن القومي.