تفاصيل أخطر لقاء للرئيس في العاشر من أكتوبر
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
◄ كيف أجهض «السيسي» مخطط التهجير وتصفية القضية؟
◄حكومة نتنياهو استهدفت استغلال الفرصة وبدأت العدوان الواسع لتنفيذ المخطط
◄ الرئيس رفض الضغوط والإغراءات وقال: لن نفرط في حبة تراب بأموال الدنيا كلها
في 10 من أكتوبر 2023، كان لنا لقاء خاص مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اللقاء جرى على مائدة غداء على هامش الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة.
كان الحدث الشاغل للرأي العام في هذا الوقت هو عملية «طوفان الأقصى» والعدوان الإسرائيلي الكاسح على قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر، أي بعد ساعات قليلة من العملية التي أحدثت صدمة قوية داخل الكيان الصهيوني.
في بداية اللقاء طلب الرئيس أن يستمع إلى بعض الحاضرين، تحدثت أنا وبعض الزملاء الإعلاميين، استمع إلينا الرئيس دون أي تعليق، ثم تحدث من بعدنا عدد من القادة من بينهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق كامل الوزير وزير النقل في هذا الوقت ود.محمد معيط وزير المالية والمهندس محمد صلاح، وزير الدولة للإنتاج الحربي والفريق أحمد خالد والعديد من القادة الآخرين.
كان الكل يؤكد أننا أمام فترة تاريخية خطيرة، وأن تداعيات الأحداث التي يشهدها قطاع غزة من شأنها أن تدفع بالأوضاع إلى انفجار كبير في المنطقة.
وأشار البعض إلى أن جميع السيناريوهات متوقعة، وأن أحدًا لا يستبعد أن تسعى إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين في القطاع باتجاه سيناء، وأنه يجب الحرص الشديد لمواجهة جميع التوقعات.
كان الرئيس يستمع إلى المتحدثين بإنصات بالغ، يدون مضمون الآراء التي قيلت، حتى انتهى الجميع من طرح كلماتهم وآرائهم. في هذا الوقت تحدث الرئيس السيسي كان الجميع ينتظرون حديث الرئيس وتعليقه على أخطر تحدٍ يواجه المنطقة كلها في هذا الوقت.
قال الرئيس: لقد تعمدت أن أستمع إلى آرائكم جميعًا قبل أن أتحدث.. وقد كان الحديث عند مستوى التحديات التي تواجهنا جميعًا في هذا الوقت.. ولذلك أود التوقف أمام عدد من الملاحظات المهمة:
أولاها - أن ما يجري هو أمر خطير وستكون له تداعياته الخطيرة على سكان قطاع غزة من أبناء الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة بأسرها.
ثانيتها - أن القضية الفلسطينية تدخل مرحلة جديدة بعد أحداث السابع من أكتوبر، وأن من يظنون أن الأوضاع قد تستقر قريبًا هم واهمون.
ثالثتها - أن مصر لن تتوانى عن تقديم المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل ما تملك.
رابعتها - أن مصر بدأت منذ اليوم الأول للأحداث في التواصل مع جميع الأطراف المعنية لوقف التدهور الحاصل نتيجة الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة.
خامستها - أن الأحداث الراهنة تؤكد مجددًا الحاجة إلى حل سياسي يقوم على أساس إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
سادستها - أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأرض المصرية عبر تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى سيناء.
كانت كلمات الرئيس حاسمة منذ اليوم الأول، وكان موقفه واضحًا، وكان سباقًا في الحديث عن هذا السيناريو المتوقع، وهو ما أكده بعد هذا اللقاء بأيام قليلة عندما التقى بالمستشار الألماني «أولاف شولتز» في القاهرة في 18 من أكتوبر من نفس العام، أي بعد لقاء الرئيس معنا بثمانية أيام.
قال الرئيس بكل وضوح في المؤتمر الصحفي المشترك: «نرفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ذلك أن القضية الفلسطينية هي أم القضايا، ولها الأثر الكبير على الأمن والاستقرار.
وأعرب الرئيس في هذا المؤتمر عن مخاوفه من أن الأحداث الجارية في غزة هي محاولة لإجبار الفلسطينيين على اللجوء إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وقال: إذا كانت هناك فكرة للتهجير فلماذا لا يتم نقل الفلسطينيين إلى النقب؟!
كان المقترح صادمًا للبعض، خاصة داخل الدوائر الإسرائيلية والغربية، لكنها رسالة من الرئيس تحمل دلالات ومعاني كثيرة، وتضع إسرائيل أمام خيار مربك، وتؤكد تصميم مصر على رفض سيناريو التهجير.
استكمل الرئيس حديثه أمام المستشار الألماني قائلًا: إن النزوح إلى سيناء يعني نقل الهجمات ضد إسرائيل إلى الأراضي المصرية، وهو ما يهدد السلام بين إسرائيل ودولة يبلغ عدد سكانها 105 ملايين نسمة.
وقال بلغة حاسمة: إن ملايين المصريين مستعدون للاحتجاج على أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة. وأكد مجددًا مقولته: «نرفض تصفية القضية الفلسطينية وأي تهجير إلى سيناء»، منذ هذا الوقت، أي منذ اندلاع الأحداث وبدء العدوان الإسرائيلي الجهنمي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، ومصر متمسكة بموقفها رغم جميع الضغوط التي مورست ضد القاهرة، كانت واشنطن ودوائر غربية عديدة تسعى إلى إجبار مصر على القبول بسيناريو التهجير الذي كشفت عنه وزارة الاستخبارات الإسرائيلية بعد نحو أسبوع واحد من عملية «طوفان الأقصى»، ولكن الرئيس السيسي رفض وبإصرار كل محاولات الإغراء والضغوط.
في البداية تم طرح مبلغ 125 مليار دولار مساعدات غربية وأمريكية تقدم إلى مصر في شكل هبة غير قابلة للاسترداد، وأمام إصرار مصر على الرفض تمت زيادة المبلغ إلى 200-250 مليار دولار، وعندما عرض الأمر على الرئيس السيسي قال: مستعدون أن نتضور جوعًا دون أن نفرط في حبة تراب واحدة من أراضي سيناء أو أي جزء من الأراضي المصرية.
كان الرد قويًا حاسمًا، أسقط الخيار الإسرائيلي إلى غير رجعة، ولكن إسرائيل لم تيأس ولم تصمت، بل سعت إلى المحاولة مجددًا، واحتلت محور صلاح الدين «فيلادلفيا» لحصار الفلسطينيين ثم مارست المزيد من الضغوط عليهم لإجبارهم على القبول بالتهجير القسري.
في هذا الوقت خرج العديد من المتصهينين واللجان الإلكترونية الإخوانية لمهاجمة مصر وموقفها المبدئي والحاسم، وراح البعض يردد: أن مصر ترفض دخول الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وتساعد إسرائيل على حصارهم، هكذا كانت نظرتهم، وهكذا كانت رؤيتهم التي استهدفت تحريض العالم والمنظمات الدولية ضد مصر وتناسوا أهداف إسرائيل من وراء التهجير، فوقفوا مع الكيان الصهيوني في خندق واحد بهدف إجبار مصر على التسليم بتنفيذ المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف تصفية القضية على حساب الأرض المصرية.
كان الرئيس السيسي يدرك أن استجابة مصر للضغوط والإغراءات تعني التفريط في الأرض المصرية، وتعني تصفية القضية الفلسطينية، ولذلك رفض أن يكون شريكًا في هذا المخطط، وصمم على موقفه حتى توقيع الاتفاق المؤخر على وقف إطلاق النار بين حماس والعدو الصهيوني..
لقد كان الموقف المصري تجاه الأحداث التي شهدها قطاع غزة موقفًا شريفًا، ذلك أن مصر لم تتراجع عن ثوابتها، قدمت كل المساعدات الممكنة إلى الشعب الفلسطيني، حيث كان نصيبها وحدها قد بلغ نحو 80%، ظلت تتحدث عن ضرورات الحل النهائي للقضية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لعبت دور الوسيط النزية بين حماس وإسرائيل، حتى تكللت الصفقة التي بدأ سريانها منذ أمس الأحد التاسع عشر من يناير 2025.
وهكذا تثبت القيادة المصرية مجددًا أن مواقفها المبدئية والثابتة لا تتزعزع، وأن رفضها الموافقة على تصفية القضية الفلسطينية من خلال القبول بمخطط التهجير، يؤكد وعيا وإدراكا لخطورة السيناريوهات التي يجري الإعداد لها على حساب أمن المنطقة وأرضها..
لقد نجحت مصر في التصدي لسيناريو التهجير، ولكن المخطط لا يزال قائمًا، قد يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة لبعض الوقت، لكن العودة إلى الطرح «التوراتي» لما يسمى بأرض إسرائيل «من النيل إلى الفرات» يجعلنا في يقظة تامة واصطفاف وطني خلف الدولة ومؤسساتها، حماية للأمن القومي المصري، ولحاضر مصر ومستقبلها.
اقرأ أيضاًثوابت الجولاني وخديعته
اللحظات الأخيرة التي سبقت رحيل الأسد إلى موسكو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس السيسي مصطفى بكري غزة المستشار الألماني أولاف شولتز حرب غزة حكومة نتنياهو تهجير أهل غزة تصفیة القضیة الفلسطینیة تهجیر الفلسطینیین الرئیس السیسی فی هذا الوقت من أکتوبر إلى سیناء قطاع غزة مصر على جمیع ا أن مصر مجدد ا
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تأكيد لثوابت الدولة المصرية
كتب- محمد سامي:
ترأس الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم؛ اجتماع الحكومة الأسبوعي بمقرها بمدينة العلمين الجديدة، حيث تم استعراض وبحث عدد من ملفات العمل والموضوعات المهمة.
واستهل رئيس الوزراء، الاجتماع بالإشارة إلى الكلمة المهمة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول الأوضاع في غزة، وما تضمنته هذه الكلمة من رسائل تؤكد على ثوابت الدولة المصرية فى تعاملها مع القضية الفلسطينية والدور الايجابي الذي تبذله الدولة بالتعاون والتنسيق مع مختلف الأطراف الدولية المعنية للوصول لتسوية عادلة وشاملة لهذه القضية، تضمن استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتسهم فى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتناول رئيس الوزراء، أيضا الاتصالات التليفونية التى أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع عدد من القادة والمسئولين الدوليين حول تطورات الأوضاع فى غزة، وما أكدت عليه هذه الاتصالات وكذا الكلمة التى ألقاها فخامته من ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وسرعة وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ وملائم إلى أهالي القطاع، بما يسهم فى التخفيف من معاناتهم اليومية، لافتا فى هذا الصدد إلى دعم الدولة المصرية لمختلف المبادرات الدولية الهادفة للوصول إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية، كما أنها تثمن توجهات الدول نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الذي من شأنه الاسهام فى الحصول على الحقوق المشروعة وتحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة.
وانتقل رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، للحديث عن الشأن الداخلي، مؤكداً استمرار جهود الحكومة فى توفير السلع بالكميات والاسعار المناسبة، واتخاذ وتطبيق مختلف الإجراءات والخطوات التى من شأنها أن تضمن تحقيق المزيد من الاستقرار فى حركة الأسواق، منوها إلى الاجتماع الذى عقده أمس مع مسئولى الغرف التجارية والصناعية، لتبنى مبادرات لانخفاض فى أسعار السلع المختلفة، مع التأكيد على ضرورة تضافر جهود مختلف الجهات المعنية للوصول إلى هذا الهدف.
وجدد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، التأكيد على حرص الدولة على دعم الصناعة وتطويرها واتاحة المزيد من التيسيرات والمحفزات لمختلف قطاعاتها، والسعى الدائم لتعميق وتوطين العديد من الصناعات المهمة والحيوية فى مصر، وزيادة نسبة المكون المحلي فى العديد من مجالاتها، لافتا فى هذا الصدد إلى الاجتماعات واللقاءات التى عقدت مؤخراً لمتابعة جهود توطين صناعة السيارات، وخاصة الكهربائية منها.
وفى ذات السياق، أشار رئيس الوزراء إلى الاهتمام بالصناعات والحرف اليدوية، والسعي لإعداد استراتيجية وطنية متكاملة لدعم وإحياء هذه الصناعات والحرف التى تمثل أهمية كبيرة على أجندة عمل الحكومة خلال هذه المرحلة، وهو ما تم استعراضه مع المسئولين المعنيين فى اجتماع مهم.
كما نوه رئيس الوزراء، فى سياق الاهتمام بالصناعة وتعميق وتوطين العديد من الصناعات إلى الجولة التى قام بها مؤخراً بمنطقة الساحل الشمالي الغربي، لمتابعة جهود تنمية هذه المنطقة الواعدة، وما تضمنته الجولة من افتتاح لمعرض الهيئة العربية للتصنيع، الذي ضم منتجات مصنع "أتيكو" للصناعات الخشبية ومصنع الإلكترونيات، بنسب تصنيع محلي عالية، تعكس الاهتمام بتوطين العديد من الصناعات، وجهود تعظيم الاستفادة من المقومات والامكانات المتاحة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور مصطفي مدبولي غزة ثوابت الدولة المصرية مدينة العلمين الجديدة الرئيس عبد الفتاح السيسيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
أخبار
المزيدالثانوية العامة
المزيدإعلان
رئيس الوزراء: كلمة الرئيس السيسي عن غزة تأكيد لثوابت الدولة المصرية
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك