يمانيون/ تقارير لم تكن من كلماتٍ أبلغ في ارتقاء القائد الشهيد “محمد الضيف” “أبو خالد” ورفاقه الشهداء الأبرار، بأنّ الشهادة في سبيل الله هي ما يليق بمثلهم، إذ قالها “أبو عبيدة” بكل عزةٍ وافتخار: “هذا ما يليقُ بقائدنا محمد الضــيف، الذي أرهق الاحتلال لأكثر من 30 عامًا”.

ترجل القائد “الضيف” عن جواده، ليرتقي شهيدًا في معركة “طوفان الأقصى” البطولية؛ معركة هو من قادها وخطّط لها مع إخوانه في المجلس العسكري، تاركًا تاريخًا حافلًا وبصمات حاضرة في المشهد العسكري الفلسطيني.

إذ زفّ الناطق باسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام” المجاهد “أبو عبيدة” في بيانٍ عسكري، مساء الخميس، ارتقاء ثلة من المجاهدين الكبار والقادة الأبطال من أعضاء المجلس العسكري، على رأسهم القائد العام الشهيد “محمد الضيف”، بعد رحلةٍ جهاديةٍ استمرت لعقودٍ من الزمن.

بعد أن رسم القائد “الضيف” مشهد انتصار غزة “مقاومةً وحاضنة”، منذ الطلقة الأولى للمعركة؛ جاء هذا النصر الذي جبل بدماء القادة العظماء، فكان نصر أغلى ثمنًا، وأثبته على الأرض قدمًا، وأجدره من بين ادعاءات العز والتمكين تصديقًا.

في تفاصيل المشهد، لابد من استعراض شذراتٍ من سيرة هذا القائد العظيم، إذ ارتبط اسم “محمد الضيف”، منذ التسعينيات بالمقاومة الفلسطينية، فكان أحد أبناء الجيل الأول المؤسس من القساميين، وتحول إلى رمز للبطولة والتخفي، ورغم أنه لم يكن يُرى إلاّ أن بصماته كانت حاضرة بقوة في المشهد العسكري الفلسطيني، كأحد الشخصيات المقاومة الأكثر تعقيدًا في نظر الاحتلال ومؤسساته العسكرية والاستخباراتية، والتي تطارده منذ 33 عامًا.

قاد “الضيف” كتائب القسام، منذ أكثر من ثلاثة عقود، متجاوزًا محاولات الاغتيال المتكرّرة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق الاحتلال الصهيوني، ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولًا إلى معركة “طوفان الأقصى” التي أذلت الاحتلال وأثبتت فشله استراتيجيًّا رغم البطش والإبادة التي ارتكبها بعد يوم العبور المجيد، الذي سقطت فيه فرقة غزة في جيش الاحتلال على أيدي أبطال القسام.

   القائد محمد الضيف في سطور

وُلد “محمد دياب إبراهيم المصري”، المعروف بـ”محمد الضيف” عام 1965م، لعائلةٍ فلسطينيةٍ تعود جذورها لقرية “كوكبا”، التي تعرّضت للتهجير من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة 1984م، ونشأ وترعرع في مخيم “خان يونس” للاجئين جنوبي قطاع غزة، حتى استقر به المقام في مخيم “خان يونس”.

تتكون أسرته من 15 فردًا، وكان والده يعمل في صناعة الوسائد وتنجيد الفرش، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم “خان يونس”، كبقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.

وشكلت مساجد منطقته مرحلة انطلاقته بالعمل الإسلامي منذ صباه، إذ نشأ في بيئة المقاومة، وتأثر منذ صغره بواقع الاحتلال وظروف اللجوء القاسية، ما دفعه للانخراط في صفوف الحركة الإسلامية خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، كما درس العلوم وحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص الأحياء، إذ كان فيها من قادة العمل الطلابي ونشطاء الكتلة الإسلامية وهو الإطار الطلابي لحماس.

القائد الضيف وبداية العمل الحركي ومراحل المطاردة:

انضم الشهيد “محمد الضيف” إلى حركة “حماس” منذ نعومة أظفاره وكان عنصرًا نشيطًا في صفوف العمل الاجتماعي، حتى الانطلاقة الرسمية للحركة بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، وكان “الضيف” من كوادرها الأوائل.

اعتُقل “الضيف” في إطار الضربة الأولى التي وجهتها قوات الاحتلال للحركة في صيف عام 1989م، بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ “صلاح شحادة”، “استُشهد في صيف 2002م”، قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عامًا ونصف العام في السجن قبل تحرّره عام 1991م.

تدرج “الضيف” في العمل الأمني وملاحقة العملاء ثم في الجهاز العسكري لحركة حماس، وأصبح مطلوبًا بعد مشاركته في تنفيذ العديد من العمليات الفدائية والاشتباك مع قوات الاحتلال للاحتلال، ورفض تسليم نفسه لتبدأ رحلة أطول مطاردة ربما في التاريخ في مساحةٍ جغرافيةٍ صغيرةٍ وضيقة، إلا أنه استطاع خلال هذه الفترة، ومن خلال إتقانه للتخفي وعدم البقاء في مكانٍ واحد لفترةٍ طويلة، كي لا يقع في قبضة قوات الاحتلال حيًّا أو ميتًا.

برز دور “الضيف” بعد استشهاد “عماد عقل” الذي برز اسمه في سلسلة عمليات فدائية في نوفمبر عام 1993م، وأوكلت إليه قيادة “كتائب القسام”، فعمل على قيادة وتنسيق مجموعات الكتائب بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بين عامي 1993 – 1994م، وتمكن خلال هذه الفترة من التخطيط وتنفيذ عدة عمليات نوعية، والوصول إلى الضفة الغربية المحتلة وتشكيل العديد من الخلايا الفدائية هناك، كالمشاركة في تنفيذ عدة عمليات فدائية في مدينة “الخليل” والعودة إلى قطاع غزة.

نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد:

وتصاعد الدور الكبير للقائد “الضيف” خصوصًا في التخطيط لعملية خطف الجندي الصهيوني “نخشون فاكسمان” عام 1994م، في بلدة “بير نبالا” قرب القدس، والذي قتل وخاطفيه بعد كشف مكانهم، وألقى “الضيف” بيان العملية بنفسه، وظهر حاملاً بندقية وبطاقة هوية “فاكسمان” التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

ومع اشتداد الخناق على المطلوبين للاحتلال في قطاع غزة، رفض “الضيف” طلبًا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو استشهاده، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أي من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، ولذلك كان لا يستقر في مكانٍ واحد حتى أطلق عليه لقب “الضيف” الذي يأتي ويرحل.

استطاع “الضيف” أن يؤمن وصول المهندس “يحيى عياش”، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، ووقف وراء عمليات الثأر للشهيد “عياش”، بعد أن اغتيل بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996م، من خلال إرسال “حسن سلامة” إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، وقتل في هذه العمليات الفدائية نحو 60 صهيونيًّا.

توارى “الضيف” كليًا عن الأنظار بعد تنفيذ عمليات الثأر “لعياش”، وفي ربيع عام 1996م، شنت السلطة الفلسطينية عملية ملاحقة له في إطار الضربة الكبيرة التي وجهتها لحركة “حماس”، اعتقلت المئات من قادتها وعناصرها، واستطاعت السلطة بعد ذلك من اعتقال “الضيف” عام 2000م، بحجة أنها تريد حمايته من القصف الصهيوني، وسمحت السلطة لمحققين من جهاز المخابرات الأمريكي المعروف باسم “السي آي إيه” من التحقيق معه.

غير أن “الضيف” تمكن فيما بعد من انتزاع حريته من سجن الأمن الوقائي الفلسطيني بغزة ليعود لتشكيل خلايا القسام من جديد بعد مصادرة سلاحهم وذخائرهم، وبدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م.

اغتيالات فاشلة وإرادة لا تنكسر:

وبعد عامٍ من اندلاع الانتفاضة تعرض “الضيف” لمحاولة الاغتيال الأولى، حيث كان برفقة “عدنان الغول” (استشهد في 22 أكتوبر 2004م)، وهو خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله “بلال”؛ بعد أن أطلقت عليهم طائرة صهيونية صاروخًا في بلدة “جحر الديك”، وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد استشهاد “بلال” في القصف ليغطي والده ورفيق دربه.

ورغم أن “إسرائيل” نفذت العديد من محاولات اغتيال على الأقل ضد “محمد الضيف”، إلا أنه نجا منها جميعًا، وإن كان بعضها قد أوقع إصابات بالغة في جسده، وأخطر هذه المحاولات عام 2014م، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، إذ استهدفت طائرات الاحتلال منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن “الضيف” خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.

ومنذ توليه دفة القيادة، أدار القائد القسامي الخفي “الضيف” العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال، وكان من أبرز المهندسين لتطوير القدرات العسكرية لحماس، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية التي تحولت إلى عامل حاسم في معارك غزة، كما قاد العمليات في قطاع غزة حتى تحريره من المستوطنات عام 2005م، وحوّل القسام من مجموعات وخلايا إلى جيش شعبي منظم.

وفي مايو 2021م، تصاعدت حدة الاعتداءات الاستيطانية على المسجد الأقصى المبارك، وحاولت سلطات الاحتلال تهجير سكان حي “الشيخ جراح”، وفي لحظة محاولة مجموعات المستوطنين إطلاق مسيرة الأعلام قرب “باب العامود”، قصفت كتائب القسام مدينة القدس المحتلة برشقةٍ صاروخيةٍ ضخمة بأمرٍ من قائد الأركان “محمد الضيف”.

وفيما استمرت المعركة لأيام فرضت خلالها المقاومة الفلسطينية فصلًا جديدًا من فصول المواجهة مع الاحتلال، وبرز اسم “محمد الضيف” بعد المعركة كقائدٍ فعلي لها، وارتبط اسمه بها بشكلٍ وثيق، ليصبح الملهم لتشكيلات المقاومة الفلسطينية وجمهورها في الضفة الغربية المحتلة.

عدو “إسرائيل” الأول.. القائد الخفي “الشبح” حاضر في المعركة:

وخلال الكثير من المراحل التي مر بها؛ كان القائد “الضيف” لا يظهر في وسائل الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكنه حاضر بقوة في كل مواجهة مع الاحتلال، حيث يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين المقاومة والاحتلال.

وخلال معركة “سيف القدس” عام 2021م، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف “تل أبيب” بالصواريخ ردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، وهو ما فرض معادلة ردعٍ جديدة، أظهر مدى تطور المقاومة الفلسطينية.

وفي الـ 7 من أكتوبر 2023م، أطل القائد “الضيف” ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى ارتقى شهيدًا، وكان من أبرز أسباب الطوفان هو سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيدًا للتقسيم المكاني والزماني، وبناء الهيكل المزعوم.

وعلى مدار عقود وضعت “إسرائيل” “محمد الضيف” على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها، ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الاحتلال من الوصول إليه، ما جعله يتحول إلى أسطورة وكابوس يطارد الاحتلال، حتى رحل كما يحب شهيدًا في ميدان أعظم معركةٍ شارك في التخطيط لها وقيادتها، وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة.

وعلى مدار شهور المعركة نجحت كتائب القسام في الاستمرار بعملياتها الناجحة والتي أوقعت الخسائر في صفوف جيش الاحتلال، والاحتفاظ بأسرى الاحتلال الذين اعتقلتهم يوم العبور العظيم، لتعلن أخيرًا بعد انتهاء المعركة عن استشهاد قائدها العام.

رحل القائد “محمد الضيف” شهيدًا ويبقى تاريخه الحافل وبصماته حاضرة يستلهم منها الأحرار درب الحرية، وسط إجماع فلسطيني على أنه أحد رموز الصمود الذين صنعوا معادلات جديدة في المواجهة مع الاحتلال، ويقينهم يقول: إن “يستشهد قائد يخلفه ألف قائد”.

وفي الإطار؛ وبعد الإعلان عن استشهاد القائد “محمد الضيف”، ونائبه “مروان عيسى” ورفاقهم القادة: “غازي أبو طماعة، رائد ثابت، رافع سلامة، أحمد الغندور، ايمن نوفل”، توالت ردود الفعل المهنأة، في سيلٍ من البيانات الصادرة عن دول وقوى محور الجهاد والمقاومة من “فلسطين، إيران، اليمن، العراق، لبنان، وغيرها من الدول الحرة.

عبرت البيانات جميعها عن مباركتها باستشهاد القادة، مؤكدةً أنهم “قدموا نماذج حية للأجيال في الإقدام والتضحية والفداء بعد رحلةٍ جهاديةٍ طويلة قضوها مقاومين للاحتلال الصهيوني، ومدافعين عن حقوق الشعب العادلة، منافحين عن مقدسات الأمة في فلسطين”.

ودعت البيانات كلّ “أبناء الأمة وأحرار العالم للسير على طريق الشهداء القادة والاستمرار في تصعيد المواجهة تجاه العدوّ الصهيوني وقطعان مستوطنيه، وتدفيعه ثمن الجرائم الجبانة حتّى تطهير فلسطين من النهر إلى البحر”.

نقلا عن المسيرة نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الضفة الغربیة کتائب القسام محمد الضیف العدید من قطاع غزة شهید ا

إقرأ أيضاً:

مدير هيئة شؤون القبائل بمحافظة ذمار في حوار خاص لـ”يمانيون”: استجابة الشعب المليونية للسيد القائد معجزة وسر حلحلة قضايا الثأر “الثقافة القرآنية”

يمانيون| حوار خاص|: محسن علي الجمال

القبائل اليمنية اليوم تتبرأ بشكل علني ممن لبسوا ملابس النساء وارتموا في صفوف العمالة والإرتزاق

ما نراه في الساحة هو التفاف القبيلة للتوقيع على اللائحة التنفيذية للوثيقة وهذا ما يجب أن تتنبه له وسائل الإعلام

أكثر من 70 ألف خريج دورات طوفان الأقصى في محافظة ذمار في أتم الجهوزية لخوض معركة الجهاد الموعود والجهاد المقدس

..السلف والعرف يعد السلاح والعمود للقبائل, وتتماشى مع الشريعة الإسلامية والرسالة المحمدية,

استجابة الشعب للسيد القائد في الخروج المليوني المناصر لغزة معجزة وكذبة طارق عفاش محاولة يائسة

الوسيلة الأسرع لحل القضايا والمشاكل بكل أنواعها في ظل هذه الظروف هو السلف والعرف القبلي بأصوله

الأسلاف والأعراف عامل مهم لبقاء روابط النسيج الاجتماعي من التفكك والوسيلة الأسرع لحل القضايا في مثل هذه الظروف

 

 

أكد مدير عام مكتب الهيئة العامة لشؤون القبائل بمحافظة ذمار أن أكثر من 70 ألف خريج دورات طوفان الأقصى على رأسهم مشايخ ووجهاء وعقال وأعيان في أتم الجهوزية لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس, وتشكيل “لجان قبلية ” تواكب معركة إسناد غزة وفق استراتيجية خاصة تفردت بها المحافظة عن بقية المحافظات الأخرى.

وأوضح “غيلان” أن استيعاب المجتمع للثقافة القرآنية أحد أهم العوامل الرئيسة التي بفضلها قطعت المحافظة شوطا كبيرا في مجال حلحلة القضايا والنزاعات وتحقيق الصلح العام بين أوساط القبائل على رأسها الثارأت العالقة في مختلف المديريات والتي مضى على بعضها قرابة “40عاما” مشيدا بدور المشايخ في ذلك.

وفي حوار خاص لموقع القبيلة اليمنية الأول “يمانيون” بين أن الأسلاف والأعراف هي الوسيلة الأنجع حاليا في هذه الظروف, داعيا إلى التمسك بالعادات والأخلاق الحميدة..كما تطرق إلى مختلف الجوانب المتصلة بالقبيلة بشكل موسع في أول ظهور إعلامي له.. نترككم مع تفاصيل نص الحوار..

 

.أهلا وسهلا بكم .. وفي البداية ننقل لكم حديث المواطنين عن شخصيتكم وثنائهم عليكم جراء حركتكم الميدانية في أوساط القبائل وحلحلة القضايا بأنواعها على مستوى المديريات والمدينة, فيما غابت شخصيتكم في الجانب الإعلامي.. فماذا يعبر الشيخ عن نفسه؟

.. شخصية الشيخ يحيى غيلان قد تكون لا شيء ما قبل أن يلتحق بالمنهج الصحيح المتمثل بالمسيرة القرآنية, لأنه كلما عرف الإنسان هدى الله واستوعبه, كلما زاد اندفاعه في القيام بمسؤوليته في الحياة واستشعر دوره ضمن مسيرة الصادقين وتحركه ضمن العمل الجماعي لأمة تمايزت صفوفها رغم أنه ما قاله الله عنها ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر”, وما نقوم به هو من ضمن مهامنا وواجباتنا وما يهمنا هو رضى الله عنا , لأننا ننطلق من قاعدة يقول عنها الشهيد القائد رضوان الله عليه” الإخلاص لله هو صمام الأمان في ميادين العمل ” وكذلك عكس توجيهات القرآن والقيادة الربانية إلى مسار عمل في الواقع الميداني.

 

ما يجب أن تتنبه له وسائل الإعلام

.تشهد الساحة القبلية هذه الأيام نشاطا واسعا في الإلتفاف للتوقيع على القواعد التنفيذية لوثيقة الشرف القبلية, سيما مع التصعيد الأمريكي والصهيوني على بلدنا وعلى غزة.. فما أهميتها في الوقت الراهن؟

.. نزول القواعد التنفيذية لوثيقة الشرف إلى الساحة القبلية للتوقيع عليها كانت قبائل محافظة ذمار أول من سارع إلى توقيعها, وسبق قبل ذلك تدشين وتوقيع وثيقة الشرف نفسها, وما نراه في الساحة هي اللائحة التنفيذية للوثيقة بعد أن تعمدت من قائد الثورة والقيادة السياسية ومجالس القضاء الأعلى والنواب والشورى, وليس الوثيقة وهذا ما يجب أن تتنبه له وسائل الإعلام في تداول الاخبارعن هذا الموضوع.

وأهمية اللائحة أن القبائل اليمنية اليوم تتبرأ بشكل عني وصريح ممن لبسوا ملابس النساء وخرجوا من اليمن, أو ارتموا في صفوف تحالف العدوان, فأولئك لا يشرفون اليمن ولا يمثلون قبائله الحرة الوفية, لأنه كان البعض خلال السنوات الماضية يحاول التشكيك بأنه مسلم يقاتل مسلم , فما بالكم اليوم, والخونة المأجورين لا يزالوان يقاتون تحت راية أمريكا وإسرائيل’ فالقبائل عبر قواعد وثيقة الشرف تبرأت من كل خائن وعميل حتى من أقرب الناس إليهم, وما يلحظ أنه حتى في بعض الوقفات أن القبائل تناشد السيد القائد بإقفال باب العفو والعودة إلى  الصف الوطني, وأن لا يبقى لهم أي قبول , حتى أن استمرار فتح باب قبول عودة المرتزقة وإلى حد اليوم يعتبر أكبر باب عفو فتح على مر الحروب والصراعات, فالقبائل اليوم لا تريد عودتهم , وإذا كانت أمريكا تبرأت من ربيبتها إسرائيل وخذلتها بفضل الله وفضل قيادتنا الحكيمة بعد تكبدها خسائر كبيرة في عدوانها على اليمن خدمة للكيان المجرم ,  فما بالكم بموقف المرتزقة المتمسكين بذيل العدو الصهيوني.

 

صمام الأمان

. رغم الظروف الاقتصادية التي يعاني منها شعبنا جراء الحصار والعدوان غير أن القبيلة اليمنية لعبت دورا محوريا في معركة إسناد طوفان الأقصى وجسدت نموذجا لعمق معنى الارتباط الإسلامي والعربي في نصرة أبناء غزة والقضية الفلسطينية.. ماذا تودون القول بهذا الجانب؟

..مهما تحدثنا عن موقف قبائل اليمن في مختلف المحافظات في نصرتهم لغزة لا استطيع أن أوفيهم حقهم بمثل ما تحدث عنهم السيد القائد في خطاباته وثنائه عليهم ودعوته لهم , لذا فهي كافية ووافية وشافية ولن نجد أي شخص يوفيها حقها مثلما قدمها السيد عبدالملك يحفظه الله وقال حين وصفها بأنها العمود الفقري وصمام الأمان, … الخ

وسر الاندفاع الشعبي الكبيرأن القبائل استشعرت خطابات السيد واستجابوا له طواعية , حتى قبلما نتحدث معهم’ إذ أنه ومنذ أول خطاب للسيد القائد في معركة الإسناد, أقدمت القبائل على فتح وعقد دورات طوفان الأقصى وتداعت للإلتحاق بها , والتحق بها المشايخ والعقال والوجهاء في كل القبائل بمختلف طوائفهم وشرائحهم, وهذه نعمة وتوفيق من الله بها على شعبنا, و أكثر ما يشد انتباه القبيلي هي خطابات السيد القائد, حيث تخرج على مستوى مدينة ذمار 17 ألف من أبناء القبائل, أما على مستوى المحافظة فقط وصلهم عددهم أكثر من 70 ألف خريج إلى آخر شهر ذو القعدة 1446هـ ’ وأصبحوا جيش شعبي متكامل في أتم الجهوزية لخوض معركة الجهاد الموعود والجهاد المقدس.

 

مركزية القضية

.هل لكم ان تحدثونا عن البعد الديني والثقافي للقبائل واستجابتهم لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس؟

..أولا ارتباط الشعب بهويته الإيمانية كركيزة أساسية متجذرة في الأعماق وإيمانه بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة , وأيضا بركة المشروع القرآني إذ أن كل من استوعبه يدرك هذه الأبعاد كونه يجعل الإنسان يستشعر مسؤوليته أمام الله إن قصر أو فرط في التحرك المناصر لقضايا الأمة ومقدساتها, ولن نصل إلى ذلك إلا من خلال التوالي الصادق للقيادة, والشعب اليمني في المحافظات الحرة من خلال التولي حملوا المشروع , وبه برز الإيمان كله لمواجه الكفر والشرك كله قيادة وشعبا وجيشا.

 

ولذا بعد كلمات السيد القائد الأسبوعية, نرى أثرها مباشرة كيف يسارع العدو الأمريكي بالاجتماع مع قيادات العملاء لمحاولة استنهاض القبيلة, ولو دفعت أمريكا حتى ترليون دولار بعد سماع الشعب لخطاب السيد القائد , لن يكون لها أي أثر.

والمضحك جداً.. هي كذبة طارق عفاش التي صرح بها في محاولة بائسة ويائسة لتشيكك القبائل, لكنه مجرد سماع كذبته, اندفعت القبائل بكلها إلى الساحات, ولم يستطع أحد أن يجمع هذه الحشود المليونية لنصرة غزة إلى ميدان السبعين وميادين المحافظات بشكل أسبوعي في الأنظمة السابقة, إلا بعشرات الملايين, بينما يجمعهم السيد القائد بكلمة ورسالة وهذه معجزة تستدعي الوقوف أمامها والتأمل فيها بشكل كبير.

إضافة إلى ذلك فإن المشاهد والمظلومية الرهيبة والمأساوية التي يشاهدها العالم في غزة تفوق كل وصف, وعند سماع الآلام والصرخات يستحي الإنسان من الله أن يكون منه تراجع أو إهمال أو تقصير وهي كافية لأن تحيي كل إنسان لا يزال لديه ذرة وضمير إنساني.

 

لجان قبلية لإسناد طوفان الأقصى

. يفهم من كلامكم بأنكم شكلتم لجان قبيلة لإسناد طوفان الأٌقصى وفق خطط عملية مدروسة تفردت بها ذمار؟

.. نعم .. لدينا مسارات وخطط عمل مزمنة على رأسها تشكيل اللجان القبلية لإسناد معركة طوفان الأقصى ومن أبرز مهامها الرئيسية التوجيه للحشد والتعبئة في الوقفات والقوافل, المساندة, والعيدية, بتنسيق مع هيئة شؤون القبائل ومجلس التلاحم والجانب الاجتماعي, بالإضافة إلى الوقفات القبلية على مستوى كل مديرية خلال ثلاثة أشهر ,ووقفات على مستوى العزل كل شهر كذلك, فتح طوفان الأقصى لمن لم يلتحق من المشايخ والعقال , وأتمنى من الجهات الإعلامية أن تسلط الضوء على كلما هو حسن في أمور القبيلة وأن يتم عكسه وتقديمه كنماذج لبقية المحافظات الأخرى, لتقديم خطط , ويستقبله مركز معلومات ويقدم للبقية كتغذية راجعة.

 

شعبنا غير

السلف والعرف القبلي.. ما هو المقبول منها وما هو المرفوض.. في الوقت الذي يتحدث البعض أن القبائل بدأت تتخلى عنها بعد هجرتها إلى المدن الحضرية واعتبره البعض استهداف مباشر لها؟

..السلف والعرف يعد السلاح والعمود للقبائل, وتتماشى مع الشريعة الإسلامية والرسالة المحمدية,  لأنهما لا يخرجان عن الشرع , وما خرج عنه فهو مرفوض, , فلذا العدو احتار وعجز في فهم التركيبة القبلية اليمنية, خلافا على بقية الشعوب العربية الأخرى التي تمدنت واستهدفها العدو بعد تمكنه من الدفع بها للهجرة من الأرياف إلى المدن, والهدف من ذلك ترك القيم والأخلاق والعادات والأسلاف والأعراف,  تماما كما تحدث عن هذا الموضوع الشهيد القائد في ملزمة “من نحن ومن هم ” لكن الشعب اليمني وإن تم استهدافه بهذه الخطوات لكنه لا يزال يحافظ على تقاليده وعاداته وأسلافه وأعرافه رغم هجرة بعض الأسر من الأرياف إلى المدن.

 

تنقيتها من الشوائب

يتحدث البعض بأن الاسلاف والأعراف المتوارثة لشعبنا تكاد تندثر .. فكيف يجب المحافظة عليها وبأي الوسائل والطرق؟

الاسلاف والأعراف والعادات الحميدة لا تزال جارية ولم يغيب منها سوى الشيء اليسير, لكن  يجب علينا جميعا الحفاظ عليها والتمسك بها, وكيفية تنقيتها من الشوائب والعادات الدخلية والاختراقات التي يجب أن يتحلى الجميع بالوعي منها ومحاربتها (كالانتقام في قضايا الثار من الغرماء في الأسواق أو مع النساء..الخ ) كونها منافية للعادات القبيلة, كما يتحتم إحيائها بشتي الوسائل والسبل , داخل القبيلة عبر الاجتماعات والمساجد , وهي أحد النقاط التي تضمنتها القواعد التنفيذية لوثيقة الشرف , وأنصح كل فئات الشعب بقرائتها , كونها لامست بعض السلبيات التي قد فقدت .

 

الوسيلة الأسرع لحل القضايا

برأيكم أين يكمن أهمية العرف والسلف.. وهي كلها متوحدة.. أم أن هناك فوراق بشأنها من قبلية لأخرى؟

.. لكل قبيلة عرف وسلف لا تخرج جميعها عن نطاق القبلية , واهميتها في أنها الوسيلة الأسرع لحل القضايا والمشاكل بكل أنواعها في ظل هذه الظروف,كما أنها عامل مهم لبقاء روابط النسيج الاجتماعي من التفكك وأيضا تحافظ على أموال المتخاصمين من أبناء القبائل, كون القبل تتوزع إلى مخاليف وعزل وقرى, بينما القبيلة مصطلح أشمل وأوسع يضم مديريات’ مثل قبيلة آنس ’ الحداء وهكذا.

 

مسؤولية جماعية

. تحقيق الأمن والسلم المجتمعي أين يقف دور المشايخ والوجهات بالدرجة الأولى في تحقيق هذا الهدف السامي سيما مع محاولة الاستهداف المعادي للقبيلة؟

.. هو مسؤولية جماعية مشتركة , وعمل تكاملي , والمشايخ دورهم كامل ومتفاعل ومؤثر , وكل شيخ ووجاهة وشخصية اجتماعية يستحق التقدير والتبجيل والاحترام , في إسهامهم المؤثر في تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على الأمن العام في أوساط القبل, كونهم جعلوا العدو بدون أي تأثير, ونستطيع القول أن القبائل بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى دعست على كل الجراح, وتسامت عن القضايا الداخلية والبينية, وحرفت بوصلته نحو العدو, لأنه كان يسعى لتفجير الأوضاع في كل المناطق وخاصة المشاكل التي لها حدود مع القبائل الأخرى , وكان لديه مفاتيح, من خلال عملائه والخونة, وكان يركز على إثارة قضايا الثأر وتغذيتها بشكل خاص, لأنه يرى من خلالها الوسيلة الأٌقرب لإشغال القبيلة بنفسها ليتفرغ لما يخطط ويريد.

 

مصاديق ما جاء به الشهيد القائد

بالتأكيد.. لعلكم تتذكرون مشاهد اعترافات الخلية الأمريكي الإسرائيلية التي كشفت عنها الأجهزة الأمنية فيما يخص استهداف القبيلة اليمنية .. كيف كانت نظرتكم تجاهها؟

..تلك الاعترافات حينما نشرت وشاهدناها, إلا وقد عرفنا الشهيد القائد رضوان الله عليه بأعدائنا ووضحهم بشكل عام وفق ما قدمته الثقافة القرآنية , وكانت شاهد دامغ وحجة كاملة لمن لا يؤمن بأحقية ومصداقية ما جاء به الشهيد القائد أو لا يزال يتماهى مع الإعلام المعادي ويشكك بأن أمريكا تريد لنا الخير , وكان هذا النجاح الأمني صفعة قوية للأعداء ورسالة بالغة ليس لشعبنا بل على مستوى أمتنا العربية والإسلامية, فالتولي الصادق يعطي الإنسان قناة في كيفية التعاطي مع العدو وفهمه وطبيعة الصراع معه ولا بد من ترسيخ هذه النظرة القرآنية وتعزيزها بشكل مستمر .

 

التوعية المستمرة

.يتعرض الجيل الناشئ من أبناء شعبنا لمخاطر حقيقة تهدد مستقبله وحياته خاصة مع العولمة المصاحبة لطغيان الثورة التكنولوجية .. فما هي دعوتكم لأولياء الأمور بشكل عام ؟

.. العدو لن يدخر جهدا في بذل كلما يستطيع عمله لاستهداف فئة الشباب, واتجه إلى الحرب الناعمة كوسيلة قذرة لاستهداف هذه الفئة بعد فشله عسكريا, ودفع لتنفيذ هذا المخطط ملايين الدولارات لإنفاذه في الشعب اليمني بهدف ضرب قيمه ومبادئه وفطرته وأخلاقه وإنسانيته وإفساد الشباب والبنات على حد سواء, لكن العدو فشل أمام قبائل اليمن, حيث كان الدرع الواقي للقبائل اليمن هو السيد القائد يحفظه الله من خلال ما يقدمه في محاضراته الأسبوعية, وتوعيته المستمرة وحرصه الدائم على تعليم الشعب بمخاطر هذه الحرب وكيفية مواجهتها, ولذا حذر ونصح مرتادي التواصل الاجتماعي من مخاطر الاستهداف وكيفية دخولها كي لا يقع الإنسان فريسة لهم أو يتعاطى مع أي قضية بما لا يعرف, مع الأخذ في الحسبان استمرار الدورات والتوعية والثقافة .

 

المبادرات المجتمعية

القبلية مصدر التنمية.. ما هي خططكم لتحقيق هذ العنوان؟.

..السيد القائد يحفظه الله وجه وحث على ضرورة المبادرات المجتمعية, واستطيع القول أن المبادرات حققت نجاح كبير في البرنامج الاستثماري بصورة فعلية للمواطنين سواء في الطرقات او السدود او برك المياه او الزراعة بناء صالات المناسبات أو الغرم القبلي, وغير ذلك, بما لم يتحقق أثناء ما كانت الإيرادات تصب إلى خزينة الدولة من النفط والغاز سابقا مثلما حققته القبيلة اليوم عبر المبادرات المجتمعية في تبني المشاريع الفعلية التي يلمسها المواطن, وكانت أحد استقراره في الريف, كذلك ديمومة المشاريع للمبادرات واستدامتها وفق دراسة بعيدة المدى, تستهدف أكثر قدر من الكثافة السكانية, بإشراف مباشر من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة.

 

أهمية الوعي القرآني

.هجرة القبائل من الأرياف إلى المدن تعد مشكلة قائمة لها تداعياتها الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية والأمنية … يقول البعض أن عاتقها بالدور الأول يتركز عليكم كجهات مسؤولة معنية بشؤون القبائل .. برأيكم كيف يتم الحد منها  والعمل على تحقيق الهجرة العكسية؟

.. الدروس القرآنية للشهيد القائد وللسيد القائد في حال فهمها الناس والمجتمع ككل قدمت كل الحلول والخطط الناجعة لذلك, وبأسلوب مبسط وجذاب, واهم الأسباب هو انعدام تقديم الخدمات للمواطنين, وتعزيز عوامل النهضة الاقتصادية, أو البحث عن الرواتب والوظائف , وترك الزراعة .

لكن الان اصبح نهج مثمر للثورة الزراعية بشكل تصاعدي , يشابه إلى حد كبير خطوات الثورة العسكرية والتصنيع , , سيما تحفيز السيد القائد للشعب وحثه على الإنتاج والعمل في الزراعة , كونها جبهة لا تقل شأنا عن الجانب العسكرية, حيث قدم في سلسلة محاضراته الرمضانية 1440- وما تلاها استراتيجية بعيدة المدى لتحقيق النهضة الشاملة حتى الاكتفاء الذاتي’, فيما إذا تم استيعابها وتطبيقها, وحاليا يجري العمل عليها وفق عمل مؤسسي مدروس , وذلك من خلال عقد ورشات تعريفية وتدريبية تخص الجانب الزراعي واهمية الاكتفاء الذاتي وتحقيقه وخطورة الاعتماد على الانتاج , وعليها إقبال كبير , وأثر كبير في تحقيق النهضة الاقتصادية.

اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية باستهداف قبائل اليمن  شاهد وحجة لمن لا يؤمن بأحقية ومصداقية ما جاء به الشهيد القائد

ما تبقى من مشاكل الثارات هو من إرث الماضي وتلاشت هذه القضايا باستيعاب المجتمع للثقافة القرآنية

المشايخ والوجاهات الدينامو المحرك لشرائح الشعب وإشراكهم في حلحلة القضايا ضرورة

ضرورة التدريب والتأهيل

في إطار مساعي حلحلة بعض القضايا تتصادم الأسلاف والأعراف مع القوانين ما يضيف تعثر جديد في محاولات الصلح.. فأين يكمن الخلل وما الآلية المناسبة لذلك؟

..العرف القبلي أحيانا قد يكون يجازف بشخصيات وأناس لم يعرفوا السلف والعرف القبلي على أصوله ولا يوجد لديهم إدراك وفهم له, والآلية المقترحة فيما لو توفرت الإمكانيات , هو القيام بتدريب وتأهيل الشخصيات المجتمعية على العرف والسف , وفي كيفية إدارة الحوار بين أطراف النزاع وأساليب التدخل لتقريب وجهات النظر, وكيف تختصر المشاكل الطويلة, خاصة تلخيص قضايا الثارات , عبر أيدي فاهمة ومن ثم يتم نقاشها والتحرك على أساس ذلك, كلا بالعرف المتواجد في نطاق قبيلته.

لأنه عندما يقرب العرف القبلي على أصوله تجد أن هناك تقارب من طرفي التنازع رغبة في الحل والصلح وإنهاء القضايا.

وما نريده هو اعتماد نموذج علمي لحلحلة القضايا وسبل حلها وفق أنظمة وعمل تحقق التكامل بين المكاتب والسلطات المحلية, وإدخال كافة القضايا وحصرها وتوضيح كلما يتعلق بالقضايا وتدرج حلها, لإحقاق الحق’ وإماتة الباطل .

 

هدى الله

شهدت محافظة ذمار خلال السنوات الأخيرة نجاحا باهراً في حلحلة قضايا الثأر التي دامت البعض منها لعشرات السنين.. إلى أي مدى وصلتم فيها.. هل من إحصائيات توجد لديكم.. وما السبل التي تتبعونها ؟

..مع استعياب القبائل لهدى الله والتثقف بثقافته تلاشت قضايا الثأر في أوساط القبائل وما تبقى منها حاليا هو من تراكمات الماضي ونسعى لحلحتها.. وللأمانة والإنصاف.. المسيرة القرآنية اليوم تواجه وتتحمل كل إرث الماضي من القضايا  بشكل عام, على رأسها قضايا الثارات , التي تؤثر على السلم الاجتماعي, وكانت منتشرة في مناطق محددة أبرزها في مديرية الحداء, وما ندر في بقية المديريات الأخرى, لكن لم يتم تسجيل أي قضية ثأر بعد ثورة 21 سبتمبر وإلى اليوم’ ومعظمها إرث من العقود الماضية التي انتشرت فيها هذه القضايا بشكل كبير , ويتم ترحيلها عام بعد عام وإلى اليوم, مضى على بعضها قرابة 40 عاما, ويتم التركيز عليها بشكل أساسي ورئيسي, ففي عام 1444هـ تمكن عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي من إنجاز وحلحلة 22 قضية تنوعت ما بين قتل وخلافات شخصية, وثارات, وحروب, سواء على مديريات المحافظة, أو ما بين المحافظة ومحافظات صنعاء وعمران وإب , وكان للسيد محمد علي الحوثي الفضل بعد الله سبحانه في إنجازها بأوقات قياسية في زيارته للمحافظة 2022-2021م, ويمتلك إلهام عجيب في تفكيك عقدها , وحلحلتها ينذهل الإنسان منه وعن كيفية فهمه للقضايا القبلية العالقة, إذ لا يستطيع أي طرف أن يخرج من دائرة حديثه حتى ينصاعوا للحق ويخضعوا جميعا للحل , واستطاع أن ينجز العشرات من القضايا , بإسناد ودعم قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ الاستاذ محمد البخيتي ومسؤول التعبئة العامة أبو حسين الضوراني.

ولدينا اليوم على الطاولة أكثر من 11 قضية استكملنا حصرها وإدراجها في الكشوفات ويجري استكمال حلحلتها مع المعنيين في المديريات من مشايخ وغيرهم, ومنها ما تم ترحليها لأهميتها إلى مكتب السيد القائد يحفظه الله.

 

 

التعبئة الإيمانية والثقافية

.أفضل وسيلة ترونها الأقرب لتقريب وجهات النظر للمتخاصمين حاليا؟

..لا نزال في إطار حل القضايا ونعمل على استهداف طرفي الخصام بتعبئة عامة إيمانيا وثقافيا ومن خلالها نستطيع تقريب وجهات النظر وتقديم الحلول برضى الطرفين بعد تذكيرهم بمسؤوليتهم , كما أحث على ضرورة تفعيل الجانب الثقافي للمشايخ لأنهم أعمدة الركائز الأساسية لتحرك القبائل, وهمزة الوصل والدينامو المحرك لشرائح المجتمع كل في إطار قبيلته ومسؤوليته,  وعلى الجهات المعنية بما فيها التعبئة الاجتماعية إشراكهم في حللحه القضايا والمشاكل بين المواطنين, , كونهم يتعرضون لاستهداف ومحاولة استقطاب من قبل العدوان ومرتزقته في بعض المناطق.

 

عالي المستوى

.ماذا عن جوانب التنسيق بين مكتب هيئة شؤون القبائل وبين الجانب الأمني والجهات الأخرى ذات الصلة بشأن القضايا واستباق الجريمة قبل وقوعها والحد من انتشار المشاكل والنزاعات بالمحافظة؟

..علاقتنا بالجانب الأمني 1000% وتنسيقنا على أرقى مستوى, وكذلك أيضا مع الجانب الاجتماعي , ومجلس التلاحم الشعبي القبلي.

 

تجسيد الهوية الإيمانية

.كيف تقرأ القبيلة اليمنية خطابات السيد القائد بشكل عام ..وكيف يتم التعاطي معها؟

.. أنه يرسخ دعائم القبيلة اليمنية بحسب الهوية الإيمانية للشعب اليمني ويحافظ على النسيج المجتمعي, والمطلوب من قيادات العمل الاجتماعي والقبلي والتلاحم الشعبي على رأسها وزارة الإدارة المحلية والتنمية الريفية كونها القيادة التنفيذية في المحافظات, محورة الخطاب إلى مصفوفات عمل وموجهات رئيسية وآلية تنفيذية عملية, لأن كل خطاب يواكب العمل القبلي بشكل عام وأيضا ضرورة تدريب الشخصيات المناسبة على كيفية تطبيق القواعد التنفيذية لوثيقة الشرف القبلية ,وتشكيل لجان المصالحة والتصالح على مستوى المحافظات والمديريات والعزل, وفق ما تضمنته الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة.

 

المترس الأول

هل ترون الدور الإعلامي مناسباً في تغطية أخبار القبيلة؟

.. مهمتكم صعبة جدا, وأنتم في جبهة متقدمة, نشد على أيدكم فرصاصاتكم قاتلة للأعداء واستشعروا أنكم في المترس والخندق الأول , ونصائح السيد وتوجيهاته لكم مسارات عمل فلا تغفلوا عنها فتظلوا الطريق.

 

.رسالة قبائل اليمن لأبناء غزة؟

..رسالتنا هي رسالة قائدنا لهم ” أنتم لستم وحدكم الله معكم ونحن إلى جانبكم”.

 

.لأمريكا وإسرائيل؟.

مهما فعلتم وأجرمتم نحن بالله أقوى منكم وسينصرنا عليكم.

 

رسالتكم لشعوب الأمة؟

..إن لم يكن لكم دين وكنتم تخافون المعاد, فكونوا أحرار في دنياكم, واستشعروا مسؤوليتكم امام الله واخرجوا من دائرة الذل والتدجين والمهانة, فالمخاطر حولكم والدائرة تدور عليكم والا فانتظروا ذلا وخزي في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو: 11 شهيداً وإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم
  • إلغاء 200 ألف تذكرة طيران لشركة واحدة إلى “إسرائيل”
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
  • أولمرت .. غزة أرض فلسطينية و”إسرائيل” ترتكب جرائم حرب
  •  “كراغ” يوضح: هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  •  “كراغ” يوضح : هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  • مدير هيئة شؤون القبائل بمحافظة ذمار في حوار خاص لـ”يمانيون”: استجابة الشعب المليونية للسيد القائد معجزة وسر حلحلة قضايا الثأر “الثقافة القرآنية”
  • أولمرت : “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب في غزة
  • راموفيتش: “كنا قادرين على إنهاء الشوط الأول ضد بارادو برباعية”
  • راموفيتش: “كنا قادرين على إنهاء شوطنا الأول ضد بارادو برباعية”