سودانايل:
2025-12-15@07:26:14 GMT

البرهان والعمامرة يردان على نداء حمدوك

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

المقابلة الصحفية التي أجراها إعلام الأمم المتحدة مع رمطان لعمامرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة للسودانو التي قال فيها (أن الشعب السوداني هو صاحب القرار في تحديد مستقبله، وأي حل سياسي لابد أن يراعي سيادة البلاد ووحدتها) وأضاف قائلا (أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رحب بخارطة الطريق التي صدرت من السلطة في بورسودان، وطلب من جميع السودانيين المهتمين أن يشاركوا فيها بأفكارهم لإثراء الوثيقة، والتي قال إن من شأنها أن تسهل النقاشات المطلوبة لإعادة بناء دولة سودانية واحدة متماسكة) ومعلوم أن السلطة في بورسودان قدمت خارطة الطريق لكي تجعلها مدخلا للحوار بين السودانيين.

. وأيضا أن تغلق بها بأب المبادرات التي تقدمها الدول الداعمة للميليشيا و تبحث من خلالها مداخل لكي تظل متواجدة في القضية السودانية وتدرج في الأجندة ما يتوافق مع مالحها..
أن حديث العمامرة الذي سبق به نداء عبد الله حمدوك للسلام هو بمثابة رد على ما جاء في نداء حمدوك الذي طالب فيه بعقد اجتماع مشترك عاجل بين مجلس السلم و الأمن الأفريقي و مجلس الأمن الدولي، بحضور قائدي القوات المسلحة و القيادات المتمردة للميليشيا و الحركة الشعبية و حركة تحرير السودان و القوى المدنية الديمقراطية و ذلك للاتفاق على توصل إلي هدنة إنسانية و وقف فوري و غير مشروط لإطلاق النار.. و أصبحت خارطة الطريق هي التي تشكل القاعدة للحوار.. و جاء في أحدى فقرات نداء حمدوك (السعي لتحقيق توافق واسع حول أسس ومبادئ إنهاء الحرب، عبر مائدة مستديرة/حوار سوداني-سوداني يشمل أوسع قطاع ممكن من القوى الراغبة في إنهاء الحرب، تنظم هذه العملية عبر لجنة تحضيرية من الأطراف السودانية الرئيسية، تضمن مشاركة كافة الأطراف ما عدا المؤتمر الوطني وواجهاته( جاء الرد على نداء لحمدوك من قبل رئيس مجلس السيادة في الخطاب الذي القاه في مؤتمر القمة العربية بمصر، عندما قال (أننا مستعدين لوقف النار عندما توافق الميليشيا أن تنسحب من كل المناطق، و تتجمع في معسكرات و يجمع منها السلاح و تحاكم عسكريا) فهل حمدوك قادر أن يقنع الميليشيا أن توافق على طلب الانسحاب و جمع السلاح و المحاكمات العسكرية، و إذا لم يستطيع عليه الانتظار حتى القضاء على الميليشيا و التي خسرت الكثير من الارض التي كانت تسيطر عليها..
قال حمدوك في النداء ( ندعو للتواصل مع الأطراف السودانية العسكرية والمدنية لمناقشة هذا النداء وما طرح فيه من أفكار( أن رد البرهان على حمدوك عندما دعا في خطابه بالقول ( أننا ندعو إلي حوار سوداني \ سوداني شامل لا يستثنى أحدا و سوف يتم تشكيل حكومة من كفاءات "تكونقراط" تدير دولاب الدولة و تحضر إلي انتخابات عامة) مع العلم أن حمدوك و مجموعته و الذين يشاركونهم في شعار " لا للحرب" هؤلاء يبحثون عن فترة انتقالية تمنحهم حقائب دستورية دون انتخابات عامة.. أما قول حمدوك في النداء (التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لحشد الدعم لتنفيذ هذه الخطوات( حمدوك يعلم أن هذه المنظمات لا تقبل خطابات من اشخاص أو مجموعات أنها تتعامل مع الحكومات.. أما كل المجهودات السابقة مع الاتحاد الأفريقي و الإيغاد كانت تقوم بها الأمارات لكي تسهل لحمدوك و مجموعته الطريق لكي يقابلوا عددا من موظفي المؤسسات التابعة للاتحاد الأفريقي، مثل التشادي الذي انتهت مسؤوليته موسى فكي و الموريتاني أبن لباد هؤلاء عرفت الأمارات كيف تتعامل معهم، إضافة لعدد من رؤساء دول جوار السودان الذين سمحوا بفتح أراضيهم لمرور الدعم العسكري للميليشيا و أيضا المرتزقة، و هناك رؤساء أفارقة مثل روتو و ابي أحمد و موسفيني الذين ينفذون ما تطلبه الأمارات.. و حمدوك يعرف تماما أنه لا يستطيع أنجاز شيء أذا لم تكن وراءه دولة الأمارات.. و استطاعت الأمارات أن تستخدم رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي و الإيغاد و حتى بريطانيا في الأمم المتحدة و كل مجهوداتها و الذين توظفهم بائت بالفشل...
يقول حمدوك في بداية النداء (استشعاراً للمخاطر المحدقة التي يمر بها السودان ولتحقيق هذه الرؤية والمقترحات التي طرحناها أعلاه، سوف نبدأ منذ اليوم عملاً دؤوباً وجاداً) و متى توقفت الامارات حتى يتوقف حمدوك عن العمل دعم الميليشيا.. منذ اليوم الأول في الحرب خرج حمدوك في مؤتمر صحفي يتحدث عن الحرب، و هو يعلم تماما كل الخطوات التي قادت للحرب.. و الأمارات لا تسمح إلي أي عمل سياسي ينطلق من أراضيها إلا إذا كان يخدم مصالحها.. و حمدوك بدأت علاقته بالامارات منذ اجتماع أديس أبابا قبل إسقاط نظام الإنقاذ الذي جمعه مع صلاح قوش و صديقا الأمارات صلاح مناع و محمد إبراهيم مو.. لذلك بعد استقالته ذهب للأمارات التي كانت تعلم أنها سوف تحتاجه إذا فشل انقلاب الميليشيا و حاضنتها السياسية..
يقول حمدوك (مناشدة كافة الأطراف الإقليمية والدولية للامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، بما في ذلك فرض حظر شامل على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع، وضمان تجفيف موارد تمويل الحرب(أنت ذهبت من قبل إلي بريطانيا و أطلقت صرختك من " تشاتام هاوس" بحظر طيران الجيش الهدف الذي تريد تحقيقه الميليشيا.. و الآن تهدد بالذهاب للأطراف الإقليمية و الدولية لحظر السلاح.. لأفضل أن تبدأ بالامارات التي تقيم فيها و حاولت عدة مرات أن تنفي عنها تهمة توريد السلاح للميليشيا.. و أنت زعلان من الإسلاميين ليه...!؟ و أنتم الآن تريدون الاستفادة من تكتيكاتهم " أذهب للقصر رئيسا و أذهب أنا للسجن حبيسا" عندما قلتم أن " تقدم" انقسمت فريق يريد تشكيل حكومة لكي يمارس بها ضغط على الجيش و الشعب، و الفريق الأخر السياسي يبشر بشعارات انقسام البلاد و الحرب الأهلية بهدف الضغط حتى تتم الاستجابة " للتفاوض" مع الميليشيا لكي تعودوا مرة أخرى للسلطة، أنتم حتى في التكتيك فاشلين .. نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حمدوک فی

إقرأ أيضاً:

البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع

تخيل بلدا يقف على جرف هارٍ تدفعه حرب ضارية إلى الهاوية، وجيشا يقاتل على جبهات متشعبة، واقتصادا ينهار طبقة بعد أخرى، بينما تتنازع قوى عالمية على أرضه وموانئه وذهبه وموقعه الاستثنائي.

وفي قلب هذا المشهد يقف رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، محاولا أن يمسك بالعصا من وسطها: يلوح للغرب بإمكانية الشراكة، ويشد في الوقت نفسه خيوط الارتباط بالشرق الصاعد.

ليس ذلك تقلبا سياسيا ولا انتقالا عشوائيا بين المحاور، بل مناورة وجودية فرضتها الجغرافيا القاسية، وحرب أنهكت الدولة والمجتمع، وتوازنات دولية تجعل من السودان ساحة اختبار كبرى في صراع النفوذ على البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

وفي هذا السياق تحديدا، برزت آخر رسائل البرهان إلى الغرب عبر مقاله الذي اختار له بعناية صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2025؛ رسالة لم تكن مقال رأيٍ عابرا، بل مذكرة سياسية مشفرة، صيغت بقدر محسوب من الإيحاء لتصل مباشرة إلى دوائر صناعة القرار.

الانحياز إلى الشرق يعني سلاحا متاحا، لكن يفضي إلى عزلة مالية خانقة والانحياز إلى الغرب يعني دعما اقتصاديا محتملا، لكن يفضي إلى فقدان الإسناد العسكري، وخطر الانفجار الداخلي، ولهذا يصبح الاصطفاف الكامل قاتلا

الرسالة السياسية والصفقة غير المعلنة

في مقاله المثير، حمل البرهان قوات مليشيا السريع مسؤولية الحرب، رافضا توصيف الصراع بأنه "صراع جنرالين"، ومؤكدا أنها حرب تمرد على الدولة.

لكنه لم يكتفِ بهذا التوصيف؛ بل بنى المقال كله على فكرة واحدة: إذا ساعدتموني على تفكيك مليشيا الدعم السريع وإنهاء التمرد، فسأكون جاهزا للمضي في مسار التطبيع، وتقديم صيغة حكم مدني ترضيكم.

لوح البرهان بالانتقال الديمقراطي، وذكر الغرب بأن الصراع يهدد مصالحه في البحر الأحمر، وفتح باب الشراكة الاقتصادية، مشيرا إلى دور للشركات الأميركية في إعادة الإعمار. بدا المقال أقرب إلى عرض تفاوضي مكتمل الأركان: دعم عسكري وسياسي مقابل شرعية واستقرار وتعاون أمني.

هذه الرسالة ليست معزولة؛ فهي تأتي في وقت تتنامى فيه تحركات البرهان على الساحة الدولية: خطابات في الأمم المتحدة، إشارات إيجابية في الملفات الإنسانية، وانفتاح محسوب على المؤسسات الغربية.

إعلان

لكن هذه الإشارات لا تعني انقلابا إستراتيجيا نحو الغرب، بل هي جزء من لعبة أكبر توازن فيها القيادة السودانية بين مكاسب اللحظة، ومخاطر الاصطفاف الحاد.

بين القيمة الجيوسياسية وكلفة الاصطفاف

يحتل السودان موقعا استثنائيا. فهو بوابة البحر الأحمر، وممر التجارة العالمية، وخزان ضخم للمعادن والأراضي الزراعية. ولهذا تتصارع عليه القوى الكبرى اليوم، كما لم تفعل من قبل.

الصين ترى في السودان امتدادا لطريقها التجاري نحو أفريقيا. استثماراتها الضخمة في الموانئ والبنية التحتية والزراعة، تجعلها تبحث عن طريقة لتفادي انهيار كامل قد يبتلع مصالحها. وبكين، رغم هدوئها المألوف، تدرك أن الفوضى في السودان تعني خسارة سنوات من العمل الاقتصادي والإستراتيجي، ولذلك تتحرك بدقة: دعم محدود للجيش، وضغط خلفي لتثبيت الاستقرار دون الاصطدام بالغرب مباشرة.

أما روسيا فقد استعادت أدواتها غير النظامية عبر "أفريكا كوربس"، البديل الجديد لفاغنر، بهدف ترسيخ وجود إستراتيجي دائم على البحر الأحمر. بالنسبة لموسكو، السودان ليس مجرد شريك إستراتيجي، بل هو مفتاح لدخول القرن الأفريقي بعمق، وتحقيق توازن مع الضغوط الغربية في أوكرانيا، وأوروبا.

الغرب من جهته يراقب بقلق تمدد الشرق. لكنّ لديه شرطا واحدا لم يتغير: لا دعم اقتصاديا حقيقيا دون التقدم في ملف التطبيع، وهندسة المسرح السياسي الداخلي، واستبعاد تيار بعينه.

هكذا يجد السودان نفسه أمام معادلة مستحيلة:

الانحياز إلى الشرق يعني سلاحا متاحا، لكن يفضي إلى عزلة مالية خانقة. الانحياز إلى الغرب يعني دعما اقتصاديا محتملا، لكن يفضي إلى فقدان الإسناد العسكري، وخطر الانفجار الداخلي.

ولهذا يصبح الاصطفاف الكامل قاتلا، والمناورة بين الشرق والغرب أشبه بخيط نجاة رفيع، لكن لا بد من السير عليه.

عدم الانحياز الذكي ورهان الداخل

ضمن هذه الحسابات الدولية المعقدة، يبرز مسار ثالث يفرض نفسه بقوة:

عدم الانحياز الفعال، وهو ليس حيادا سلبيا كما في الستينيات، بل إستراتيجية قائمة على مزيج من الانفتاح الانتقائي، والمداورة الدبلوماسية.

هذا المسار يعني:

تعاونا اقتصاديا عميقا مع الصين، دون الارتهان لها. شراكة أمنية مع روسيا، دون التحول إلى بوابة لها على البحر الأحمر. انفتاحا على الغرب، دون الوقوع في فخ الشروط الثقيلة التي قد تشعل الداخل. بناء دور إقليمي يعتمد على الجغرافيا لا على الأيديولوجيا.

بهذه المقاربة، يتحول السودان من ساحة صراع إلى لاعب يجيد توظيف الصراع لصالحه.

بيد أن كل هذا لن ينجح إذا لم يتم حسم المعركة الأهم: معركة الداخل. فالرهان الحقيقي ليس على واشنطن ولا بكين ولا  موسكو، بل على قدرة القيادة السودانية على:

توحيد الجبهة الداخلية، إعادة بناء المؤسسات، وقف النزيف الاقتصادي، وفرض إرادتها على القوى الإقليمية المتدخلة.

فمن دون جبهة داخلية متماسكة، تصبح المناورة الخارجية مجرد لعبة خطرة قد تسقط عند أول هزة. ومن دون قرار وطني صارم، لن تستطيع الخرطوم تحويل ثقلها الجيوسياسي إلى قوة حقيقية.

الخلاصة: المناورة ليست خيارا.. بل قدرا سياسيا

ما يقوم به البرهان اليوم ليس استسلاما للغرب ولا انحيازا للشرق، بل مناورة إجبارية تهدف إلى جمع السلاح من منطقة، والشرعية من أخرى، والمساعدات من ثالثة، دون دفع الأثمان كاملة لأي طرف.

إعلان

هي محاولة لاستثمار موقع السودان الفريد في معركة الهيمنة على البحر الأحمر، وتحويل الأزمة إلى ورقة تفاوض كبرى. غير أن هذه اللعبة الخطرة لن تجدي نفعا إذا لم يُستعَد الداخل أولا.

ففي النهاية، لا تحدد الدول الكبرى مصائر الأمم بقدر ما تحددها إرادة أبنائها.

وقدرة السودان على الخروج من النفق لا تتوقف على لعبة التوازن الدولية فحسب، بل على قوة البيت الداخلي، وتمكن القيادة من فرض رؤيتها على من يحاولون تشكيل مستقبل السودان من الخارج.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • سعي أميركي لتمديد المهلة الممنوحة للبنان لسحب السلاح لتجنّب الحرب
  • اليابان تكشف عن سلاح ليزر سيغير قواعد الحرب.. تفاصيل
  • اتصالات لتجنيب لبنان عمليات إسرائيلية كبرى وتل ابيب لا توقف الحرب
  • ما الذي تخشاه أوروبا من انهيار السودان؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • حرب بلا خنادق.. السلاح الفتاك الذي استنزف الجبهات في أوكرانيا
  • المرحلة الثانية من خطة ترامب في غزة.. ترقب فلسطيني وعرقلة إسرائيلية
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
  • الداخلية بغزة: تلقينا أكثر من 4300 نداء استغاثة منذ بدء المنخفض الجوي