نايلة دي فريج: فكَّرنا في أبنائنا ونحن نكتب تاريخ لبنان المصوَّر
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
صدرت مؤخراً طبعة جديدة مزيدة من كتاب "تاريخ لبنان المصوَّر"، للكاتبتين نايلة دي فريج وماريا سعد، بمصاحبة رسوم الفنان فضل الله داغر. يسرد الكتاب تاريخ لبنان بالصورة، ويصطحب القارئ في رحلة تاريخية ابتداء من العصر الحجري، مروراً بنشأة لبنان الكبير، وما تلاها من أحداث كبرى، وصولاً إلى الألفية الجديدة، وبالتحديد عام 2088.
وفي إجابتها على سؤال "عمان" عن سبب توقفهما في سرد الأحداث داخل الكتاب عند هذا العام بالذات، قالت نايلة دي فريج: "لا يمكننا الاقتراب أكثر، لأننا نعتبر أنه يجب أن يكون هناك ما لا يقل عن 10 سنوات من التراجع لاكتساب ما يكفي من الموضوعية".
وحول ما حرصت على إضافته، هي وماريا سعد، في هذه النسخة المحدثة. تقول: "النسخة الأولى توقفت عند عام 1975، ومنذ ذلك الحين عشنا الحرب اللبنانية، وتبنَّى البلد دستوراً جديداً، وهو دستور الطائف، وانسحبت القوات السورية، وحاولنا إعادة بناء وطن، رغم الصعوبات. كان مهماً التأريخ لكل هذه المراحل المهمة لفهم لبنان اليوم".
أسألها ماذا أضافت الرسومات للكتابة؟ فتجيب: "العالم أصبح بصرياً للغاية، فالرسوم التوضيحية تُكمل النص وتساعد على الفهم بشكل أفضل، كما تضيف جانباً ترفيهياً رغم جدية الموضوع. وفضل اللّٰه داغر فنان موهوب جداً".
ما المختلف بين كتابهما وبين كتب التاريخ؟ تقول: "هذا الكتاب يستعرض الأحداث والتواريخ المهمة، ويقدم إطاراً ومرجعاً. أما من يريد التعمق أكثر في تاريخ لبنان، فعليه الرجوع إلى كتب المؤرخين. هدفنا هو تحفيز القرَّاء على المعرفة".
وهل كان مؤلماً تقديم صورة الحرب الأهلية ببشاعتها؟ تجيب: "كل بلد يمر بلحظات مؤلمة وأخرى سعيدة. من المهم أن نروي الواقع كما هو، حتى لو كان مؤلماً، لكننا نحاول دائمًا الإبقاء على بصيص من الأمل، لأن التاريخ عملية مستمرة لا تتوقف".
وتؤكد أخيراً: "ماريا وأنا, نؤمن بالعيش المشترك. من الضروري أن نتعرف على بعضنا البعض لحل المشاكل، والبحث عن القواسم المشتركة، وبناء وطن، حتى لو كان الطريق طويلاً. هذا العمل هو مساهمتنا في هذه المسيرة، من أجل استعادة بلد يكون العيش فيه جميلاً. لدينا أبناء وأحفاد، وفكرنا فيهم أثناء إنجاز هذا العمل".
وقال الناشر في بيان إن الكتاب في نسخته الأولى، التي نُشرت في عام 1987، ألقى الضوء على لبنان في الفترة الممتدة من العصر الحجري وحتى اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975. أما هذه النسخة المحدَّثة فتتابع رواية القصة حتى العام 2008. ومع ذلك فإن القارئ بإمكانه أن يستشفَّ مؤشرات الانهيار الحالي.
وكتبت دي فريج وسعد، في مقدَّمة "تاريخ لبنان المصوَّر"، أن "لبنان يمرُّ اليوم بأزمة خطيرة متعددة الجوانب، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً". وأوضحتا أن الهدف من الكتاب هو "أن نشجِّع القراء على الغوص أكثر في تاريخ لبنان ونبعث برسالة أمل ببلدٍ تربطنا به أمتن الأواصر". وأعربتا عن اعتقادهما "الراسخ بأن لبنان لن يخلو من تيارات وأفراد قادرين على بناء وطن سيّد وحرٍّ ومستقلٍّ على أسس عادلة وصحيحة ومتينة، رغم الرياح العاتية التي تعصف بمنطقتنا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تاریخ لبنان
إقرأ أيضاً:
أمسية شعرية لرابطة الكتاب بمهرجان جرش تجمع شعراء من الأردن وفلسطين والعراق
صراحة نيوز- أُقيمت مساء الأحد في قاعة عقل بلتاجي بمركز الحسين الثقافي/رأس العين أمسية شعرية تُعدّ الأقصر بين الأمسيات الشعرية التي تُقام ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته 39.
شارك في الأمسية، التي حضرها رئيس رابطة الكُتّاب الأردنيين الدكتور موفق محادين، ستة شعراء من الأردن وفلسطين والعراق.
وتأتي الأمسية ضمن برنامج الأمسيات الشعرية الذي يُقام بالتعاون مع رابطة الكُتّاب ويستمر حتى يوم الأربعاء المقبل.
استهلّ الأمسية الشاعر محمد العامري، الذي قدّمها ثم بدأ بالشكر لرابطة الكُتّاب على هذه الأمسية، مؤكداً الحاجة إلى الشعر في هذا العالم الذي وصفه “بالثقيل”.
وقال العامري: “غرقنا بالدم حتى صارت رائحة الوقت أقوى من الفولاذ”، مضيفاً أن الشعر ما يزال نبض الكون الذي تجتاحه الشاشات.
وقرأ الشاعر الفلسطيني، عبدالله عيسى، وهو ضيف المهرجان، نصوصاً من ديوان “آياتك اليوم” الذي ما زال تحت الطبع، كما قرأ قصيدة “لم أنم” التي حملت في صورها سوداوية واضحة، وقصيدتي “القبور” و”ساعي البريد”. وقد كشفت هذه النصوص أننا أمام شاعر مُجدّ مليء بالدراما التي تختزل في مشاهدها الكثير.
وتلاه الشاعر عارف الساعدي، القادم من العراق، وهو أيضاً ضيف على المهرجان، الذي قرأ قصيدة “كثيرون”، وجزءاً من قصيدة “مدونة عرابي”، بالإضافة إلى “قصائد الحاسوب” من ديوان لم يُطبع بعد.
ويرصد الساعدي من خلال أبياتها التحول الإلكتروني وعلاقته بالإنسان في ظل سيطرة التكنولوجيا وتداخلها.
وقد كشفت هذه القصيدة وغيرها أننا أمام شاعر فذّ لديه القدرة على توظيف موضوعات العصر في صور شعرية تلامس الواقع.
بينما قرأ الشاعر راشد عيسى قصائد “صدقيهم”، و”سيدتي”، و”تعبت”، و”كيف”، وقصيدة “المتقاعد”. وقرأ الشاعر غازي الذيبة قصائد “شتلة ريحان”، و”ورقة من يد محارب”، و”افتح لنا باباً”.
واختتم الشاعر حاكم عقرباوي الأمسية بما وصفه بـ “مقاطع شعرية مختلفة بلا عناوين”.
وتميزت هذه المقاطع بأسلوب إلقاء جميل، وبطابعها الرمزي الذي صاحبه تكثيف في النص.
وفي نهاية الأمسية، سلّم عضو رابطة الكُتّاب، جروان المعاني، الشهادات التقديرية على الشعراء ومقدّم الأمسية.