فى الوقت الذى تهتم فيه الدولة بالقرآن الكريم، نجد عجبا عجابا من بعض الإعلاميين، والمسئولين عن الإعلام فى مصر المحروسة.
فقد أطلقت وزارة الأوقاف مبادرة "عودة الكتاتيب". وهى مبادرة طموحة تهدف إلى إحياء دور الكتاتيب التقليدية في تعليم القرآن الكريم والأخلاق الإسلامية، وتقديمها كبديل عصري يحافظ على القيم الأصيلة، والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية لمصر، وتعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب، وإحياء القيم الأخلاقية الحميدة في نفوس الأطفال والشباب.
وإذا بإبراهيم عيسى يهاجم عودة الكتاتيب بضراوة، ويعتبرها خطوة إلى الوراء، ويصفها بأنها تدعم الإرهاب والفكر المتطرف، وذلك من خلال برنامجه "حديث القاهرة" الذى يقدمه على «القاهرة والناس»، إبراهيم عيسى معروف بعدائه للمؤسسات الإسلامية وهجومه الدائم على الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف بل على كبار أئمة الإسلام والصحابة والتابعين.
ويبدى صاحب الحمالات الشهيرة دهشته من مبادرة عودة الكتاتيب التى أطلقتها وزارة الأوقاف ويؤيدها ويهتم بها رئيس الجمهورية، ولم يكتف ابن عيسى بالدهشة وحده بل استضاف شخصا آخر على شاكلته ليشاركه الدهشة ويقرران معا أن هذه المبادرة قائمة على الحفظ والتلقين وإلغاء العقل.
وإننى أتساءل: كيف يكون حفظ القرآن الكريم دون تلقين من شيخ حافظ متقن معه إجازة معتمدة تؤهله للقيام بهذا العمل حتى يتحقق التواتر من لدن جبريل عليه السلام إلى سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أصغر طفل يحفظ القرآن فى كتاب القرية؟. وكيف يكون إعمال العقل فى تحفيظ القرآن الكريم غير معرفة الأحكام والرسم العثمانى للمصحف الشريف حتى يتمكن الإنسان المسلم من قراءة القرآن قراءة صحيحة، ويتقن الحفظ إتقانا لا يشوبه نقص؟.
الكتاتيب هي مدارس قرآنية تقليدية كانت منتشرة في مصر والعديد من الدول العربية والإسلامية. وكانت هذه المدارس تلعب دوراً مهما في تعليم الأطفال القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي، بالإضافة إلى تعليم القراءة والكتابة والحساب.
وتسعى مبادرة إحياء الكتاتيب إلى نشر تعليم القرآن الكريم وحفظه وتجويده، وتعزيز الفهم الصحيح للدين الإسلامي، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة للأطفال، بعيداً عن التحديات التي تواجه المدارس التقليدية، وتطوير مناهج الكتاتيب لتتماشى مع متطلبات العصر، مع الحفاظ على القيم الأساسية، وتدريب معلمي ومحفظى القرآن الكريم على أحدث الأساليب التعليمية، وتزويدهم بالمهارات اللازمة، وكذلك توفير البنية التحتية اللازمة للكتاتيب، مثل المباني والمكتبات والأجهزة التعليمية.
وتساعد هذه الكتاتيب الحديثة على تعزيز الوعي الديني لدى الأطفال والشباب، وبناء شخصية متوازنة، وتساهم في تطوير المهارات الحياتية للأطفال، مثل العمل الجماعي، وتعمل على ربط الأجيال ببعضها البعض، ونقل التراث الثقافي والديني للأجيال القادمة.
وعلى الرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تحملها مبادرة عودة الكتاتيب، إلا أن التيار العلمانى يرى انها تعيد المجتمع إلى الوراء، وتقيد حرية الفكر، وتروج لأفكار متطرفة، ومن أسف يجد هذا التيار منابر إعلامية تسمح لأصحابه بترويج هذه الأكاذيب التى تنم عن حقد دفين على كل ما هو إسلامى أو دينى فى العموم.
[email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القرآن الكريم القاهرة والناس ابراهيم عيسى الكتاتيب عودة الكتاتيب مبادرة إحياء الكتاتيب القرآن الکریم عودة الکتاتیب
إقرأ أيضاً:
امتحاني «القرآن الكريم والحديث» يرسمان الفرحة على وجوه طلاب الثانوية الأزهرية بالشرقية
مع بداية ماراثون الثانوية الأزهرية، أدى طلاب القسم العلمي بالثانوية الأزهرية بالشرقية امتحان مادتي القرآن الكريم والحديث وسط إجراءات أمنية وصحية ومتابعة من قطاع المعاهد الأزهرية.
وقال الطالب كريم عصام "امتحان مادة القرآن الكريم كان سهلا وبسيطا، وجميع الزملاء اكدوا ذلك، وبإذن الله بداية مبشرة لماراثون الامتحانات، وامتحان الحديث ليس به تريكات أو نقاط صعبة، مؤكدا أن امتحانات اليوم جاءت فى مستوى الطالب المتوسط، ونأمل أن تكون جميع الامتحانات فى مستوى الجميع وترسم البسمة على وجوه الطلاب.
وكان قد أكد الدكتور السيد الجنيدى رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الشرقية الأزهرية أن المنطقة رفعت درجة الإستعداد القصوى منذ بدء الإمتحانات، وتعمل على توفير المناخ المناسب لطلاب الشهادة الثانوية الأزهرية، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب مع توفير الرعاية الطبية لجميع الطلاب.
وشدد رئيس أزهر الشرقية على ضرورة تطبيق تعليمات قطاع المعاهد والإدارة المركزية للإمتحانات والتي من شأنها تحقيق الإنضباط والهدوء الكامل لجميع اللجان، موضحا أن غرفة العمليات بالمنطقة تعمل على مدار الساعة، للتواصل الفوري بهدف تذليل كافة المعوقات التي قد تطرأ.
هذا ويؤدى طلاب الثانوية الأزهرية بسميها العالمى والأدبي الإمتحانات داخل 57 لجنة بمختلف المراكز والمدن والأحياء، على مستوى 17 إدارة تعليمية، وسط تطبيق كل الإجراءات التأمينية والوقائية حفاظًا على سلامة الطلاب، والملاحظين، والعاملين بالمعاهد المنعقد بها الامتحانات.