في ليلة النصف من شعبان، تتزين الأحياء الإماراتية بمظاهر الفرح والبهجة، وتُصدح أزقة الفريج بصوت الأهازيج التراثية التي يحفظها الأطفال عن ظهر قلب، وهم يرددون: "عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم"، في احتفال سنوي يُعرف باسم "حق الليلة".

هذه المناسبة ليست مجرد عادة تراثية، بل هي رابط بين الماضي والحاضر، وجسر يعبر به الأطفال نحو ذكريات الأجداد، في أجواء تسودها البساطة والدفء والفرح.

تراث حيّ في قلوب الأجيال

"حق الليلة" هو احتفال إماراتي تقليدي يُقام في ليلة النصف من شعبان، ويُعدّ إعلاناً شعبياً بقرب حلول شهر رمضان المبارك. وخلاله، يرتدي الأطفال الملابس التراثية المزخرفة، ويحملون أكياساً قماشية يجمعون فيها السكاكر والمكسرات من الجيران، الذين يستقبلونهم بابتساماتهم وكرمهم المعتاد.

تسترجع المواطنة الإماراتية، أميرة غانم، من سكان رأس الخيمة، ذكرياتها الجميلة مع هذه المناسبة، وتقول إنها تحب حق الليلة لأنه يعيدها إلى طفولتها، ويذكّرها بجدتها التي كانت تستعد لاستقبال الأطفال بحب وفرح، وتضيف أنهم كانوا كنا يساعدونها في وضع الحلويات والدراهم في دلو كبير، وتنادي أطفال الحي، ليأخذوا منه ما يستطيعون بكفّ أيديهم. وأكلمت كان البيت يمتلئ بالضحكات وروائح الحلويات، في أجواء بسيطة لكنها تبقى محفورة في ذاكرتنا إلى اليوم.
وتضيف أميرة أن "اليوم اختلفت الأمور، فقد أصبحت تعد لأطفالها وأطفال العائلة والحي، صناديق ملوّنة مليئة بالسكاكر والحلويات، وتحرص على مشاركتهم هذه الفرحة، حتى لا تضيع قيمة هذه العادة الجميلة التي تُدخل البهجة إلى قلوب الأطفال وتعزز الترابط الاجتماعي.

#حق_الليلة في #الإمارات.. احتفاء بالهوية وترسيخ للقيم الاجتماعيةhttps://t.co/kDaakKxflQ pic.twitter.com/tyuO0ihQ2l

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 13, 2025 تراث خليجي وروح اجتماعية أما مها النعيمي، من سكان مدينة العين، فتشير إلى أن الاحتفال بحق الليلة يختلف بين دول الخليج، وتوضح أنه في الإمارات، يحتفلون به في ليلة النصف من شعبان، بينما تحتفل الكويت وسلطنة عمان في ليلة النصف من رمضان، ويُطلقون عليها أسماء مثل القرقيعان أو القرنقشوه.
وتتابع مها، أنهم في الماضي، كانوا يرتدون الملابس التراثية، ويجوبون أزقة الفريج أي الحي في اللهجة الإماراتية، حاملين أكياساً قماشية لجمع الحلوى والمكسرات، وهم يرددون الأهازيج التراثية، واليوم، أصبحت تحتفل في بيتها بين عائلتها وأحبائها، إذ يجتمعون ويحضّرون الحلويات الشعبية.
وأردفت مها أن الاحتفال لا يقتصر على المنازل بل أصبحت تنظّم المدارس والحضانات فعاليات خاصة يحتفل فيها الأطفال بملابسهم التراثية ويتشاركون مع  أصدقائهم الحلويات، ليبقى هذا التقليد جزءاً من الهوية الوطنية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حق الليلة الإمارات حق الليلة فی لیلة النصف من حق اللیلة

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يتفقد مركزًا للحرف اليدوية ويؤكد على دعمه للصناعات التراثية وتوفير فرص العمل للشباب

أجرى اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، جولة تفقدية داخل مركز التدريب على الحرف اليدوية والتراثية خان الخليلي بمركز الفتح والتابع لإدارة التعاون بالمحافظة، وذلك لمتابعة سير العمل والاطلاع على برامج التدريب المقدمة للشباب والفتيات بهدف تأهيلهم لسوق العمل ودعم الصناعات التراثية

 

وأكد محافظ أسيوط - خلال جولته - حرص المحافظة على دعم وتمكين الشباب من خلال تقديم تدريبات مهنية متخصصة لصقل مهاراتهم في مجالات النجارة، والخياطة، والإكسسوارات، والجلود، وغيرها من المنتجات الحرفية ذات الطابع التراثي، بما يسهم في خلق فرص عمل حقيقية وتحفيز إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تدر دخلًا مستدامًا للأسر، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم الحرف التراثية وإحياء الهوية الثقافية، بما يتماشى مع أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

ورافق المحافظ خلال الجولة كل من محمد إبراهيم الدسوقي، وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، ومحمود ياسين، رئيس مركز ومدينة الفتح، والدكتورة ياسمين الكحكي، عميد كلية التربية النوعية بجامعة أسيوط، ومحمد النمر، مدير عام التعليم الفني، وناهد محمد فرغلي، مدير إدارة التعاون بديوان عام المحافظة، بالإضافة إلى عدد من قيادات وممثلي الجهات المعنية بتطوير المشروعات الصغيرة والحرف التراثية.

وخلال تفقده لأقسام التدريب المختلفة بالمركز، استمع المحافظ إلى شرح من القائمين على العملية التدريبية حول آليات العمل وخطط التسويق للمنتجات، ومدى مشاركة المتدربين في المعارض المحلية والدولية.

وشدد المحافظ على أهمية تطوير المركز ورفع كفاءته الفنية والتدريبية، مع التركيز على تشغيل الحرف اليدوية التي تتميز بها المحافظة، مؤكدًا تقديم كافة سبل الدعم الممكنة لإزالة العقبات أمام المتدربين، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان استدامة المشروعات التراثية وتحويل المهارات اليدوية إلى فرص اقتصادية حقيقية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. المواصلات في الحج بين الماضي والحاضر.. تطور مستمر لراحة ضيوف الرحمن
  • الليلة.. باريس وميلان يطاردان حلم التتويج والاشتراك المجاني خارج التغطية
  • اعتبارا من تموز المقبل ..فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
  • فرنسا تحظر التدخين في كل الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال بدءًا من يوليو
  • إغلاق مؤقت لفنادق جدة التراثية لإجراء الصيانة الموسمية
  • خبير اقتصادي: التضخم انخفض إلى النصف والمواطن لم يشعر بالتحسن حتى الآن
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • الاستثمار العقاري: توقعات بارتفاع معدلات نمو مبيعات العقارات خلال النصف الثاني من 2025
  • محافظ أسيوط يتعهد بدعم «خان الخليلي» لتمكين الشباب وإحياء الحرف التراثية
  • محافظ أسيوط يتفقد مركزًا للحرف اليدوية ويؤكد على دعمه للصناعات التراثية وتوفير فرص العمل للشباب