مضمار ميدان.. مركز عالمي للإشعاع الحضاري في سباقات الخيل
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
يجسد مضمار "ميدان" بعد نحو 15 عاماً من افتتاحه رسمياً في 2010، مكانة دولة الإمارات وإمارة دبي في استضافة وتنظيم أفضل سباقات الخيول في العالم، نظراً لمرافقه ومنشآته العصرية، واستقطاب آلاف الزوار من عشاق سباقات الخيول العربية والمهجنة الأصيلة، ويشكل تنوعاً من التاريخ والثقافة والحداثة والإشعاع الحضاري.
يعد كأس دبي العالمي علامة فارقة في مضمار ميدان، بما يمثله من حدث تاريخي يجذب الانظار إلى دبي، إذ يجمع أشهر الملاك ونخبة الفرسان وأقوى الخيول، للتنافس في أجواء استثنائية تمثل محوراً مهماً ومؤشراً كبيراً على ريادة دولة الإمارات في الفروسية، وتنظيم السباقات العالمية.
وتعد المنصة تحفة معمارية فخمة لا تقارن بأي مثيل لها في مضامير السباقات العالمية للخيول.
وفضلاً عن المدرجات التي تتسع لأكثر من 60 ألف متفرج فإن ميدان يضم فندقاً من فئة الخمس نجوم، وملعباً للجولف، ومركزاً للأعمال، والمؤتمرات، ما يضيف بعداً اقتصادياً مهماً في تعزيز مكانة الإمارات ودبي على الخارطة العالمية.
ويشهد المضمار في الموسم الحالي تنظيم 17 أمسية من السباقات، وفق البرنامَج المقرر من هيئة الإمارات لسباق الخيل، يتصدرها أمسية كأس دبي العالمي، والعديد من المنافسات الكرنفالية المحلية بمشاركة أقوى الخيول العالمية.
ويطبق مسؤولو نادي دبي لسباق الخيل أفضل الممارسات العالمية، وأحدث الأساليب التكنولوجية المبتكرة في إدارة السباقات وتنظيمها في مضمار ميدان، بما يعكس القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الصرح الذي يتصدر بمحتوياته ومرافقه وجودة منشآته اهتمام وسائل الإعلام العالمية.
وأكد مدير عام هيئة الإمارات لسباق الخيل، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لسباقات الخيل المهندس محمد سعيد الشحي، أن مضمار ميدان، وبفضل الرؤية الاستراتيجية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، تحول إلى معلم حضاري، وإرث مستدام، ومنصة عالمية لتنظيم السباقات.
وقال الشحي إن الجهود الكبيرة والمتابعة والاهتمام من الشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل، والقائمين على مضمار "ميدان" لها أثر ملموس في ترسيخ مكانته العالمية، وإبراز دوره المحوري في تنظيم واستضافة أكبر الفعاليات الرياضية وأكثرها أهمية على مستوى العالم.
وذكر أن مضمار ميدان يمثل بمنشآته ومرافقه وتجهيزاته مفهوماً جديداً في الريادة والابتكار والعبقرية في إرساء أفضل المعايير التي تعزز ريادة دولة الإمارات العالمية في سباقات الخيول، ونجاحها في اجتذاب أفضل الخيول والفرسان والملاك من جميع العالم.
وأوضح المدير التنفيذي عضو مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل علي آل علي، أن ميدان يمثل بشموخه وتطوره آفاق الحداثة دعماً لرياضة الخيول عالمياً، والارتقاء بها المستويات متطورة، وحظي منذ افتتاحه في 2010 باهتمام عالمي كبير، جعله وجهة الفرسان والخيول والملاك من جميع أنحاء العالم.
وقال إن نادي دبي لسباق الخيل بتوجيهات ومتابعة الشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل، يسهم في تعزيز مكانة دبي على الخارطة الدولية في سباقات الخيول العالمية، ويرسخ قدرتها على إبراز دورها التاريخي في تنظيم واستضافة الفعاليات والكرنفالات لاسيما كأس دبي العالمي الذي يعد من أبرز وأهم الأحداث العالمية بما حققه من نجاحات على مدار تاريخه منذ انطلاقته الأولى في عام 1996.
وأشار عضو مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل خليفة بن عبود الفلاسي، إلى أن مضمار ميدان يعد منصة عالمية لاستضافة وتنظيم الفعاليات والسباقات، بفضل بنيته التحتية الحديثة، ومرافقه المتطورة وفق أفضل المعايير، بالإضافة إلى قدراته المميزة التي تصنفه ضمن أضخم المضامير الخاصة بالسباقات حول العالم.
ونوه إلى أن المضمار يمثل ملتقى لاستضافة المنتديات العالمية، بمشاركة الملاك والمنتجين والموردين الدوليين وصناع الخيل حول العالم، والترويج للابتكارات لتحقيق استدامة النمو واستشراف مستقبل الخيل، ومواصلة التطور والأهمية الكبيرة لمثل هذه اللقاءات للارتقاء بصناعة الخيل، حيث يسعى فريق عمل نادي دبي لسباق الخيل دائماً إلى تعزيز دور دبي الراسخ في دعم التطور الرياضي في الفروسية، وتأكيد مكانتها العالمية في خارطة سباقات الخيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية كأس دبي العالمي كأس دبي العالمي سباقات الخیول مضمار میدان
إقرأ أيضاً:
المقاومة.. الأفق الحضاري في مواجهة القُطرية
في زمن الانقسام والارتهان، يتكرر الحديث عن جدوى المشاريع القُطرية الكبرى في العالم الإسلامي والعربي، مثل تلك التي تشهدها دول كتركيا ومصر وإيران، حيث يروج البعض لهذه المشاريع باعتبارها الأمل المتاح في ظل إكراهات الواقع، ويعللون دعمهم لها بأنها قادرة، حين تقوى، على أن تصبح رافعة للإقليم بأكمله، خاصة في ظل عجز الأقطار الصغيرة وضعفها، والتي غالبا ما تُستخدم كأدوات هدم أو توابع تخضع لهيمنة القوى الكبرى. لكن هذا التفاؤل يصطدم بجدار من الحقائق السياسية والتاريخية العميقة التي تؤكد أن هذه المشاريع، مهما بلغت من تطور، تظل أسيرة لعقلية القُطر والحدود السياسية المصطنعة، ولا تتحرر من رواسب الاستعمار الذي قسّم الأمة إلى وحدات وظيفية تقوم بأدوار محددة.
فالمشروع التركي رغم تبنيه لخطاب إسلامي ظاهري، إلا أنه في جوهره قومي يخدم المصلحة التركية أولا، وكذلك المشروع الإيراني الذي يتحرك ضمن أفق قومي شيعي واضح، أما المشروع المصري فظل رهين نزعة قُطرية تتضخم على حساب غيرها من الأقطار. ومن هنا يظهر أن منطق دعم هذه المشاريع باعتبارها الوسيلة الوحيدة المتاحة، يتجاهل أن النظام الدولي القائم لا يسمح لتلك القوى بأن تتجاوز سقفا معينا، إذ يتم دعمها مرحليا لاستخدامها في ضرب قوى أخرى، ثم تُكبح حين تحاول الخروج عن الدور المرسوم لها، وهو ما حدث مع العراق سابقا، ومع إيران وتركيا ومصر في محطات متعددة.
هذا الواقع لا ينبع فقط من طبيعة النظام الدولي، بل أيضا من ضعف حضاري داخلي، وفقدان لمشروع جامع يتجاوز القُطرية، إذ إن التيارات الإسلامية نفسها انزلقت في مستنقع التحيز لقطر على حساب قُطر آخر، وبدل أن تكون قوة توحيد وبعث حضاري، صارت أداة في لعبة المحاور الإقليمية، تُستخدم وتُستنزف وتُعاد صياغتها بحسب متطلبات النظام الذي تعمل تحته.
وقد يقال إن غلبة إحدى القوى الكبرى في الأمة ليس بالضرورة أمرا سلبيا، بل كان في عصور ماضية مدخلا لحماية الإقليم وضمان استقراره، كما حدث في فترات الدولة العثمانية، أو حتى المماليك، حيث كانت غلبة دولة مركزية قوية تؤدي إلى نوع من الوحدة السياسية والعسكرية التي تحفظ الأمة وتحمي حدودها، وكانت تلك القوى، رغم ما فيها من خلل، تعتبر نفسها مسؤولة عن كامل الجغرافيا الإسلامية، وكان في قدرتها أن تتدخل لحماية الشعوب الضعيفة وصد العدوان عنها، لكن ذلك كان قبل الانقلاب الحضاري الكبير الذي قلب موازين القوة عالميا، وهيّأ لهيمنة الغرب الحديثة، ومعه تسرب الفكر القُطري إلى بنية الوعي العام في الأمة، بحيث باتت كل دولة ترى نفسها كيانا منفصلا، له مصالحه وهويته الخاصة، بل ويعاد تعريف الإسلام نفسه داخل هذه الأطر الضيقة.
وفي هذا السياق يبدو أن المقاومة، بوصفها مشروعا شعبيا تحرريا جامعا، هي البديل الحقيقي لكل المشاريع القومية والقُطرية، فهي وحدها القادرة على تجاوز حدود سايكس بيكو، وعلى إعادة الاعتبار للأمة كوحدة حضارية، لا كمجموعة دول متفرقة. فالمقاومة ليست مجرد فعل عسكري، بل منظومة متكاملة من القيم والوعي والتعبئة الشعبية، تنهض بالأفراد وتوحد الشعوب وتعيد تشكيل الانتماء على أساس جامع يتجاوز الجغرافيا والسياسة الضيقة، وهي التي تربك العدو وتُرهق المحتل، وتفتح الباب لإبداع نابع من الأرض والناس والحق، لا من الأنظمة والصفقات والتفاهمات المرحلية. بل إن المقاومة في عمقها الأصيل، كما يبيّن طه عبد الرحمن في كتابه "ثغور المرابطة، ليست موقفا سياسيا فحسب، بل مقام روحي، تُربى فيه النفس على العبودية الحقة، وتُختبر فيه الإرادة على مقام الصبر والتوكل، حيث تتحول المواجهة إلى نوع من المجاهدة، ويصبح الثغر الذي يُرابط عليه المقاوم ليس مجرد ساحة قتال، بل ساحة تزكية وتطهر، يتجدد فيها المعنى، ويُستعاد فيها الإنسان من بين أنقاض التشييء والارتهان.
فالمقاومة ليست مشروع قوة فقط، بل مشروع إحياء، ولا يمكن أن تستقيم ما لم تتصل بالغيب وتتشبّع بالأخلاق، إذ بدون هذا البعد، تتحول إلى رد فعل غريزي سرعان ما يُستهلك، بينما حين تُصبح مرابطة على الثغور بمعناها الوجودي، تصير فعلا دائما يعيد تشكيل الزمن ويُنبِت المعنى في أرضٍ جُرفت منها الروح.
والمقاومة، بخلاف المشاريع الأخرى، لا ترتبط بدولة أو نظام، بل هي وعي شعبي متجذر، لا يُخترق بسهولة، ولا يُستبدل حين تتغير التحالفات، بل يُراكم وعيه ويصنع واقعه بإرادته، ولهذا فإن القوى الكبرى تخشاه وتحاول ضربه أو تشويهه لأنه يعجزها عن السيطرة عليه.
ومن هنا فإن المقاومة هي خيار المستقبل، لأنها المشروع الوحيد الذي يجمع بين القيم والتحرر، بين الدين والكرامة، بين الوعي والقوة، في حين أن كل المشاريع القومية أو القُطرية أثبتت أنها تظل محدودة، بل وخادمة لغيرها في كثير من الأحيان، وربما تتحول إلى أدوات تُستخدم ضد الأمة نفسها.
لذا فإن الرهان الحقيقي لا يكون على حدود رسمها المستعمر، ولا على أنظمة ترعى مصالحه، بل على شعوب قادرة على قلب الطاولة حين تدرك أن المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل مشروع حياة شامل يعيد تشكيل الواقع ويعيد للأمة دورها ومكانتها بين الأمم.