في وقت تتصاعد فيه المخاوف حول التطور النووي والحروب الجارية حول العالم، وذلك بعد إعلان هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة أن إيران ستبدأ في تخصيب اليورانيوم بآلاف أجهزة الطرد المركزي في منشآتها، ما زاد من التوترات بشأن برنامج طهران الذي يخصب عند مستويات قريبة من درجة الأسلحة، بحسب «أسوشيتد برس»، يسترجع العالم أحداث الحرب العالمية الثانية، وخطر القنابل النووية بعد إلقاء قنبلة «الرجل البدين» على مدينة ناجازاكي، وإظهار القدرة التدميرية الهائلة للأسلحة النووية، فما القصة؟

القنبلة النووية «الرجل البدين»

في صيف عام 1945، كانت الحرب العالمية الثانية تقترب من نهايتها، لكن ما لم يكن متوقعًا كان استخدام الأسلحة النووية فيها، ففي 6 أغسطس منذ نفس العام، ألقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، وتعرف هذه القنبلة بـ«الولد الصغير».

ثم في 9 أغسطس، دمَّرت قنبلة ثانية مدينة ناجازاكي، وكانت القنبلة التي أسقطت عليها تعرف باسم «الرجل البدين»، وكانت واحدة من أشرس الأسلحة النووية التي استخدمت في التاريخ الحربي.

تم تسمية القنبلة بـ«الرجل البدين» بسبب تصميمها المستدير الضخم، حيث كانت من نوع البلوتونيوم ذات التصميم المسمى بـ«القنبلة الانفجارية الكروية»، وكان طولها 3.3 متر وعرضها 1.5 متر، ويصل وزنها إلى حوالي 4670 كيلوجراما، وكانت أكثر ضخامة مقارنةً بقنبلة «الولد الصغير» التي ألقيت على هيروشيما، وفقًا لمؤلف مشروع مانهاتن. 

تم تطوير «الرجل البدين» ضمن مشروع مانهاتن الأمريكي الذي استهدف إنتاج الأسلحة النووية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه القنبلة هي النسخة الثانية من الأسلحة النووية التي استخدمها الجيش الأمريكي في الحرب، بعد قنبلة «الولد الصغير».

وتم اختبار أول نسخة منها في 16 يوليو 1945، في موقع ترينيتي في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وأسفر الاختبار عن انفجار يعادل قوة تدميرية تقدر بحوالي 25 كيلو طن من مادة TNT، ما أظهر قدرة القنبلة التدميرية الهائلة.

الهجوم على ناجازاكي 

قررت الولايات المتحدة الأمريكية استهداف ناجازاكي بعد فشل الهجوم على الهدف الأول وهي مدينة كوكورا، بسبب سوء الأحوال الجوية، فانطلقت القاذفة «بوكسكار» التي كانت تحمل القنبلة من جزيرة تينيان في المحيط الهادئ.

وفي صباح 9 أغسطس، انفجرت «الرجل البدين» في ناجازاكي، مما أسفر عن تدمير المدينة ومقتل ما يصل إلى 40 ألف شخص على الفور، بينما وصلت تقديرات الوفيات النهائية إلى 80 ألف شخص بسبب الإصابات الناتجة عن التلوث الإشعاعي وأمراضه، الذي كان سببًا رئيسيًا في الوفيات اللاحقة، حيث تعرض العديد من الأشخاص للأمراض السرطانية وتشوهات خلقية.

الجدل الأخلاقي والسياسي حول استخدام الأسلحة النووية

لا يزال استخدام الأسلحة النووية على هيروشيما وناجازاكي موضع جدل واسع حتى اليوم، إذ يرى البعض أن الهجوم على المدينتين كان ضروريًا لإنهاء الحرب سريعًا ومنع خسائر أكبر، في حين يرى آخرون أن استخدام القنبلة كان غير مبرر أخلاقيًا، وكان له تأثيرات مدمرة على اليابانيين، في الوقت الذي كان فيه البعض يعتقد أن اليابان كانت في طريقها للاستسلام.

وإن الهجومين على هيروشيما وناجازاكي يُعتبران نقطة تحول في السياسة العسكرية الدولية، حيث أديا إلى تكوين معاهدات ونظم رقابة على الأسلحة النووية مثل معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية «NPT» التي تم توقيعها في عام 1968.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اليابان القنبلة النووية الأسلحة النووية الولايات المتحدة إيران الأسلحة النوویة

إقرأ أيضاً:

تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها

بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.

وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".

وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".

وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".



وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".

وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".

وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".

كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".

وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".

مقالات مشابهة

  • التلغراف: بريطانيا تحذر من ضربة نووية روسية محتملة وتستعد لسيناريو الحرب النووية
  • وزير الأمن الإيراني: الوثائق النووية الإسرائيلية ستُنشر قريباً
  • الحل أو الحرب .. عضو مجلس الدولة العُماني يوضح مصير المفاوضات النووية | فيديو
  • واشنطن وباريس تتفقان على التزام مشترك لمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية
  • الرئيس الإيراني: مستعدون دوماً لعمليات التفتيش النووي ولن نقبل بالغطرسة
  • عاجل. الاستخبارات الإيرانية تكشف أنها حصلت على آلاف الوثائق الحساسة عن المنشآت الإسرائيلية النووية
  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • لن تُدمر بضربة.. غروسي يكشف خفايا زيارته لمواقع النووي الإيراني
  • “روسآتوم”: مستعدون للمساهمة في حل أي قضية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني
  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان