أقامت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، ندوة بعنوان «صلاح جاهين بين الفن والتاريخ»، وذلك اليوم الثلاثاء، أدارها الشاعر أحمد سويلم، وتحدث فيها المؤرخ الدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة عين شمس، والكاتب الصحفي سيد محمود، والشاعر الدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والفنان أحمد عبد النعيم، رسام الكاريكاتير.

افتتح الندوة الدكتور أشرف قادوس، رئيس الإدارة المركزية للمراكز العلمية، مرحبا بالحضور ومنوها عن اهتمام دار الكتب والوثائق القومية كإحدى مؤسسات وزارة الثقافة بالاحتفاء بصلاح جاهين كأحد رموز الثقافة المصرية.

وتحدث الدكتور مينا رمزي، رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، نيابة عن الدكتور أسامة طلعت رئيس مجلس الإدارة، عن تنوع فروع الإبداع التي ساهم فيها صلاح جاهين شاعرا ورساما وممثلا، مؤكدا أن فكره وفنه باقيان.

ومن جانبه أكد المؤرخ الكبير الدكتور أحمد زكريا الشلق أن صلاح جاهين من الشخصيات التاريخية التي اتسمت بتنوع المواهب وتعدد الإنجازات، وقام بتسجيل جزء مهم من تاريخ مصر الاجتماعي في أوبريت الليلة الكبيرة، وعبرت أعماله الوطنية عن المحطات التاريخية المهمة والحروب المتتالية التي خاضتها مصر.

وتحدث الكاتب الصحفي سيد محمود عن مكانة دار الكتب والوثائق القومية كمنارة فكرية وثقافية ترتبط لديه بذكريات غالية، ثم تحدث عن الرابطة الوجدانية بينه وبين شعر صلاح جاهين.

تأثر صلاح جاهين بشعر فؤاد حداد

وتناول تطور اللغة من الفصحى إلى العامية وأهمية الزجل في النقد الاجتماعي حتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين وظهور شعر التفعيل.

وتأثر صلاح جاهين بشعر فؤاد حداد وجعله يتجه إلى الكتابة بالعامية المصرية مع التجديد الذي حمل توقيع «جاهين»، ولأنه كان رساما تفرد شعره بروعة الصور والسرد الشعري.

ومن جانبه أشار الشاعر مسعود شومان إلى محدودية الاهتمام الأكاديمي بشعر العامية المصري رغم أهميته الشديدة في توثيق التاريخ الاجتماعي، وشعر صلاح جاهين دليل حي على ذلك وهو شاعر حديقة إبداعه ممتد ومتنوع وبهى يطرح أنواع الزهور كافة.

وجاء تجواله منذ الطفولة في ربوع مصر، خاصة في الصعيد وسماعه للمربعات هناك إلى تنوع خبراته الاجتماعية ونفاذه إلى روح الشعب المصري.

وتحدث الفنان أحمد عبد النعيم رسام الكاريكاتير، عن أهمية صلاح جاهين كرسام كاريكاتير وكان رائدا لجيله مع جورج البهجوري، حيث طورا معا مفاهيم الكاريكاتير الاجتماعي والسياسي.

كما تناول جاهين أزمات مثل البطالة وهي أزمة اجتماعية جذورها سياسية، وكان يقدم مشهدا كاملا في الرسمة الواحدة بطريقة السهل الممتنع.

وأقيم على هامش الندوة معرض لمستنسخات من أعمال صلاح جاهين المنشورة في الدوريات وبعض الكتابات التي تناولت أعماله ودوره في تاريخ الفن المصري.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صلاح جاهين فؤاد حداد دار الكتب دار الكتب والوثائق القومية دار الکتب والوثائق القومیة صلاح جاهین

إقرأ أيضاً:

نبؤة أحمد بهاء الدين التي تحققت

في السياسة، كما في التاريخ، هناك لحظات تَشبه النبوءات. لا لأنها تُسجل ما سيحدث حرفياً، بل لأنها ترسم بعمقٍ نادرٍ صورة المستقبل إذا ما اختلَّ ميزانه. ومن بين هذه اللحظات، تظل كلمات الكاتب والمفكر الكبير أحمد بهاء الدين في يناير 1970، ثم بعد وفاة عبد الناصر في أكتوبر من نفس العام، بمثابة النبوءة التي تحققت.

لم يكن أحمد بهاء الدين مديحياً ولا محابياً، لكنه كان قارئاً مدهشاً لخريطة العالم العربي، وقارئاً لوجه التاريخ قبل أن يُكتب. فقد كتب، في ذروة الحصار والحرب النفسية، عن معنى وجود جمال عبد الناصر في المنطقة: الزعيم الذي لم يكن قائداً سياسياً فحسب، بل كان حائط الصد الأخير أمام لعبة الأمم.

الكاتب أحمد بهاء الدين

فقد كان يدرك أن الشرق الأوسط ليس مجرد جغرافيا، بل ساحة تنافس، كل قوة كبرى تُريد رسمه على هواها. وعبد الناصر كان "الحجرة الكؤود" أمام هذا الرسم. لم يسمح للاعبين الدوليين أن يتحكموا بالمنطقة كأنها رقعة شطرنج، ولم يُسلم مفاتيح القرار لمن هم خارج الجغرافيا والتاريخ العربي.

وها نحن بعد نصف قرن، نرى الخرائط الجديدة تُرسم على مهل، بخيوط أمريكية، وأقلام إسرائيلية، وتوقيعات عربية للأسف. نشهد قادةً يلهثون خلف تطبيعٍ مهين، وآخرين يرفعون شعارات وطنية زائفة وهم يفتحون الأبواب خلف الستار للمشاريع الانقسامية. منهم من رقص مع الذئاب، ومنهم من صار ذئبًا على أهله.

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية

نبوءة بهاء الدين كانت واضحة: إذا غابت زعامة تحمل روح الأمة، انفرط العقد، وتحول الوطن إلى قطيعٍ يبحث كل فردٍ منه عن مظلة تحميه، وعن خلاص فردي في مواجهة طوفان التمزق. وهذا ما نراه اليوم، قُطُر بلا تنسيق، صراعات دموية، تطاحن على الحدود، وتحالفات ضد الذات.

في غياب "المركز" غابت الهيبة، وفي غياب "الرمز" تجرأ الضعفاء، وتكاثر المتآمرون.

وما زال السؤال المرير يطرق رؤوسنا كل يوم: ماذا كنا؟ وماذا صرنا؟

عبد الناصر لم يكن معصوماً، ولم يكن فوق النقد.لكنه كان عنواناً للكرامة، وامتداداً لحلم التحرر، وصدى لصوت الشعوب في زمنٍ كان فيه الصمت سيد الموقف. وعندما رحل، رحل معه كثير من الأمل. ما تبقى من أثره لم يكن نظاماً، بل فكرة. الفكرة التي قاومت الانهيار زمناً، قبل أن يغدر بها الأقربون قبل الغرباء.

ولعل في نبوءة أحمد بهاء الدين اليوم، دعوة للعودة إلى الجذر، إلى الفكرة، لا إلى الأصنام.

أما الذين كلما كتب كاتب عن عبد الناصر أو دافع عن المشروع الوطني، وسموه فوراً "ناصرياً"، فهم لم يقرأوا كتاب أستاذنا الشهيد العالم جمال حمدان، الذي أدرك أن الكلمة لا تُختزل في التصنيف، وأن "الناصرية" إن وُجدت، فهي مشروع سياسي - حضاري له ما له وعليه ما عليه، لا حكمٌ مطلق ولا هتاف أجوف. مشروع يُقيمه المؤرخون لا هواة القطيع ولا تجار الرجعية.

الكاتب لا ينقّب في قبور الأموات، ولا يُصدر صكوك غفران، ولا يحكم على بشر من أهل الجنة أو الجحيم. الكاتب لا يكتب للـ"لايكات"، ولا يرتدي عباءة الوعظ الزائف. بل يكتب لأنه وجد موقفاً أخلاقياً لا يُمكن السكوت عنه.

يكفي جمال عبد الناصر شرفاً أنه مات في القمة العربية في أيلول الأسود، وهو يحاول حقن الدم العربي في عمّان.

فيا من تنتقد عبد الناصر اليوم، ما الذي فعلته لأطفال غزة؟ ما الذي فعلته حين ذُبح الحلم؟ هل تجرأت على ذئب، أم صرخت على جثة؟!

ليتك كنت ناقداً حقيقياً، لا متفرجاً على مأساة.. .، ، ، !!

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية.. ، !!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى: نأمل بكل صدق ألا تُعرقل هذه القوافل من الجهة الخارجة عن القانون التي تسعى لتوظيف معاناة أهلنا لأهدافها الانعزالية
  • دورة متخصصة في متابعة وتلخيص الكتب القيّمة والحساسة
  • متحدث الكهرباء: لأول مرة الشبكة القومية للكهرباء اتحملت بكفاءة 39 ألف ميجا وات
  • الدكتور أحمد صادق مديراً لمديرية الشئون الصحية بقنا
  • أحمد ماهر: كنت محظوظ بالعمل وسط عمالقة الفن المصري
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • تكليف الدكتور أحمد صادق مديرًا لمديرية الشؤون الصحية بقنا
  • رئيس جامعة حلوان: استكمال التحول الرقمي للوصول نحو الإدارة الذكية
  • أحمد السقا: لا صراع أجيال في الفن وابني ليس نسخة مني
  • نبؤة أحمد بهاء الدين التي تحققت