ماذا يعني انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان؟
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
في 4 شباط/ فبراير 2025، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في فترته الرئاسية الثانية، أمرا تنفيذيا بقطع أي تعاون مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مشيرا إلى "انحياز مزمن ضد إسرائيل" وفشل المجلس في معالجة انتهاكات حقوق الإنسان بشكل عادل. هذا القرار، الذي جاء بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعكس عودة إلى سياسة "أمريكا أولا"، رافضا المؤسسات الدولية التي لا تتماشى مع المصالح الأمريكية أو حلفائها.
أهمية مجلس حقوق الإنسان:
إن المجلس، الذي تأسس عام 2006 بقرار الجمعية العامة 60/251، يضم 47 دولة منتخبة ويعمل كمنصة أممية لتعزيز حقوق الإنسان عبر مراقبة الانتهاكات، ومناقشة قضايا مثل حرية التعبير وحقوق اللاجئين وقضايا حقوقية أخرى، وتقديم توصيات كأداة رئيسية للضغط على الدول للامتثال للمعايير الدولية، موفرا حوارا بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية.
لكن من الواضح أن فعالية المجلس تثير جدلا واسعا بسبب طبيعته غير الملزمة قانونيا واعتماده على الإرادة السياسية بدلا من الإلزام، إذ يقتصر دوره على "تقديم المشورة" دون سلطة تنفيذية. فعلى سبيل المثال، دعا قرار المجلس (A/HRC/RES/46/1، 2021) إسرائيل لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كانتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة (المادة 49)، لكن إسرائيل رفضته ووصفت المجلس بـ"التحيز" دون تبعات. كذلك، وثّق تحقيق أحداث غزة في 2014 (A/HRC/29/52) انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي، مما أنتج ضغطا دوليا رمزيا لم يغير السياسات الإسرائيلية.
تكشف ردود الفعل هذه عن انقسام عالمي حاد، حيث عبرت الأمم المتحدة وأوروبا عن قلقهما من تداعياته على النظام الحقوقي الدولي، بينما رحبت الصين وروسيا وإسرائيل بالخطوة لأسباب تتعلق بنفوذهما داخل المجلس. المواقف العربية تباينت بين رفض مباشر من الأردن وفلسطين، وتحفظ حذر من مصر والسعودية، ما يعكس الحسابات السياسية لكل طرف. في المقابل، حذرت المنظمات الحقوقية من أن الانسحاب قد يشجع دولا أخرى على تقليص التزاماتها
قانونيا، لا تُعادل توصيات المجلس الالتزامات الملزمة في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)، لكنها تكمله كأداة رقابية. إجمالا، يساعد المجلس على احترام حقوق الإنسان بقدر ما تسمح ديناميكيات القوة الدولية، لكنه يظل محدودا بدون عقوبات فعلية، مما يجعل تعاون الدول الكبرى حاسما، وانسحاب دولة كالولايات المتحدة حدثا مؤثرا.
انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان: انقسامات دولية وردود فعل متباينة
كشف خروج الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان عن انقسامات حادة في المشهد الدولي، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أسفه في بيان رسمي، مشددا على أهمية الدور الأمريكي في تعزيز حقوق الإنسان، ومحذرا من أن الانسحاب قد يؤدي إلى تراجع التقدم الدولي في مواجهة الأزمات العالمية، مثل تغير المناخ والصراعات المسلحة. كما ذكّر بموقفه في 2018 عندما وصف المجلس بأنه "هيكل حيوي" لحماية الحقوق الأساسية.
ومن جهته، أكد رئيس مجلس حقوق الإنسان، فيديريكو فيليغاس، استمرار المجلس كمنصة رئيسية للدفاع عن القضايا الحقوقية، ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي للحفاظ على مصداقية المجلس، مستندا إلى تصريحات سابقة لـفويسلاف سوك في 2018 حول أن المجلس يبقى "المكان الأمثل" لمعالجة انتهاكات الحقوق، رغم الإقرار بتحديات متزايدة مثل تنامي نفوذ الصين في المجلس بعد الانسحاب الأمريكي.
تباينت ردود الفعل العربية، حيث أعربت مصر عن قلقها إزاء تأثير الانفصال عن المجلس على قضايا حساسة مثل فلسطين، لكنها حافظت على نهج حذر نظرا لاعتمادها السياسي والعسكري على الولايات المتحدة، بينما وصف الأردن القرار بـ"ضربة للقضية الفلسطينية"، وفق ما أعلنه وزير الخارجية أيمن الصفدي، مشيرا إلى أن الانسحاب يضعف آليات محاسبة الاحتلال الإسرائيلي. أما السعودية فاتخذت موقفا حياديا، داعية إلى "إصلاح المجلس"، في إشارة ضمنية إلى تحفظاتها القديمة حول تسييس بعض قراراته، فيما نددت فلسطين بالقرار، معتبرة أنه "تخلٍ عن الضحايا"، مستندة إلى القرار الأممي (A/HRC/RES/46/1) الذي يعترف بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، في حين أعربت جامعة الدول العربية عن أسفها للقرار، داعية إلى تعزيز دور المجلس لمواجهة التحديات الحقوقية في المنطقة والعالم.
وعلى الصعيد الدولي، عبرت ألمانيا عن أسفها العميق، محذرة من أن الانسحاب سيفتح المجال أمام تزايد نفوذ الصين وروسيا داخل المجلس، مما قد يؤدي إلى إضعاف التركيز على قضايا الحريات الأساسية والديمقراطية، بينما رحبت الصين ضمنيا يوم بالقرار، حيث صرّحت وزارة خارجيتها بأن الانسحاب سيسمح بـ"عمل أكثر فعالية دون تدخلات أحادية". من جانبها، دعمت إسرائيل القرار وأعلنت انسحابها أيضا من المجلس، حيث وصف جدعون ساعر المجلس بـ"المنحاز ضد إسرائيل". أما منظمة هيومن رايتس ووتش فحذرت من أن الانسحاب الأمريكي قد يشجع دولا أخرى على تقليص التزاماتها الحقوقية، خاصة في قضايا مثل فلسطين.
روسيا رحبت ضمنيا بالانسحاب الأمريكي، إذ أشارت موسكو إلى أن ذلك "يُقلل التدخل الأحادي"، مما يتماشى مع موقفها ضد هيمنة الغرب في المجلس، بينما اكتفت الهند بموقف حذر، داعية إلى "إصلاح شامل" دون إدانة مباشرة، مع تركيزها على دورها كوسيط في الجنوب العالمي.
سيناريو محتمل هو أن تستغل روسيا والصين الفراغ لتعزيز نفوذهما، ربما بتمويل مشروط يُركز على قضايا مثل "الحق في التنمية" (A/HRC/RES/37/23)، بينما قد تقود الهند تحالفا مع دول أفريقية لدعم المجلس، لكن بموارد محدودة (0.8 في المئة من الميزانية)، مما قد يُبطئ الاستجابة للأزمات الدولية.
تكشف ردود الفعل هذه عن انقسام عالمي حاد، حيث عبرت الأمم المتحدة وأوروبا عن قلقهما من تداعياته على النظام الحقوقي الدولي، بينما رحبت الصين وروسيا وإسرائيل بالخطوة لأسباب تتعلق بنفوذهما داخل المجلس. المواقف العربية تباينت بين رفض مباشر من الأردن وفلسطين، وتحفظ حذر من مصر والسعودية، ما يعكس الحسابات السياسية لكل طرف. في المقابل، حذرت المنظمات الحقوقية من أن الانسحاب قد يشجع دولا أخرى على تقليص التزاماتها الحقوقية، مما يضعف آليات المساءلة الدولية.
قطع التمويل يهدد موارد مجلس حقوق الإنسان:
تعتبر الولايات المتحدة، أكبر مساهم في ميزانية الأمم المتحدة، تقدم نحو 22 في المئة من الميزانية الأساسية للمنظمة (حوالي 3.4 مليار دولار سنويا في 2022) و27 في المئة من ميزانية عمليات حفظ السلام (تقارب 6.5 مليار دولار)، وفقا لتقارير الأمم المتحدة. بالنسبة لمجلس حقوق الإنسان، لا تُخصص له ميزانية مستقلة كبيرة، لكن موارده تعتمد على الميزانية العامة التي تشكل الولايات المتحدة جزءا رئيسا منها، إلى جانب تكاليف البرامج المرتبطة مثل الأونروا، التي تلقت 343 مليون دولار من الولايات المتحدة في 2022 قبل توقف التمويل.
والأمر التنفيذي الذي وقّعه ترامب في 4 شباط/ فبراير 2025 يوقف التمويل المباشر وغير المباشر للمجلس والأونروا، مما يهدد بتقليص الموارد المتاحة لعمليات مثل التحقيقات الميدانية ودعم المقررين الخاصين بنسبة قد تصل إلى 20-30 في المئة من إجمالي ميزانية المجلس المعتمدة على الدعم الغربي. هذا التخفيض يضع ضغطا كبيرا على الدول الأوروبية، مثل ألمانيا والسويد، لتعويض النقص، أو قد يتيح لدول مثل الصين وروسيا فرصة زيادة نفوذها عبر توجيه التمويل وفق أجنداتها، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
الآثار القانونية والسياسية
ابتعاد الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان، بقرار ترامب الثاني، يحمل آثارا قانونية وسياسية عميقة تهدد النظام الحقوقي العالمي
إن ابتعاد الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان، بقرار ترامب الثاني، يحمل آثارا قانونية وسياسية عميقة تهدد النظام الحقوقي العالمي. قانونيا، لا يُلغي التزاماتها في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (ICCPR) لحماية الحريات (المادتان 19 و21) أو اتفاقية جنيف الرابعة (1949) بشأن المدنيين، لكنه يُقوّض دورها في صياغة قرارات مثل إدانة إسرائيل بالأراضي المحتلة (A/HRC/RES/46/1) 2021 أو دعم تحقيقات كميانمار (A/HRC/RES/34/22) 2017 التي وثّقت جرائم ضد الإنسانية، مُضعفا آليات الرقابة الدولية رغم رفضها اختصاص المحكمة الجنائية الدولية (ICC).
سياسيا، تعكس "عقيدة ترامب" تفضيل العمل الأحادي أو تحالفات محدودة كالناتو وإسرائيل على المؤسسات متعددة الأطراف، مُفاقما التوترات مع حلفاء كفرنسا وألمانيا (اللتين دعتا للإصلاح في 2018)، ومُعقدا التعاون في مكافحة الإرهاب عبر "الائتلاف ضد داعش" أو دعم الأونروا للاجئين. هذا يُقلّص الضغط على المُنتهكين، خاصة مع صعود الصين وروسيا -اللتين عرقلتا قرارات غب سوريا (2011-2025) للهيمنة على المجلس بدعم قرارات تُبرر القمع كـ"الحق في التنمية" (A/HRC/RES/37/23) 2018، مُهددا مصداقيته كمنصة عالمية ومُشجعا دولا على التخلي عن التزاماتها منذ الإعلان العالمي (1948)
فبدون ثقل الولايات المتحدة (22 في المئة من ميزانية الأمم المتحدة)، تتراجع فعالية الاستعراض الدوري الشامل (UPR)، تاركة ضحايا كالروهينغا والفلسطينيين بلا صوت قوي. العالم قد يستجيب بقيادة أوروبية (ألمانيا 6.1 في المئة، فرنسا 4.4 في المئة من الميزانية) لسد الفراغ كما في أوكرانيا (2022)، أو تحالفات جنوبية (الهند 0.8 في المئة) لاستقلالية المجلس، أو إصلاحات تُقلّص عضوية المُنتهكين، لكن الانقسامات قد تُحيله إلى منصة رمزية ما لم تُوجد إرادة جماعية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب حقوق الإنسان الأمم المتحدة التمويل امريكا الأمم المتحدة حقوق الإنسان تمويل ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان النظام الحقوقی من أن الانسحاب الأمم المتحدة الصین وروسیا
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مراحل انسحاب إسرائيل من غزة وفق خطوط خريطة ترامب الثلاثة.. تعرّف عليها
بحسب مكتب رئيس الوزراء، فإن الجيش “لن يعود إلى المناطق التي انسحب منها” ما دامت حماس تنفّذ الاتفاق بالكامل. اعلان
بدأت القوات الإسرائيلية، الجمعة، تنفيذ المرحلة الأولى من انسحابها من قطاع غزة، تماشيًا مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، والتي تنص على وقف فوري لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية.
وبحسب وثيقة نشرتها هيئة البث الإسرائيلية، تنتهي الحرب فور موافقة الحكومة الإسرائيلية، ويُعلّق الجيش كافة العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي وعمليات الاستهداف.
كما يبدأ إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة بالكامل وفقًا لما هو محدد في المقترح، وبما يتوافق على الأقل مع اتفاق 19 يناير/كانون الثاني.
الانسحاب الأولي: بدء التنفيذ خلال 24 ساعةأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش سينهي انسحابه إلى المواقع المتفق عليها خلال “24 ساعة” من موافقة الحكومة. وتشير الوثيقة إلى أن هذه المواقع تتوافق مع المنطقة المظللة باللون "الأصفر" في خريطة نشرها ترامب في 4 أكتوبر/تشرين الأول، والتي أطلق عليها مسؤولوه لاحقًا تسمية "الخط الأصفر".
ووفق تقارير إعلامية، فإن هذه المنطقة تغطي نحو "155 كيلومترًا مربعًا" (60 ميلًا مربعًا)، ما يعني أن "210 كيلومترات مربعة” (81 ميلًا مربعًا)، أي "58% من مساحة غزة"، ستظل تحت السيطرة الإسرائيلية بعد اكتمال هذه المرحلة.
من جهتها، أشارت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان، إلى أن جيش الدفاع (IDF) سيحتفظ بالسيطرة على "نحو 53%" من القطاع، وهو تقدير يتماشى مع التحليلات المستقلة.
وبحسب مكتب رئيس الوزراء، فإن الجيش “لن يعود إلى المناطق التي انسحب منها” ما دامت حماس تنفّذ الاتفاق بالكامل.
Related ترامب يعلن عزمه التوجه للشرق الأوسط: أنهينا حرب غزة وسيتم الإفراج عن الرهائن الاثنين أو الثلاثاءأمريكا تُرسل 200 جندي إلى إسرائيل.. ما الهدف؟اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ.. الدفاع المدني يفيد بانسحاب آليات الجيش الإسرائيلي الوجود العسكري الإسرائيلي بعد الانسحاب: أين سيبقى الجيش؟رغم بدء الانسحاب، ستواصل القوات الإسرائيلية الانتشار في مناطق حيوية شملها التقدم العسكري خلال الأشهر الماضية، ومن بينها:
- "بيت لاهيا" و"بيت حانون" في الشمال
- أجزاء من أحياء "الشجاعية" و"التفاح" و"الزيتون" في مدينة غزة
- أكثر من نصف محافظة "خان يونس"
- ما يقارب كامل محافظة "رفح"
كما ستستمر إسرائيل في السيطرة على "جميع المعابر الحدودية"، بما في ذلك "معبر رفح" مع مصر.
في جنوب القطاع، يشير تحليل بي بي سي إلى أن حدود الانسحاب تتبع تقسيمات عسكرية قائمة منذ وقت سابق من العام، أبرزها:
- ممر موراج، الفاصل بين رفح وخان يونس
-محور ماجين عوز، الذي يقطع خان يونس من الشرق إلى الغرب
وهذا يعني أن الانسحاب في الجنوب سيكون “محدودًا جدًّا”، إذ إن هذه الممرات تمثّل بالفعل خطوط السيطرة الحالية.
وفي وسط غزة، سيحتفظ الجيش بحوالي “ثلث ممر نتساريم” — الطريق الذي أنشأته إسرائيل في أوائل 2024 لفصل الشمال عن الجنوب — إضافة إلى “معظم الحي الشرقي من الشجاعية”.
خطة الثلاث مراحل: من الخط الأصفر إلى المنطقة العازلةالخطة التي أعلن عنها ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 سبتمبر/أيلول — ووضعت دون مشاركة فلسطينية — تنص على انسحاب تدريجي على ثلاث مراحل، يُميّز كل منها بلون في الخريطة المرفقة:
- المرحلة الأولى (الخط الأصفر): وقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب الجيش إلى المواقع المتفق عليها، مقابل إطلاق حماس جميع الرهائن المتبقين، أحياءً وأمواتًا.
- المرحلة الثانية (الخط الأحمر): نشر "قوة دولية لتحقيق الاستقرار" (ISF) لمراقبة الأمن، بينما ينسحب الجيش الإسرائيلي أكثر، ليقلّ وجوده المباشر في غزة.
- المرحلة الثالثة (منطقة عازلة أمنية): انسحاب نهائي إلى منطقة حدودية محددة، مع انتقال مسؤوليات الحوكمة إلى هيئة إدارية دولية خلال فترة انتقالية.
إجراءات ما بعد الانسحاب الأوليبمجرد اكتمال انسحاب الجيش، تبدأ حماس التحقيق في وضع الرهائن وجمع المعلومات المتعلقة بهم، على أن تقدّم نتائجها عبر آلية تبادل معلومات متفق عليها. وفي المقابل، ستقدّم إسرائيل معلومات عن السجناء والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة.
ومن المقرر أن تُطلق حماس، بحلول يوم الأحد أو الاثنين، سراح "نحو 20 رهينة على قيد الحياة"، إضافة إلى "جثث نحو 25 آخرين". وفي المقابل، ستُفرج إسرائيل عن "نحو 2000 فلسطيني" محتجزين في سجونها.
تحركات ميدانية واسعة على الأرضأفاد موقع "وَلا" العبري، الجمعة، عن مصادر عسكرية إسرائيلية، أن القوات "بدأت فعليًّا الانسحاب من مدينة غزة ومخيم الشاطئ" باتجاه المواقع المحددة في المرحلة الأولى.
ولفتت المصادر إلى أن المسار "معقد وحساس"، وأن الجيش "لا يريد المخاطرة" بأرواح جنوده.
وأشارت إلى أن القوات ستنتشر في "نقاط سيطرة محددة" لضمان حمايتها، موضحة أن الجيش "نفّذ إطلاق نار صباح الجمعة" بعد رصد حركة مشبوهة، كإجراء وقائي.
كما أكدت المصادر أن الجيش “قلّص عدد القوات المشاركة” في العمليات، وبدأ سحب وحدات قتالية رئيسية، من بينها "وحدات من لواء غولاني". من جهتها، ذكرت “إذاعة الجيش الإسرائيلي” أن الوحدات "تستكمل قريبًا الانسحاب إلى الخط المتفق عليه".
وكان الجيش قد أعلن، الخميس، أنه "بدأ الاستعدادات العملياتية" لتطبيق الاتفاق، ويعمل على وضع "بروتوكول قتالي للانتقال إلى خطوط انتشار معدلة"، مشددًا على أنه “ما زال منتشراً في القطاع حتى اللحظة”.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة