تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل العالم قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بالحرب المستمرة منذ 13 شهرًا في غزة، بمشاعر متباينة انقسمت على خطوط سياسية وجغرافية.

وقالت المذكرات إن هناك سببًا للاعتقاد بأن نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت استخدما "المجاعة كأسلوب حرب" من خلال تقييد المساعدات الإنسانية واستهدفا عمدا المدنيين في الحرب الإسرائيلية على غزة.

الدعم الأوروبي

وفي أول رد فعل على القرار، أيدت الحكومات الأوروبية المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بعد قرارها يوم الخميس، وأن الحكم ليس سياسيًا ويجب احترامه.

وأعرب الاتحاد الأوروبي، من خلال مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل، عن احترامه لقرار المحكمة مؤكداً على إلزاميته لجميع الدول الأعضاء.

وأعلنت هولندا، وهي دولة طرف في نظام روما الأساسي، عن التزامها بالتعاون مع المحكمة، وذهبت إلى حد إلغاء الاتصالات غير الأساسية مع نتنياهو.

نتنياهو

وأشارت فرنسا إلى أنها سترد بما يتوافق مع قوانين المحكمة، مما أثار تكهنات حول إمكانية اعتقالهما على أراضيها.

الرفض الأمريكي والإسرائيلي

رفضت الولايات المتحدة القرار بشكلٍ قاطع، معبرة عن قلقها إزاء العملية التي أدت إليه. كما شنّت إسرائيل هجوماً عنيفاً على القرار، ووصفه الرئيس هرتسوغ بـ"يوم مظلم للعدالة"، واتهمت المحكمة بالتحيز والافتقار للشرعية.

وأدان المسؤولون الإسرائيليون من مختلف الأحزاب القرار، واعتبروه معادياً للسامية، مؤكدين على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

الترحيب الفلسطيني

رحبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بقرار المحكمة، ورأتهما خطوةً نحو العدالة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة.

كما أعربت دول في الشرق الأوسط وإفريقيا عن مواقفها تجاه مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق المسؤولين الإسرائيليين.

ففي الأردن دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى احترام أحكام المحكمة الجنائية الدولية وتنفيذها، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني في العدالة.

وفي جنوب أفريقيا، رحبت الحكومة بالقرار، واعتبرته خطوة هامة على طريق تحقيق العدالة فيما يتعلق بالجرائم المزعومة المرتكبة في فلسطين.

نتنياهو وجالانت

وتظهر مذكرة التوقيف هذه، بوضوح، صراعاً دولياً حاداً بين سعي المحكمة لتحقيق العدالة وبين المصالح السياسية للدول. ففي حين يُمثّل القرار إنجازاً قانونياً مهماً يُعزّز مبدأ المساءلة الدولية، إلا أنه يثير أيضاً تساؤلاتٍ جوهرية حول مستقبل المحكمة الجنائية الدولية وعلاقتها بالقوى الكبرى والدول الأعضاء فيها. وسيبقى هذا الملف بمثابة اختبار حقيقيٍّ لإرادة المجتمع الدولي في تحقيق العدالة لجميع ضحايا الانتهاكات، بغض النظر عن هويتهم أو انتماءاتهم السياسية. 

التأثير الدولي

أدى القرار إلى إثارة جدلٍ دولي واسع حول شرعية المحكمة الجنائية الدولية وصلاحياتها، وخاصةً فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

كما أثار تساؤلات حول مدى التزام الدول بتطبيق مذكرات التوقيف، وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى تعقيد العلاقات الدولية.

وحث المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 124 دولة على التحرك بشأن أوامر الاعتقال الصادرة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق، بالإضافة إلى القيادي العسكري بحركة حماس محمد الضيف.

ولا تملك المحكمة الجنائية الدولية سلطة تنفيذ أوامرها، لكن من الناحية الفنية، فإن أي دولة وقعت على نظام روما الأساسي، ستكون ملزمة باعتقال بنيامين نتنياهو أو يوآف جالانت أو ضيف، إذا وصلوا إلى أراضيهم.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في بيان: "أناشد جميع الدول الأطراف أن تفي بالتزاماتها بموجب نظام روما الأساسي من خلال احترام هذه الأوامر القضائية والامتثال لها".

كما دعا الدول غير الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية إلى العمل معاً من أجل "دعم القانون الدولي".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اعتقال نتنياهو وجالانت نتنياهو جالانت المحكمة الجنائية الدولية الرفض الأمريكي غزة إسرائيل المحکمة الجنائیة الدولیة

إقرأ أيضاً:

مفتي الهند يدعو لاحترام سيادة الدول ورفض كل أشكال الهيمنة

وجه الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الهند نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي، والمنظمات الإسلامية والعربية، وصُنّاع القرار في العالم أجمع، بضرورة التدخل الفوري لوقف ما وصفه بالحرب المدمرة-الحرب بين دولة الاحتلال و إيران- التي لا تجلب إلا الخراب وسفك الدماء البريئة.

وقال في بيان له إننا  نُدين بأشد العبارات أي دعم مادي أو سياسي أو عسكري يُقدَّم لدولة الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاتها على أي دولة ذات سيادة، ونؤكد أن دعم الظالم هو شراكة في ظلمه، ومساندة المعتدي هي خيانة للقيم الإنسانية والدينية.

ودعا إلى حل نهائي ومستدام لوقف الحروب، يقوم على مبادئ العدل، واحترام سيادة الدول، ورفض كل أشكال الاحتلال والهيمنة، وإعطاء كل شعب حقه الكامل في الحرية والكرامة والاختيار دون تدخل خارجي أو وصاية مفروضة.

وشدد على أن الحرية حق إلهي مكفول لكل الشعوب، ولا يجوز شرعًا ولا عقلاً أن تفرض دولةٌ إرادتها أو سيادتها بالقوة على دولة أخرى، فذلك ظلم وعدوان يخالف مقاصد الشريعة السمحاء ويهدد أمن العالم أجمع.

 داعيا الله تعالى أن يُلهم قادة العالم الحكمة والرشد، وأن يحقن دماء المسلمين والمظلومين في كل مكان، وأن يعمّ الأمن والسلام ربوع العالم.

طباعة شارك الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الهند المجتمع الدول المنظمات الإسلامية والعربية صُنّاع القرار في العالم

مقالات مشابهة

  • حركات الأزواد تطلب عدالة الجنائية الدولية في حرب الشمال المالي
  • الحوثيون يدعون دول العالم لمساندة إيران في وجه إسرائيل
  • محافظ قنا يكرم بطل العالم في الووشو كونغ فو تقديرًا لإنجازاته الدولية
  • رايتس ووتش: انسحاب المجر من الجنائية الدولية إهانة لضحايا أسوأ الجرائم في العالم
  • محافظ قنا يكرم خلف محمد بطل العالم في الووشو كونغ فو تقديرًا لإنجازاته الدولية
  • كيف تتعامل الدول العربية مع التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية؟
  • تقرير "مخيف" عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟
  • عاجل| مركز إسرائيلي: المحكمة الجنائية الدولية تتجاوز صلاحياتها وتخضع لأجندات سياسية
  • وزير الدفاع الباكستاني: إيران ليست وحدها
  • مفتي الهند يدعو لاحترام سيادة الدول ورفض كل أشكال الهيمنة