يمانيون:
2025-06-04@17:24:37 GMT

هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. قصص العطاء الإنساني

تاريخ النشر: 16th, February 2025 GMT

هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. قصص العطاء الإنساني

يمانيون../
في قلب مدينة الحديدة، حيث يلتقي نسيم البحر بحرارة التحديات وحكايات البسطاء، تقف هيئة مستشفى الثورة العام، شاهدا على معاناة البشر وآلامهم، وما خلفته سنوات العدوان والحصار وما قبلهما من مآسٍ وتزايد مؤشرات الفقر وتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لآلاف الأسر.

بين أروقة الطوارئ والأقسام والمراكز الطبية وأصوات الأجهزة، ومن أمام إدارة الهيئة، تبدأ يومياً قصص عشرات الفقراء القادمين من أرياف ومدن الحديدة، يحملون مرضاهم، يتوسلون المساعدة ومنحهم فرصة لإنقاذهم جراء تعذر قدرتهم على دفع تكاليف العلاج.

ورغم الأعباء الكبيرة والإمكانات المادية المحدودة، لا تزال هيئة مستشفى الثورة القبلة الوحيدة للفقراء، بكوادرها الطبية وإدارتها الممتلئة بالرحمة والعطاء الإنساني، لا تُغلق الأبواب أمام الفقراء ومن يحتاج إلى مساعدة.

الإنسانية أولا:

في إحدى ليالي الصيف الحارة، وصلت إلى المستشفى امرأة حامل تُدعى أم محمد، تعاني من مضاعفات خطيرة، كانت حالتها تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً لإنقاذ حياتها وحياة جنينها، وأمام حالتها المادية الصعبة وعدم توفر أي إمكانات لدفع تكاليف العملية، لم تتردد إدارة المستشفى والأطباء في مساعدتها وبذل كل ما في وسعهم، فخرج الطفل إلى الحياة بصرخة أمل، واستفاقت الأم بابتسامة امتنان.

لم تكن قصة أم محمد الوحيدة، فهذه فاطمة كانت تحمل طفلها الصغير أحمد بين ذراعيها، وهو في غيبوبة يعاني من كسر في الرجل اليمنى جراء حادثة سقوط وصعوبة في التنفس، وسوء تغذية حاد، بحثت فاطمة عن مستشفى يستقبله، فوجدت أبوابا مغلقة وأخرى تتطلب تكاليف لا تقوى عليها.

وحين وصلت إلى هيئة مستشفى الثورة، لم يكن لديها سوى الدعاء، لكن ما وجدته هناك غيّر كل شيء، تم استقبالها رغم الازدحام، وأجريت لطفلها الفحوصات اللازمة، ولم تمض دقائق حتى بدأ الفريق الطبي بإجراء العملية وتقديم العلاج الطارئ، وسط جهود الممرضين الذين لم يتوقفوا لحظة عن إنقاذ حياة الطفل.

في زاوية أخرى، كانت أم صالح، امرأة مسنة، قادمة من مديرية المنيرة، تجلس على كرسي خشبي، تمسك بيدها وصفة طبية لا تستطيع شراءها، اقتربت منها إحدى الممرضات، وسألتها بلطف عن مشكلتها، بعد دقائق، كانت الأدوية بين يديها، قدمها لها أحد المحسنين الذين يساهمون في دعم المستشفى.

نجاح من بين الركام:

لم ينهار هذا المستشفى الذي يعد الملجأ الوحيد لأبناء محافظة الحديدة والعديد من مناطق المحافظات المجاورة، أمام وطأة الظروف القاسية، حيث بدأت قصته في النجاح والتحول إلى معجزة إنسانية من بين ركام التحديات والصعاب وفي ظل سنوات العدوان على البلاد.

في عام 2018، كانت الأوضاع الصحية في الحديدة كارثية، خاصة مع تصاعد العدوان الذي جعل المستشفى يواجه نقصاً حاداً في الأدوية والتجهيزات الطبية، بينما كانت أروقة الطوارئ تعج بالمرضى والمصابين.

ووسط هذه التحديات، كان رئيس الهيئة الدكتور خالد سهيل، يعمل بلا كلل أو ملل، حتى مع قلة الإمكانيات، فكان يرى في عيون الأمهات الحزن والخوف على أطفالهن المرضى، وفي أنين الجرحى صرخات استغاثة تستدعي التحرك الإنساني وتحمل المسؤولية بجدارة.

بداية التحول:

في عام 2022، وبعد جهود حثيثة من إدارة هيئة المستشفى والسلطات المحلية، تم افتتاح مركز الحميات وطب المناطق الحارة والأمراض المعدية، هذا المشروع شكّل نقطة تحول، توالت بعده العديد من المشاريع وتزويد المستشفى بالأجهزة الطبية والمخبرية وتدشين العمل بأحدث الأجهزة التشخيصية والرنين المغناطيسي والقسطرة.

وشهد المستشفى نقلة نوعية في تطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة، وافتتاح مراكز العلاج الطبيعي والحروق والأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وغيرها، وتوسعة خدمات رعاية المرأة والأطفال، وإدخال خدمات جديدة، وإجراء عمليات جراحية معقدة بأيدي كوادر طبية محلية مما منح المرضى فرصة أفضل للعلاج.

كانت الإدارة تشاهد بأمل كيف أصبح المستشفى قادرا على استقبال المزيد من المرضى وعلاج حالات لم يكن يستطيع التعامل معها سابقا، لتؤكد أن هذا التطور لم يكن مجرد أرقام وإحصائيات، بل يعني إنقاذ أرواح، وإعادة الأمل لأسر وحالات مرضية كانت تظن أن لا نجاة لها.

رسالة حياة:

اليوم، وبعد كل ما شهدته هيئة مستشفى الثورة من إنجاز ونجاح كبير، أصبحت نموذجا للصمود والتحدي، حيث تستمر مشاريع التطوير وتوسعة الخدمات والعديد من الجهود التي لم تذهب سدى، لأن في كل طفل يشفى، في كل أم تجد الأمان، وفي كل حياة تنقذ، قصة إنسانية تكتب بحروف الأمل.

وهكذا تستمر هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة كقلعة طبية إنسانية، تقدم الأمل لكل من يحتاجه، وتساهم في تقديم خدمات مجانية للمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف، إنها ليست منشأة طبية فحسب، بل نبض حياة تمنح الأمل للمرضى، وتؤكد أن الإنسانية أكبر قوة يمكن أن تنتصر على كل التحديات.

سبأ – جميل القشم

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هیئة مستشفى الثورة

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. إطلاق اسم «بات وماريان كينيدي» على شارع في العين

العين - راشد النعيمي

في بادرة عرفان وامتنان لجهودهما في دعم القطاع الصحي، أطلق اسم بات وماريان كينيدي على الشارع المقابل لمستشفى كند الذي أسساه في مطلع الستينات بمدينة العين تثميناً لجهودهما التي رواها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للدولة.

لحظة تاريخية

وقال منشور لمستشفى كند: نفخر اليوم بمشاركة لحظة تاريخية مع مجتمعنا، حيث تمت تسمية الشارع الذي يقع فيه المستشفى رسمياً «شارع بات وماريان كينيدي» تكريماً لمؤسسي مستشفى كند وإرثهم الإنساني العريق في تقديم الرعاية والخدمة.

تعود قصة مستشفى كند إلى عام 1960، حين استقبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الطبيبين بات وماريان كينيدي بكل ترحيب، ليؤسسا أول مستشفى يقدم رعاية صحية حديثة للنساء والأطفال في مدينة العين، في وقت كانت فيه الرعاية الصحية محدودة جداً.

وتقدمت إدارة المستشفى بجزيل الشكر إلى دائرة البلديات والنقل بمدينة العين على إنجاز هذا المشروع بكل احترافية ونجاح، معربين عن فخرهم وامتنانهم العميق لهذا التكريم الذي يعكس روح الامتنان والوفاء لمسيرة إنسانية عظيمة.

قصة بناء المستشفى

عادت قصة المستشفى لتتصدر الاهتمام، عندما روى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته التاريخية للدولة قصة بناء مستشفى كند عام 1960، الذي أسسه الطبيبان بات وماريان كينيدي، وشهد ولادة سموه.

وقال سموه عقب استقباله الرئيس الأمريكي في قصر الوطن: «هناك طبيبان أتيا كمبشرين من الكنيسة في كاليفورنيا اسماهما محفوران في ذاكرة دولة الإمارات، هما بات وماريان كينيدي اللذان جاءا إلى مدينة العين في أواخر الخمسينات وعملا في ظروف صعبة جداً».

ولفت سموه إلى أنه في ذلك الوقت كان يتوفى طفل من بين طفلين، وكانت هناك وفاة من كل أربع أمهات خلال الولادة، وتابع سموه: «أسس الطبيبان الأمريكيان مستشفى الواحة آنذاك الذي لعب دوراً رئيسياً في تاريخ الرعاية الصحية في تاريخ دولة الإمارات، وبعد وصولهما ببضعة أشهر، أنا ولدت في هذا المستشفى».

وأضاف سموه: «وتقديراً لجهودهما في مجتمع الإمارات تم منحهما جائزة أبوظبي في دورتها الأولى عام 2005، كما جرى تغيير اسم المستشفى في عام 2019 إلى مستشفى كند تكريماً لهما وعلى ذلك، واستقبلت بهذه المناسبة عائلتيهما في أبوظبي عرفاناً بما قدماه من خدمات لشعب دولة الإمارات».

أول مركز صحي من نوعه

يرتبط سكان مدينة العين بمستشفى «كند» الذي يعد أول مركز صحي من نوعه في أبوظبي، والذي أكمل عامه الخامس والستين، إذ ظل طوال ستة عقود شاهداً على ذكريات المدينة، وشهد ولادة عشرات الآلاف من أبنائها، وعاصر مراحل مهمة من تاريخ تطور واقعها الصحي الذي يزخر الآن بخدمات طبية عالمية المستوى في جميع مجالات الرعاية، بفضل الدعم المستمر الذي تقدمه القيادة الحكيمة.

وعمل الطبيبان بات وماريان كينيدي في العين حتى عام 1975، تلاهما العديد من الموظفين الذين تركوا إرثاً من التعاطف والرعاية الممتازة، ومنذ تأسيسه، مر المستشفى بعدة مراحل تطويرية بدعم من القيادة الحكيمة، أبرزها عام 2015 بافتتاح المبنى الجديد المجهز بأحدث المعدات والمرافق الطبية، حيث يعالج أطباء الأطفال في المستشفى ما يقرب من 9 آلاف طفل شهرياً في مواسم الذروة في العيادات الخارجية.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. إطلاق اسم «بات وماريان كينيدي» على شارع في العين
  • حاكم عجمان يوجه هيئة الأعمال الخيرية العالمية بتكثيف العمل الإنساني في سوريا
  • عطيفي يتفقد سير العمل بمكتب هيئة الاستثمار بالحديدة
  • الاطلاع على سير العمل بفرع هيئة المواصفات في الحديدة
  • مدير هيئة المواصفات يطلع على سير العمل بفرع الهيئة في الحديدة
  • مأساة طبية: امرأة تدخل للولادة وتخرج مشلولة
  • وقفة مسلحة لقبائل العطاوية بالحديدة دعمًا لفلسطين وإعلانًا للنفير
  • الاطلاع على مواقع إنشاء خزانات تغذية المياه الجوفية في المراوعة بالحديدة
  • بالثوب الأبيض.. طلاب الطب في جامعة الروح القدس يعلنون التزامهم الإنساني والطبي
  • وقفتان مسلحتان في القناوص والزيدية بالحديدة إعلانًا للنفير العام ودعم غزة