ماذا يعني تغيير روسيا لعقيدتها النووية؟
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
يحمي الدرع النووي الروسي موسكو من التدخل الواسع النطاق لحلف شمال الأطلسي في الحرب في أوكرانيا. ولكن، تحت هذه العتبة، يواصل الغرب تكثيف دعمه لحلفائه الأوكرانيين، مما يضع بوتين أمام تحدٍ صعب حول كيفية استعادة فعالية الردع.
وأعلنت روسيا اليوم عن تعديلات جوهرية في عقيدتها النووية وقعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وترقي هذه التغييرات الوشيكة في السياسة النووية للبلاد، والتي تم الإعلان عنها خلال تصريحات في بداية اجتماع مجلس الأمن في 25 سبتمبر (أيلول)، إلى رفع عتبة استخدام الأسلحة النووية لحماية روسيا وحلفائها، والتصدي لأي تهديد لبقاء الدولة الروسية ككيان نووي.
???? تعرف على أبرز بنود العقيدة النووية الروسية الجديدة.#غرفة_أخبار_RT #تقارير_RT #أخبار #RT_Arabic pic.twitter.com/zJOdznOQTK
— @RTArNewsRoom (@RTArNewsRoom) November 16, 2024 الابتكارات الرئيسيةلكن قبل ذلك كله سرد الرئيس بوتين الابتكارات الرئيسية في خطابه القصير والذي شمل أن العدوان على روسيا من قبل أي دولة غير نووية، ولكن "بمشاركة أو دعم" دولة نووية، يجب اعتباره هجوماً مشتركاً.
أما البند الثاني فيحدد شروط الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية، وستكون موسكو مستعدة لاستخدامها "عند تلقي معلومات موثوقة عن إطلاق مكثف لأسلحة هجومية جوية وفضائية وعبورها للحدود الوطنية"، بما في ذلك الطائرات الاستراتيجية والتكتيكية، والصواريخ المجنحة، والطائرات بدون طيار، والطائرات الأسرع من الصوت.
رسمياً.. بوتين يوافق على تحديث العقيدة النووية الروسية - موقع 24وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، على مرسوم أسس العقيدة النووية المحدثة للبلاد.وأخيراً، تستخدم الأسلحة النووية رداً على هجوم على روسيا وبيلاروسيا باستخدام الأسلحة التقليدية إذا كان هذا الهجوم يشكل "تهديداً خطيراً للسيادة".
وبموجب النسخة الحالية من سياسة الردع النووي الروسية، التي وافق عليها بوتين في يونيو (حزيران) 2020 ، أي قبل أربع سنوات فقط، وفي فترة مختلفة تماماً ما قبل الحرب، فإن موسكو مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية فقط رداً على هجوم باستخدام أسلحة تقليدية ضد الاتحاد الروسي بشكل محدد، وفي حالات "عندما يكون وجود الدولة ذاته مهدداً".
ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله: "تمت صياغتها عملياً بالفعل. وسيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها عند الضرورة"، بالإشارة إلى اعتماد بوتين لكافة التعديلات على العقيدة النووية كما رفعها مجلس الدوما في البلاد.
BREAKING: Putin has approved an updated nuclear doctrine, saying that Russia could consider using nuclear weapons if subject to a conventional missile assault on it supported by a nuclear power.
Sky's @ramsaysky is in Kyiv with the latesthttps://t.co/yyyOKsiMga
???? Sky 501 pic.twitter.com/eeM8ttTYox
اللافت للنظر تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب في وقت سابق من أن روسيا سيكون بمقدورها بموجب التعديلات المقترحة استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربة بصواريخ تقليدية، ولفت إلى أنها ستعتبر أي هجوم عليها بدعم من إحدى القوى النووية هجوماً مشتركاً.
واعتبرت التعديلات على نطاق واسع محاولة من بوتين لرسم "خط أحمر" للولايات المتحدة وحلفائها، من خلال الإشارة إلى أن موسكو ستدرس الرد باستخدام أسلحة نووية إذا سمحت تلك الدول لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى، ويبدو أن روسيا بدأت بالفعل التصدي لخطوة واشنطن التي منحت أوكرانيا الضوء الأخضر لاستهداف العمق الروسي بصورايخ بعيدة المدى مثل منظومة "أتاكمز" الأمريكية أو "ستورم شادو" البريطانية على الرغم من بريطانيا وألمانيا لم توافقا حتى الآن على استهداف الأراضي الروسية بصواريخهما.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن يدلى بوتين بتعليقاته عن تحديث العقيدة النووية عشية اجتماع سابق بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث كان من المقرر اتخاذ قرار بشأن السماح لكييف باستخدام الصواريخ الغربية لضرب عمق الأراضي الروسية.
وبحسب موسكو تعتبر محادثة بايدن وزيلينسكي "الحلقة الأخيرة" في اتجاه مقلق للغاية بالنسبة للكرملين حيث يوسع الغرب مساعداته لأوكرانيا في حين يظهر تجاهلاً متزايداً للخطوط الحمراء الروسية.
ورداً على ذلك، تريد القيادة الروسية أن تظهر أن تصريحاتها يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأن العقيدة النووية الأكثر صرامة هي واحدة من الأدوات القليلة المتاحة للقيام بذلك.
وبالعودة قليلاً إلى الوراء قبل عامين فقط، كان من الصعب أن نتخيل قيام أفراد عسكريين غربيين بقصف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود، أو أن مثل هذا الحدث يمكن أن يحدث دون إشعال حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما حدث قبل عام واحد، عندما شنت القوات المسلحة الأوكرانية ضربة على سيفاستوبول باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية.
???????? PUTIN SIGNED NEW NUCLEAR DOCTRINE!
It contains paragraphs like:
- If a non nuclear state is supported by a nuclear state and they launch a mass drone strike, Russia may nuke in response.
- Russia reserves the right to use nuclear weapons in the event of aggression against… pic.twitter.com/RMgySJX32l
اليوم اتخذت روسيا تصعيداً في خطابها وأفعالها في محاولة لمنع الغرب من السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ حلف شمال الأطلسي على الأراضي الروسية المعترف بها دولياً ووفقاً لبوتين، فإن مثل هذا الإذن يعني أن "دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية تقاتل روسيا" بعبارة أخرى، حتى الرئيس يعترف بشكل غير مباشر بالفرق بين الأراضي الروسية التي أنشئت قانوناً والأراضي التي تم ضمها من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وهو دليل قاطع على أن روسيا تلعب مع أمريكا والاتحاد الأوروبي لعبة الردع المتبادل.
ومنذ بداية الغزو الشامل لأوكرانيا، أطلق الرئيس الروسي بوتين، الذي توقع أن تنتهي الحرب في غضون أيام، تهديدات شديدة اللهجة ضد الغرب في خطابه في 24 فبراير (شباط) 2022، قائلاً: "سترد روسيا على الفور، وستكون العواقب كما لم تشهدوها قط في تاريخكم بالكامل".
هدية "أتاكمز" تؤجج المخاوف من توسع حرب أوكرانيا - موقع 24شكل قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف روسية صدمة محلية وعالمية، رافعاً التصعيد ومخاطر توسع الحرب إلى أعلى مستوياتها.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية النووية تحذيرات الرئيس خط أحمر الحلقة الأخيرة مقر الأسطول الروسي الحرب الأوكرانية روسيا بوتين أسلحة نووية الأسلحة النوویة العقیدة النوویة الأراضی الروسیة الرئیس الروسی شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
الرئيس العليمي يطلب من روسيا تزويد اليمن بمنظومة دفاع جوي ويكشف: الحوثيون هددوا بقصف مطاراتنا (شاهد المقابلة كاملة)
طالب الرئيس اليمني رشاد العليمي، من روسيا، تزويد بلاده بمنظومات دفاع جوي، معربا عن تطلعه بأن تلعب موسكو في مجلس الأمن دورا لرفع اليمن من تحت البند السابع الذي يحول دون وصول مثل هذه المنظومة الى اليمن.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، إن اليمن بحاجة ماسة إلى منظومات دفاع جوي لحماية المطارات والبنية التحتية المدنية من هجمات جماعة الحوثي المستمرة، غير أن القيود الدولية المفروضة على البلاد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، تعيق تزوّد الحكومة بهذه الأنظمة.
وفي مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" خلال زيارته التي أجراها إلى روسيا، عبّر العليمي عن أمله في أن تلعب موسكو دوراً إيجابياً في هذا الإطار، قائلاً: "نحتاج إلى الدفاع الجوي، روسيا لديها من الأنظمة ما يمكن أن يساعدنا، لكننا تحت الفصل السابع، وهذا يُعقد الأمور"، مضيفاً أن "أي دعم لليمن يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه القيود القانونية والدولية".
واستبعد العليمي، وفقا لخبر المقابلة المنشور على موقع القناة، الادعاءات التي تروّج حول وجود دعم روسي للحوثيين، مؤكداً أن "روسيا، بتاريخها ومواقفها، لا يمكن أن تقف مع جماعة عنصرية وثيوقراطية مثل الحوثيين".
وأضاف: "روسيا وقفت مع الجمهورية اليمنية في الستينيات ضد ذات الجماعة التي تدّعي اليوم أحقيتها بالحكم بموجب النسب والسلالة، ولن تكون اليوم في صفهم وهم يحملون ذات الفكر السلالي، الذي يتناقض جذرياً مع قيم روسيا التاريخية في مناهضة النازية والعنصرية".
وشدد العليمي على أن موسكو دعمت القرارات الدولية المتعلقة باليمن، وخصوصاً القرار 2216، وأن مواقفها في مجلس الأمن أثبتت أنها تتعامل وفق مصالحها الاستراتيجية بعيداً عن الاصطفافات الطائفية، مشيراً إلى أن "موسكو حريصة على علاقتها مع دول الخليج، وتفهم جيداً أن الحوثيين يشكلون ذراعاً عسكرية لمشروع إيراني توسعي في المنطقة".
وفي سياق حديثه عن عرقلة الحوثيين للعمليات الإنسانية والمدنية، كشف العليمي تفاصيل لافتة تتعلق بأزمة وقعت خلال موسم الحج العام الماضي، حين حاولت الحكومة الشرعية إعادة حجاج يمنيين من جدة إلى صنعاء، عبر طائرات خاصة تم استئجارها خصيصاً لهذا الغرض.
وقال إن الحكومة أرسلت ثلاث طائرات إلى مطار صنعاء، لكن الحوثيين احتجزوها هناك، رغم تحذيرات من خطر استهداف إسرائيلي متوقع.
وأوضح: "قلنا لهم دعونا نُخرج الطائرات إلى عدن أو حضرموت أو حتى إلى سلطنة عمان، فقط حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات، لكنهم رفضوا، فجاءت الضربات الإسرائيلية وأحرقت الطائرات الثلاث في أرض المطار"، مضيفاً أن طائرة رابعة أُرسلت بعد أيام، وتم تدميرها لاحقاً بنفس الطريقة بسبب الإصرار الحوثي على تعطيل أي نشاط لا يخضع لسيطرتهم الكاملة.
ورداً على سؤال حول فرص السلام مع الحوثيين، قال العليمي إن مجلس القيادة الرئاسي وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات لا يزالان متمسكين بخيار الحل السياسي، غير أن كل المحاولات – بما في ذلك خارطة الطريق التي ترعاها الرياض – اصطدمت بجدار رفض حوثي صلب، نتيجة "عقيدة الجماعة الرافضة لفكرة الدولة والمواطنة".
وتابع: "الحوثيون لا يؤمنون بالشراكة، ولا يعترفون بالسلام. هم جماعة ترى نفسها مصطفاة من الله لحكم اليمن، وبالتالي لا يمكن أن تقبل بانتخابات أو شراكة سياسية أو تداول سلمي للسلطة"، مشدداً على أن هذا الفكر "السلالي الطائفي لا يمكن أن يقبل به اليمنيون الذين ثاروا من أجل دولة جمهورية ومواطنة متساوية".
وتطرق العليمي إلى تصاعد الأنشطة الحوثية في البحر الأحمر، قائلاً إن الجماعة تستغل شعار دعم غزة من أجل تمرير أجندتها التوسعية المرتبطة بطهران، مضيفاً: "هم يدّعون أنهم يقصفون إسرائيل، لكن صواريخهم تنفجر في الجو ولا تصل أصلاً، بينما تسببوا في تدمير الموانئ والمطارات والمصانع في اليمن بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية".
وشدد على أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وضد السفن التجارية أثارت قلقاً دولياً واسعاً، وأعادت الجماعة إلى واجهة الاهتمام الأمني العالمي باعتبارها تهديداً للملاحة الدولية.
وفي ما يتعلق بالأداء الداخلي لمجلس القيادة الرئاسي، قال العليمي إن المجلس يعكس تركيبة متوازنة تمثل مختلف الأطياف والمناطق اليمنية من صعدة حتى المهرة، مؤكداً أن الخلافات داخله طبيعية وتُحسم وفق آليات محددة، منها اللجوء إلى صوت الرئيس المرجّح في حال تعادل الأصوات.
وأضاف: "انتقلنا من صراعات داخل الشرعية إلى إطار تمثيلي جامع يتيح العمل المنظم"، مشيراً إلى أن مجلس القيادة يمثل مرحلة انتقالية هدفها نقل البلاد نحو حوار شامل لتحديد شكل الدولة الجديدة، سواء كان اتحادياً أو غير ذلك، بما يتوافق عليه اليمنيون لاحقاً.
وفي سياق الحديث عن القضية الجنوبية، شدد العليمي على أن الدولة اليمنية لا تؤمن بفرض الوحدة بالقوة، ولا بقبول الانفصال بالعنف: "نحن مع حوار وطني شامل يشارك فيه كل اليمنيين بعد استعادة الدولة، يقررون فيه مستقبلهم. لا يمكن فرض الوحدة بالقوة، ولا نقبل بالانفصال بالقوة".
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، قال العليمي إن واشنطن دعمت الشرعية اليمنية، لكنه أبدى خيبة أمل من ما وصفه بـ"المد والجزر" في الموقف الأميركي، خاصة خلال فترات سابقة حين تم الضغط على الحكومة للانسحاب من مشارف الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم، ما منح الحوثيين فرصة لإعادة التموضع وتوسيع نفوذهم.
كما انتقد قرار إدارة بايدن المبكر برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب، قائلاً إن الجماعة استغلت ذلك لتكثيف هجماتها، قبل أن تضطر الإدارة الأميركية لاحقاً لإعادة تصنيفهم بعد استهدافهم للسفن في البحر الأحمر. وأردف: "الحوثيون لا يفهمون إلا لغة القوة. حين ضربت الولايات المتحدة بعض مخازنهم وقياداتهم توقفوا عن الهجمات فوراً".
واختتم العليمي المقابلة بالتأكيد على أن معركة اليمنيين ليست فقط عسكرية، بل أيضاً سياسية واقتصادية وثقافية، ضد مشروع طائفي توسعي تدعمه إيران عبر جماعة الحوثي.
وقال: "نحن نمثل كل اليمن، من صعدة إلى المهرة، وهم يمثلون أنفسهم، وسنستعيد دولتنا، سلماً أو حرباً، ولن نقبل بالعيش تحت حكم جماعة ترى نفسها فوق الشعب".
وأكد أن المجلس الرئاسي ليس نهاية المطاف، بل محطة مؤقتة نحو عملية سياسية أوسع يشارك فيها جميع اليمنيين لتحديد مستقبلهم ونظامهم السياسي، مشدداً: "نحن مع الدولة، مع الجمهورية، مع المواطنة المتساوية، وهم مع السلالة والولاية والغلبة. ولهذا لا يمكن أن نلتقي".