ماذا وراء الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة في جورجيا؟
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الاحتجاجات التي نظمتها المعارضة في تبليسي، بعد قرار الحزب الحاكم "الحلم الجورجي" تأجيل مسألة الاندماج الأوروبي حتى سنة 2028.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الاشتباكات مع أنصار المعارضة في شوارع العاصمة ليلة 29 تشرين الثاني/ نوفمبر أسفرت عن إصابة العشرات من رجال الأمن.
وتضيف الصحيفة أنه في مساء اليوم نفسه، تجمع المتظاهرون مرة أخرى أمام مبنى البرلمان. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن المعارضة لا تملك القوة الكافية لتكرار سيناريو الميدان الأوكراني.
المعارضة تواصل الاحتجاجات في تبليسي
اجتاحت الاضطرابات جورجيا بعد أن أعلن رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه تجميد عملية الاندماج الأوروبي، الأمر الذي تعارضه المعارضة. وفي حال كانت الاحتجاجات السابقة سلمية إلى حد ما، ففي ليلة 29 تشرين الثاني/ نوفمبر استخدمت القوات الخاصة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين قاموا بإشعال حاويات القمامة والإطارات، وألقوا قنابل دخانية وأشياء أخرى على أفراد الشرطة. ووفقاً لوزارة الداخلية، نتيجة هذه الممارسات أصيب 32 شرطياً واعتقل 43 متظاهراً. وفي مساء 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، خرج أنصار المعارضة مرة أخرى في مظاهرة أمام مبنى البرلمان.
وفقاً لكوباخيدزه، كانت الاضطرابات نتيجة "عنف منظم ومخطط مسبقاً من قبل المعارضة الراديكالية". وبالنظر إلى الوضع في العاصمة، دعى قسم المصالح الروسية لدى السفارة السويسرية في جورجيا المواطنين الروس إلى الامتناع عن التواجد في أماكن التجمعات الجماهيرية.
وتعيد الأحداث الجارية في تبليسي الأذهان إلى الأحداث التي شهدتها كييف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. في ذلك الوقت، اتخذت الحكومة الأوكرانية قرارًا مماثلًا بتعليق التحضير لتوقيع اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وهو ما تسبب في اندلاع احتجاجات واسعة النطاق وطويلة الأمد من قبل المعارضة في الميدان، والتي أدت في النهاية إلى انقلاب حكومي في شباط/ فبراير 2014. ومع ذلك، يعتقد النائب السابق في البرلمان الجورجي بيتر مامرادزه أن تكرار السيناريو الأوكراني في جورجيا أمر غير وارد.
وبحسب بيتر مامرادزه لا تملك المعارضة القوة الكافية ولا أي إستراتيجية؛ حيث تتمثل إستراتيجيتهم الوحيدة في تنظيم الاحتجاجات فقط. لكن أنصار الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، المعروفين بمواقفهم المؤيدة للغرب والذين يزعمون في الوقت الحالي أنهم ينقذون جورجيا، عددهم قليل جدا ويتلقون دعمًا محدودًا من الشباب، مما يصعب عملية تنظيم احتجاجات جدية.
وينفي بيتر مامرادزه وجود مظاهرات شعبية واسعة النطاق أو أي انقسام داخل الحزب الحاكم أو الهياكل الحكومية، مستبعدًاا إمكانية حدوث "ثورة ملونة" في جورجيا.
ولم تفلح المعارضة الجورجية، الممثلة بأربع أحزاب برلمانية، من تقديم زعيم موحد. لذلك، كان للرئيسة سالوميه زورابيشفيلي دور خاص في الاحتجاجات التي جرت في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر. بعد تصريح كوباخيدزه، اتهمت زورابيشفيلي الحزب الحاكم "الحلم الجورجي" بتنفيذ انقلاب دستوري، ووصفت نفسها بأنها الممثل الشرعي الوحيد للسلطة في البلاد. وصرحت بأنها التقت بالفعل بسفراء دول الاتحاد الأوروبي وطلبت منهم القيام بكل ما يلزم لإجراء انتخابات جديدة في جورجيا.
ونقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في معهد موسكو للعلاقات الدولية نيكولاي سيلايف أن زورابيشفيلي تفتقر إلى أنصار خاصين بها. وبعد انتخاب الرئيس الجديد، ستغادر بهدوء إلى فرنسا. بالنسبة للمعارضة، يصعب عليها اختيار قائد لها. يكمن الفارق بين ما يحدث في جورجيا والأحداث في أوكرانيا هو أن السلطات الأوكرانية في سنة 2013 كانت تتردد في إعطاء أوامر واضحة للشرطة، بينما السلطات الجورجية الحالية لا تتردد في ذلك.
كيف يتفاعل الاتحاد الأوروبي مع الوضع في جورجيا؟
وبحسب سفير الاتحاد الأوروبي في جورجيا، بافيل غيرشينسكي، ولد عدم اهتمام السلطات الجورجية بإتمام مسار الاندماج الأوروبي "خيبة أمل شديدة". وفي رد على ذلك، اتهم حزب "الحلم الجورجي" غيرشينسكي بنشر معلومات مضللة. وقالت إدارة الاتصالات التابعة للحزب في بيان لها: "في الواقع، أكدت السلطات الجورجية أنها ستراقب عن كثب تنفيذ اتفاق الشراكة، وأنه بحلول عام 2028، سيتم تنفيذ 90 بالمئة من الاتفاق". وكان اتفاق الشراكة بين جورجيا والاتحاد الأوروبي، الذي تم توقيعه في صيف 2014، قد منح العديد من المزايا في التجارة مع الاتحاد الأوروبي.
ووعد كوباخيدزه باتخاذ جورجيا تدابير دبلوماسية في حال لم يغير سفير الاتحاد الأوروبي خطابه ولم يتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. بالإضافة إلى ذلك، انتقد رئيس الوزراء الجورجي الاتحاد الأوروبي مرة أخرى بسبب ما وصفه بالابتزاز، مشيرًا إلى أن ما يحدث حول جورجيا مرتبط مباشرة بمحاولات الغرب لجر البلاد إلى الصراع في أوكرانيا منذ عام 2022.
من جانبها؛ لم تعلق بروكسل بشكل رسمي حتى الآن على قرار السلطات الجورجية تعليق مسألة انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي. وفقًا لنيكولاي سيلايف، فإن المسؤولين الأوروبيين يفكرون حاليًا في كيفية الرد على هذا القرار من أجل الحفاظ على ماء الوجه.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأنه في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، اعتمد البرلمان الأوروبي قرارًا يدعو بروكسل لفرض عقوبات على رئيس وزراء جورجيا إيراكلي كوباخيدزه وكبار المسؤولين في حزب "الحلم الجورجي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتجاجات المعارضة جورجيا الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبي المعارضة اوكرانيا الاحتجاجات جورجيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی السلطات الجورجیة الحلم الجورجی تشرین الثانی المعارضة فی فی جورجیا قرار ا
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة يلتقي مفوض الاتحاد الأوروبي للثروة السمكية
التقى علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وكوستاس كاديس، مفوض الاتحاد الأوروبي المعني بالثروة السمكية، على هامش فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، المنعقد حاليًا بمدينة نيس الفرنسية.
وتناول اللقاء، سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجالات مصائد الأسماك، الثروة السمكية المستدامة، وحماية البيئة البحرية.
وأكد وزير الزراعة أنه على الرغم من أن مصر لا تطل مباشرة على المحيطات، إلا أنها تمتلك سواحل حيوية على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وهما جزء لا يتجزأ من النظام البيئي البحري العالمي، كما أن صحتهما تؤثر بشكل مباشر على القدرة على توفير الغذاء وتعزيز الاقتصاد الأزرق، لافتا إلى أن الدولة المصرية تضع على رأس أولوياتها التنمية المستدامة للمصايد السمكية، ومكافحة الصيد الجائر وغير المشروع، وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة في القطاع السمكي.
وشدد الوزير على أن التحديات التي تواجه البحار والمحيطات، مثل التلوث، والتغيرات المناخية، والصيد الجائر وغيرها، هي تحديات عالمية تتطلب تضافر الجهود الدولية، مؤكدًا على التزام مصر بالعمل مع شركائها الدوليين لتطبيق أفضل الممارسات والمعارف العلمية لضمان استدامة مصادرنا السمكية للأجيال القادمة، نظرًا للارتباط الوثيق بين صحة المحيطات والبحار ومستقبل الأمن الغذائي العالمي.
وخلال اللقاء، استعرض فاروق جهود مصر في تطوير قطاع الثروة السمكية، وزيادة الإنتاج السمكي بما يضمن الأمن الغذائي، مع الالتزام بالممارسات المستدامة التي تحافظ على الموارد البحرية للأجيال القادمة.
وأشار الوزير الى جهود الدولة المصرية في تعزيز قدراتها وزيادة إنتاجيتها، وكافة جهود حماية البيئة البحرية المصرية، كما وجه "فاروق" الدعوة لمفوض الاتحاد الأوروبي لزيارة مصر للاطلاع على التطورات الجديدة بقطاع الثروة السمكية في مصر.
ومن جانبه، أعرب «كاديس» عن سعادته لمشاركة وزير الزراعة المصري في الجلسة الوزارية الهامة المقامة على هامش المؤتمر الأممي الهام، وتلبية الدعوة بالحضور والمشاركة، الأمر الذي يعكس التزام مصر الراسخ بالحفاظ على الثروات البحرية وتنميتها، بما يدعم الأمن الغذائي ويحقق أهداف التنمية المستدامة.
وأشاد مفوض الاتحاد الأوروبي بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة في مجال الأمن الغذائي والمحافظة على البيئة البحرية، مؤكدًا استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم الفني وتبادل الخبرات مع مصر في هذا الإطار.
ووجه «كاديس» الدعوة لوزير الزراعة لحضور الاجتماع الوزاري والمقرر عقده خلال العام المقبل لمراجعة اعلان مالطا الوزاري الصادر عام 2017 في ضوء رؤية مصر في التعديلات المقترحة على الاعلان الوزاري الجديد تقديرا لدور مصر الاقليمي في هيئة مصائد البحر المتوسط.
وناقش الجانبان التعاون المشترك، بإطلاق مشاريع تهدف إلى تعزيز القدرات في مجال إدارة مصائد الأسماك المستدامة وتقنيات الاستزراع السمكي الحديثة، وتقديم الدعم الفني كما أكدا على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة التحديات التي تواجه البحار والمحيطات، مثل الصيد الجائر والتلوث البحري وتغير المناخ وأنظمة التتبع، فضلا عن عقد اجتماعات فنية بين الجانبين لمناقشة الحلول المقترحة والإجراءات التنفيذية، المقرر مناقشتها في اجتماع اللجنة العامة في نوفمبر المقبل، فضلاً عن مناقشة حصص الدول فيما يتعلق بالتونه زرقاء الزعانف.
يأتي هذا اللقاء في إطار حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع الشركاء الدوليين لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، وخاصة في القطاعات الحيوية كقطاع الزراعة والثروة السمكية، والدور المصري الفاعل في المحافل الدولية المعنية بالبيئة البحرية، بما يخدم مصالحها الوطنية ويسهم في تحقيق الأهداف الأممية الرامية إلى حماية الكوكب.
ومن المقرر أن يشارك وزير الزراعة المصري في الجلسة الوزارية المقرر عقدها على هامش المؤتمر غداً الجمعة الموافق 13 يونيو الجاري بحضور رفيع المستوى من الوزراء ورؤساء الوفود ممثلي الدول الأعضاء في هيئة مصايد الأسماك بالمنطقة.
حضر اللقاءات الدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية والدكتور أحمد سني الدين رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل والمهندس عاطف صلاح مدير عام المصايد بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية.
اقرأ أيضاً«الزراعة» تتفقد الأنشطة البحثية والإرشادية بقرى الأقصر
«الزراعة»: مستمرون في التعاون مع لجنة الشؤون الأفريقية لبحث زيادة فرص الاستثمار
وزير الزراعة يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات بمدينة نيس الفرنسية