صحيفة صدى:
2025-12-07@11:29:04 GMT

بعض الأجيال الحالية بلا أهداف

تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT

بعض الأجيال الحالية بلا أهداف

لكل جيل من الأجيال أهداف مهمة في حياته يرتبط تحقيقها بإطار زمني محدد تبدأ معه من المراحل الدراسية المختلفة وخاصة في مرحلة الثانوية العامة التي أصبحت في المملكة بنظام المسارات التخصصية التي تُحدد هدف التخصص الجامعي الذي يرغبه، ثم التخرج من الجامعة في سن محددة (كمثال 22 عاماً) ثم التوجه إلى سوق العمل أو إكمال الدراسات العليا التي قد تمتد لثلاث أو أربع سنوات بحد أقصى، ثم الزواج في سن الثلاثين والإنجاب، ثم هدف تملك منزل في سن الخامسة والأربعين مثلاً، والبعض منهم تكون له طموحات أخرى كتأسيس عمل تجاري بدلا من الوظيفة خاصة مع تعدد وسائل التكنولوجيا وظهور التطبيقات الجديدة والتجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات العصرية الحديثة.

بلا شك أن الأهداف تجعل لحياة الإنسان معنى كبير وتقوده لحياة سعيدة بإذن الله وطريق واضح ومعروف نهايته ونجاح باهر، لكن المشكلة تكمن في بعض أفراد هذا الجيل الذي ليس له أهداف واضحة أو محددة، وعندما تسأل أحدهم عن أهدافه تجِدَه يقول: لا أعلم، أو لم أُحدِّد أهدافي بعد، أو الكلمة التي تعودوا عليها: سأتركها على الله.

بالطبع لكل مرحلة عمرية ما يُميزها وطريقة خاصة للتعامل معها، خاصة إذا شعر الأبوين أن الطفل أو المراهق لا يعرف ماذا يُريد ولم يفكر أصلا في وضع أهدافاً له في المستقبل، هنا لابد من المبادرة لتعليم الأبناء كيفية وضع الأهداف المستقبلية والسعي لتحقيقها بخطوات متتابعة لأن الطفل لو تدرَّب على وضع أهداف وتذوَّق حلاوة تحقيق النجاح، سوف تكون له عادةً وقاعدةٍ عند النضوج، خاصة إذا كانت هذه الأهداف من اختياره وملائمة لرغباته ستكون فرص النجاح والتحقيق لديه أكبر من غيرها، مع عدم تخلِّي الوالدين عنهم ومساعدتهم بالتوجيه السليم والنصائح المفيدة والمتابعة الدقيقة والدعم القوي بحيث تتناسب أهدافهم مع شخصياتهم وميولهم وفتح باب المناقشة والحوار لمعرفة الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها في تحقيق الأهداف ومحاولة إبعادهم عن أصدقاء السوء وأصحاب الطاقات السلبية ومصاحبة الأخيار وذوي الطموح العالي، والأهم من ذلك هو التشجيع المعنوي (والمادي إن أمكن في حدود مُحكمة) عند تحقيق الأهداف مع كل مرحلة عمرية، خاصة في سن المراهقة.

إن من أهم عوامل تدريب الأبناء على تحقيق الأهداف هي وضع أهداف يومية تقودهم لمعرفة قيمة وأهمية الوقت واستغلاله والالتزام به وتوجيه طاقاتهم للجوانب الإيجابية لتحويل الكسل والخمول إلى نشاط وحيوية وتطوير مهاراتهم الاجتماعية وإثراء ثقافاتهم القرائية وإتقانهم لحل المشكلات والتفكير في إيجاد حلول مناسبة لها وتخطي المصاعب، مما يزرع الثقة في نفوسهم ويشعرهم بالمسؤولية والاستقلالية والاعتماد على النفس الذي يساعدهم على الالتزام بتحقيق الأهداف.

مما أصابني بالدهشة والإعجاب أنني قرأت أن اليابان قد خصصت مدينة للأطفال تقوم بتدريبهم عملياً على تجربة 80 وظيفة مختلفة كالطبيب والمهندس والطيار ورجل الأمن والإعلامي وعامل المحطات والكهربائي وغيرها من الوظائف العملية التي تهدف إلى نجاح الطفل الياباني ومساعدته في تحديد أهدافه واختيار مسار مستقبله الوظيفي على أرض الميدان من واقع الممارسة الفعلية لهذه الوظائف.

وأختم بأهمية قرب الأبوين من الأبناء ومعرفتهم بنقاط ضعفهم وقوتهم وإمكاناتهم عند تحديد الأهداف المطلوبة والتركيز على الجهد المبذول منهم والتقدم نحو أهدافهم قبل النظر إلى النتائج النهائية، وعدم مقارنتهم بالآخرين الذي قد يُسبب لهم الإحباط ويفقدهم الثقة في أنفسهم، مع تقديم الدعم الكامل لهم خاصة عند التعثر أو الفشل “لا قدر الله” والتعلم من أخطائهم وحثهم على عدم تكرارها، والابتعاد عن النقد الجارح والقاسي وتحفيزهم لمحاولة التكرار وعدم الاستسلام للفشل من أجل النجاح وضبط التوقعات الواقعية لهم دون السعي للكمال وعدم مطالبتهم بسرعة تحقيق الأهداف، وهذا يعني أن الآباء أيضا لهم أهداف واضحة ومحددة في صناعة أجيال تُجيد وضع الأهداف والتخطيط لها وتحقيقها حسب المراحل العمرية لخدمة الدين والوطن كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام “كُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” (أخرجه البخاري).

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: تحقیق الأهداف

إقرأ أيضاً:

ياسكو: مقترحات السلام الحالية غير واقعية .. وروسيا تسعى للسيطرة وإذلال الشعب الأوكراني

رفضت النائبة الأوكرانية ليزا ياسكو، المقترحات المتداولة بشأن السلام، معتبرة أنها غير قابلة للتطبيق في ظل استمرار الهجمات الروسية وتصاعد القصف على المدن الأوكرانية، موضحة أن وصف الحرب بأنها «نزاع» يعد تجاهلاً صارخاً لحقيقة ما يجري على الأرض، إذ تستهدف القوات الروسية البنية التحتية الحيوية والمناطق السكنية، الأمر الذي يفقد أي مبادرة سياسية معناها الحقيقي.

إذلال الشعب الأوكراني

وأكدت ياسكو، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي"، الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن روسيا لا تُظهر أي نية لإنهاء الحرب، بل تسعى إلى توسيع سيطرتها وتحقيق مكاسب ميدانية جديدة، إضافة إلى «إذلال الشعب الأوكراني»، على حد وصفها. وأوضحت أن أي اتفاق لا يتضمن ضمانات أمنية صارمة سيكون مجرد محاولة لمنح موسكو فرصة لإعادة ترتيب صفوفها دون التوقف فعلياً عن الهجمات.

كارثة محتملة في أوكرانيا.. القبة الواقية لتشيرنوبيل لم تعد تحجب الإشعاع!ليلة رعب في أوكرانيا.. روسيا تمطر كييف بمئات المسيّرات و17 صاروخًا باليستيًا

وأشارت إلى أن أوكرانيا بات لها صوت مسموع على الساحة الدولية، وأن موقف كييف أصبح أكثر وضوحاً في الدفاع عن أراضيها وعن الأمن الأوروبي والعالمي. 

 استمرار الهجمات الروسية 

وشددت على أن المجتمع الدولي بات يدرك أن استمرار الهجمات الروسية لا يهدد أوكرانيا وحدها، بل يفتح الباب أمام مخاطر أوسع قد تطال استقرار القارة بأكملها إذا لم يتم التحرك بشكل حاسم.

طباعة شارك أوكرانيا الأمن الأوروبي القوات الروسية الهجمات الروسية المدن الأوكرانية روسيا وأوكرانيا

مقالات مشابهة

  • مبابي يتطلع لكسر رقم رونالدو
  • حمدان بن محمد: ربط الأجيال بماضيها وتعزيز الروابط الأسرية والصحراء المدرسة الأولى لأجدادنا
  • ياسكو: مقترحات السلام الحالية غير واقعية .. وروسيا تسعى للسيطرة وإذلال الشعب الأوكراني
  • اللواء حابس الشروف: حكومة الاحتلال الحالية تعيش على الدم الفلسطيني
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • قياس وتقييم أداء الموظف العام بين الجدارة والإجادة والأثر «3»
  • إكرامي الشحات يكشف آخر تطورات أزمة رمضان صبحي وحالته الحالية
  • محمد صلاح يفقد بريقه في ليفربول
  • «سفراء سند الأجيال».. تلاحمٌ مجتمعي وجودة حياة
  • قومي المرأة : الحاجة سبيلة علامة مضيئة تُلهم الأجيال وتجسد العطاء الخالص