لجريدة عمان:
2025-08-02@15:42:32 GMT

أهلا بكم في جهنم...

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

عانت البشرية عبر قرون من ويلات الحروب، وما سببته من كوارث بشرية وطبيعية ذهب ضحيتها الملايين من البشر. وكان آخرها الحرب العالمية الثانية، التي بدأت في الأول من سبتمبر من العام ١٩٣٩م، وانتهت في الثاني من سبتمبر من العام ١٩٤٥م. ليعاد بعدها تنظيم العالم، من خلال إنشاء هيئة الأمم المتحدة في ٢٤ أكتوبر ١٩٤٥م؛ بهدف حفظ الأمن والسلم الدوليين ومنع الحروب واحترام حقوق الإنسان وكرامته، ورفع شأن القانون الدولي ليكون القانون المنظم للعلاقات بين أشخاص القانون الدولي، وصولا إلى حماية الإنسان والحفاظ على كرامته في السلم وفي الحرب.

وهذا ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة في مادته الأولى، المعنية بمقاصد الأمم المتحدة. وما نصت عليه المادة (٥) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في ١٠ ديسمبر من العام ١٩٤٨م، من أنه «لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة». حيث تعد هذه المادة - تحديدًا- تعبيرًا عن القانون الدولي العرفي الملزم لكل الدول، وأساس عدد من المعاهدات الدولية التي تحظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقاب القاسي أو اللاإنساني أو المهين. وتوسع بعد ذلك الاهتمام بسن التشريعات الدولية المعنية بالحروب فظهرت اتفاقيات جنيف الأربع الصادرة في العام ١٩٤٩م، وتحديدًا اتفاقية جنيف الثالثة المعنية بمعاملة أسرى الحرب. حيث حظرت في المادة الثالثة منها الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، والاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة - متعللا الكيان الصهيوني المجرم بتعليل سخيف، أنها لا تنطبق على الأسرى الفلسطينيين لكونهم ليسوا مقاتلين شرعيين. ويعد العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لعام ١٩٦٦م أول معاهدة عالمية لحقوق الإنسان. حيث تنص صراحة، على حظر التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، بهدف حماية كرامة الفرد وسلامته البدنية والعقلية. لكن، ما حدث ويحدث حاليًّا في سجون الكيان الصهيوني المجرم من المعاملة الإجرامية للمختطفين والمعتقلين المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، وخاصة بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م، ستبقى وصمة عار تلطخ سمعة العالم أجمع، وخاصة الدول التي نصبت نفسها مدافعة عن حقوق الإنسان في العالم. فأكثر من ١٢ ألف فلسطيني - أغلبهم من المدنيين من قطاع غزة - ليس لهم يد فيما يحدث هناك. حيث تقوم سلطات السجون الصهيونية المجرمة بالتنكيل بهم وتعذيبهم بشكل دائم، فيما يسمى «حفلات التعذيب»، ابتداءً من قيام السجانين الصهاينة باستقبالهم بعبارة «أهلا بكم في جهنم»، وتعذيبهم على مدار الساعة. وهذه أمثلة من أشكال التعذيب - وفق شهادات منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية وعدد من المعتقلين المفرج عنهم من هذه السجون - على سبيل المثال لا الحصر: تعصيب العينين لساعات طويلة وأحيانًا لأيام وأسابيع، وتقييد اليدين على مدار الساعة ولأسابيع وشدها بشكل يؤدي إلى نزيف دموي وبتر للأعضاء. إجبار الأسرى على طأطأة رؤوسهم في وضعية القرفصاء والنوم على بطونهم لفترات تصل لأسابيع وشهور. الضرب الشديد بالهراوات والأحذية العسكرية وكابلات الكهرباء على مختلف أنحاء الجسد ومنها المناطق الحساسة. الضرب بمطرقة الحديد على الظهر والركبتين. القيام باعتداءات لا أخلاقية مشينة. التجويع والتعطيش. الصعق الكهربائي. الشبح بوضعيات مختلفة ولساعات طويلة، وحني الظهر بأسلوب شبح «الموزة»، وتقييد أيدي وأقدام الأسرى وإجلائهم أو إجبارهم على الوقوف لفترات طويلة وحرمانهم من النوم أو الراحة أو قضاء الحاجة. التعرية الكاملة للأسرى ومنهم النساء. إطلاق الكلاب البوليسية على الأسرى لتنهش لحومهم حتى الموت.

إضافة للعقوبات الجماعية، كمنع خروج الأسرى من الغرف والتعرض للشمس. منع الاستحمام، منع الصلاة، الحرمان من الملابس أو تبديلها. حرمان الأسرى من قص شعورهم ولحاهم وأظافرهم. الحرمان من النوم وسحب الأغطية والفرش. إضافة إلى الجرائم الطبية، من خلال الحرمان من العلاج، خاصة ومنهم مرضى بأمراض مختلفة منها السرطان، وانتشار الأمراض الجلدية بين المساجين. ومن أبرز نتائج هذا التعذيب: استشهاد عشرات الأسرى، بتر أعضاء وأطراف الأسرى، فقدان الذاكرة، حالات الإغماء الدائم، نزيف الدم من الفم ومختلف أنحاء أجسادهم، نقصان وزن الأسرى بأكثر من ٤٠ كيلو جراما، وصولاً لأجساد منهكة لا تقوى حتى على المشي. إضافةً إلى التعذيب النفسي الممنهج الحاط من الكرامة.

لقد أقام الغرب الدنيا ولم يقعدها على عشرات الأسرى الذين قامت بأسرهم حركة حماس في السابع من أكتوبر، في بداية معركة طوفان الأقصى، بالرغم من تأكد الجميع أن حركة حماس كانت حريصة على سلامتهم وعاملتهم بما توجبه تعليمات الدين الإسلامي الحنيف، من وجوب معاملة الأسرى معاملة حسنة وهذا ما أكده الأسرى المفرج عنهم في نوفمبر من العام ٢٠٢٣م ، أثناء الهدنة المؤقتة، وكذلك التسجيلات المرئية، التي تُنشر بين الحين والآخر، بالرغم من وحشية القصف الصهيوني المجرم على قطاع غزة وإبادة الأرض وما عليها من بشر وشجر وحجر، أدى إلى قتل عدد كبير من هؤلاء الأسرى. ولكن بالمقابل، لزم الغرب والعالم - وبالطبع العرب - الصمت تجاه ما يجري للفلسطينيين الأبرياء من تعذيب وتنكيل وقتل في السجون الصهيونية، بالرغم من تأكيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية والمؤسسات الحقوقية في العالم لهذا الإجرام. وهي بكل المقاييس جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم.

خالد بن عمر المرهون، متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القانون الدولی الأمم المتحدة من العام

إقرأ أيضاً:

حجز المركبة وغرامة 100 دينار لمرتكبي مخالفة “المواكب”

#سواليف

جددت مديرية #الأمن_العام تحذيرها من السلوكيات المرورية الخاطئة التي قد ترافق #الاحتفالات، مثل #المواكب المعيقة، أو خروج الأجسام من #نوافذ_المركبات مشيرة الى خطورتها على #المواطنين، واعاقتها لحركة السير، الامر الذي جعل منها مخالفة صريحة يعاقب عليها #القانون.

وأكدت المديرية أنها كثفت من رقابتها الميدانية والالكترونية، لرصد وضبط مرتكبي مثل هذه المخالفات، واتخاذ الإجراءات القانونية والادارية الرادعة بحقهم، والتي تشمل حجز المركبة، وعقوبات اخرى وفقا لأحكام القانون.

وأهابت المديرية بالمواطنين ضرورة الاحتفال بطرق حضارية وآمنة، تراعي القانون وتحفظ الأرواح والممتلكات، وتحترم حق الاخرين باستخدام الطريق والوصول الى وجهاتهم.

مقالات ذات صلة الرشق .. زيارة ويتكوف لغزة استعراض دعائي 2025/08/01

ولفتت الى اهمية الشراكة المجتمعية امحاربة هذه الظاهرات من خلال الإبلاغ عنها على هاتف الطوارئ 911 أو من خلال الرقم المخصص على الواتساب (0797911911)

وختمت مديرية الأمن العام دعوتها بتجديد التأكيد على أن مشاهد الفرح الحقيقية تكتمل حين تُصان فيها الأرواح وتُحترم فيها القوانين، بعيداً عن كل ما قد يحولها إلى مأساة.

مقالات مشابهة

  • من النص إلى الواقع.. جدلية التربية وحقوق الإنسان في العالم العربي قراءة في كتاب
  • برلمانية: موقف مصر واضح في حماية القانون الدولي وتحقيق السلام بفلسطين
  • خطبتا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
  • خلال لرئيس وزراء هولندا.. الرئيس السيسي يؤكد ضرورة احترام القانون الدولي لحماية البعثات الدبلوماسية
  • حجز المركبة وغرامة 100 دينار لمرتكبي مخالفة “المواكب”
  • مشهد مستشار قانوني يبحث عن المياه في غزة يشعل المنصات غضبا من التجاهل الدولي
  • الأمن العام: المواكب تهدد سلامة المواطنين.. واجراءات مشددة بحق مرتكبيها
  • لافروف: الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية تنتهك القانون الدولي ومن الضروري وقفها
  • بسبب التعذيب.. استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال
  • العجيلي يشارك في اجتماعي كونجرس الاتحادين الدولي والآسيوي للرياضات المائية