أسباب ظهور كيس على المبيض ومخاطره
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
تكيسات المبايض من المشاكل الصحية الشائعة عن الكثير من النساء وتكون تلك التكيسات عبارة عن أكياس مملوءة عادة بالسائل في أحد المبيضين أو على سطحه، وللمرأة مبيضان كل واحد منهما على كل جانب من جانبي الرحم، ويأخذ كل مبيض شكل ثمرة اللوزة وحجمها تقريبًا، وتنمو البويضات وتنضج في المبيض، وتطلق البويضات في الدورات الشهرية خلال سنوات القابلية للإنجاب.
وفي أغلب الأحيان، لا تشعر المرأة إلا بقليل من الانزعاج أو لا تشعر بأي انزعاج على الإطلاق، ولا تسبب تلك التكيسات أي ضرر، وتختفي معظم التكيسات دون علاج في غضون بضعة أشهر، لكن أحيانا يمكن أن تعرض تكيسات المبايض للالتواء أو التمزق، ويمكن أن يسبب ذلك حدوث أعراض خطيرة لحماية صحتك، ويجب إجراء فحوص الحوض بانتظام ومعرفة الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة خطيرة محتملة.
-أعراض التكيسات:
لا تسبب معظم تكيسات المبيض أي أعراض، وتختفي هذه التكيسات من تلقاء نفسها.
في بعض الأحيان قد تسبب ألم متقطع في الحوض وقد تشعر بألم خفيف أو حاد في منطقة أسفل السرة باتجاه جانب واحد.
الشعور بامتلاء أو ضغط أو ثقل في بطنك.
الانتفاخ.
-التوقيت المناسب لزيارة الطبيب:
ألم شديد ومفاجئ في البطن أو الحوض.
ألم مصحوب بالحمى أو القيء.
مؤشرات الصدمة وتشمل برودة الجلد ورطوبته، وسرعة التنفس، بالإضافة إلى الدوخة أو الضعف.
-الأسباب:
تتشكل معظم تكيسات المبيضين نتيجة للدورة الشهرية.
تعرف هذه التكيسات باسم التكيسات الوظيفية.
هناك أنواع أخرى للتكيسات أقل شيوعًا.
التكيسات الوظيفية تنمو في المبيضين كل شهر تكيسات صغيرة تسمى "الجريبات".
تفرز الجريبات هرموني الإستروجين والبروجسترون، وتنفتح لإطلاق بويضة واحدة في وقت التبويض.
يعرف الجريب الشهري الذي يستمر في النمو على أنه تكيس وظيفي وللتكيسات الوظيفية نوعان:
التكيس الجريبي:
تخرج بويضة في منتصف الدورة الشهرية تقريبًا من الجريب الذي يحتويها، ثم تنتقل البويضة إلى قناة فالوب، ويبدأ التكيس الجريبي عندما لا يتمزق الجريب، وهذا يعني أنه لا يطلق البويضة، ويستمر في النمو.
تكيس الجسم الأصفر:
ينكمش الجريب ويبدأ في إنتاج الإستروجين والبروجسترون، بعدما يطلق البويضة التي بداخله، وهذان الهرمونان ضروريان للحمل، وفي هذه المرحلة، يسمى الجريب "الجسم الأصفر"، وأحيانًا تنسد الفتحة التي خرجت منها البويضة، وتتراكم السوائل داخل الجسم الأصفر مسببة تكيس.
ويشار إلى أن التكيسات الوظيفية غير ضارة في العادة، فهي نادرًا ما تسبب الألم، وغالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها في غضون مدة تتراوح بين دورتين وثلاث دورات شهرية.
-التكيسات الأخرى:
التكيس الجلداني:
يسمى هذا التكيس بالورم المسخي، ويتكوّن من خلايا تناسلية تصنع البويضات في المِبيَض (الخلايا الجرثومية)، وقد يحتوي التكيس على أنسجة، مثل الشعر أو الجلد أو الأسنان، ونادرًا ما يكون هذا النوع من التكيّسات سرطانًا.
الأورام الغدية التكيسية:
يتكون هذا النوع من التيكسات من خلايا على سطح المبيض، ويمكن أن يكون التكيس مملوءًا بمادة مائية أو مخاطية، كذلك يمكن أن تنمو الأورام الغدية التكيسية لتصبح كبيرة للغاية.
الورم البطاني الرحمي:
انتباذ بطانة الرحم هي حالة مرضية تسبب نمو خلايا خارج الرحم مشابهة لتلك التي تبطن الرحم من الداخل، ويمكن أن تلتصق بعض الأنسجة بالمِبيَض وتكون تكيسًا، وتسمى هذه الحالة بالورم البطاني الرحمي.
يمكن أن تصبح التكيسات الجلدانية والأورام الغدية التكيسية كبيرة وتحرك المبيض خارج موضعه.
يؤدي هذا إلى زيادة احتمالات حدوث اعوجاج مؤلم في المبيض، ويسمى بالتواء المبيض وقد يؤدي التواء المبيض إلى تقليل تدفق الدم إلى المبيض أو منعه تمامًا.
-عوامل الخطر:
المشكلات الهرموني. تشمل هذه المشكلات أدوية الخصوبة التي تساعد على التبويض، مثل الكلوميفين أو الليتروزول (Femara).
الحمل يظل الجريب الذي تكون أثناء التبويض موجودًا أحيانًا في المبيض خلال فترة الحمل وقد يزداد حجمه في بعض الحالات.
انتباذ بطانة الرحم يمكن أن تلتصق بعض الأنسجة بالمبيض وتكون كيسًا.
العدوى الشديدة في الحوض في حال انتشار العدوى ووصولها إلى الـمبيضين، يمكن أن تسبب تكون التكيسات.
تكيسات المبيض السابقة فإذا كان تكون لديك كيس على المبيض من قبل، فسيزداد احتمال تكون المزيد من الأكياس.
-المضاعفات:
تكيسات المبايض ليست من الحالات الشائعة، ولكن قد تتسبب في حدوث مضاعفات لدى المصابات بها وتشمل تلك المضاعفات ما يلي:
التواء المبيض:
قد يتحرك المبيض من مكانه بسبب التكيسات كبيرة الحجم ويؤدي ذلك إلى زيادة احتمال التعرض لالتواء المبيض المصحوب بألم وفي حالة حدوث ذلك، قد تعانين من ألم مفاجئ وشديد في الحوض وغثيان وقيء كما يمكن أن يؤدي التواء المبيض إلى تقليل تدفق الدم إلى المبيض أو توقفه تمامًا.
تمزق التكيسات ويمكن أن يسبب انفجار التكيس (تمزقه) ألمًا شديدًا ونزيفًا داخل الحوض، وكلما ازداد حجم التكيس، ازداد احتمال تمزقه ويزيد النشاط القوي الذي يؤثر على الحوض، مثل الجنس المهبلي، من خطر التعرض لتمزق التكيس أيضًا.
-الوقاية:
ليست هناك طريقة محددة للوقاية من معظم تكيسات المبيض.
تساعد فحوصات الحوض المتنظمة على التأكد من تشخيص أي تغييرات في المبيضين في وقت مبكر قدر الإمكان. ينبغي كذلك الانتباه لأي تغيرات تطرأ على الدورة الشهرية.
يمكنك تسجيل بأعراض الحيض غير المعتادة، خاصة تلك التي تستمر لأكثر من مجرد بضعة دورات شهرية.
تحدثي مع طبيبك بشأن التغيرات التي تقلقك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرحم فی المبیض ویمکن أن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الريع المسلح: كيف يمكن تفكيك الميليشيات فعلا!؟ 2
في الجزء الأول كان الحديث عن الميليشيات التي تحوّلت إلى بنى راسخة متغلغلة في مفاصل الدولة، تشكّل ما يشبه النظام الموازي القائم على مزيج من العنف والاقتصاد والسلطة.
وقد راج في الخطاب السياسي والإعلامي مصطلح “تفكيك الميليشيات” كحل سحري، لكن المقالات والتحليلات التي تتناول هذا الشعار غالبًا ما تكتفي بوصف المعضلة، دون الغوص في آليات بقائها أو فهم منطق ديمومتها.
تشوش الرؤية… واضطراب الإجراء
ولهذا، فإن أي مقاربة جادة لفهم الظاهرة لا بد أن تنطلق من تحليل “الاقتصاد السياسي للميليشيات” باعتباره البعد الأكثر حسمًا في تفسير استمراريتها وامتناعها عن الزوال.
فالميليشيات الليبية لم تعد عبئا أمنيا على الدولة فقط، بل أصبحت مشروعا اقتصاديا قائمًا بذاته، يدر ارباحاً ضخمة على قادتها وشركائهم في أجهزة الدولة الرسمية، وعلى شبكات أوسع تمتد أذرعها إلى الإقليم والخارج.
إنها ليست مجرد قوة عسكرية، بل باتت تشتغل بمنطق الشركات، وتخوض صراعات النفوذ من أجل حماية استثماراتها، وإعادة توطينها ضمن بنى الدولة نفسها.
وهذا ما يفسّر فشل كل مبادرات التفكيك السابقة، التي تجاهلت أن المطلوب ليس فقط نزع السلاح، بل تفكيك البنى الاقتصادية التي تمنح هذه الكيانات أسباب الحياة.
أول ما يجب فهمه هو أن هذه الميليشيات تعمل ضمن شبكات معقدة من المصالح، تبدأ من القيادات الميدانية، مرورا بموظفين مدنيين ومسؤولين في المؤسسات الرسمية، وصولا إلى رجال أعمال، وسماسرة دوليين، وشركات نقل وموانئ ومصارف.
هناك من يربح من استمرار الفوضى، بل إن بعض هؤلاء الفاعلين باتت مصلحتهم في الإبقاء على الوضع كما هو، لأنهم تحولوا من مستفيدين إلى شركاء في صناعة القرار، بشكل مباشر أو غير مباشر.
اقتصاد الحماية
لا يمكن إذا الحديث عن “حل أمني” دون تفكيك هذه الشبكات التي لا تعمل فقط داخل ليبيا، بل تمتد إلى الخارج عبر التهريب، والمصارف، والتحويلات، والاعتمادات المصرفية، وصفقات السلاح، وغسيل الأموال.
الجانب الآخر يتمثل في ما يمكن تسميته “اقتصاديات الحماية”، وهي آلية قامت بها الميليشيات لتعويض غياب الدولة وتقديم نفسها كبديل عنها.
فبدل أن تكون مجرد جماعات مسلحة تسعى للبقاء، باتت تفرض رسوم حماية على الشركات، وتؤمّن طرق النقل، وتدير الموانئ والمطارات، وتتحكم في توزيع الوقود، وحتى في إصدار التصاريح الرسمية. بل باتت ادارات هذه الشركات نفسها، من هذه القوى المسلحة أو محسوبة عليها مباشرة.
وبذلك تحولت من عنصر عبثي إلى فاعل “منظم”، يتقن منطق السوق ويحسن التفاوض، ويفاوض على نصيبه من الكعكة مع الدولة لا ضدها.
في الواقع، كثير من هذه الميليشيات لم تعد على هامش الدولة، بل أصبحت الدولة نفسها في بعض المناطق، وهذا ما يجعلها أكثر تعقيدًا من مجرد مجموعات مسلحة يمكن تفكيكها بضغطة زر.
أما على مستوى التمويل، فالصورة أكثر خطورة. فالميليشيات اليوم لا تعتمد فقط على الدعم المحلي، بل صارت تمتلك منظومة تمويل متنوعة تشمل عائدات النفط، والتهريب، والجباية غير الرسمية، بل وحتى الاستثمار في القطاعات الشرعية مثل العقارات والتجارة والسياحة.
الاقتصاد…. كلمة السر!!
كما تستخدم أدوات غسيل الأموال لتحويل الأموال القذرة إلى مشاريع نظيفة، مما يعقّد عملية تتبّع الأموال، ويمنحها شرعية زائفة في عيون المجتمع المحلي والدولي.
بل إن بعض الميليشيات تمكّنت من بناء واجهات تجارية محترفة تدير الفنادق وشركات الصرافة والمقاولات، بما يجعل التفريق بين المسلّح والتاجر أمرًا شبه مستحيل.
كل هذه العناصر تؤكد أن استمرار الميليشيات ليس فقط نتيجة لانهيار الدولة، بل لأنه بات بديلا عن الدولة، أو نموذجًا منافسًا لها.
وبالتالي، فإن أي محاولة لمعالجة هذا الوضع يجب أن تبدأ بتفكيك البنية الاقتصادية التي تمنح هذه الكيانات مقومات البقاء.
لا يمكن تفكيك الميليشيا إذا بقيت أرباحها قائمة، وشبكات تمويلها آمنة، وعلاقاتها الاقتصادية محمية. التفكيك يبدأ من الاقتصاد، لا من السلاح، ومن المحاسبة المالية لا من الحسم العسكري.
ومن هنا تأتي أهمية هذا المحور باعتباره الجواب الحقيقي على السؤال الكبير الذي يطرحه المقال: إذا كان تفكيك الميليشيات وهمًا، فما هو البديل؟
البديل هو تفكيك شبكات المصالح التي تقوم عليها هذه الجماعات، واستهداف البنية الاقتصادية التي تمكّنها، وفرض رقابة صارمة على الاعتمادات والتحويلات والأسواق، وتجفيف منابع تمويلها، وربط الإصلاح الأمني بالإصلاح الاقتصادي، لا التعامل معهما كملفين منفصلين.
الاقتصاد السياسي للميليشيات هو المفتاح الذي يمكن أن يحول الخطاب من مجرد صرخة تحذير إلى خريطة طريق حقيقية، تتعامل مع الظاهرة في عمقها، وتفهم أسباب نشأتها وآليات بقائها، وتطرح مسارات عملية لتفكيكها.
فلا حرية بدون أمن، ولا أمن بدون اقتصاد، ولا دولة بدون كسر منظومة الريع المسلح التي تحكم ليبيا من خلف الستار.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.