دبي- الوطن
يستضيف معرض بروبابر دبي 2023 مجموعة كبيرة من شركات الورق والتغليف العالمية التي تقف في طليعة الابتكار. يقام المعرض، الذي يشمل أيضًا سوبر سورسينغ دبي تحت إشراف اتحاد المنظمات الهندية لتصدير السلع (FIEO)، خلال الفترة من 12 إلى 14 سبتمبر في فيستيفال أرينا دبي بمنطقة مدينة دبي للمهرجانات.
سيكون معرض بروبابر2023 منصة لجمع أصحاب صناعة الورق، وعرض المنتجات واستكشاف الشراكات وفرص النمو.

يعد هذا المعرض في عامه الثاني منصة فريدة للتواصل بين المشترين والبائعين والتي ستسهم في تيسير الشراكات والاستثمارات المشتركة ودخول الأسواق واستكشافها، بالإضافة إلى زيادة محاولات البيع للمشاركين.
سيستضيف المعرض شركات صناعة الورق من مختلف القطاعات، بما في ذلك منتجي الورق المقوى ومُصنعي ماكينات مصانع الورق وماكينات الأنسجة والتحويل، وكذلك معدات الطباعة والتغليف.
التجارة الإلكترونية تشهد انتعاشًا في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي وأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأوسع، وهذا بدوره دفع بالطلب على حلول التغليف في مختلف القطاعات. ويمكن أن يتجاوز السوق العام للتجارة الإلكترونية في المنطقة 25 مليار دولار أمريكي خلال السنوات القليلة المقبلة، وهذا سيكون بالتأكيد عاملًا لتعزيز الحاجة إلى حلول التغليف بالورق، وتكون صناعة الورق بمقترحاتها المستدامة والبديلة في استعداد للزيادة
ونقلًا عن تقرير أبحاث سوق البيانات، قال المتحدثون باسم بروبابر 2023، إن سوق ورق الكرافت سيستمر في اكتساب حصة في السوق. ووفقًا لتوقعات أعوام 2020-2028، ستنمو سوق ورق الكرافت بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) قدره 3.8% في الإمارات وحدها لتصل إلى أكثر من 54 مليون دولار أمريكي.
وقال السيد ماجد رشيد المدير العام لشركة بروبرزللتغليف في دبي لقد ازدادت استثمارات مصانع ورق الكرافت في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد، مع زيادة استخدام التغليف بالورق في مختلف الصناعات مثل مجالات الأغذية والنظافة والصيدلة ومستحضرات التجميل، مما أدى إلى زيادة الطلب ،لافتنا إلى أن النمو في تغليف المواد الغذائية بالورق الذي شهد ارتفاعًا خلال وبعد الجائحة، ما زال يشكل دافعًا للاستفادة من المستثمرين في قطاع الورق في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتحديد في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعتبر معدلات انتشار الإنترنت هناك الأعلى عالميًا مما يدعم التجارة الإلكترونية.
وقال عمر علي عبد اللـه الحسني، رئيس مجلس إدارة شركة كيرياس للورق بسلطنة عُمان: لقد نما حجم الفرص أيضا مع التوجه نحو مجالات مثل صناعة الأدوية والعناية الشخصية ومستحضرات التجميل في استخدام حلول التغليف بالورق بشكل كبير، مستفيدين من انتعاش القطاع التجاري الإلكتروني.
استعدادًا لزيادة الطلب في هذا القطاع، أعلنت شركة Keryas Paper Mills عن استثمارات في قطاع ورق الكرافت لإنتاج لفائف ورق الكرافت المعاد تدويره، وكشفت عن مشروع ورق الكرافت بقيمة 40 مليون دولار أمريكي في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال معرض اكسبو بروبابر السابق في عام 2022.
كما أعلنت Star Paper Millsعن استثمارات في قطاع ورق الكرافت، وبالتعاون مع شركة آر سي لماكينات الورق، أعلنوا عن استثمار يزيد عن 54 مليون دولار أمريكي في مناطق خليفة الاقتصادية في أبو ظبي (KEZAD) لإنتاج لفائف ورق الكرافت المعاد تدويره.

وأكد تقرير من Mordor Intelligence أيضًا اتجاه النمو في حلول التغليف بورق الكرافت للقطاعين B2C و B2Bبمعدل نمو مقدر بنسبة 4.30% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الفترة من 2023 إلى 2028.
شهدت صناعة الورق زيادة مستمرة في الاستثمارات، سواء كانت توسعًا في المشاريع الحالية أو مشاريع جديدة مع ارتفاع مستمر في سوق المنتجات الورقية. في مجلس التعاون الخليجي وحده، كان النمو واضحًا لحلول التغليف بورق الكرافت مع وجود فئة سكانية شابة يتمتعون بالذكاء الرقمي والوعي بالاستدامة والذين لديهم معدل إنفاق سريع عبر الإنترنت، قال جين جوشوا، المدير العام لشركة Verifair.

المشاركة الهندية
تشكل الشركات الهندية في معرض بروبابر2023 أكبر حضور من العارضين، بينما تشارك الصين ومصر أيضًا في الجناح. تأتي المشاركة الهندية أيضًا في سياق النمو المتزايد للتجارة الثنائية بين الهند والإمارات.
احتفلت الهند والإمارات العربية المتحدة مؤخرًا بالذكرى السنوية الأولى لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) مع وزارة الاقتصاد الإماراتية، مشيرة إلى أن التجارة غير النفطية تجاوزت 50.5 مليار دولار أمريكي من مايو 2022 إلى أبريل 2023، بزيادة قدرها 5.8%.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط دولار أمریکی صناعة الورق

إقرأ أيضاً:

هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟

في مقالين سابقين يتمحوران حول «فلسطين: الدولة الضرورة»، طرحتُ رؤية ترى أن الدولة الفلسطينية لم تعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة استراتيجية لبناء أمن إقليمي حقيقي. اليوم، أعود، من منظور آخر، لأسأل: هل قُتل شيمون بيريز، رمز التطبيع الاقتصادي والسلام التكنولوجي، تحت ركام الحرب والمجاعة في غزة؟

بصيغة أخرى: هل ماتت الأفكار الفلسفية التي شكّلت الأساس لرؤية بيريز في كتابه الشهير «الشرق الأوسط الجديد» (1993)؟ تلك الرؤية التي تخيّلت الإقليم مساحة تَعبر فيها المصالح فوق الجدران، وتقود فيه التكنولوجيا الإسرائيلية التنمية المشتركة.

فلسطين، في نظر بيريز، لم تكن عبئاً أمنياً، بل عنصراً أساسياً في نجاح التكامل. رؤيته لم تُولَد من فراغ؛ فقد استندت إلى جذور فلسفية واضحة: صهيونية غير قومية، كما في أفكار ناحوم غولدمان، وبراغماتية جون ديوي التي تمزج النظرية بالتطبيق، وفلسفة مارتن بوبر عن الحوار والتعددية.

بيريز أراد محاكاة النموذج الأوروبي: استبدال المصلحة بالقومية، والمشروعات بالحرب، لكنَّه لم يكن نزيهاً بالكامل؛ فرؤيته تجاهلت الاحتلال، وتغاضت عن أنَّ إسرائيل تمارس شكلاً من الفصل العنصري لا يقل فداحة عن نظام جنوب أفريقيا قبل مانديلا. مشروعه كان سلاماً بلا عدالة، لكنه، ورغم كل هذا، مهّد الطريق لاحقاً للاتفاقات.

في قلب تلك الرؤية كان الافتراض بأنَّ إسرائيل قادرة على «إدارة» التهديدات القريبة، لا إنهاء أسبابها. وقد تبنّت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا المنطق في التسعينات، معتبرة أن غزة والضفة يمكن ضبطهما أمنياً دون الحاجة لحل جذري.

بعد ثلاثة عقود، ورث بنيامين نتنياهو الدولة، لكن دون أن يرث رؤية بيريز. على العكس، بنى مشروعاً نقيضاً: مشروع «إسرائيل الكبرى»، مستخدماً السابع من أكتوبر ذريعة لتصفية القضية الفلسطينية عبر الإبادة والتطهير والمجاعة، لا عبر الاندماج.

نتنياهو أخذ عنوان «الشرق الأوسط الجديد» وجرّده من مضمونه. شعاره كان «السلام مقابل السلام»، بلا دولة فلسطينية، بل خريطة لإسرائيل الكبرى. وتزامَن ذلك مع صعود أصوات في واشنطن تعلن صهيونيتها علناً، دون خجل. بعد السابع من أكتوبر، لم تعد غزة مشكلة أمنية، بل «تهديداً يجب اقتلاعه»، وانهارت معها فكرة الاندماج الإقليمي. إسرائيل لم تعد تفكر في الربط عبر سكك الحديد أو مشاريع المياه، بل عبر الجدران الإلكترونية والطائرات المسيّرة وغرف المراقبة. تحوّل «غلاف غزة» إلى مبدأ إقليمي: جنوب لبنان منطقة عازلة، غور الأردن شريط أمني، وإيران خريطة ردع تمتد إلى نطنز وفوردو.
تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية.
في هذا السياق، نعم: شيمون بيريز قُتل رمزياً في غزة. لم يُقصف جسده، لكن جرى اغتيال رؤيته برُمّتها. ورغم افتقاد رؤيته للعدالة لكننا نتحسر عليها في زمن الإبادة والمجاعة. سقطت فكرة بيريز التي كانت ترى إسرائيل جسراً اقتصادياً، عند أول صاروخ ضرب منزلاً في رفح، وعند أول غرفة عمليات حلّت محل غرفة التجارة. تحولت التنمية من شراكة إلى أداة سيطرة. وتحوّل الحلم إلى كابوس الإبادة.

نتنياهو لا يريد شرق أوسط جديداً كما تصوّره بيريز، بل شرق أوسط تحت السيطرة الأمنية الكاملة. تطبيع دون تعايش. اندماج في الأسواق دون انفتاح على الشعوب. مشاريع تنمية بلا التزامات سياسية أو أخلاقية. وهذا نموذج لا يمكن أن يستقر.

المفارقة أن إسرائيل التي تطمح إلى الاندماج التجاري، تُواصل بناء الأسوار والحواجز الأمنية. كأنَّها تريد أن تكون جزءاً من المنطقة اقتصادياً، ومعزولة عنها أمنياً. لكن في علم السياسة، هذا التناقض لا يصمد طويلاً، فلا يمكن لدولة أن تهيمن بالسلاح، وتُعامَل كشريك استثماري في الوقت نفسه.

مشروع بيريز كان ناقصاً، لم يعترف بالاحتلال، ولم يضع فلسطين شرطاً بل وسيلة، لكنَّه أدرك أنَّ العزلة خطر استراتيجي. أمَّا مشروع نتنياهو فيجعل من العزلة قيمة، ويَعدّ أن التفوق العسكري هو مفتاح الاستقرار.

ما نشهده، اليوم، ليس غلافاً أمنياً لإسرائيل، بل طوق خانق يلف المنطقة كلها.
«غلاف غزة» تمدَّد ليشمل دول الجوار. وهذه ليست وصفة لأمن مشترك، بل لتفجُّر دائم. ليس سلاماً، بل إملاء أمني.

من هنا، علينا نحن العرب أن نتمسك بالمسلَّمة الأساسية: لا شرق أوسط جديداً دون فلسطين. لا أمن دون عدالة. ولا استقرار دون دولة فلسطينية ذات سيادة. وها هي فرنسا تقترب من هذه الرؤية العربية التي تحتاج إلى مزيد من الزخم.

شيمون بيريز مات رمزياً في غزة، لكن رؤيته قابلة للإنقاذ، إذا أُعيد تعريف الشرق الأوسط الجديد كحاجة عربية، لا كتصوّر إسرائيلي مفروض. وإن حجر الأساس لهذا الشرق الأوسط الجديد هو الدولة الفلسطينية.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء: المملكة تواصل جهودها لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط
  • الكوارث الطبيعية على مستوى العالم تتسبب بأضرار بقيمة 131 مليار دولار في النصف الأول من 2025
  • توقعات بانخفاض صادرات الصين gلولايات المتحدة بقيمة 485 مليار دولار بحلول عام 2027
  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
  • بوتين يؤكد لـ«نتنياهو» دعم وحدة سوريا ويدعو لتسوية سلمية في الشرق الأوسط
  • سامسونج توقع عقد توريد شرائح بقيمة 16.5 مليار دولار.. والسهم يرتفع
  • “بن غاطي” تطلق “بن غاطي فلير” في دبي بقيمة استثمارية 2.1 مليار درهم خلال حفل إطلاق في العلمين – مصر
  • هل قُتل شيمون بيريز في غزة؟
  • فيصل بن فرحان: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يهدف لإرساء السلام
  • «معلومات الوزراء» يستعرض آفاق النفط والغاز في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل