قبل البدء بساعات.. اعرف تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
منذ بداية هجوم الاحتلال الإسرائيلي على غزة عام 2023، تعرض الفلسطينيين في القطاع إلى حرب وحشية ودامية لم يسبق لها في التاريخ، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 46899 شخصًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وذلك وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس والتي تُعتبر موثوقة من الأمم المتحدة.
وتحول قطاع غزة إلى مقبرة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينهم عدد كبير جدًا من الأطفال والنساء، وعلى الرغم من محاولات كثيرة لوقف هذه الحرب الدامية، تم التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر من عام 2023، جرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن بالإضافة إلى 240 معتقلاً فلسطينيًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد مرور أكثر من عام على هذه الحرب الوحشية، يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، وذلك بعد أن أعطت الحكومة الإسرائيلية موافقتها النهائية على هذا الاتفاق.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار
خلال المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر ستة أسابيع، سوف يُطلق سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين من بين 98 لا يزالون أحياء، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون، وستفرج إسرائيل عن نحو ألفي فلسطيني من سجونها.
وتتضمن هذه القائمة 737 محتجزًا من الذكور والإناث والقصر، بالإضافة إلى 1167 فلسطينيًا من غزة محتجزين في إسرائيل منذ بداية الحرب.
تسليم الرهائن والسجناء
خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، سينسحب الجيش الإسرائيلي من بعض مواقعه في غزة وسيُسمح للفلسطينيين النازحين من مناطق شمال غزة بالعودة.
وسيعقب ذلك مرحلة ثانية لتبادل باقي الرهائن واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ويتوقف ذلك على نتائج المفاوضات التي ستبدأ بعد 16 يوما من بدء وقف إطلاق النار.
بعد الساعة الثانية ظهرًا (بتوقيت غرينتش)، ستُسلم إسرائيل 95 معتقلا فلسطينيا وستتسلم في المقابل ثلاث رهائن.
والمعتقلون الذين سيُفرج عنهم في اليوم الأول من وقف إطلاق النار لن يكون من بينهم أي سجين بارز، وكثيرون منهم سيكونون ممن ألقي القبض عليهم في الآونة الأخيرة ولم تتم محاكمتهم أو إدانتهم.
ولم تُعرف بعد هوية الرهائن الثلاث الذين ستتسلمهم إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه سينشر أسماءهم بمجرد تسلمهم.
بحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن اثنين من الأميركيين المحتجزين في غزة هما ضمن قائمة الرهائن الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى، وهما كل من كيث سيغيل وساغوي ديكل-تشين.
ولا يزال ما لا يقل عن سبعة أشخاص من حاملي الجنسية الأميركية رهائن لدى حركة حماس، يعتقد أن ثلاثة منهم على الأقل قد لقوا حتفهم.
والرهينتان الفرنسيان عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن 33 رهينة سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى بحسب باريس.
ماذا بعد تسليم الرهائن؟
سوف تُسلم حماس الرهائن إلى مسؤولين في الصليب الأحمر الذين سينقلونهم إلى الجيش الإسرائيلي في غزة.
وشيد الجيش ثلاثة مواقع بالقرب من المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية لقطاع غزة في ايريز ورعيم وكرم أبو سالم لتولي مسؤولية الرهائن، وذلك وفقا للطريق الذي سيسلكونه.
وسيكون هناك طاقم طبي ومتخصصون في الرعاية الاجتماعية وعلماء نفس في استقبال الرهائن هناك للمساعدة في عملية النقل الأولية قبل لم شملهم مع عائلاتهم.
ولن يُسمح للصحافة بالتواصل معهم وسيتلقون دعما طبيًا ونفسيًا.
القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف الحرب إذا لزم الأمر بدعم أميركي.
وتعهد نتانياهو في خطاب متلفز السبت، بإعادة كل الرهائن، مشيرا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء نتيجة التعاون مع كل من إدارتي الرئيس الحالي جون بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وحذر الجيش الإسرائيلي، في بيان السبت، سكان غزة من الاقتراب من القوات التي ستبقى في مناطق محددة في القطاع بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وبناء على الاتفاق ستبقى القوات منتشرة في مناطق محددة في قطاع غزة، ودعا البيان السكان إلى عدم الاقتراب من القوات الإسرائيلية في المنطقة حتى إشعار آخر، محذرا من أن "الاقتراب يعرضكم للخطر".
الاتفاق الجديد ينص أيضًا على السماح بدخول 600 شاحنة تحمل مساعدات إلى غزة يوميًا، بالإضافة إلى إجراء مفاوضات حول سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي وإنهاء الحرب بشكل دائم.
تحذيرات من العودة إلى غزة
في الساعات التي تسبق سريان وقف إطلاق النار، حذرت السلطات في قطاع غزة الناس من مخاطر الجثث، والقنابل، وبقية المخلفات الحربية الأخرى أثناء تنقلهم عبر القطاع للعودة إلى ما تبقى من منازلهم.
وطلبت من العائدين الانتظار حتى يبدأ وقف إطلاق النار رسميًا من أجل حماية حياتهم. وحذرت السلطات الفلسطينيين في غزة من "الأشياء المشبوهة، والنفايات الخطرة، والقنابل غير المنفجرة"، داعية إلى "عدم العبث بها تحت أي ظرف".
وأصدرت وزارة الصحة في غزة إشعارًا دعت الأهالي إلى "عدم التعامل مع الجثث أو الاقتراب منها". ووفرت الوزارة رقم هاتف لخط ساخن للدفاع المدني يمكن الاتصال به لاسترجاع الجثث ونقلها إلى المستشفى.
تظهر هذه التحذيرات كيف أن المخاطر بالنسبة لسكان غزة لن تنتهي عندما يتوقف القتال. فقد قالت منظمة الصحية العالمية منذ أشهر إن انهيار البنية التحتية للصرف الصحي في القطاع قد وضع سكان غزة في خطر.
كما حذر خبراء المتفجرات من أن الذخائر غير المنفجرة ستعقد جهود إعادة البناء وقد تجعل أجزاء من قطاع غزة غير صالحة للسكن لسنوات قادمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اتفاق وقف إطلاق النار غزة الاحتلال الإسرائيلي حرب حماس الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
هم يريدون الموت.. ترامب يشنّ هجوماً على حماس ويحمّلها مسؤولية تعثّر المفاوضات
لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر حدّة تجاه حركة حماس كما كان بالأمس، فقد حمّلها المسؤولية عن توقف مفاوضات الدوحة الرامية إلى وقف حرب غزة ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي "لإنهاء المهمة". نتنياهو، الذي أعاد وفده المفاوض من الدوحة، قال إن إسرائيل ستبحث عن وسائل بديلة لتحقيق أهدافها في حرب غزة. اعلان
بدا نتنياهو وترامب الجمعة وكأنهما يتخليان عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع حماس، حيث صرّح كلاهما بأنه بات واضحًا أن الحركة لا تريد اتفاقًا.
وقال نتنياهو إن إسرائيل تدرس الآن خيارات "بديلة" لتحقيق أهدافها في إعادة رهائنها من غزة إلى ديارهم، وإنهاء حكم حماس في القطاع، حيث ينتشر الجوع ويتشرّد معظم السكان وسط دمار واسع النطاق.
ترامب: سيلاحقونخلال حديثه للصحفيين في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى اسكتلندا، قال ترامب إنه يعتقد أن قادة حماس سيُلاحقون الآن: "حماس لم تكن ترغب حقًا في إبرام صفقة. أعتقد أنهم يريدون الموت. وهذا أمرٌ سيء للغاية. وقد وصلت الأمور إلى حدٍّ يُجبرنا على إنهاء المهمة".
ورداً على سؤال عما إذا قد تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل زيادة تدفق المساعدة إلى القطاع، رفض ترمب الحديث عما دار في المكالمة، لكنه قال: "الأمر كان مخيباً للآمال إلى حد ما.. فعندما تصل إلى آخر 10 أو 20 رهينة، سيكون من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق مع حماس".
كما رفض ترامب خطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلاً: "ما يقوله لا يُهم. إنه رجل طيب للغاية. أنا معجب به، لكن هذا التصريح لا قيمة له".
بدا أن هذه التصريحات لا تترك مجالًا يُذكر، على الأقل على المدى القصير، لاستئناف المفاوضات لوقف القتال، في وقتٍ يتزايد فيه القلق الدولي إزاء تفاقم الجوع في غزة التي أنهكتها الحرب.
نتنياهو يبحث عن بدائلقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة إن إسرائيل تدرس الآن مع حليفتها الولايات المتحدة خيارات بديلة لإعادة الرهائن من غزة، وإنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، وضمان السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة، حسب قوله.
وأكد نتنياهو أن المبعوث الأمريكي ويتكوف على حق، وحماس هي العقبة أمام اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أنها لا تعرف ما الذي يقصده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى، وذلك بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.
وقالت مصادر أمنية -للقناة الـ12 الإسرائيلية- إنها لا تعرف ما الذي يقصده نتنياهو بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى.
وأضافت أن رئيس أركان الجيش أوضح أن هناك خيارين فقط، إما أن يتلقى أوامر بالسيطرة الكاملة على غزة مع ما يترتب على ذلك من خطر على حياة الأسرى، أو أن يستمر الوضع الحالي على أمل أن يؤدي إلى الضغط على حركة حماس، حسب القناة الإسرائيلية.
في السياق ذاته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنّ ماهية بدائل استعادة الأسرى من غزة مبهمة. وقال المسؤول إنه من الضروري خلق أزمة لكسر الجمود في المحادثات، لكن ليس من مصلحة إسرائيل انهيارها بشكل شامل.
وتعقيبا على تصريحات نتنياهو، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنّ الطريق الأمثل لاستعادة الأسرى و"تحقيق النصر" يتمثل في وقف كامل للمساعدات الإنسانية واحتلال كامل لقطاع غزة و"تدمير تام لحماس والتشجيع على الهجرة والاستيطان"، وطالب نتنياهو بإعطاء الأوامر لتنفيذ هذه المهمة.
Related "ضربة مزدوجة".. تحقيق صحافي يكشف خطط الجيش الإسرائيلي بقصف المسعفين في غزةتحليل أميركي يشكّك في اتهامات إسرائيل: لا أدلة على سرقة حماس للمساعدات الإنسانية في غزةآلاف المتظاهرين في هولندا يحتجون على حصار غزة في تظاهرات منسقة بعدة مدن حماس تستغرب تصريح ترامبقالت حركة "حماس" الجمعة إنها لم تُبلغ من قبل الوسطاء بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستغربة تصريحات ترامب التي حمّلها مسؤولية انهيار المباحثات الأخيرة في قطر.
وقال القيادي في حماس طاهر النونو في تصريح صحفي إن الحركة لم تُبلغ بوجود أي إشكال بشأن أي ملف خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف النونو أن قطر ومصر تبذلان جهودا كبيرة وبيانهما بشأن الوساطة إيجابي، ورأى أن التصريحات الإسرائيلية السلبية هي محاولة "للهروب من نتائج المفاوضات"، حسبما نقلت "الأسوشيتد برس".
وأكد أن الحركة "تعاملت بإيجابية مطلقة" مع جهود الوسطاء، معربا عن استغرابه من تصريحات الرئيس ترامب التي حمّل فيها حماس مسؤولية انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار.
وأوضح أن "الموقف الأميركي مستغرب في ظل التقدم الذي حدث في المفاوضات"، مشددا على جاهزية حماس لاستكمال المفاوضات وجادة في التوصل إلى اتفاق ينهي حرب غزة.
وأشار النونو إلى أن المفاوضات كانت تسير بشكل إيجابي والتصريحات الأمريكية ليس لها أي مبرر، مشيراً إلي أن المفاوضات شهدت "تقاربا كبيرا بشأن خرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة".
تعثّر مفاوضات الدوحةوكان ويتكوف قد قال الخميس إن واشنطن ستدرس الآن خيارات بديلة لإعادة الأسرى بعد رد حركة حماس الذي وصفه بأنه يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.
وأضاف ويتكوف أنه تقرر إعادة فريقهم من الدوحة لإجراء مشاورات، معتبراً أن حماس غير منسقة ولا تبدي حسن نية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء.
وعبر المبعوث الأمريكي عن أسفه أن تتصرف حماس بهذه الطريقة التي وصفها بالأنانية، حسب وصفه، مشددا على أن بلاده مصممة على إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة، ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان القطاع.
قال القيادي في حماس باسم نعيم، على فيسبوك إن المحادثات كانت بناءة، وانتقد تصريحات ويتكوف باعتبارها تهدف إلى ممارسة الضغط نيابة عن إسرائيل.
وقال: "ما قدمناه - بوعي وفهم كاملين لتعقيد الوضع - نعتقد أنه يمكن أن يؤدي إلى اتفاق إذا كانت لدى العدو الإرادة للتوصل إليه".
ونقلت وكالة "رويترز" عن الوسيطين قطر ومصر إحراز بعض التقدم في الجولة الأخيرة من المحادثات وأعرب البلدان عن التزامهما بمواصلة السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بالشراكة مع الولايات المتحدة.
ينص وقف إطلاق النار المقترح على تعليق القتال لمدة 60 يومًا، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الخمسين المتبقين لدى الفصائل مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.
وقد تعطلت الهدنة بسبب الخلاف حول مدى انسحاب إسرائيل من قواتها ومستقبلها بعد 60 يومًا في حال عدم التوصل إلى اتفاق دائم.
انتقادات متزايدة بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزةويتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق في القطاع، وسط تحذيرات من انهيار كامل للقطاع الصحي وبلوغ المجاعة مراحل حرجة، في ظل استمرار الحصار، ونقص الغذاء والدواء، وارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، تسجيل عشرات الوفيات الجديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الأيام الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب هذه الأسباب إلى 117 حالة منذ بداية الأزمة، وفق ما نُشر على الصفحة الرسمية للوزارة.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ردًا على تدهور الوضع الإنساني، أن باريس ستصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية مستقلة.
وقالت بريطانيا وألمانيا إنهما غير مستعدتين بعد للقيام بذلك، لكنهما انضمتا لاحقًا إلى فرنسا في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن حكومته لن تعترف بدولة فلسطينية إلا كجزء من اتفاق سلام تفاوضي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة