سواليف:
2025-06-04@04:11:50 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الوطن المعتقل

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

#الوطن_المعتقل

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 17 / 2 / 2018

يا إلهي، أي ترف هذا الذي يعيشه المواطن الغربي! إنه بعيد عن دخان الحروب ومرمى البراميل الطائرة، ولا يثير عطاسه القومي غبار “بعير” البسوس، ولا أرضه مغتصبة، ولا بلاده على مائدة التقسيم. وإنه إنسان قد اكتملت إنسانيته، ولديه من رصيد الكرامة ما يكفيه للعيش عمرين متتالين، حقوقه مستلمة، وواجباته مؤداة، والقانون يطبق على كل من حوله بالتساوي كأسنان المشط، لا ينام منزعجا من قرار، ولا يموت كمدا لأنه قد جرى تعيين أغبى أغبياء الدنيا في موقع المسؤولية، وإنه مطمئن على أن الوطن بصحّة جيدة، وقابل أن يعيش مليون عام أخرى بقوة وتقدّم وازدهار.

. فإن لديه طاقما من المسؤولين يعتذرون إن كذبوا ويستقيلون إن تأخروا.. فأي ترف هذا؟؟

مقالات ذات صلة د. حسن البراري يكتب .. الطغاة يجلبون الغزاة 2024/12/17

 
وزير الخارجية الهولندي “هالبي زيلسترا” قدم استقالته الأسبوع الماضي، فقط لأنه أقرّ بالكذب قبل عامين، حول حادثة جرت قبل 12 عاما؛ عندما ادّعى أنه حضر اجتماعا مع الرئيس الروسي بوتين وهو لم يحضره!! القصة برمّتها غير مهمّة، ولا تستدعي جلسة طارئة للبرلمان، فنحن يوميا على الصعيد الشخصي نكذب مثلها ألف مرّة، ثم إن الخبر الذي كذب به الوزير “هالبي” لا يضر بمصالح بلاده ولا يورطها بقروض طويلة الأمد وفوائد عالية النسب، ولا تتستّر على مصائب الزعيم، ولا تهدد الأمن القومي، ولا تدمّر الاقتصاد.. هي كذبة لطيفة لا يفرق جدّها من هزلها، فلماذا انزعج الصديق إلى هذا الحد وأنّب ضميره إلى هذه الدرجة وقدّم استقالته للملك وأنهى مستقبله السياسي..؟! ما قمت به يا رجل لا يذكر أمام ما يقوم به المسؤول العربي كل نهار، ولا يعترف رغم تراكم الأدلّة ضدّه..!!

قبل أسابيع أيضا استقال الوزير البريطاني “مايكل بيتس” لأنه تأخر عن جلسة البرلمان خمس دقائق، ولم يتمكّن من سماع الأسئلة الموجهة إليه، حيث نوقشت بغيابه فشعر بالإحراج، وقال بأنه لا يستحق أن يكون في هذا الموقع.. تخيّلوا الوزير البريطاني يشعر بالحرج لأنه لم يجب على سؤال وجّه إليه؟؟ وهناك أكثر من 80 سؤالا وجهه مجلس النواب الأردني للحكومة ولم تجب عليه؛ لا لانشغالها ولا لازدحام جدول أعمالها، وإنما هكذا “تطنيش” وعدم رغبة، بمعنى آخر “مش جاي عبالها” أن تجيب على هذه الأسئلة..

صحيح، ذكرني هذا الوزير البريطاني المتأخر لمدة خمس دقائق بحادثة جرت معي قبل سنتين تقريبا؛ عندما اتصل بي المحامي الذي يدافع عن قضاياي في المطبوعات والنشر وأكد أكثر من مرة على ضرورة الحضور والاستيقاظ باكرا والوصول للمحكمة قبل الموعد، لأن المشتكي “مسؤول مهم” وسيكون حاضرا جلسة الادّعاء، ولا بدّ من وجودي، فمن غير اللائق أن أتأخر في حضرة القضاء ووجود المسؤول المشتكي، وبالفعل كنت من أوائل من حضروا إلى قصر العدل، حتى قبل القـضاة والكاتبات وشرطة التنفيذ القضائي.. وعند المناداة على اسمي وقفت في غرفة القاضي ووقف قربي محامي.. ووقف محامي الخصم “المسؤول”، لكن المسؤول لم يحضر.. سأله القاضي: أين المشتكي؟؟ ردّ محاميه.. في “روما”.. صاح القاضي: لا تمزح أنت في حضرة القضاء.. اعتدل المحامي وقال: أقسم بالله إنه في روما، لقد سافر فجر اليوم برغم علمه بموعد الجلسة.. أغلق القاضي الملف وأجّل القضية شهرا آخر.

 
وزير يستقيل لأنه كذب قبل سنتين.. وآخر يستقيل لأنه تأخر خمس دقائق.. أي جنون هذا وأي احترام للدولة هذا! لقد كذبوا علينا حتى ملّهم الكذب، أقسموا أن يحرسوا الوطن فأخرسوه وسرقوه، أقسموا على خدمة الأمة فاكتشفنا “خدعة” الأمة، قالوا إننا سنلمس التحسن الاقتصادي بعد عامين، فمضى عقدان والاقتصاد من سيئ إلى أسوأ، ولم يتحسن إلا وضعهم الاقتصادي الشخصي، قالوا إنهم لا يساومون بالقضايا الوطنية، وبالفعل، لقد باعوها دون أن يساوموا عليها، قالوا إن كرامتنا أغلى ما يملكون، وعلى ما يبدو “أنها جابت سعر كويس” لصندوق النقد الدولي فباعوها وتركونا لا نفكّر الآن إلا في سدّ الجوع.. لقد كذبوا وتأخروا وأخرونا معهم.. ومع ذلك يصرّون في كل خطاب أنهم لن يسمحوا لأحد أن يلمس “الكرسي الذي يجلسون عليه”، ويطربون لتصفيق الطحالب التي تعيش على فتاتهم..

عندما يصبح الحاكم جلادا، ووزيره سمسارا، والشعب رؤوسا في مزرعة، والعدالة موسمية.. فتأكّد أنك لم تعد في وطن.. أنت في معتقل تسيّجه الأحلام الشائكة!

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#169يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الوطن المعتقل الحرية لاحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

فلسطينيو العراق.. عشرون عاماً يحرمون من آداء فريضة الحج

منذ احتلال العراق عام 2003، وحتى يومنا هذا، لم يُسمح للفلسطينيين المقيمين في العراق بأداء فريضة الحج سوى مرة واحدة فقط، كانت قبل خمس سنوات، وجاءت الموافقة الرسمية حينها قبل بدء مناسك الحج بيومين، ليصل الحجاج في اللحظات الأخيرة، وسط ظروف بالغة الصعوبة.

عشرون عامًا من الحرمان المتواصل

على مدار عقدين، يُحرم اللاجئون الفلسطينيون في العراق من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام. معاناة تتكرر كل عام، وتُضاف إلى سلسلة طويلة من الأزمات التي يعيشونها. فكل عام، تتجدد أحلام الفلسطيني اللاجئ بأن يكون من بين حجاج بيت الله الحرام، لا أن يظل مشاهدًا من خلف الشاشات، يذرف دموعه شوقًا، وينتظر فرجًا لا يأتي.

مسؤولية ضائعة بين الجهات

حتى هذه اللحظة، لا يعلم اللاجئ الفلسطيني في العراق مَن الجهة المسؤولة عن حرمانه من أداء فريضة الحج. هل هي المملكة العربية السعودية التي لا تمنحه تأشيرة الحج؟ أم الحكومة العراقية التي لا تدرجه ضمن حصتها الرسمية؟ أم أن السلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة بسفارتها في بغداد أو وزارة الأوقاف لا تقوم بواجبها في المتابعة والتمثيل؟

يتساءل اللاجئ الفلسطيني في العراق: متى يُكتب له أن يطأ أرض الحرمين؟ ومتى تحنّ عليه قلوب الملوك والأمراء في المملكة العربية السعودية، ليشمله كرمهم كما يشمل الفنانين والمسؤولين وأصحاب النفوذ؟ وهل من العدالة أن يُحرم إنسان من عبادة فرضها الله عليه، فقط لأنه لا يحمل جوازًا معترفًا به، أو لأنه فَقَد تمثيله بين الدول؟ بصيص أمل.. سرعان ما انطفأ

في مارس الماضي، نشرت السفارة الفلسطينية في العراق إعلانًا على صفحتها الرسمية، دعت فيه الراغبين في أداء الحج إلى تسجيل أسمائهم وتقديم مستمسكاتهم، وذلك بناءً على منحة أعلن عنها السفير السعودي في بغداد، تضمنت خمسين مقعدًا للحجاج الفلسطينيين.

استبشر اللاجئون خيرًا، رغم محدودية العدد، وسارع الكثير منهم ـ وخاصة كبار السن ـ إلى التسجيل على أمل أن يُكتب لهم أداء الشعيرة الغالية.

غير أن الفرحة لم تدم، إذ تبيّن لاحقًا أن المنحة كانت "تصرفًا فرديًا" من السفير، ولم تحظَ بموافقة رسمية من الجهات العليا في المملكة، ليأتي الرد بالرفض، ويُطوى ملف الحج مجددًا بالنسبة لفلسطينيي العراق، وكأن أداء الفريضة بات حلمًا مستحيلاً.

أين العدالة؟

يتساءل اللاجئ الفلسطيني في العراق: متى يُكتب له أن يطأ أرض الحرمين؟ ومتى تحنّ عليه قلوب الملوك والأمراء في المملكة العربية السعودية، ليشمله كرمهم كما يشمل الفنانين والمسؤولين وأصحاب النفوذ؟ وهل من العدالة أن يُحرم إنسان من عبادة فرضها الله عليه، فقط لأنه لا يحمل جوازًا معترفًا به، أو لأنه فَقَد تمثيله بين الدول؟

إنها صرخة منسية من فئة لا صوت لها، ونداء موجّه إلى الضمائر الحية: أعيدوا لفلسطينيي العراق حقهم في أداء فريضة الحج.

مقالات مشابهة

  • كامل الوزير: هشجع الأهلي في كأس العالم وبيراميدز خد بتاره من صن داونز
  • كامل الوزير: سنغير وجها النقل في مصر خلال ثلاث سنوات
  • الفريق أحمد خليفة يعود لأرض الوطن عقب زيارته الرسمية إلى رواندا
  • أحمد موسى يقدم حلقة خاصة من محطات الأتوبيس الترددي مع الفريق كامل الوزير .. فيديو
  • يف نقراء خطاب الهالك الحرامي
  • فلسطينيو العراق.. عشرون عاماً يحرمون من آداء فريضة الحج
  • البرلمان يحاكم “أستاذ الماستر” قبل القضاء.. ميداوي: أنا مُحْرج
  • هل أغلق أحمد هنو قصورَ ثقافة وسرّح موظفيها؟.. الوزير يوضح
  • نقابة الصحفيين تطالب المؤسسات الدولية بالتدخل لإنقاذ الصحفي المعتقل سمودي
  • كاتيا ثائر الزعبي… من دي لا سال– الفرير تبدأ الحكاية