وأوضح، خلال حديثه في برنامج "المقابلة"، أن والده فرّ من ألمانيا عام 1938 قبيل "ليلة الكريستال"، حيث تعرضت عائلته لمذبحة قرب فرانكفورت، مما أثر عليه بعمق ودفعه للعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان.

ونشأ روث في بيئة متواضعة بضواحي شيكاغو بولاية إلينوي، ولم يخض تجربة السفر حتى سن الـ16، وتأثر بالأجواء السياسية المضطربة في الستينيات، مما حفّزه على الدفاع عن الحقوق المدنية وحقوق الإنسان.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مؤرخ إسرائيلي: غزة لم تعد موجودة وما يحدث فيها إبادة جماعيةlist 2 of 4أكاديمي غربي: سحق غزة أعمق هاوية أخلاقية سقط فيها الغربlist 3 of 4مسؤولة يهودية سابقة بإدارة بايدن: استقلت لأنني لا أستطيع تأييد كارثة غزةlist 4 of 4مؤرخ إسرائيلي: المشروع الصهيوني استهدف حل مشكلة أوروبا بالتخلص من اليهودend of list

وبعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة ييل، عمل في وزارة العدل الأميركية خلال الثمانينيات، وشارك في قضايا بارزة مثل "إيران كونترا"، ثم انضم لاحقا إلى "هيومن رايتس ووتش" عام 1987، وبدأ العمل على ملفات متعلقة بهايتي ثم توسع نشاطه ليشمل قضايا كوبا والشرق الأوسط.

وتولى روث منصب المدير التنفيذي للمنظمة عام 1993، وشهدت المنظمة خلال قيادته توسعا كبيرا في نشاطها وتأثيرها، إذ أصبحت تقاريرها مرجعا دوليا لتحفيز الحكومات والمنظمات الدولية على مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان.

توتر يهود أميركا

وأشار روث في حديثه للمقابلة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وما صاحبه من قمع للفلسطينيين أثار توترا داخل المجتمعات اليهودية الأميركية، ورغم ارتباط اليهود تاريخيا بدعم إسرائيل، فإن الأغلبية يرفضون سياسات رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو التي لا تعبأ بحقوق الفلسطينيين وتضر بمعايير حقوق الإنسان عالميا.

إعلان

واتُهم روث بمعاداة السامية بسبب انتقاداته لإسرائيل مما تسبب في منع تعيينه محاضرا بجامعة هارفارد، وأوضح أن هذا الاتهام يأتي في إطار محاولة إسكات الأصوات المنتقدة لإسرائيل، وقال في هذا السياق: "الادعاء بمعاداة السامية يُستخدم ذريعة لمنع انتقاد انتهاكات إسرائيل".

وأكد روث أن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ضرورة لتعزيز النظام العالمي لحقوق الإنسان، مضيفا: "إذا لم تُحترم حقوق الفلسطينيين اليوم، فلن تُحترم حقوق غيرهم غدا".

وعن مسيرته المهنية، أشار روث إلى أنه بدأ محاميا ومدعيا فدراليا، وتولى قضايا سياسية بارزة، وأوضح أن خبرته في القضاء ساعدته على التصدي للأنظمة التي تنتهك حقوق الإنسان من خلال الالتزام بالمعايير القانونية الدولية.

وانضم روث إلى "هيومن رايتس ووتش" بعد عمله التطوعي 6 سنوات مع مجموعة حقوقية بنيويورك، وأوضح أن قرار ترك مسار وظيفي تقليدي للانضمام إلى منظمة صغيرة وغير معروفة آنذاك كان تحديا كبيرا، لكنه اعتبره أفضل قرار اتخذه.

بصمة روث الحقوقية

وتطورت المنظمة خلال قيادته لتصبح مؤسسة عالمية تعمل في أكثر من 100 دولة، مع فريق متنوع من 88 جنسية، وأكد روث أن المنظمة تعتمد على معايير حقوق إنسان دولية متفق عليها عالميا، مما يضفي على عملها مصداقية واسعة.

وساهمت المنظمة في تسليط الضوء على جرائم الحرب والانتهاكات الكبرى، حيث قدمت الأدلة القانونية لمحاكمات دولية مثل قضايا يوغوسلافيا ورواندا، كما دعمت إنشاء المحكمة الجنائية الدولية لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية.

ونفى روث الاتهامات بأن المنظمة أداة للسياسة الأميركية، مشيرا إلى أنها وثقت انتهاكات الولايات المتحدة وحلفائها بالدقة نفسها التي عالجت بها انتهاكات دول أخرى، لكنه أقر بأن العدالة الدولية تواجه تحديات بسبب الإفلات المستمر لبعض الدول من المحاسبة.

إعلان

وحول انتقادات المنظمة، أكد روث شفافيتها في معالجة الأخطاء الصغيرة وتصحيحها علنا، وأشار إلى أن التدخلات العسكرية أصبحت أكثر حذرا بعد تجربة الفوضى التي أعقبت التدخل في ليبيا.

وتحدث روث عن التقرير الصادر عن "رايتس ووتش" الذي وصف سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة بأنها جريمة فصل عنصري، وأكد أن هذا التوصيف اعتمد على معايير دولية دقيقة، مشيرا إلى ما أثاره التقرير من جدل واسع وإسهامه في تغيير الخطاب حول إسرائيل عالميا.

تحول صورة إسرائيل

ولفت إلى التحولات في صورة إسرائيل دوليا، خاصة بعد أحداث غزة الأخيرة، حيث ارتفعت أصوات الشباب الغربي والأوساط الأكاديمية ضد استمرار الدعم الغربي لإسرائيل في ظل توثيق انتهاكاتها الجسيمة.

وأكد روث أن القانون الدولي يحمل الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة مسؤولية جنائية محتملة بسبب استخدامها ضد المدنيين الفلسطينيين، وقال في هذا السياق "إذا أعطيتك سلاحا لتقتل به، فأنا شريك في الجريمة إذا كنت أعرف كيف ستستخدمه".

وفي تعليقه على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتبر روث ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جرائم حرب، لكنه شدد على أن الرد الإسرائيلي باستخدام القوة العشوائية والمفرطة ضد الفلسطينيين يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني.

وأشار إلى أن الهجمات الإسرائيلية تضمنت قصفا مكثفا للمناطق المأهولة بالسكان واستهداف البنية التحتية، مؤكدا أن استخدام هذه الأساليب يعكس انتهاكا صارخا للقوانين الدولية.

وأكد روث على أن الدفاع عن حقوق الإنسان يتطلب الالتزام بمعايير شاملة لا تستثني أحدا، مشددا على أن حماية حقوق الفلسطينيين تمثل حجر الأساس لتحقيق العدالة الدولية.

2/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حقوق الفلسطینیین حقوق الإنسان الدفاع عن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق

تسلمت مصر رئاسة المنظمة الدولية للتقييس (ISO) بعد فوز مشرف ومستحق فقد تسلم الدكتور خالد حسن صوفي رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة رئاسة المنظمة الدولية للتقييس ليصبح بذلك أول عربي وثاني رئيس أفريقي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1947، وجاء هذا الفوز العظيم بعد حصول مصر على تأييد 63 دولة مقابل 49 دولة لمنافسها من الأرجنتين، ليتولى الدكتور خالد صوفي الرئاسة لمدة ثلاث سنوات من عام 2026 حتى عام 2028.

وأكد الدكتور خالد حسن صوفي رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة أن هذا الإنجاز يأتي في إطار توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بشأن تحسين جودة حياة المواطن المصري والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، وجهود وزارة الصناعة بقيادة الفريق مهندس/ كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل بهدف دعم وتأهيل الكفاءات الوطنية لتولي مواقع قيادية مؤثرة على المستوى العالمي، بما يعزز دور مصر في صنع القرار الدولي وترسيخ حضورها في مؤسسات العمل الدولي.

وأشار صوفي إلى استمرار الثقة المتنامية من المجتمع الدولي في قدرة مصر على الإسهام الفاعل في تطوير البنية التحتية للجودة على المستويين الإقليمي والعالمي، تواصل الدولة المصرية حصد المناصب الدولية المرموقة عن جدارة واقتدار، حيث ويعكس هذا الإنجاز المكانة المتميزة التي تحظى بها الكفاءات المصرية في المحافل الدولية، ويؤكد ثقة المجتمع الدولي بالدور الريادي لمصر في دعم سياسات الجودة والاستدامة عالميًا، حيث

وأكد صوفي أن هذا الفوز يعد إنجازاً غير مسبوق يُضاف إلى سجل النجاحات المصرية في المحافل الدولية ويجسد مكانة مصر المتميزة داخل منظومة التقييس الدولية، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز التعاون بين المنظمة والدول الأعضاء لمواكبة التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ويتسق مع رؤية مصر 2030.

جديرٌ بالذكر أن المنظمة الدولية للتقييس (ISO) هي الجهة العالمية المسؤولة عن تطوير وإصدار المواصفات القياسية الدولية التي تسهم في تعزيز التجارة الدولية وتحسين جودة المنتجات والخدمات حول العالم، ويقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا، وتضم في عضويتها 174 دولة، وتعمل من خلال أكثر من 800 لجنة فنية تغطي مختلف المجالات الصناعية والعلمية والخدمية.

 

مقالات مشابهة

  • "حقوق جامعة السلطان قابوس" الأولى في "المحكمة الصورية لحقوق الإنسان"
  • الخارجية: قضية المياه وثيقة بالقدرة على الوفاء بحقوق الإنسان
  • مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس «أيزو» لمدة 3 أعوام
  • مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس أيزو لمدة 3 أعوام
  • مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق
  • بيان اليونيسف يشعل الغضب من دور المؤسسات الدولية.. من يحمي الطفل الفلسطيني؟
  • زخور في يوم المحامي: المحاماة درع الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان
  • صحفيات بلا قيود تطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين
  • “مفوضية حقوق الإنسان الأممية” ترحب بفوز ماريا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام
  • بعد اعتماده.. «البديوي» يرحب بمقترح قطر حول حماية حقوق النساء والأطفال في النزاعات