لماذا عجز العالم عن القضاء على داعش؟
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
نفذ أحد الإرهابيين هجوماً بسيارة في الساعات الأولى من رأس السنة الجديدة في نيو أورليانز، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات، والمنفذ يُدعى شمس الدين جبار، 42 عاماً، وهو مواطن أمريكي وعضو سابق في الجيش الأمريكي، وقد سجل مقطع فيديو يعلن فيه ولاءه لتنظيم داعش الإرهابي.
هجوم نيو أورليانز يجب أن يكون بمنزلة إنذار للإدارة القادمة
وكان جبار يرفع علم التنظيم على الشاحنة التي استخدمها في الهجوم المميت، وهو الهجوم الجهادي الأكثر فتكاً على الأراضي الأمريكية منذ إطلاق النار على ملهى ليلي في عام 2016.محارب قديم فيا لجيش الأمريكي
الجاني المزعوم هو آخر محارب قديم في الجيش الأمريكي يتورط في عملية إرهابية، ففي نوفمبر (تشرين الثاني)، حُكم على رجل من ولاية أوهايو يبلغ من العمر 24 عاماً وهو جندي من الدرجة الأولى في الجيش الأمريكي بالسجن لمدة 14 عاماً لمحاولته تقديم دعم مادي لـ "داعش".
وفي هذا الإطار، قالت غابرييلا تيجيدا، الباحثة المشاركة في "مركز صوفان"، تركز أبحاثها على الجغرافيا السياسية وقضايا الأمن العالمي، في مقالها بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن تكتيك الدهس يرتبط بكتاب "داعش" مباشرةً، فهو أسلوب هجومي استخدمته الجماعة من قبل في عدة مناسبات لقتل مئات الأشخاص خلال هجمات نفذتها في نيس بفرنسا وبرلين ومدينة نيويورك وستوكهولم ولندن وبرشلونة بإسبانيا، على سبيل المثال لا الحصر.
Part of the reason why the Islamic State continues to inspire attacks is because they continue to exist, and in some cases, thrive. They operate with relative impunity in some parts of the world. https://t.co/LAvrTzZToe
— JMDavis (@JessMarinDavis) January 5, 2025وأضافت الباحثة أن بساطة الدهس بالمركبات، والتي تتميز بالمرونة على نطاق واسع، إلى جانب سهولة الوصول إلى المركبات تجعل من الصعب اكتشاف هذه الهجمات ومنعها.
ورغم خسارة "داعش" للخلافة، فإنها لم تتوقف عن التخطيط للهجمات الإرهابية والتأثير عليها، وما تزال قادرة على أن تكون مصدر إلهام للهجمات في الغرب.
وفي الفترة التي سبقت العام الجديد، كان تنظيم خراسان، وهو فرع داعش في أفغانستان، ينشر دعاية عبر منصات التواصل الاجتماعي تحض أنصاره على شن هجمات في عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وتابعت الباحثة أن التجمعات العامة الكبيرة مثل احتفالات رأس السنة الجديدة سوف تظل دائماً أهدافاً جذابة للجماعات الإرهابية، سواء من حيث الرمزية أو عدد الضحايا الكبير الذي ينتج عن أي هجوم ناجح. ولا توجد وسيلة لمنع كل هذه الهجمات على الأهداف السهلة.
"While ISIS's territorial caliphate has been dismantled, its ideological appeal and metastasizing global disposition pose significant security challenges to the United States and the international community more broadly." Me & @CJOLeary1 for @FPRI in March https://t.co/qee8ICjj3z
— Colin P. Clarke (@ColinPClarke) January 3, 2025وسيكون هناك الكثير من التركيز على الثغرات الأمنية في أعقاب الهجوم. ورغم أهمية هذا النوع من التقييم، فإن سلطات إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب تحتاج أيضاً إلى النظر في منع الهجمات، وفق الكاتبة.
ومع اكتساب داعش زخماً من هجوم أخير نفذته الجماعة في الصومال فضلاً عن سقوط نظام الأسد في سوريا، فإن التنظيم سوف يسعى إلى اغتنام اللحظة الحالية لإعادة الظهور، وهو ما قد يجلب معه موجة جديدة من الهجمات على مدار هذا العام في الغرب.
وعلق النائب مايك والتز (جمهوري من فلوريدا) الذي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، على الهجوم الذي حدث في نيو أورليانز داعياً إلى إغلاق حدود الولايات المتحدة كخط دفاع أول في مكافحة الإرهاب، على الرغم من التأكيد على أن جبار مولود في الولايات المتحدة.
وكان ترامب خلال إدارته الأولى قد دعا إلى حظر دخول مواطني العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة.
ويمكن اعتبار إغلاق الحدود نسخة أكثر تطرفاً من حظره للسفر، وكلاهما يرمي إلى الهدف نفسه المتمثل في حماية الأمن القومي للولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن دراسة أجرتها مؤسسة أبحاث "نيو أمريكا" تشير إلى أنه اعتباراً من عام 2019 "وُجد أن كل مهاجم قاتل منذ 11 سبتمبر (أيلول) كان مواطناً أو مقيماً دائماً في الولايات المتحدة وقت الهجوم".
من هنا، تقول الكاتبة، رغم أن التركيز على التهديدات الخارجية أمر مهم، فإنه ليس بالحل الأول لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة. بل تحتاج الإدارة القادمة أيضاً إلى التركيز على "المتطرفين العنيفين المحليين" الذين أصبحوا متطرفين على أراضي الولايات المتحدة.
ونوهت الكاتبة إلى ضرورة أن يكون الهجوم في نيو أورليانز بمنزلة إنذار للإدارة القادمة، وأجهزة إنفاذ القانون، ومجتمع الاستخبارات بأن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش ما يزال قائماً وسوف يزداد خطورة إذا تمكنت الجماعة من إعادة الظهور في الخارج، وتضخيم دعايتها، وجندت أعضاء جدداً مستعدين في لارتكاب أعمال إرهابية باسمها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأمريكية داعش نظام الأسد عودة ترامب الولايات المتحدة داعش سقوط الأسد الولایات المتحدة نیو أورلیانز
إقرأ أيضاً:
الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".. ماذا حدث؟
حذرت الصين الولايات المتحدة السبت من "اللعب بالنار" في قضية تايوان، مؤكدة أنها قدمت احتجاجات لدى واشنطن إثر الخطاب الذي ألقاه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال منتدى أمني في سنغافورة.
وحذّر هيغسيث من أن الصين تستعد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في آسيا، متعهدًا أن تبقى الولايات المتحدة بجانب حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.صراع الصين وتايوانونبه إلى أن الجيش الصيني يعمل على بناء قدراته لاجتياح تايوان ويتدرب على ذلك فعليا.
أخبار متعلقة ألمانيا.. مصرع امرأتين في تحطم طائرة صغيرة إثر اصطدامها بمنزلروسيا تتقدم في منطقة سومي.. ومخاوف أوكرانية من هجوم كبيروقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إنها "قدمت احتجاجات رسمية إلى الطرف الأمريكي، ردًا على تصريحات هيغسيث، مبدية أسفها الشديد لمواقفه.
وأضافت الخارجية: "على الولايات المتحدة ألا تحاول استخدام قضية تايوان ورقة مساومة لاحتواء الصين وعليها ألا تلعب بالنار".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".. ماذا حدث؟الصراع الأمريكي الصينيولم ترسل بكين وزير دفاعها دونغ جون لتمثيلها في منتدى سنغافورة، ووصفت قضية تايوان بأنها شأن داخلي لا يحق لدول أجنبية التدخل فيه.
كذلك، اتهم هيغسيث بكين بأنها تصادر أراضي وتحولها للاستخدام العسكري بشكل غير قانوني، في بحر الصين الجنوبي.
وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على هذا المسطح المائي الذي يمرّ عبره نحو 60 في المئة من التجارة البحرية، رغم حكم قضائي دولي يشير إلى أنه لا أساس قانونيًا لهذا المطلب.