في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة تريفي
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل أسبوعين، افتُتحت نافورة "تريفي" الباروكية في روما، واصطفّ السيّاح الراغبون بالتقاط صور "السيلفي" على طول ممر معدني تم تركيبه حديثًا، حيث بدأ العمال عملية شاقة ودقيقة لتنظيف التحفة الفنية التي تعود إلى القرن الثامن عشر.
ويمكن للممر المصنوع من سقالات البناء والمغطى بسجادة من الفينيل أن يستوعب 130 شخصًا في وقت واحد، ما يمنح السيّاح فرصة لإلقاء نظرة عن قرب على تمثال "أوقيانوس" وعربته التي تجرها الخيول.
لكن يجب أن يعلم كل من يود زيارة معلم الجذب السياحي أنّ تقليد رمي العملات المعدنية الشهير والقديم في النافورة، محظور الآن. وفي الواقع، سيواجه أي شخص يفعل ذلك غرامة قدرها 50 يورو (54 دولارًا). ويُسمح فقط بإلقاء العملات المعدنية في مسبح مؤقت صغير بين الممشى والساحة المرصوفة بالحصى.
وقال عمدة روما روبرتو غوالتييري لـCNN في مقابلة إن مشروع التنظيف والترميم الذي تبلغ تكلفته 330 ألف دولار سيستمر حتى ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ويشكّل الممر والمسبح المؤقت خطوة ضرورية نحو إيجاد التوازن الدقيق بين الحفاظ على البيئة والسياحة. ومن خلال دراسة فترات الذروة من اليوم التي يُستخدم فيها الممر، ستتمكن المدينة من وضع ضوابط أفضل للحشود.
وأضاف أن "الهدف هو تحسين تجربة الزوار لخلق تجربة فريدة من نوعها للاستمتاع بالنافورة وتجنب الازدحام، ولهذا السبب هناك حد أقصى لعدد الأشخاص الذين يمكنهم البقاء على هذا الممر، ولكن بعد انتهاء أعمال الصيانة، سيكون هناك حد أقصى لعدد الأشخاص الذين يمكنهم التواجد داخل منطقة النافورة للاستمتاع بها".
وتبدو من الممر المرتفع، تفاصيل التمثال الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، مذهلة. لكن من هذا المنظور، يمكن للمرء أن يرى أيضًا ملايين الخدوش في الحافة الحجرية على جنب النافورة بسبب العملات المعدنية الطائرة.
ويمكن كذلك رؤية الآلاف من علامات الصدأ الدائرية من العملات المعدنية الموجودة في الماء. وفي كل عام، يتم إزالة أكثر من 1.5 مليون يورو (1.6 مليون دولار) من العملات المعدنية من النافورة وإعطائها لجمعية "كاريتاس" الخيرية الكاثوليكية، لكن رميها أحدث ضررًا بالنصب التذكاري.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آثار روما العملات المعدنیة
إقرأ أيضاً:
اخترق الـسي آي إيه.. كراكا الهاكر المراهق الذي هزّ أميركا دفاعا عن فلسطين
في عام 2018، أصدرت السلطة القضائية في إنجلترا وويلز حكما بالسجن لمدة عامين على كين جامبل البالغ من العمر 18 ربيعا، والتهمة هي تنظيم مجموعة من الهجمات السيبرانية التي أدت إلى اختراق حسابات مجموعة من الشخصيات الحساسة والبارزة في الحكومة الأميركية، ومن بينهم، جون برينان رئيس المخابرات الأميركية آنذاك وزوجته، فضلا عن مارك جوليانو نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي وأعضاء أسرته بالكامل.
ولكن، الاختراق الذي قام به جامبل لم يكن اختراقا عاديا يعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كان هجمة سيبرانية منظمة ومكونة من عدة قطع متحركة، انتهت باختراق حسابات مجموعة متنوعة من كبار الموظفين في الولايات المتحدة، فضلا عن الوصول إلى منازلهم واختراق شبكاتها وأجهزة التلفاز الخاصة بها لعرض رسائل استفزازية.
يصف كين جامبل ما قام به بأنه أكبر اختراق على الإطلاق، ويؤكد في سجلات المحكمة الرسمية بأنه كان سعيدا بسبب نشوة التحدي والمغامرة التي كان يخوضها، فكيف تمكن من القيام بذلك؟
هجمات جامبل السيبرانية لم تكن هجمات معتادة تعتمد على الملفات الخبيثة فقط، بل كانت هجمات منظمة ترتقي إلى مستوى المنظمات العالمية، إذ استطاع تقليد وخداع موظفي خدمة العملاء في كبرى الشركات الأميركية مثل "كومكاست" (Comcast) و"فيريزون" (Verizon) ثم إقناعهم بتسريب بيانات سرية ومهمة عن ضحاياه.
ورغم أن جامبل كان هو الوجه الإعلامي للاختراق والمجرم الرئيسي الذي تم الحكم عليه، إلا أنه لم يكن وحيدا، إذ أسس في بداية فترة نشاطه عبر الإنترنت مجموعة من المخترقين أطلق عليها "كراكا وذ آتيتود" (Cracka with Attitude) واختصارا "سي دبليو إيه" (CWA)، ومن ضمن النشطاء في هذه المجموعة كان "ديفولت" (Default)، وهو قرصان مراهق آخر تأثر كثيرا برحلة سنودن واستغل قدراته لتوصيل رسائل سياسية في المقام الأول.
هجمات جامبل و"ديفولت" لم تكن مجرد هجمات سيبرانية من أجل الاختراق فقط أو الابتزاز، بل امتدت إلى استفزاز الضحايا خاصة من الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، إذ نشر جامبل عبر حسابه في "تويتر" آنذاك متحديا وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" (CIA) قائلا إنه وصل إلى كل شيء تملكه الوكالة وطالبا منهم رفع درجة التحدي، كما اختراق أجهزة التلفاز الخاصة بكل ضحاياه تاركا رسالة استفزازية عليها.
إعلانكما ترك رسائل صوتية عديدة لزوجة وزير الأمن الداخلي، جيه جونسون مستفزا إياها، فضلا عن تغيير كلمات المرور لحسابات أسرة مارك جوليانو وإزعاجهم بمئات المكالمات المستمرة حتى تم وضعهم تحت حماية الشرطة.
وتجدر الإشارة إلى أن جامبل سرب بعض المعلومات التي وصل إليها عبر مواقع التسريبات الشهيرة والمعروفة مثل "ويكي ليكس" (Wikileaks) وغيرها، وهو الأمر الذي دفع القضاء لرفع حدة التهم الموجهة إليه لتصبح اختراق الحياة الخصوصية وترويع المواطنين.
الحكم النهائيارتكب جامبل هذه الجرائم عندما كان يبلغ من العمر 15 و16 عاما، ورغم صغر سنه، إلا أن هجماته كانت مدفوعة بنوايا سياسية، إذ ذكر في كافة هجماته تعليقات تطلب تحرير فلسطين وإيقاف العمليات الإرهابية فيها، إلى جانب التعرض لقضايا أخرى مختلفة ومتنوعة.
ولكن بسبب صغر سن جامبل، تمكن المحامي الخاص به وليام هارباغ من إقناع المحكمة بأنه لم يكن يدرك عواقب ما يقوم به، فبالنسبة له، كان الأمر كله عبارة عن لعبة ماتعة يخوض غمارها مع أصدقائه في محاولة منهم لجذب الانتباه.
لذا حصل على حكم مخفف بقضاء عامين في سجن الأطفال، وهو الحكم الذي انتهى في أغسطس/آب 2020، ثم عاود كين جامبل مجددا الاتصال بالإنترنت، في محاولة منه للحاق بما فاته، ولكن هذه المرة، دخل عالم الأمن السيبراني وأصبح أحد مدافعيه بدلا من أن يكون قرصانا يتربص بالضحايا.