بعد أميركا وروسيا والصين.. دولة رابعة على بعد أيام من الهبوط على القمر
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
اجتازت المهمة الفضائية الجديدة للهند والتي انطلقت في 14 يوليو، خطوة حاسمة في برنامج نيودلهي الرامي إلى المحاولة للمرة الثانية الهبوط على سطح القمر، مع انفصال المسبار عن الصاروخ الذي يحمله.
وأكدت المنظمة الهندية للبحوث الفضائية أنّ المسبار الخاص بمهمة شاندريان-3 "انفصل بنجاح" عن الصاروخ، قبل ستة أيام من تاريخ هبوطه المرتقب على القمر وهو 23 أغسطس.
وكتبت المنظمة في حسابها عبر "إكس" (تويتر سابقاً) "شكراً على الرحلة، يا صديقي!".
وأشارت إلى أنّ الصاروخ سيواصل "رحلته في المدار الحالي لأشهر أو سنوات"، في إطار برنامج لدراسة الكواكب الخارجية، أي الموجودة خارج النظام الشمسي، لاستكشاف مدى قابليتها للحياة.
وحتى اليوم، نجحت ثلاث دول فقط في الهبوط على سطح القمر هي روسيا والولايات المتحدة والصين.
ويتوقع أن يحطّ المسبار في منطقة قريبة من القطب الجنوبي للقمر في 23 أو 24 أغسطس الجاري.
وأتت المحاولة الجديدة لبرنامج شاندريان بعد أربع سنوات على فشل المهمة السابقة بعدما فقد الفريق على الأرض الاتصال بالمسبار بعيد هبوطه على القمر.
ويحمل شاندريان مركبة هبوط تحمل اسم "فيكرام" ومسباراً باسم "براغيان" يرمي إلى استكشاف سطح القمر.
وبلغت كلفة هذه المهمة 74.6 مليون دولار على ما ذكرت وسائل الإعلام الهندية، بينما كلّفت المحاولة السابقة للهبوط على سطح القمر 140 مليون دولار، أي ضعف كلفة المهمة الجديدة تقريباً.
وتستمر مهمة المسبار على القمر 14 يوماً.
وفي العام 2014، أصبحت الهند أول دولة آسيوية تضع قمرا اصطناعيا في مدار حول المريخ وأطلقت بعد ثلاث سنوات على ذلك 104 أقمار أخرى ضمن مهمة واحدة. وبحلول العام المقبل، تنوي إرسال مهمة مأهولة تمتد ثلاثة أيام إلى مدار حول الأرض.
وتجهد الهند أيضا لزيادة حصتها البالغة راهنا 2% من سوق تجارة الفضاء في العالم، بفضل أسعار أقل من أسعار منافسيها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: سطح القمر على القمر
إقرأ أيضاً:
«ترومان» تعود أدراجها جريحة
الثورة /متابعات
عادت حاملة الطائرات الأمريكية «هاري إس ترومان» إلى قاعدتها البحرية في نورفولك، فرجينيا، بعد مهمة قتالية امتدت لأكثر من ثمانية أشهر، سجلت خلالها سلسلة من الانتكاسات العسكرية والخسائر المادية رغم التصريحات الدعائية والتغطية الإعلامية التي حاولت تصوير المهمة على أنها نجاح عملياتي كشفت التقارير الأمريكية الميدانية واقعًا مغايرًا، يتسم بالإخفاق، والاستنزاف، والعجز أمام اليمنيين.
ووفق تقرير نشره موقع «ستارز آند سترايبس» الأمريكي، فإن الحاملة ترومان عادت إلى مينائها مصحوبة بأضرار واضحة في هيكلها، وشقوق ناجمة عن حادث تصادم بسفينة شحن، إضافة إلى فقدان ثلاث طائرات مقاتلة، كل منها بقيمة 67 مليون دولار، ما يكشف حجم الكلفة الباهظة للانتشار الأمريكي الفاشل في البحر الأحمر ومحيطه. ورغم التصريحات المبالغ فيها التي أدلى بها قادة البحرية الأمريكية عن «الجاهزية القصوى»، إلا أن الحقائق التي كشفها الموقع عكس ذلك… فقد واجهت ترومان مقاومة شرسة في البحر الأحمر، واضطرت إلى تنفيذ أكثر من 50 يومًا من الضربات الجوية والصاروخية بهدف «تعطيل قدرات الحوثيين»، بحسب وصف التقرير، دون أن تحقق أهدافها، حيث واصل اليمن شنّ هجمات صاروخية متقدمة على سفن التحالف وأهداف في فلسطين المحتلة، رغم كل هذا القصف.
اللافت في التقرير أن البحرية الأمريكية أطلقت أكثر من 1.1 مليون رطل من الذخائر، بينها 125 ألف رطل على ما زُعم أنه مواقع لتنظيم «داعش» في الصومال، إلا أن المحصلة النهائية كانت نتائج عكسية: خسائر مادية كبيرة، تصادم ميداني، وإقالة قائد الحاملة.
وفي مشهد اعتُبره المراقبون محاولة لتغطية الفشل العملياتي بالمشاعر العاطفية، ركّزت التغطية الأمريكية على «لقاء الأحبة» بعد عودة الطاقم، في حين تجاهلت تمامًا الأسباب الحقيقية للفشل، وواقع التحديات التي فرضها اليمن على واحدة من أكبر حاملات الطائرات الأمريكية.
يُذكر أن هذه المهمة، التي اختُتمت برحلة دامت 251 يومًا وغطّت أكثر من 24 ألف ميل بحري، شملت انتشارًا بحريًا واسعًا في أوروبا والشرق الأوسط. لكن وعلى الرغم من هذا الزخم، عجزت البحرية الأمريكية عن وقف العمليات اليمنية النوعية، أو حماية السفن الأمريكية و الإسرائيلية في البحر الأحمر، مما يضع علامات استفهام كبرى حول فعالية الحضور الأمريكي العسكري في المنطقة.
إلى ذلك نشر معهد البحرية الأمريكية تقريرًا كشف فيه تفاصيل إضافية عن المهمة القتالية التي نفذتها حاملة الطائرات الأمريكية «هاري إس ترومان»، واصفًا إياها بأنها «أكثر عمليات انتشار حاملات الطائرات كثافة قتالية للبحرية الأمريكية منذ عقود»، في اعتراف نادر بحجم الاشتباك الذي واجهته القوات الأمريكية خلال الأشهر الثمانية الماضية، لا سيما في البحر الأحمر ومحيطه.
التقرير أورد شهادات صريحة من قادة بارزين، أبرزهم قائد المدمرة «يو إس إس ستاوت» المرافقة لترومان، الذي قال: «إنها المرة الأولى التي أشهد فيها قتالًا فعليًا»، ما يعكس انتقال المهمة من حالة انتشار اعتيادية إلى اشتباك مسلح مباشر فرضته الوقائع الميدانية، وخصوصًا الجيش اليمني الذي غير معادلات الاشتباك في المنطقة.
أما قائد المجموعة الهجومية، الأدميرال شون بيلي، وصف المهمة قائلا « انها طويلة ومليئة بالتحديات، وفريدة من نوعها في مسيرتي المهنية بأكملها»، مشيرًا إلى أن إيقاع العمليات والقتال المتواصل طيلة الأشهر الماضية شكّلا ما وصفه بـ”تجربة لا مثيل لها»، وأضاف: «إن إعادتهم جميعًا إلى ديارهم سالمين إلى عائلاتهم يمنحني شعورًا لا يُوصف بالراحة والفخر”، في إشارة إلى النجاة من ساحة مواجهة كانت خارج حسابات القيادة البحرية الأمريكية.
في سياق متصل، نقل التقرير عن قائد قوات الأسطول الأمريكي، الأدميرال داريل كودل، تحذيرًا استراتيجيًا صريحًا بشأن الأثر العميق لمهام كهذه على المؤسسة العسكرية الأمريكية، قائلًا: «إن عمليات النشر التي تمتد لأكثر من ثمانية أشهر تُحدث فرقًا كبيرًا.
التقرير ختم بالإشارة إلى أن حاملة الطائرات «هاري إس ترومان» ستدخل قريبًا في عملية إعادة تزوّد بالوقود وترميم شامل، وهي عملية ستستغرق سنوات، في تأكيد ضمني على حجم الاستنزاف الذي تعرّضت له الحاملة نتيجة انتشارها الأخير، وهو ما يطرح تساؤلات كبرى عن قدرة الأسطول الأمريكي على الحفاظ على جاهزيته في ظل بيئات قتال متغيرة، خاصة بعد أن أثبت اليمن – بإمكاناته المتواضعة نسبيًا – أنه قادر على كسر الهيبة الأمريكية البحرية في أكثر بحار العالم حساسية.