خبير عسكري يكشف لـعربي21 المشهد العسكري الراهن في شمال سوريا
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
كشف الخبير والمحلل الاستراتيجي العقيد عبد الجبار العكيدي، أهمية المناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية على محاور القتال في أرياف حلب إدلب خلال المعارك المتواصلة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة لها.
وأوضح العكيدي في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن مقاتلي المعارضة استفادوا بشدة من فترة جمود جبهات القتال خلال السنوات الخمس الماضية بهدف تطوير قدراتهم العسكرية، معتبرا أن قوات النظام لن تتمكن من الصمود أمامها دون تدخل جوي روسي.
وامتدت رقعة العملية العسكرية التي أطلقها المعارضة تحت مسعى "ردع العدوان" إلى ريف إدلب الشمالي وضواحي مدينة حلب الغربية وريفها الجنوبي بعد يومين من المعارك في المناطق الغربية من الريف.
وقالت المعارضة، في بيان حول تطورات اليوم الثالث من المعارك، إن مقاتليها بدأوا في الدخول إلى مدينة حلب، وذلك بعد بسط سيطرتهم على منطقة البحوث العلمية في ضواحي مدينة حلب الغربية.
وتاليا نص المقابلة الكاملة مع العقيد عبد الجبار العكيدي حول المشهد العسكري الراهن:
◼ استطاعت فصائل المعارضة تحقيق تقدما كبيرا خلال اليومين الماضيين، هل تعتقد أن هذا التقدم كان في حسبان الفصائل عند التخطيط للمعركة؟
لا أتوقع أنهم كانوا يتوقعون أن يكون الهجوم بهذا الزخم الكبير وبهذا الانهيار السريع لقوات النظام. بالتأكيد "إدارة العمليات العسكرية" كانت قد وضعت خطة محكمة. ومن الواضح أن هناك تكتيكا عسكريا مهنيا وخبرات واستفادة من التجارب السابقة.
ولكن لا أتوقع أنهم كانوا يتوقعون أن يكون التحرير بهذه السرعة، أو أن يكون انهيار قوات النظام والمليشيات الإيرانية كبيرا بهذا الشكل.
◼ كيف تصف المشهد العسكري الحالي بعد يومين من المعارك الضارية؟
المشهد العسكري حقيقة جيد بالنسبة لفصائل الثورة. هناك تقدم سريع وسرية بالعمل وهناك أيضا استفادة من التكنولوجيا العسكرية والطائرات المسيرة.
كما هناك تصنيع محلي كذلك يشمل تصنيع ناقلات جند وعربات مصفحة وذخائر وبعض الصواريخ. فبالتالي المشهد العسكري جيد ومن الواضح أن المعنويات عالية لدى الفصائل.
◼ كيف تقيم عسكريا كل من أداء المعارضة وقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية الموالية له؟
بالنسبة لتقييم أداء فصائل الثور عسكريا، فإن أداءهم احترافي وجيد ويشير إلى وجود تخطيط وتنظيم مسبق للعملية. كما يوجد قيادة عسكرية جيدة.
في المقابل، هناك انهيار للميليشيات ايرانية وقوات النظام السوري رغم علمها المسبق بوجود عمل عسكري مسبق، حيث يتم الحديث عن عمل عسكري في المنطقة منذ شهرين على الأقل.
ومن الواضح أن قوات النظام والمليشيات الإيرانية غير قادرة على الصمود على الإطلاق دون غطاء جوي من روسيا.
◼ ما الجديد في هذه المعارك على صعيد القدرات والمهارات العسكرية، بما أن هذه الحملة تأتي بعد سنوات من خمول الجبهات؟
فصائل الثورة استفادت من فترة هذا الخمول كما وصفته. كان هناك فترة جمود في الجبهات الجبهات خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية، وقد استغلتها فصائل الثورة في التدريب وتأهيل الكوادر الاختصاصية. وكان هذا واضحا من خلال مجريات المعركة الحالية.
◼ ما أهمية القرى والبلدات التي بسطت فصائل المعارضة سيطرتها عليها ضمن هذه الحملة العسكرية؟
القرى والبلدات التي بسطت فصائل الثورة سيطرتها عليها مهمة جدا، حيث تحرر ريف حلب الغربي بالكامل ومساحات شاسعة من ريف حلب الجنوبي. وفي الريف الشمالي تحررت بلدة عندان.
بالتالي، فإن فصائل الثورة بدأت تفرض طوق على مدينة حلب وقوات النظام. واليوم جرى قطع طريق حلب دمشق الدولي "M5" على النظام.
وتحرير عندان يعني فصل مدينة تبل والزهراء ومحاصرتها عن مدينة حلب وعدم وصول الإمدادات البشرية واللوجستية إلى قوات النظام في المدينة والجبهات الاخرى.
بالإضافة إلى محاصرة النظام من جهة الجنوب عبر السيطرة على قرى خان طومان والزربة، فضلا عن السيطرة على كفر حلب الاستراتيجية والمرتفعة. والآن هناك توجه إلى تحرير تلة العيش الاستراتيجية، وهذا يعني الذهاب نحو الشرق في اتجاه جبل عرسان وخناصر من أجل قطع الطريق الثانوي أو الفرعي الذي تسلكه قوات النظام من حلب إلى دمشق.
أيضا هناك أهمية بالغة للقرى والبلدات التي تحررت وصولا إلى خان العسل في الريف الغربي. وقد بدأت المعارك الآن على أطراف مدينة حلب من الجهة الغربية.
◼ هل تستطيع المعارضة الحفاظ على تقدمها في حال وضعت روسيا ثقل قوتها الجوية لصالح الأسد، كما حدث المعارك السابقة؟
هذا الأمر يتعلق بمجريات المعركة وحجم التدخل الروسي. ومشهود للروس بالإجرام واستخدام سياسة الأرض المحروقة. كما يتعلق هذا الملف بالتفاهمات الدولية مثل التفاهمات التركية الروسية والتفاهمات الروسية الامريكية.
بالتالي، لا نستطيع تقدير إمكانية ثبات فصائل المعارضة في المناطق المحررة في حال تدخلت روسيا بكامل سلاحها الجوي.
◼ في النهاية، ما توقعاتك لمسار المعركة العسكري على المدى المنظور؟
أتوقع أن مسار المعركة مستمر لتحرير أكبر مساحة ممكنة تستطيع الفصائل التحرك خلالها قبل حدوث أي تدخل إقليمي أو دولي تفاهمات دولية معينة. من المؤكد أن لدى الفصائل هامش لاستغلاله وفرض أمر واقع على مناطق سيطرتها.
ولكن كما أخبرتك، لا نعرف مدى العملية وحجمها وما أبعاده إلى الآن، ولا نعرف ما إذا كانت إلى تهدف إلى تحرير حلب واستكمالها باتجاه أرياف حماة وجبل الزاوية أو باتجاه تل رفعت من الشمال من مليشيات "قسد".
الأمور إلى الآن غير واضحة. مع مرور الوقت تتكشف لنا خطة الهجوم، لأن لا أحد مطلع على هذه الخطة سوى غرفة العمليات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات المعارضة حلب النظام سوريا حلب المعارضة النظام المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المشهد العسکری فصائل المعارضة قوات النظام مدینة حلب
إقرأ أيضاً:
ألكسندر فوتشيتش يكشف: صربيا دعمت إسرائيل عسكريًا بعد 7 أكتوبر رغم الإنتقادات الأوروبية
في مقابلة حصرية مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن بلاده زوّدت إسرائيل بأسلحة بعد هجمات 7 تشرين الأول، رغم الانتقادات الأوروبية، مؤكدًا عمق العلاقات بين بلغراد وتل أبيب في مجالات الدفاع والتجارة. اعلان
كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في مقابلة حصرية مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن بلاده قدّمت مساعدات عسكرية لإسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر / تشرين الأول، رغم الانتقادات التي واجهتها من شركائها الأوروبيين. وأكد أن هذه المساعدة نُفذت بسرعة غير مسبوقة، في غضون أربعة أيام فقط، ما شكّل تحوّلًا لافتًا في العلاقات الثنائية بين بلغراد وتل أبيب.
فوتشيتش، الذي يتولى رئاسة صربيا منذ عام 2017، شدد على أن بلاده لن تغيّر موقفها من إسرائيل رغم الضغوط، مشيرًا إلى أن "صربيا ستكون دائمًا إلى جانب الشعب اليهودي ودولة إسرائيل".
وأضاف أن صادرات الأسلحة الصربية إلى إسرائيل بلغت أكثر من 42 مليون يورو في عام 2024، أي ما يعادل ثلاثين ضعف ما كانت عليه قبل عام، ما جعل صربيا شريكًا رئيسيًا في سلسلة التوريد الدفاعية لإسرائيل، وأشار: "أنا الزعيم الوحيد في أوروبا الذي يتعامل عسكريًا مع إسرائيل، ولذلك أتعرض لانتقادات كثيرة".
Relatedصربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار نوفى سادصربيا: اشتباكات في نوفي ساد خلال احتجاجات تطالب بالإفراج عن معتقلينقبل 26 عاما قصف الناتو يوغوسلافيا السابقة.. صربيا تحيي الذكرى بحضور السفير الروسيوأكد فوتشيتش أنه بذل جهودًا دبلوماسية شخصية للمساعدة في الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي-الصربي ألون أوهل، المحتجز في غزة منذ أكثر من 600 يوم. وقال إنه تواصل مع زعماء عرب طلبًا للدعم، مشيرًا إلى تلقيه معلومات تشير إلى أن أوهل لا يزال على قيد الحياة رغم إصاباته الخطيرة.
كما نوّه الرئيس الصربي إلى احتضان بلاده للفرق الرياضية الإسرائيلية بعد 7 تشرين الأول، في ظل المقاطعات الأمنية والرياضية في دول أوروبية أخرى، مؤكدًا أن المباريات أُقيمت دون أي حادثة معادية للسامية.
على الصعيد الاقتصادي، سجّلت العلاقات التجارية بين البلدين نموًا غير مسبوق، إذ ارتفعت صادرات صربيا إلى إسرائيل بنسبة 196% خلال أول شهرين من عام 2025، ووصل حجم التبادل التجاري في 2024 إلى نحو 199 مليون دولار. وتنوّعت الصادرات بين المنتجات الصناعية والزراعية، بينما تركزت الواردات على التكنولوجيا الطبية والبصرية.
واستعرض فوتشيتش جانبًا من الدعم الإسرائيلي لصربيا في المحافل الدولية، مشيدًا بموقف تل أبيب الذي امتنعت عن التصويت لصالح قرار الأمم المتحدة باعتبار 11 تموز يومًا دوليًا لضحايا مذبحة سربرنيتسا، وهو قرار أثار حساسية شديدة في صربيا.
وفي ما يخص معاداة السامية، شدد فوتشيتش على أن بلاده لم تشهد موجات الكراهية التي شهدتها دول أوروبية أخرى، معتبرًا أن العداء لليهود "تحوّل إلى موضة سياسية مرفوضة وخطيرة".
ولفت إلى الخطوات التي اتخذتها صربيا في السنوات الأخيرة لتكريم ضحايا المحرقة، من بينها قانون استرداد ممتلكات اليهود الذين لا ورثة لهم، وإنشاء مركز تذكاري في موقع معسكر "ستارو سايميشتا"، حيث قُتل آلاف اليهود والصرب إبان الاحتلال النازي.
الرئيس الصربي، الذي تربطه علاقات وثيقة مع قادة عرب وإسرائيليين على حد سواء، أبدى خشيته من تصاعد موجات الكراهية في جامعات ومجتمعات غربية، وقال: "ما يحصل في بعض الجامعات الأميركية ضد اليهود أمر خطير وجاهل وغير إنساني".
وختم حديثه بالتأكيد على أن العلاقة مع إسرائيل ليست مجرد تحالف سياسي، بل "سياسة دائمة" تعكس رؤية صربيا الاستراتيجية في عالم مضطرب، معتبرًا أن البلدين يتقاسمان المصير ذاته في محيط إقليمي معقّد يتطلب استقلالية القرار وقوة التحالفات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة