ضغوط على بغداد لوقف استيراد الغاز الإيراني.. والعراق يتمسك بالتوازن
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
2 مارس، 2025
بغداد/المسلة: تضغط واشنطن على بغداد لوقف استيراد الغاز من إيران وتقليل نفوذ طهران، بينما تؤكد الحكومة العراقية تمسكها بسياسة التوازن في علاقاتها الخارجية.
وناقش وزير الخارجية الأميركي مع رئيس الوزراء العراقي ضرورة استقلال بغداد في مجال الطاقة واستئناف تشغيل خط الأنابيب العراقي-التركي.
وتتداول الأوساط السياسية العراقية أنباء عن عقوبات أميركية محتملة قد تستهدف شخصيات ومؤسسات مالية.
و في المقابل، تحاول الحكومة العراقية إعادة تصدير النفط من إقليم كردستان رغم الخلافات مع الشركات العاملة هناك.
يأتي ذلك في سياق أوسع من الضغوط الأميركية ضمن سياسة “الضغط القصوى” ضد إيران.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن الولايات المتحدة طرحت على بغداد مسألة وقف استيراد الغاز من إيران، في خطوة تعكس ضغوطًا متزايدة على الحكومة العراقية للحد من الاعتماد على الطاقة الإيرانية.
واعتبر حسين، في تصريحات متلفزة، أن العراق يسعى للحفاظ على توازن علاقاته مع كل من واشنطن وطهران، في إشارة واضحة إلى رفض بغداد الانصياع الكامل للمطالب الأميركية.
تصريحات الوزير العراقي جاءت بعد أيام من طلب أميركي رسمي للحد من ما وصفته الخارجية الأميركية بـ”النفوذ الإيراني..” في العراق. وشدد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، عقب محادثة بين الوزير ماركو روبيو ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على ضرورة استقلال العراق في مجال الطاقة واستئناف تشغيل خط الأنابيب العراقي-التركي، إلى جانب الالتزام بشروط تعاقد الشركات الأميركية العاملة في العراق.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس أن النقاشات بين الطرفين تطرقت أيضًا إلى أهمية تحجيم نفوذ طهران، في حين تجنبت الحكومة العراقية الإشارة إلى هذه النقطة في بيانها الرسمي حول الاتصال. هذه اللهجة الأميركية المتشددة ليست جديدة، لكنها تأتي في سياق إقليمي ودولي حساس، حيث تسعى واشنطن لتضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني عبر الدول المجاورة.
وقال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى سابقًا، إن العراق بات جزءًا من سياسة “الضغط القصوى” التي تنتهجها واشنطن ضد إيران. وفي منتدى أربيل، أوضح شينكر أن الإدارة الأميركية لا تنظر إلى العراق بمعزل عن استراتيجيتها الأشمل في مواجهة طهران، بل تعتبره ساحة رئيسية في هذه المواجهة.
هذا التصريح يعيد إلى الأذهان قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في شباط الماضي، حينما وقع مذكرة تعيد فرض سياسة الضغط القصوى على إيران، مؤكدًا أن القرار يأتي لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي واحتواء نفوذها الإقليمي.
وفي بغداد، تتداول الأوساط السياسية معلومات عن عقوبات أميركية جديدة قد تستهدف شخصيات وكيانات ومصارف عراقية، مع سعي الحكومة إلى تهدئة الموقف ومحاولة تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع إدارة ترامب. ويرى مراقبون أن العراق يجد نفسه في موقف معقد، حيث يحاول تجنب التصعيد مع واشنطن دون خسارة علاقته الاستراتيجية مع طهران.
وفي سياق متصل، كثفت الحكومة العراقية جهودها لإعادة ضخ النفط من إقليم كردستان، بعد توقف دام عامين، في خطوة تأتي أيضًا ضمن المطالب الأميركية بفك ارتباط بغداد الاقتصادي بطهران. وقالت وزارة النفط العراقية إن الاستئناف سيكون بمعدل أولي 185 ألف برميل يوميًا، مع زيادة تدريجية للوصول إلى الطاقة المحددة بالموازنة الاتحادية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الفرنسي: عبرنا عدة مرات عن قلقنا إزاء البرنامج النووي الإيراني
أعلن جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي، عن أن بلاده عبّرت مراراً عن قلقها البالغ إزاء المضامين المتصاعدة للبرنامج النووي الإيراني، وخصوصاً في ضوء القرار الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضع طهران في خانة "الخرق الواضح".
وقال الوزير، تعليقا على امتناع ايران عن الاستجابة في المفاوضات والضربة الاسرائيلية التي كانت محتملة ضدها، "لقد عبّرنا عدة مرات عن قلقنا من تصاعد وتيرة تخصيب اليورانيوم في إيران، وآخر تقدير من الوكالة الدولية يؤكد تطوّرات مقلقة لم نرَ مثلها منذ عامين". موضحاً أن القرار الذي صدر عن مجلس محافظي الوكالة يوم 12 يونيو 2025 يشير إلى تقاعس طهران عن تقديم تفسيرات مقنعة عن آثار يورانيوم تم العثور عليها في مواقع لم تعلن عنها من قبل، الأمر الذي ينذر بتطور في برنامجها إلى ما وراء الاستخدام المدني.
ضربة استباقية متهورة .. اسرائيل: دمرنا صواريخ باليستية في إيران كانت موجهة ضدنا
الهجوم الإسرائيلي علي إيران.. مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين في تبريز
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن القرار الذي تبنّته الوكالة (بدعم من فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة) يُعد الأول من نوعه منذ أكثر من عشرين عاماً، ويشكّل تحوّلاً في لهجة المجتمع الدولي تجاه إيران، من التحذير إلى الاعتراف الرسمي بـ"خرقها الصريح" للالتزامات الدولية .
وأشار إلى أن ذلك يُمهد لإمكانية إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، ما يفتح الباب أمام فرض عقوبات دولية جديدة في حال ترددت طهران في التعاون.
كما شدّد الوزير على الحاجة إلى عودة طهران إلى مسار الشفافية، قائلاً: "مرحلة فرض العقوبات مؤلمة، لكن تعاون إيران سيبقى الطريق الوحيد لتجنّب التصعيد"، ومشدّداً على أن باريس "لا تزال تؤمن بأن الحل السياسي هو المرجع الوحيد".
وتأتي هذه التصريحات في ظل اندلاع تصعيد عسكري واسع النطاق في الشرق الأوسط، إذ شهدت المنطقة هجوم عسكري مفاجئ شنته إسرائيل ضد اهداف ومنشآت في قلب إيران، صباح اليوم الجمعة، ما أثار مخاوف من تحول الحملة إلى تصعيد إقليمي أوسع .
ومن جانبها، ردّت إيران على قرار الوكالة بالاعتذار واصفة القرار بأنه "محض سياسي"، وأعلنت عن نيتها البدء في توسيع برنامج تخصيب اليورانيوم، بما في ذلك إنشاء موقع تخصيب ثالث وتحديث أجهزة الطرد المركزي في منشآتها الأثرية.