«خليك رايق».. 3 نصائح للتخلص من التوتر أثناء العمل والحفاظ على صحتك النفسية
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
يواجه الكثيرون يوميًا ضغوطًا وتوترًا نتيجة لمتطلبات العمل المختلفة، ما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، لكن من خلال بعض التعديلات البسيطة في أسلوب الحياة، يمكن تخفيف هذا الضغط بشكل فعال.
في هذا التقرير، نقدم لك مجموعة من النصائح التي تساعدك على التعامل مع توتر العمل بشكل صحي، كما نشرها موقع «Indeed» المتخصص في بيئة العمل.
يمكن أن تعمل العناية الذاتية على تعزيز صحتك العقلية والجسدية، كما يمكنها أن تساعد في تقليل مستويات التوتر وتمنحك الفرصة لأداء المهام لتحقيق أهدافك الشخصية، بينما تتضمن بعض أمثلة ممارسات العناية الذاتية ما يلي:
الذهاب إلى صف اليوجا بعد العمل. التواصل الاجتماعي مع زملاء بعيدًا عن العمل أو الأصدقاء أو أفراد العائلة. الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديك في أثناء العمل. حدد ساعات عملك واسترخ بعدهاالعمل على جدولة ساعات العمل المكتبية يمكن أن تساعدك على تقليل عوامل التشتيت وزيادة الإنتاجية، فيمكنك تنفيذها من خلال تخصيص ساعة أو ساعتين يوميًا للرد على رسائل البريد الإلكتروني، والتواصل مع زملاء العمل وإعادة المكالمات الهاتفية، وبعد الانتهاء من ذلك لا تتطرق لها مرة ثانية، واحصل على وقت كافي لك من أجل الاسترخاء والبعد تمامًا عن كل ما يتعلق بالعمل.
ممارسة التأملات الصباحيةيمكنك تقليل ضغطك أو توترك في العمل، وذلك عبر تخصيص وقت كافي للتأملات الصباحية، ما يعمل على صفاء ذهنك فيساعدك ذلك الأمر على إعادة ضبط تركيزك مجددًا، إذ يمكن أن تعمل تقنيات التأمل الواعي استراتيجيات التي يمكن استخدامها طوال اليوم من شأن تخفيف التوتر قدر الإمكان، لهذا ضع في اعتبارك العمل على وضع حوالي 10 دقائق في الصباح للجلوس وإغلاق عينيك والتركيز على تنفسك، فإذا راودتك أفكار حول العمل أو جوانب أخرى من يومك، فحاول تدوين هذه الأفكار وإعادة تركيز ذهنك على التنفس، كما يمكنك أيضًا ممارسة التأمل الواعي في أثناء فترات الراحة أو في مكان عملك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ضغط العمل التوتر العصبي ساعات العمل
إقرأ أيضاً:
الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع
في قلب الحروب الحديثة، قد تصبح الكلمة أكثر فتكاً من القذيفة. الحرب النفسية، التي كانت تاريخياً أحد أذرع القوى الكبرى، باتت اليوم في متناول الفاعلين غير التقليديين، ليس فقط كوسيلة ردع، بل كأداة لبناء توازنات معنوية وميدانية جديدة.
في هذا السياق، برز اليمن، خلال الأشهر الأخيرة من معركة الإسناد لغزة، كحالة لافتة في تطوير وتوظيف أدوات الحرب النفسية، ليس فقط عبر استنساخ أساليب العدو، بل عبر تنويعها وإعادة تشكيلها ضمن منظومة ردع متكاملة.
من أولى المؤشرات التي لفتت الأنظار في الأداء الإعلامي والعسكري للقوات المسلحة اليمنية كان استخدام أسلوب التحذير المسبق، بطريقة تعكس ما اعتادت إسرائيل فعله مع خصومها.
فبينما كانت تل أبيب ترسل رسائل تحذيرية عبر الناطقين باسم جيشها موجهة إلى سكان مناطق مثل غزة أو جنوب لبنان واليمن، بدأ الأخير بتوجيه تحذيرات مشابهة -شكلاً لا مضموناً- إلى مطارات ومواقع استراتيجية إسرائيلية، مثل مطار بن غوريون.
هذه الصيغة لم تكن مجرد محاكاة بل تمثل نقلة في الخطاب النفسي: تحويل التحذير من أداة تحييد إلى أداة تهديد. بذلك، لا يكون التحذير اليمني عملاً أخلاقياً بقدر ما يكون رسالة صلبة: نحن نملك القدرة على الإيذاء، ونمنحكم وقتاً للتفكير في العواقب.
من أدوات الحرب النفسية الأكثر بروزاً، اللجوء إلى تسمية العمليات العسكرية بأسماء ذات رمزية، كالإصرار اليمني على تسمية المدن والبلدات الفلسطينية بأسمائها الأصلية، لا تلك اليهودية، وهي خطوة تعكس رسالة محمّلة بدلالات دينية وتاريخية وسياسية.
من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن اليمن بما يمتلك من قدرات، إلا أنها ليست كافية -كقدرة نارية واسعة نتيجة البعد الجغرافي- للتأثير الفعلي الكبير على المرافق الحيوية في الكيان، ولذلك، كان استهداف البنية التحتية للملاحة الجوية الاسرائيلية خياراً عمليّاً، وبصاروخ واحد. وبهذا استطاعت صنعاء أن تثبت في وعي الاحتلال ومستوطنيه أن السماء لم تعد آمنة، وأن المعركة اقتربت من العصب الحيوي للكيان. وهنا تتضح القوة النفسية للتسمية: إنها تجعل من كل إعلان عن عملية، تهديداً مركّباً يتغلغل في الإدراك الجمعي للمستوطنين.
يُعد التوقيت في الضربات اليمنية أيضاً جزءاً من تكتيك الحرب النفسية، لا مجرد قرار عسكري. فقد اختارت صنعاء توقيتات دقيقة لتنفيذ ضرباتها، غالباً ما تكون متزامنة مع أحداث إسرائيلية داخلية أو تطورات إقليمية حساسة. في بعض الأحيان، كان التوقيت يحمل رسالة مبطّنة: «نحن نراقب، ونستطيع مفاجأتكم في اللحظة التي تظنون فيها أنكم في أمان».
هذا الاستخدام الذكي للتوقيت لا يسبب فقط أذى ميدانياً، بل يبني حالة من الترقب والقلق الدائم. كل ساعة تمر، هي احتمال لصفعة نفسية جديدة.
بيانات القوات المسلحة اليمنية تطورت خلال الأشهر الأخيرة لتصبح أداة حرب نفسية قائمة بذاتها. اللغة المستخدمة في هذه البيانات واثقة، حادة، تنطوي على تهديد مباشر ومدروس. لم تعد البيانات مجرد إعلانات بل رسائل موجهة لا إلى الداخل اليمني فحسب، بل إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى جمهورها، وإلى محيطها الإقليمي.
يضاف إلى ذلك نشر مشاهد مصورة للعمليات أو لمرحلة ما بعد التنفيذ، كتوثيق استهداف سفن في البحر الأحمر أو لقطات لطائرات مسيّرة في الأجواء. هذه الصور لا تكتفي بالإخبار، بل تبث رسائل ميدانية ذات طابع نفسي صارم: نحن نملك اليد، والعين، والسلاح.
من أكثر التحولات اللافتة في الحرب النفسية اليمنية، الاتجاه نحو مخاطبة الجبهة الداخلية الإسرائيلية مباشرة، أحياناً باستخدام اللغة العبرية أو رموز معروفة في الخطاب الإسرائيلي. هذا النوع من الخطاب يكسر الحاجز النفسي التقليدي بين المقاتل العربي والشارع الإسرائيلي، ويضعه وجهاً لوجه مع خصم يعرفه، ويخاطبه، ويهدده بلغته.
إنها رسائل قصيرة، لكنها موجّهة بدقة: «نحن نراكم»، أو «نحن نعرف مفاتيح التأثير عليكم». وهذا النوع من التواصل يشكل ضغطاً على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي تجد نفسها ملزمة بالرد أمام جمهور بات يشعر أن جبهته الداخلية لم تعد بمنأى عن الخطر.
في معركة الإسناد لغزة، أثبت اليمن أن الحرب النفسية ليست فقط سلاحاً تكميلياً، بل ركيزة استراتيجية في بناء معادلة ردع جديدة. لقد تجاوزت صنعاء مرحلة استنساخ أدوات العدو إلى مرحلة إعادة إنتاج أدوات نفسية متعددة الوظائف: تهدد، وتربك، وتحفّز، وتخترق.
وإذا كان ميزان القوى العسكري ما زال يميل لصالح إسرائيل، فإن المعركة النفسية باتت مفتوحة، وقابلة للتطوير، وبعيدة عن الحسم. في هذا السياق، يمثل اليمن اليوم مختبراً متقدماً في الحرب النفسية السيادية، يعيد تعريف معادلة الصراع في المنطقة.