بوابة الوفد:
2025-10-16@12:54:51 GMT

تلك حدود الله

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

لا شىء أسوأ فى الدنيا والآخرة من عداوة الأشقاء والأقارب، التى يعتصر لها القلب حزنا على ضياع دماء ذوى الأرحام، ووصول الأمر بينهم إما لارتكاب أفظع الجرائم وأبشعها أو إلى ساحات المحاكم، والسبب الصراع على الميراث، فقد أشعل حادث المحرقة التى ارتكبها سائق بعين شمس بحق شقيقته وأسرتها غضب المجتمع، وهى الواقعة التى امتد أثرها للجيران فأصيب منهم حوالى 9 أشخاص، حيث أعاد إلى الأذهان لعنة الإرث، تلك اللعنة التى تحصد العديد من أرواح الضحايا الذين فقدوا حياتهم بسبب الصراع على الميراث.

فتجد أن المطالب بحقه فى الميراث غالبا ما يتحول إلى جانٍ بسبب مماطلة القابض على الميراث فى إعطائه حقه مما يصيبه بالاغتياظ ويستشاط غضبا، وهنا تدب الخلافات وتبدأ خيوط الجريمة التى غالبا لم يُراع الجانى فيها حُرمة الدماء والرباط الأسرى وصلة الرحم، ففى هذا الحادث البشع ووقائع أخرى مماثلة تجد أن الجانى تم مماطلته فى إعطائه حقه مثلما ذكر المتهم وقوبل بعدها بجفاءٍ كبير من أخته وزوجها وابنها، وهو الأمر الذى أثار حفيظته فقام بإشعال النار لينتقم منهم. فالمتابع للمحاكم يجد أن دوائرها تنظر العشرات من قضايا النزاع على الميراث التى أقامها أشخاص محرومون من الميراث، فأقاموا دعواهم للحصول على حقهم فى الميراث. فنزاعات الميراث جروح غائرة تظل تنزف فى جسد الأسرة، فلا شيء أسوأ فى الحياة من عداوة الأشقاء والأقارب، ووصول الأمر بينهم إلى ساحات المحاكم أو ارتكاب الجرائم والسبب الميراث فلم يتعظ أحد من أن صاحب الميراث الذى قضى حياته فى تكوينه قد مات ورحل وتركه ولم يأخذ شيئا معه. فسبحان من يرث الأرض ومن عليها. وعن حكم تأخير توزيع الميراث أو المماطلة والتأجيل دون عذر قال الدكتور محمود شلبى، أمين الفتوى، ومدير عام الإدارة العامة للفتوى الهاتفية بدار الإفتاء المصرية على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك:

إن مسألة توزيع الميراث هى مشاكل مستمرة، ولا يخلو منها أى عصر من العصور أو وقت من الأوقات؛ لأنها متعلقة بالمال، وهناك إشكالية فى المال، ويجب على كل إنسان يحاول أن يكون ماله من حلال أن يكون مأكله طيبًا. إن الله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).

وأضاف أن «الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب من نفس) يعنى على الوجه الذى شرعه الله أن تطيب به نفسه، وقال أيضًا (من فرَّ من ميراث وارثه، قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة)؛ لذلك يجب أن نقوم بتوزيع الميراث بمجرد الوفاة بعد الدفن وأخذ العزاء، يجمع الورثة ويقسم المال بينكم، ونحدد لكل شخص نصيبه بالود والاحترام».

وقالت دار الإفتاء فى فتوى سابقة إن حرمان الوارث من حقه حرام، بل كبيرة أيضًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من فرَّ من ميراث وارثه، قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة)، فالفرار والحرمان كل منهما يتناول المماطلة غير المبررة، كما اعتبرته الفتوى نوعًا من الظلم وتعديًا على حقوق الغير وهضمًا لحقوقهم، والإسلام نهى عن الظلم وشدد على ذلك.

واعتبرت الفتوى أن منع أو تأخير هذا الميراث عن أصحابه فيه أكل لأموال الناس بالباطل الذى نهى الله تعالى عنه، وأن هذا المال أصبح ملكًا للوارث لا يقبل التشارك فيه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور على المیراث

إقرأ أيضاً:

السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!

بهدوء وحتى لا نغرق فى تفاصيل أوراق وبنود اتفاق السلام فى شرم الشيخ أمس الأول.. وحتى لا تُنسينا بهجة عودة سكان غَزة لرُكام بيوتهم المُهدمة حقيقة ما حدث خلال 24 شهرًا.. يجب أن نستعيد المواقف والحكايات الحزينة والقرارات غير السليمة الممزوجة بدماء الأبرياء الذين سقطوا نتيجة فِعلٍ أهوج لتنظيم سياسى اسمه «حماس» لم يشاور أحدًا فيما فعله قادته من خطف لعشرات الأفراد من الكيان الصهيونى، فكان الثمن سبعين ألف شهيد نصفهم من النساء والأطفال.. بالإضافة إلى مائة وسبعين ألف جريج وأحد عشر ألفًا من المفقودين!!
ما أقوله لا ينفى توصيف نتنياهو بالمجرم وإسرائيل بالكيان اللقيط والحكومة الإسرائيلية بالعدو.. ولكن كل النتائج تقول إن ما حدث فى السابع من أكتوبر لم يكن مدروسًا، ولكنه فعلٌ أهوج لتنظيمٍ قاده هواة فقتل شعبه وكاد يحرق المنطقة، ويُنهى على ما تبقى من قضية كافحت أجيالٌ متعاقبة لجعلها قائمة.. فلم يكن صاحب قرار«الخطف» وليس«الحرب» دارسًا للفارق بين الحرب مع كيان مُجرم وبين توجيه ضربات مقاومة فاعلة.. فصنع فخًا لأبناء شعبه ليتم التهامهم، وبدلًا من إحداث الوجع فى قلب إسرائيل، تمت صناعة المبرر لتهجير سكان القطاع إلى سيناء!! ولولا صمود مصر لتم تنفيذ المخطط الإجرامى الخطير!!
ستقول لى ولكن حماس كانت تحارب بالفعل.. نعم رجالها فى الخنادق كانوا يحاربون، ولكن قادتها كانوا يخططون لما أسموه تحريك القضية حتى لو مات نصف سكان غَزة وجاعوا وتشردوا!
ما أريد ألا ننساه هو أن هؤلاء القادة الحمساوية كانوا يحاولون الضغط على مصر لكى تدخل فى حرب مباشرة مع إسرئيل اعتقادًا منهم أن جيشها الذى قاوم إرهاب حماس من قبل سوف يذهب لحرب لم يقررها أو يضع استراتيجيتها أو يحدد أهدافها.. وكانت القيادة المصرية عاقلة عندما حافظت على قوتها وصلابتها وقدراتها لحماية حدودها.. فتعرضت لهجوم إخوانى أحمق ليس له مثيل ولا يقل شراسة عن الهجوم الذى تعرضت له عندما تم التخلص من تنظيمهم الإرهابى فى مصر للأبد.. لتتكشف خيوط مؤامرة «عدم ممانعة» الجماعة الإرهابية فى تهجير الفلسطينيين من غَزة إلى مصر بدعوى حمايتهم من الموت الذى صنعوه هم وليس غيرهم.. بل إنهم تظاهروا ضد مصر فى شوارع تل أبيب.. وأمام سفاراتها فى عدد من الدول الأوروبية لتحقيق قلاقل داخلية- من وجهة نظرهم- ليقتنع المصريون بأن دولتهم باعت القضية ليهتز الأمن فيتفكك النظام السياسى ليعبر من يعبر من سكان غَزة خلال فوضى تتم صناعتها فى الداخل - على غِرار ما حدث فى 2011 - فيعبر المسلحون مرة أخرى إلى سيناء بدعوى حماية من عبروا، فيقومون بالاستيلاء على سيناء ليرفعوا عليها راية غير العلم المصرى، فإذا واجه الجيش المصرى هؤلاء المسلحين لإفساد المخطط - الصهيونى القديم للتهجير مثلما فعل خلال سنوات ما بعد رحيل الإخوان كان سيتم - طبقًا للمخطط - اتهامه من قبل شعبه قبل خصومه، بأنه جيشٌ عديم الرحمة لأنه يقاوم الباحثين عن الحياة!
المخطط كان كبيرًا.. وكان هدفه سيناء.. ولكن مصر كانت أكبر.. وفهمها ووعى أجهزتها ومؤسساتها أكبر من قدرة هؤلاء الذين لا يعرفون سوى التآمر واستهداف تراب هذا الوطن حتى لو على حساب الشرف والنزاهة.. أو حتى على حساب أراضى وطنهم!!!
ما تم توقيعه لا يقل أهمية عن كامب ديفيد.. فقد أعاد الرئيس السادات من خلالها سيناء كاملة بعد احتلالها لعشر سنوات كاملة.. وفى اتفاق شرم الشيخ أنقذ السيسى الشعب الفلسطينى فى غزة من استمرار مخطط قتله وطرده ودفعه نحو سيناء التى احتفظ بها كقطعة غالية من أراضينا وأبقى السيادة المصرية عليها بدون حرب!
احذروا.. فقد يتكرر السيناريو بتفاصيل أخرى فى السنوات القادمة.. لأن سيناء ستبقى هدفًا لهم!

مقالات مشابهة

  • التحفظ هو الرد!
  • علي جمعة: الصلاة على النبي ﷺ تجوز بأي صيغة المهم أن تشمل هذا الأمر
  • السيناريو الذى فشل فى سيناء قبل غَزة!
  • جهد كبير
  • القانون يحسم التلاعب في الميراث.. الحبس والغرامة عقوبة من يحرم الورثة من حقهم
  • أبي يطلب مني عدم صلته فهل أطيعه في هذا الأمر وهل علي إثم؟.. الأزهر يوضح
  • ماذا كشفت حرب غزة عن لبنان؟ الأمرُ عسكري
  • مصر تصنع السلام
  • محامى المتهم فى قضية قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للواقعة إلى المحكمة
  • قيمة التناصح