يمانيون../
بالرغم من تخلّي أغلبية العرب والمسلمين عن فلسطين وشعبها ومقاومته، لا يزال اليمن بقيادة أنصار الله صامداً على قرار بإسنادهم، رغم الحصار المطبق عليه منذ سنوات، ولو أدّى هذا القرار الى أي اعتداءات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية. لكن اللافت بأن اليمن لم يقف نداً للكيان المؤقت الإسرائيلي فقط، بل استطاع تحدي الاستكبار الأمريكي والبريطاني بشجاعة منقطة النظير في العالم، وتمكّن بالرغم ما تمتلكه هذه الأطراف من قدرات عسكرية هائلة أن يواجههم بقدرات غير متناظرة، لكنها فعّالة في صد هجماتهم واعتداءاتهم، بل وفي إيقاع الخسائر الكبيرة في صفوفهم.

وهذا ما حصل منذ أيام، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية عبر المتحدث باسمها العميد يحيى سريع، عن إسقاطها طائرة مقاتلة من طراز “إف/إيه-18 هورنت” أثناء التصدي للطائرات الأميركية والبريطانية، التي شنت غارات على اليمن في ساعة متأخرة من السبت 21 من كانون الأول / ديسمبر 2024. وأضاف العميد سريع بأنهم استهدفوا أيضا حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” وعددا من المدمرات التابعة لها، ونجحوا في إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن. مجدداً التحذير من أن القوات المسلحة في بلاده مستعدة لـ “أي حماقة أميركية بريطانية من العدوان على اليمن”.

أمّا الجيش الأمريكي – وكعادته وعادة كل دول المعسكر الغربي التي تخشى من كشف الحقائق والاعتراف بالفشل والهزيمة أمام جهات لا تمتلك مثلهم القدرات المادية – فقد زعم بأن إسقاط الطائرة “F-18” قد حصل عن طريق الخطأ فوق البحر الأحمر، مما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة. مضيفاً بأن الحادث وقع أثناء مهمة للطائرة المقاتلة التي كانت تحلق فوق حاملة الطائرات “هاري إس ترومان”، وأن إحدى السفن المرافقة للحاملة وهي الطراد الصاروخي “جيتيسبيرغ”، قد أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة مما أدى إلى تدميرها.

فما هي أبرز المعلومات حول الطائرة التي تم إسقاطها ومدى أهميتها؟

وتعتبر طائرة F/A-18 Hornet من أبرز الطائرات المقاتلة الأمريكية الحديثة، التي صُممت لتكون مقاتلة متعددة الأدوار، ولتكون حجر الأساس للعديد من القوات الجوية في جميع أنحاء العالم، حيث تفوقت في المهام الجوية والأرضية.

– طورتها شركة ماكدونيل دوغلاس ونورثروب في سبعينيات القرن العشرين (الآن بوينغ)، وتطورت لتصبح واحدة من أنجح الطائرات المقاتلة في التاريخ. ففي ذلك الوقت سعت البحرية الأمريكية للحصول على مقاتلة فعالة من حيث التكلفة، وقادرة على استبدال الطائرات القديمة، ويمكنها القيام بمهام القتال والهجوم، مما يلغي الحاجة إلى طائرات منفصلة.

– قامت هذه الطائرة برحلتها الأولى في عام 1978 ودخلت الخدمة في عام 1983.

– أبرز المميزات:

1) القدرة على أداء مهام متعددة: فيمكنها التحول من القتال الجوي إلى مهام الهجوم الأرضي بأقل قدر من التعديلات.

2) عمليات حاملات الطائرات: تم تصميمها خصيصًا لعمليات حاملات الطائرات، وهي تتميز بعتاد هبوط قوي وخطاف مانع للانقلاب وأجنحة قابلة للطي للتخزين في الأماكن الضيقة.

3) سهولة الصيانة: تم تصميمها لتقليل وقت التوقف والتكاليف، مع مكونات معيارية تسمح بالاستبدال والإصلاح السريع.

4) امتلاك إلكترونيات الطيران المتقدمة: تم تجهيزها بتكنولوجيا متطورة، بهدف منح الطيارين ميزة كبيرة في سيناريوهات القتال.

– تعمل الطائرة بمحركين توربينيين يوفران الموثوقية أثناء العمليات القتالية.

– المواصفات العددية:

1) السرعة القصوى: 1.8 ماخ على ارتفاعات عالية.

2) المدى: 2,000 كم بدون خزانات وقود خارجية، ويمكن زيادة المدى عبر التزود بالوقود أثناء الطيران.

3) سقف الارتفاع: 15 ألف متر. ومعدل صعود: 15240 متراً في الدقيقة، مما يتيح لها الصعود السريع.

– تم تزويدها بأحدث رادارات للكشف عن الأهداف وتتبعها، كما تم تجهيزها بمجموعة معدات للحرب الإلكترونية، تتضمن أجهزة استقبال تحذير الرادار، والرقائق، والصواريخ للدفاع ضد التهديدات.

– على صعيد الأسلحة والعتاد، تم تجهيزها لحمل مجموعة واسعة من الذخائر:

1) صواريخ جو-جو: AIM-9 Sidewinder وAIM-7 Sparrow وAIM-120 AMRAAM.

2) أسلحة جو-أرض: ذخائر موجهة بدقة مثل AGM-65 Maverick والقنابل الموجهة بالليزر والذخائر غير الموجهة.

3) مدفع رشاش داخلي ودوار من طراز M61A1 Vulcan عيار 20 مم.

4) سعة الحمولة: تصل إلى 8 طن عبر تسع نقاط تعليق.

– تسمح عجلات الهبوط وهيكل الطائرة بالهبوط القاسي على حاملات الطائرات. أمّا مقاعد الطاقم فهي تؤمن خروجًا سريعًا في حالات الطوارئ.

– شاركت في حرب الخليج سنة 1991، وخلال صراع كوسوفو 1999، وخلال حربي أفغانستان والعراق.

الخنادق اللبناني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

أكاديميون وناشطون عرب: اليمن ينوب عن العالم في حماية فلسطين بالصوت والسلاح

يمانيون |
بينما يواصل الكيان الصهيوني ارتكاب أبشع جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفي ظل الصمت العربي الرسمي والتواطؤ الغربي العلني، يبرز اليمن – مرة أخرى – كاستثناء أخلاقي وقانوني وإنساني في المشهد الدولي، من خلال عملياته العسكرية المساندة للمقاومة الفلسطينية، والتي لم تقتصر على التضامن الخطابي أو السياسي، بل تجاوزته إلى الميدان، دفاعًا عن المبادئ والقيم التي ادّعى المجتمع الدولي أنه أنشئت لأجلها.

هذا ما أكده أكاديميون وناشطون عرب بارزون، معتبرين أن اليمن اليوم يمثل صوت الشعوب الحرة، وبوصلة الكرامة العربية، ودرع القوانين الدولية الحقيقي في زمن التواطؤ والانحطاط الأخلاقي الجماعي.

الإعلامية التونسية فاديا الحسيني: اليمن يحرّك الضمير الذي نام في العواصم العربية
وصفت الإعلامية والكاتبة التونسية فاديا الحسيني الوضع في قطاع غزة بـ”الكارثي” وغير المسبوق، مستنكرة صمت العالم تجاه حرب الإبادة التي يرتكبها العدوّ الصهيوني، وقالت بحسرة: “ننظر إلى الناس في غزة وهم يحترقون ويقصفون ويموتون جوعًا، بينما نعيش حياتنا كأن شيئًا لم يكن… أبناء غزة يدفعون ثمن الفسق والفجور العربي والغربي”.

الحسيني لم تتوقف عند حدود التوصيف الأخلاقي، بل أشارت بوضوح إلى الدور المخزي لبعض الأنظمة العربية، وتحديدًا الخليجية، في دعم العدوان من خلال ضخ المليارات لترامب – الذي يقدم السلاح والدعم للعدو الصهيوني – بدلًا من نصرة القضية الفلسطينية، قائلة: “هذه الدول اختارت أن تكون في صفّ القتلة بدل أن تكون في صف الضحايا”.

ورأت الحسيني أن المبادرات الشعبية في الغرب تفوقت على المواقف العربية الرسمية، قائلة: “الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان وخرجت شعوبها بالملايين لم تكن عربية، بل غربية استجابت لضغط شعوبها”، مشيرة إلى أن “اليمن وحده خرج عن هذا الصمت، وكانت عملياته في البحر الأحمر والساحة الإقليمية تعبيرًا حقيقيًّا عن الانتصار للدم الفلسطيني”.

دعوة شعبية من المغرب العربي: نحو قافلة برية لكسر الحصار
وفي إشارة إلى تنامي روح المقاومة الشعبية في المغرب العربي، كشفت الحسيني عن مبادرة يجري التحضير لها بمشاركة مئات الناشطين والحقوقيين من تونس والمغرب والجزائر، للمساهمة في فك الحصار على غزة عبر قافلة برية تنطلق من شمال أفريقيا نحو معبر رفح. وأضافت: “الشعوب لم تمت، لكنها بحاجة إلى من يوقظها ويمنحها أملًا، واليمن فعل ذلك”.

د. عمر الحامد: اليمن الدولة الوحيدة التي طبقت القانون الدولي فعليًا
من جانبه، أكّد الدكتور عمر الحامد، أستاذ القانون الدولي من الأردن، أن “اليمن هو الدولة الوحيدة في العالم التي انتصرت فعليًا للقانون الدولي، ليس بالشعارات أو بيانات التنديد، وإنما بالفعل العسكري والرد العملي على العدوان الصهيوني في غزة”، مشيرًا إلى أن ما قامت به صنعاء هو تطبيق فعلي لما يجب أن يكون عليه المجتمع الدولي تجاه جرائم الحرب والإبادة.

وأكد الحامد أن القانون الدولي ينص على الحق في الدفاع عن الشعوب المضطهدة، ويعطي الدول والمنظمات الحق في اتخاذ إجراءات عقابية ضد مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، مشيرًا إلى أن ما تقوم به اليمن من استهداف للمصالح الصهيونية ومساندة للمقاومة لا يخالف أي من المبادئ القانونية، بل يكرّسها في الميدان.

وأضاف: “بعد الحرب العالمية الثانية أُنشئت الأمم المتحدة بزعم حفظ الأمن والسلم الدوليين، لكن الواقع أثبت أن هذه المنظمة تحوّلت إلى أداة بيد الأقوياء، توظف القوانين والمعايير وفق مصالحها”، لافتًا إلى أن “الكيان الصهيوني يمارس الإبادة دون أن يخشى أي مساءلة دولية، فيما تُدين الأمم المتحدة عمليات الردع اليمنية بحجة حماية الملاحة”.

مفارقة القانون والعدالة: من يحمي غزة إذًا؟
الحامد طرح سؤالًا جوهريًا: “إذا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن إيقاف جرائم إبادة جماعية موثقة بالصوت والصورة، وإذا كانت المحاكم الدولية صامتة، فمن الذي يمثل القانون؟”، ليجيب: “اليمن هو من يمثل القانون في هذه اللحظة التاريخية، لأنه يواجه المجرم بالسلاح ويضع الشروط السياسية والأخلاقية لوقف العدوان”.

كما دعا إلى توسيع رقعة التحرك الشعبي والحقوقي في الوطن العربي، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاستعادة المبادرة من الشارع، والتحرك على المستويين القانوني والميداني، لدعم صمود غزة، وفضح ازدواجية المعايير التي تتعامل بها القوى الكبرى مع القضايا العادلة.

اليمن يعيد تعريف العدالة في زمن الصمت
ما بين صوت إعلامي يصدح بالحق من تونس، وصوت قانوني يضع النقاط على الحروف من عمّان، تبدو الصورة جلية: اليمن لم يعد مجرد “طرفًا داعمًا” للقضية الفلسطينية، بل تحوّل إلى ناطق رسمي باسم القيم المهملة، وسند حقيقي لفلسطين ليس فقط في السياسة، بل في المعركة.

إن موقف اليمن، بشعبه وقواه الحيّة، لا يمثل انتصارًا لفلسطين فحسب، بل هو انتصارٌ للإنسانية في زمن سقطت فيه كل الأقنعة، وتحوّلت فيه المؤسسات الدولية إلى أبواق تبرر للمجرم وتسكت عن الضحية. وفي هذا السياق، فإن اليمن اليوم لا يقدّم فقط نموذجًا للمقاومة، بل يعيد تعريف مفهوم العدالة ذاته، حين يصبح القانون فعلاً، والضمير سلاحًا، والمبادئ ممارسة يومية على أرض الواقع.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعلن تدمير آخر طائرة في مطار صنعاء
  • من ماكرون إلى يلتسين.. كيف تحوّلت سلالم الطائرات إلى فخ لرؤساء الدول؟
  • الهند تطلق مشروعا لبناء مقاتلة شبحية بعد تصاعد التوتر مع باكستان
  • الهند تطلق مشروع المقاتلة الشبحية بعد المواجهة مع باكستان
  • أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار تقدم طرقا جديدة لمواجهة التهديدات المتزايدة
  • أكاديميون وناشطون عرب: اليمن ينوب عن العالم في حماية فلسطين بالصوت والسلاح
  • الجيش يسقط طائرة مسيّرة حاولت اجتياز الحدود من الواجهة الغربية
  • روسيا تعلن إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية
  • قيود مؤقتة على حركة الطائرات في مطارات موسكو والدفاع الجوي يسقط 4 مسيرات
  • موسكو تسقط عدداً من الطائرات المسيرة