حسنا فعل السيد عبدالرحمن الصادق المهدي وهو يختار التقاعد عن الخدمة العسكري التي أمضى فيها اكثر من ٢٠ عاما بعد تخرجه من الكلية العسكرية الاردنية .

لا أعلم علي وجه اليقين وجهة الرجل القادمة ، لكن كل المؤشرات تقول بأنه إختار أن يتفرغ في المرحلة القادمة لشؤون حزب الأمة القومي ، يؤكد ذلك التصريح الذي نُسِب اليه وجاء فيه ” إن مشاورات أسرية ومن قيادات داخل الحزب ، جرت حول إسناد موقع مهم له بالحزب يتطلب التقاعد عن القوات المسلحة ، وأنه نقل هذه المستجدات لقيادة القوات المسلحة ، التي قامت باتفاق مسبقٍ معه بترقيته الي رتبة الفريق واحالته للتقاعد” .

إذن وبهذا القول الفصل يتأكد أن حزب الأمة القومي مقبلٌ نحو مرحلة جديدة يقودها ( عبدالرحمن المهدي) ، ويشمل ذلك كيان الأنصار نفسه القاعدة الدينية التاريخية التي ينطلق منها حزب الأمة القومي .

لقد ظل السودانيون طيلة السنوات الماضية وبخاصة بعد العدوان الذي تعرضت له بلادنا حاليا ، ظلوا ينظرون بكثير من الأسى والحسرة لما آل إليه هذا الحزب العريق من تخبط في سياساته وتراجع مخل عن مبادئه التي شبّ وقام عليها منذ تأسيسه في العام ١٩٤٥م من القرن الماضي .

إن ما يأسف له المرءُ حقا أن يكون حزبا مثل الأمة قام علي مبدأ السودان للسودانيين ، أن يكون هو إحدي البوابات التي يعبُر من خلالها غير السودانيين والملاطيش ليعبثوا بالبلاد لهذا المدى الذي نراه الآن ، لقد تاه الحزب فعلا وسط الخلافات العميقة بين قياداته القزمية، وليتها كانت خلافات حول الشأن الوطني والسبل الكفيلة بالنهوض بالحزب التاريخي لمواجهة مأساة الوطن ومواطنيه الحاليه، لكنها كانت خلافات حول من يفوز برضى المستعمر الجديد ، ومن يظفر بقرب مليشيا آل دقلو الإرهابية ضمن قائمة أسموها تقدم وهي في غاية التخلّف ضمت ارتالا من النطيحة والمتردية وفضلات ما أكل السبع من ناشطي هذا الزمان السياسي البئيس الذين كانت آخر شهادات بؤسهم ماشهد به أحدهم اخيرا بأنهم أكلوا أموال الناس بالباطل من خلال عضويتهم في لجنة قيل انها ضد تمكين الكيزان ، فمَكَّنت أعضاءها من أموال الغير ، وكانوا هم القائمين علي حراستها .!

إذن الحزب الكبير مقبل علي واقع جديد ، واقع من شأنه تحفيز كافة القوى السياسية للاضطلاع بدورها بل بواجبها تجاه ما يواجه بلادنا الان من محنٍ ومآسٍ ، وننتظر إزاء هذا التحول أن يتولي السيد عبدالرحمن الحفيد دفة التغيير ، إماما للانصار ورئيسا لحزب الأمة القومي وما ينبني علي ذلك من خطوات تصب في خانة نهضة وإعمار السودان الجديد القادم ، ورحم الله الإمام الوالد السيد الصادق المهدي الذي رحل عنّا وهو يتلقي العلاج بإحدى مشافي أبوظبي وتلك رواية أخرى نتناولها لاحقا متى ما كشفت عنها أيامٌ أُخَر قادمة لامحالة ..( لوكو الصبُر) ..

د.عبدالعظيم عوض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأمة القومی

إقرأ أيضاً:

صورة نادرة توثق زيارة الملك عبدالعزيز التاريخية إلى مصر عام 1946

خاص 

ظهرت صورة تاريخية مميزة توثق لحظة من زيارة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، إلى جمهورية مصر العربية عام 1365هـ الموافق 1946م.

ويظهر في الصورة الملك عبدالعزيز وإلى خلفه شقيقه الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، وبجوارهم الملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمهم الله جميعًا .

مقالات مشابهة

  • عبدالرحمن العامر يتساءل: أين كالزادا عن المشهد الهلالي؟
  • إنطلاق عملية مرحبا وسط دعوات لخفض تسعيرة عبور سيارات المهاجرين المغاربة بأوربا
  • بتعليمات ملكية تطلق مؤسسة محمد الخامس للتضامن الثلاثاء عملية مرحبا لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج
  • عملية مرحبا تبدأ غدا الثلاثاء و تمتد إلى العيون والداخلة
  • إطلاق عملية "مرحبا 2025" لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج بتوجيهات ملكية
  • الذهب الذي لا يصدأ.. رونالدو يكتب تاريخا جديدا في دوري الأمم الأوروبية
  • الغاء المباراة الودية بين منتخبي تونس وجمهورية إفريقيا الوسطى التي كانت ستلعب بالدار البيضاء
  • صورة نادرة توثق زيارة الملك عبدالعزيز التاريخية إلى مصر عام 1946
  • والدة جندي إسرائيلي قتيل : جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه