تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الخبر الذي لفت الانتباه هذا الأسبوع، خلال تكريم ضحايا هجمات يناير ٢٠١٥، إعلان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن مشروع المتحف التذكاري للإرهاب لن يتم التخلي عنه، وهو المشروع الذي كان على وشك أن يدخل فى طى النسيان. لكن وراء هذا التحول تدور معركة سياسية ومالية وتاريخية. كان الأحداث الإرهابية قبل ١٠ سنوات.

. لمدة أسبوع تقريبًا في بداية عام ٢٠١٥، انغمست فرنسا في الخوف. في ٧ يناير، هاجم إرهابيان مكاتب صحيفة "شارلي إبدو" في باريس، مما أسفر عن مقتل اثني عشر شخصًا وإصابة أحد عشر آخرين. واستمرت عملية البحث عن الأخوين كواشي لمدة يومين. وفي الوقت نفسه، في ٩ يناير، قام رجل باحتجاز عملاء أحد متاجر الكوشير التى تقدم الأكلات اليهودية كرهائن. وتم إطلاق النار على أربعة.
لحظة الحقيقة
ولهذا السبب، كانت هذه هي اللحظة التي اختار فيها إيمانويل ماكرون التأكيد من جديد على رغبته في إنشاء متحف تذكاري للإرهاب. لكن الأمر أكثر تعقيدا مما يبدو بسبب عقبات مالية فى الأساس، جعلت المتحف مهدداً بالإلغاء بعد قيود الميزانية التي تم اتخاذها في نهاية العام الماضي. وبدا واضحاً أن حكومة ميشيل بارنييه قررت التخلى عنه بسبب تكلفته، لكن الإليزيه أكد مجدداً أن "الحكومة الجديدة" يجب أن "تعيد النظر" في هذا الأمر. 
وأكد المدعي العام السابق، فرانسوا مولان، هذه المعلومات وأشار إلى أن إيمانويل ماركون استقبل رئيس ومدير التشكيل المكلف بالمهمة هنري روسو وإليزابيث بيلسيز، وأكد لهما أن المشروع لم يتم التخلي عنه على الإطلاق، بل سيتم إعادته". وأضاف "يجب أن يتم الانتهاء منه وآمل أن يتم ذلك، لأنه كان اقتراحاً جيدًا. وتابع: "سنواصل النضال بكل طاقتنا حتى ينتهي الأمر"، وتابع قائلاً "إنه أمر مهم، لأن هذا المتحف سيكون مكانا للذاكرة، وأيضاً للثقافة والتفكير والتبادل، وبالتالي للتربية حول قيم المواطنة، وآمل أن يشكل أيضًا أداة لمنع كل هذه المخاطر الإرهابية".
بدايات القصة
بدأت قصة هذا المتحف عندما أعلن ماكرون عن المشروع في ١٩ سبتمبر ٢٠١٨ خلال إحياء الذكرى العالمية لضحايا الهجمات، وكان من المقرر أن يفتح أبوابه في عام ٢٠٢٧ في مونت فاليريان، في بلدة سوريسن بالقرب من باريس، وتقدر كلفته بـ٩٥ مليون يورو موزعة على ثماني سنوات.
وتم إنشاء مجموعة تحمل اسم "مهمة التشكيل المسبق للمتحف التذكاري للإرهاب" في أول فبراير ٢٠٢١، بغرض دراسة والبدء في إنشاء المتحف التذكاري. وفى أعقاب ذلك، أنشأت المجموعة المكلفة بالإنشاء موقعاً باسم المتحف التذكارى للإرهاب، ذكرت فيه أن "المتحف يهدف إلى تكريم ضحايا الإرهاب في جميع أنحاء فرنسا والعالم. وهو أيضًا متحف للتاريخ والمجتمع، يركز على المعرفة والتعليم. ويمثل مؤسسة ثقافية فريدة، ومنصة للتوثيق والبحث، ومركز للتدريب والمؤتمرات والمناظرات، ومكان للتأمل" . وأضاف الموقع: "يضع المتحف التذكاري للإرهاب الضحايا والناجين والمصابين جسديًا ونفسيًا والمستجيبين الأوائل ومقدمي الرعاية في الخطوط الأمامية (رجال الإطفاء وعمال الإنقاذ والشرطة والدرك والأطباء والجيران) في مركز مشروعه". لكن ميشيل بارنييه عندما كان رئيساً للوزراء، أبلغ المسؤولين عن تنفيذ مهمة المتحف بإلغاء الفكرة، دون مشاورة مسبقة، متذرعاً بـ"تخفيضات في الميزانية" لتقليص العجز. ونددت جمعيات ضحايا الإرهاب بالقرار "غير الموفق" و"غير المفهوم".
احتجاجات عارمة
ورفعت جمعيات ضحايا الإرهاب صوتها إحتجاجاً على قرار بارنييه، مشيرة إلى أن المتحف التذكاري هو أفضل ما نقوم به، ليظل ثابتاً وعلى عكس الاحتفال الذي يقام في تاريخ ما، فإن المتحف التذكاري يكون دائمًا وخالدًا. وأوضح عديدون أن فرنسا بها أكثر من نصب تذكاري مثل النصب الخاص بالمحرقة في باريس، والنصب التذكاري للهبوط في نورماندي، والنصب التذكاري لقتلى الحرب العالمية الأولى في منطقة السوم، أو حتى النصب التذكاري لقتلى الهند الصينية في منطقة فار. فالمبدأ موجود في كل مكان ليتتبع الأحداث ويكون مكاناً التأمل.
وهكذا يُدخل الرئيس الإرهاب في المآسي التي عاشتها فرنسا. سيكون هذا النصب التذكاري في مونت فاليريان المكان الذي أعدم فيه الألمان مقاتلي المقاومة. ومنذ ذلك الحين أصبح مكانًا لذكرى المقاومة. وهذا يعني أنه الآن، من وجهة نظر الجمهورية، الإرهاب والنازية هما نفس الشيء. وهو بالنسبة للفرنسيين رمز مهم ورسالة قوية حول خطورة الظاهرة وكيفية علاجها. 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

إقرأ أيضاً:

ماكرون يطالب بالإسراع في إعادة الفرنسيين المحتجزين مع طاقم السفينة

صراحة نيوز ـ طالبت فرنسا بالإسراع في إعادة 6 من مواطنيها كانوا على متن سفينة “مادلين” وبينهم عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن بعد اعتراض إسرائيل سفينتهم التي وصلت لمساعدة غزة.

وجاء في بيان صادر عن “الإليزيه” اليوم الاثنين: “طلب الرئيس إيمانويل ماكرون ضمان عودة المواطنين الفرنسيين الستة إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن، بعد احتجازهم من قبل إسرائيل إثر اعتراض سفينتهم قبالة سواحل غزة”.

ومن جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن باريس طالبت بتوفير الحماية القنصلية لمواطنيها، وإتاحة زيارة ممثليها لهم لتسهيل إجراءات عودتهم إلى الوطن.

يذكر أن البحرية الإسرائيلية اعترضت سفينة “مادلين” الشراعية في مياه البحر المتوسط ليل الاثنين، وكان على متنها الناشطة البيئية الشهيرة غريتا تونبرغ إلى جانب عدد من الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية في طريقهم إلى غزة.

ويجري حالياً سحب السفينة إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، بينما لا يزال ركابها قيد الاحتجاز قبل ترحيلهم لاحقاً إلى بلدانهم

مقالات مشابهة

  • عودة وفد حجاج موظفي حكومة دبي من الأراضي المقدسة
  • محافظ بورسعيد يناقش ميدانيًا إنشاء كوبري جديد ببورفؤاد لتيسير الحركة المرورية
  • ماكرون : فرنسا تدعم المبادرة المغربية الأطلسية (فيديو)
  • فضيحة.. ماكرون يندد بالحصار الإسرائيلي على دخول المساعدات الإنسانية في غزة
  • التحقيق مع الرئيس البوليفي السابق موراليس بتهمة الإرهاب
  • وصفه بـ"العار".. ماكرون يهاجم حصار الاحتلال المفروض على غزة
  • ماكرون: الحصار المفروض على دخول المساعدات إلى غزة فاضح
  • ماكرون يطالب بالإسراع في إعادة الفرنسيين المحتجزين مع طاقم السفينة
  • موعد عودة الموظفين للعمل بعد إجازة عيد الأضحى 2025 «حكومة وخاص»
  • محطة "تحيا مصر 2" بميناء الدخيلة: مشروع عملاق لتحويل مصر إلى مركز لوجيستي عالمي يوفر 2000 فرصة عمل