الهيكل التنظيمي.. مطلبٌ لنجاح المؤسسات
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
شيماء بنت يعقوب السنانية
shaima.alsinani@albadigroup.com
يتمتع الهيكل التنظيمي بأهمية كبيرة في المُؤسسات المُختلفة؛ إذ يُشكِّل الإطار الذي تعتمدُ عليه المؤسسات في تنظيم عملها الداخلي، وتحديد ماهية وكيفية العلاقة بين الموظفين والإدارات، من أجل ضمان الوضوح في توزيع المهام والمسؤوليات، والتنسيق بين الأقسام المختلفة، وصولًا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المرسومة بكفاءة وفاعلية، وانضباط وشفافية.
وباعتبار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فرس الرهان الرابح في سباقات التنمية اليوم، فإنَّ الهيكل التنظيمي يأخُذ جانبًا أكبر من الأهمية في تلك المؤسسات؛ نظرًا لدوره الفاعل في تعزيز تكيُّف المؤسسة مع مُتغيرات السوق والمنافسة الشديدة؛ فنجاح هذه المؤسسات لم يعُد يقتصر فقط على جودة منتجاتها أو خدماتها، بل يعتمد بشكل كبير على وجود نظام إداري وتنظيمي فاعل يمكِّنها من التعامُل بكفاءة أعلى مع تحديات السوق وتحقيق أهدافها على المديين المتوسط والبعيد.
ومن جُملة الفوائد كذلك التي تجنيها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الهيكلة التنظيمية الداخلية: توجيه الجهود الجماعية نحو الإنجاز، وتنظيم العمليات، وتعزيز الإنتاج والإنتاجية، ومن ثمَّ النمو والتوسع والمساهمة بفاعلية في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني بشكل أشمل وأعم؛ شريطة أن يكون تصميم الهيكل التنظيمي واضحًا ومرنًا ومتماشيًا مع جُملة الأهداف المرسومة سلفًا.
وعندما تكون مستويات السلطة وخطوط المسؤولية واضحة، يُصبح اتخاذ القرار أكثر سرعة ودقة؛ وتقل مخاطر تضارب المصالح.
وعلى هذا الأساس، وجب التنويه إلى جُملة خطوات لابد من اتباعها في رحلة تصميم الهيكل التنظيمي؛ والتي يُمكن إجمالها فيما يلي:
- تحديد أهداف المؤسسة؛ بحيث يعكس الهيكل التنظيمي الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.
- تقييم الموارد المتاحة، سواءً على مستوى الكوادر البشرية أو الموارد المالية والتقنية؛ بهدف تحديد الأنسب.
- توزيع المهام بشكل يضمن تحقيق الكفاءة مع تحديد واضح للصلاحيات.
- إجراء مراجعات دورية على الهيكل التنظيمي بانتظام للتأكد من ملاءمته لمتطلبات كل مرحلة.
علمًا بأنَّ واحدًا من أبرز التحديات التي تواجه تصميم أي هيكل تنظيمي، هو عدم وضوح الرؤية والأهداف، ونقص الخبرة في تصميم مثل هذا النوع من الهياكل التنظيمية، فضلًا عن التكلفة والوقت اللازمين لتنفيذ التغييرات المطلوبة على الهياكل الحالية.
ويبقى القول في الأخير.. إنَّ تصميم الهيكل التنظيمي بعناية يعدُّ بمثابة خطوة حاسمة لنجاح أي مؤسسة، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على وجه الدقة والتحديد، خاصة في البيئة التنافسية في عصر التكنولوجيا وثورة المعلومات، مما يفرض على المؤسسات العاملة بهذا القطاع تبني وتنفيذ أفضل الممارسات الإدارية، باعتبارها لم تعد نوعًا من الرفاهية؛ بل ضرورة ومطلبًا مُلحًا لضمان تحقيق الاستدامة في الأعمال وتعزيز مُساهمة هذه المؤسسات في تحقيق أولويات ومستهدفات رؤية "عُمان 2040"؛ في شقها المتعلق بالوصول لاقتصاد متنوِّع ومُستدام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ندوة في العوابي تناقش أبرز القضايا الصحية
تستعد ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة لتنظيم ندوة صحية موسعة في شهر يوليو المقبل، بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والأكاديمية، بهدف تعزيز الوعي الصحي وتسليط الضوء على أبرز القضايا الصحية الراهنة.
وستشهد الندوة حضور نخبة من المختصين من وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس، إلى جانب عدد من الجهات ذات العلاقة، حيث ستتضمن أوراق عمل ومحاضرات علمية تتناول موضوعات مهمة مثل الأمراض المزمنة، والصحة النفسية، والتغذية، وأهمية الفحص المبكر، إضافة إلى استعراض تجارب ناجحة في العمل المجتمعي الصحي.
وفي إطار التحضير للفعالية، عقد سعادة الشيخ الدكتور حمود بن علي بن حميد المرشودي، والي العوابي، اجتماعًا تنسيقيًا مع عدد من المختصين من وزارة الصحة، لمناقشة الجوانب التنظيمية وآلية تنفيذ الندوة بما يضمن تحقيق أهدافها التوعوية.
وأكد سعادته خلال الاجتماع أهمية تكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي لإنجاح هذه المبادرة، مشيرًا إلى أن الندوة تمثل خطوة نوعية نحو رفع الوعي الصحي وتحقيق بيئة مجتمعية أكثر صحة واستدامة.
ومن المقرر أن تتضمن الفعالية معارض صحية وعيادات مجانية، إلى جانب ركن خاص بالمؤسسات الوقفية الصحية، تعزيزًا لمفهوم الشراكة المجتمعية ودعم الجهود الوطنية في مجال التثقيف الصحي.