البرهان والعمامرة يردان على نداء حمدوك
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
المقابلة الصحفية التي أجراها إعلام الأمم المتحدة مع رمطان لعمامرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة للسودانو التي قال فيها (أن الشعب السوداني هو صاحب القرار في تحديد مستقبله، وأي حل سياسي لابد أن يراعي سيادة البلاد ووحدتها) وأضاف قائلا (أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رحب بخارطة الطريق التي صدرت من السلطة في بورسودان، وطلب من جميع السودانيين المهتمين أن يشاركوا فيها بأفكارهم لإثراء الوثيقة، والتي قال إن من شأنها أن تسهل النقاشات المطلوبة لإعادة بناء دولة سودانية واحدة متماسكة) ومعلوم أن السلطة في بورسودان قدمت خارطة الطريق لكي تجعلها مدخلا للحوار بين السودانيين.
أن حديث العمامرة الذي سبق به نداء عبد الله حمدوك للسلام هو بمثابة رد على ما جاء في نداء حمدوك الذي طالب فيه بعقد اجتماع مشترك عاجل بين مجلس السلم و الأمن الأفريقي و مجلس الأمن الدولي، بحضور قائدي القوات المسلحة و القيادات المتمردة للميليشيا و الحركة الشعبية و حركة تحرير السودان و القوى المدنية الديمقراطية و ذلك للاتفاق على توصل إلي هدنة إنسانية و وقف فوري و غير مشروط لإطلاق النار.. و أصبحت خارطة الطريق هي التي تشكل القاعدة للحوار.. و جاء في أحدى فقرات نداء حمدوك (السعي لتحقيق توافق واسع حول أسس ومبادئ إنهاء الحرب، عبر مائدة مستديرة/حوار سوداني-سوداني يشمل أوسع قطاع ممكن من القوى الراغبة في إنهاء الحرب، تنظم هذه العملية عبر لجنة تحضيرية من الأطراف السودانية الرئيسية، تضمن مشاركة كافة الأطراف ما عدا المؤتمر الوطني وواجهاته( جاء الرد على نداء لحمدوك من قبل رئيس مجلس السيادة في الخطاب الذي القاه في مؤتمر القمة العربية بمصر، عندما قال (أننا مستعدين لوقف النار عندما توافق الميليشيا أن تنسحب من كل المناطق، و تتجمع في معسكرات و يجمع منها السلاح و تحاكم عسكريا) فهل حمدوك قادر أن يقنع الميليشيا أن توافق على طلب الانسحاب و جمع السلاح و المحاكمات العسكرية، و إذا لم يستطيع عليه الانتظار حتى القضاء على الميليشيا و التي خسرت الكثير من الارض التي كانت تسيطر عليها..
قال حمدوك في النداء ( ندعو للتواصل مع الأطراف السودانية العسكرية والمدنية لمناقشة هذا النداء وما طرح فيه من أفكار( أن رد البرهان على حمدوك عندما دعا في خطابه بالقول ( أننا ندعو إلي حوار سوداني \ سوداني شامل لا يستثنى أحدا و سوف يتم تشكيل حكومة من كفاءات "تكونقراط" تدير دولاب الدولة و تحضر إلي انتخابات عامة) مع العلم أن حمدوك و مجموعته و الذين يشاركونهم في شعار " لا للحرب" هؤلاء يبحثون عن فترة انتقالية تمنحهم حقائب دستورية دون انتخابات عامة.. أما قول حمدوك في النداء (التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لحشد الدعم لتنفيذ هذه الخطوات( حمدوك يعلم أن هذه المنظمات لا تقبل خطابات من اشخاص أو مجموعات أنها تتعامل مع الحكومات.. أما كل المجهودات السابقة مع الاتحاد الأفريقي و الإيغاد كانت تقوم بها الأمارات لكي تسهل لحمدوك و مجموعته الطريق لكي يقابلوا عددا من موظفي المؤسسات التابعة للاتحاد الأفريقي، مثل التشادي الذي انتهت مسؤوليته موسى فكي و الموريتاني أبن لباد هؤلاء عرفت الأمارات كيف تتعامل معهم، إضافة لعدد من رؤساء دول جوار السودان الذين سمحوا بفتح أراضيهم لمرور الدعم العسكري للميليشيا و أيضا المرتزقة، و هناك رؤساء أفارقة مثل روتو و ابي أحمد و موسفيني الذين ينفذون ما تطلبه الأمارات.. و حمدوك يعرف تماما أنه لا يستطيع أنجاز شيء أذا لم تكن وراءه دولة الأمارات.. و استطاعت الأمارات أن تستخدم رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي و الإيغاد و حتى بريطانيا في الأمم المتحدة و كل مجهوداتها و الذين توظفهم بائت بالفشل...
يقول حمدوك في بداية النداء (استشعاراً للمخاطر المحدقة التي يمر بها السودان ولتحقيق هذه الرؤية والمقترحات التي طرحناها أعلاه، سوف نبدأ منذ اليوم عملاً دؤوباً وجاداً) و متى توقفت الامارات حتى يتوقف حمدوك عن العمل دعم الميليشيا.. منذ اليوم الأول في الحرب خرج حمدوك في مؤتمر صحفي يتحدث عن الحرب، و هو يعلم تماما كل الخطوات التي قادت للحرب.. و الأمارات لا تسمح إلي أي عمل سياسي ينطلق من أراضيها إلا إذا كان يخدم مصالحها.. و حمدوك بدأت علاقته بالامارات منذ اجتماع أديس أبابا قبل إسقاط نظام الإنقاذ الذي جمعه مع صلاح قوش و صديقا الأمارات صلاح مناع و محمد إبراهيم مو.. لذلك بعد استقالته ذهب للأمارات التي كانت تعلم أنها سوف تحتاجه إذا فشل انقلاب الميليشيا و حاضنتها السياسية..
يقول حمدوك (مناشدة كافة الأطراف الإقليمية والدولية للامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، بما في ذلك فرض حظر شامل على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع، وضمان تجفيف موارد تمويل الحرب(أنت ذهبت من قبل إلي بريطانيا و أطلقت صرختك من " تشاتام هاوس" بحظر طيران الجيش الهدف الذي تريد تحقيقه الميليشيا.. و الآن تهدد بالذهاب للأطراف الإقليمية و الدولية لحظر السلاح.. لأفضل أن تبدأ بالامارات التي تقيم فيها و حاولت عدة مرات أن تنفي عنها تهمة توريد السلاح للميليشيا.. و أنت زعلان من الإسلاميين ليه...!؟ و أنتم الآن تريدون الاستفادة من تكتيكاتهم " أذهب للقصر رئيسا و أذهب أنا للسجن حبيسا" عندما قلتم أن " تقدم" انقسمت فريق يريد تشكيل حكومة لكي يمارس بها ضغط على الجيش و الشعب، و الفريق الأخر السياسي يبشر بشعارات انقسام البلاد و الحرب الأهلية بهدف الضغط حتى تتم الاستجابة " للتفاوض" مع الميليشيا لكي تعودوا مرة أخرى للسلطة، أنتم حتى في التكتيك فاشلين .. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: حمدوک فی
إقرأ أيضاً:
المصافحة التي لم تتم.. خلافات عميقة تعوق التوصل لاتفاق في غزة برعاية أمريكية
في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة توقف نزيف الدم في قطاع غزة، تكشف المقترحات المتبادلة بين الأطراف المعنية عن حجم الهوة التي تفصل بين مواقف كل من حركة "حماس" وإسرائيل، برعاية ومتابعة أمريكية مباشرة.
ومع كل اقتراب من نقطة الاتفاق، تظهر الشروط المتبادلة كحواجز أمام تحقيق اختراق سياسي حقيقي، مما يُبقي المشهد مفتوحًا على مزيد من التعقيد والمعاناة الإنسانية.
كشفت تقارير إعلامية، الإثنين، أن حركة "حماس" وافقت مبدئيًا على مقترح هدنة تقدّم به المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 70 يومًا مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء على دفعتين، إلى جانب إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بأحكام عالية ومؤبدات.
غير أن متحدثًا باسم ويتكوف نفى هذه الموافقة، مشيرًا إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة، وسط تضارب في الروايات. ووفق صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن مسؤولًا إسرائيليًا رفيعًا – لم يُكشف عن اسمه – وصف المقترح بأنه لا يعكس "نية حقيقية من قبل حماس للمضي قدمًا"، مشددًا على أن "أي حكومة مسؤولة في إسرائيل لا يمكن أن تقبل بهذا الطرح"، ما يعكس موقفًا إسرائيليًا رافضًا للعرض الأمريكي – أو على الأقل لبعض بنوده.
مطالب جديدة تثير الجدلالمقترح الذي طُرح عبر وسطاء تضمن بنودًا غير مسبوقة من قبل حركة حماس، من بينها طلب مصافحة علنية بين خليل الحية، القيادي في الحركة ورئيس وفدها المفاوض، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، كرمز لضمانة بعدم استئناف القتال عقب فترة التهدئة. كما تضمن الإفراج التدريجي عن 10 رهائن، 5 منهم في اليوم الأول من الهدنة، والباقون بعد شهرين.
هذه البنود – بحسب الصحافة العبرية – تتناقض مع الخطة الأصلية التي قدمها ويتكوف، والتي تنص على إطلاق سراح جميع الرهائن على مرحلتين: الأولى مع بداية التهدئة، والثانية في نهايتها. كما شملت مطالب حماس انسحابًا واسعًا للقوات الإسرائيلية من المناطق التي سيطرت عليها في قطاع غزة، إضافة إلى إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، وهو ما تعتبره إسرائيل "تنازلات مفرطة".
غضب إسرائيلي داخليردًا على هذه التطورات، أصدر "منتدى عائلات الرهائن" بيانًا غاضبًا، انتقد فيه استمرار الحرب ورفض الاتفاقات الجزئية، واصفًا إياها بأنها "خسارة إسرائيلية يمكن، بل يجب، تجنبها". وطالب المنتدى بعقد اتفاق شامل يعيد جميع الأسرى الـ58 وينهي الحرب، مشيرًا إلى أن "الحكومة يمكنها التوصل إلى مثل هذا الاتفاق صباح الغد إذا اختارت ذلك"، في إشارة إلى وجود دعم شعبي واسع لهذا الخيار.
مقترح "بحبح" بين التفاؤل والتشكيكفي خضم هذا التوتر، كشفت تقارير إعلامية عن وثيقة جديدة يُبحث فيها حاليًا، قدمها الوسيط الفلسطيني–الأمريكي بشارة بحبح، بالتنسيق مع ويتكوف، تقضي بوقف شامل للحرب خلال فترة الهدنة، وتعهد من حماس بعدم تنفيذ هجمات أو تهريب أسلحة أو تطوير ترسانتها العسكرية خلال هذه الفترة.
لكن هذه الوثيقة لم تُعلن رسميًا، وتُقابل بقدر من التشكيك في إسرائيل، خصوصًا في ظل تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة، والتي جدّد فيها التزامه بإعادة جميع الرهائن "أحياء وأموات"، تزامنًا مع مواصلة جيشه قصفه المكثف على القطاع.
وفي ظل تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية، انتقد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، موقف المجتمع الدولي، وخصوصًا الإدارة الأمريكية، مؤكدًا أنها لا تمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل لوقف إطلاق النار أو إدخال المساعدات.
أمريكا لا تمارس ضغطًا حقيقيًا على الاحتلالوأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن ما تفعله إدارة ترامب لا يتجاوز الضغط السياسي، عبر مقترحات مثل تلك التي تقدم بها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، والتي رفضتها إسرائيل رغم قبول حماس بها، في محاولة لإفشال الجهد الأمريكي.
وأوضح الرقب أن واشنطن، رغم قدرتها على التأثير الفعلي، تكتفي بتصريحات سياسية لا ترقى إلى مستوى الأفعال، مضيفًا: "لو أرادت الإدارة الأمريكية وقف العدوان لعلّقت إمدادات السلاح والذخيرة، لكنها تتواطأ ضمنيًا مع حكومة نتنياهو المتطرفة". ولفت إلى أن تصريحات ترامب المتناقضة توحي برغبته في وقف الحرب، دون أي تحرك عملي يجسد هذه الرغبة، معتبرًا أن ما يصدر عن واشنطن ليس سوى "دغدغة مشاعر" ومحاولة لتبرئة الذات من الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وفي ما يخص الموقف الأوروبي، أشار الرقب إلى وجود تحول نسبي في الخطاب الأوروبي نتيجة الجرائم المتواصلة في غزة، واستخدام الاحتلال لسياسة التجويع، وهو ما بدأ يحرج الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن دولًا مثل فرنسا تتحرك فعليًا لعقد مؤتمر دولي للسلام، بينما ما تزال دول أخرى كالمجر والنمسا ترفض أي ضغط على الاحتلال.
وأكد أن أوروبا تمتلك أوراق ضغط مهمة، لكنها لم توظفها بعد بشكل مؤثر.
وفي ختام تصريحاته، شدد الرقب على أن واشنطن وبروكسل قادرتان على وقف الحرب وإنهاء معاناة غزة، لكن غياب الإرادة السياسية واستمرار سياسة الكيل بمكيالين، يمنحان الاحتلال مزيدًا من الوقت لارتكاب مجازره دون رادع، وسط تصريحات دولية شكلية لا تغير من واقع المعاناة اليومية للفلسطينيين.
وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجومها على غزة، يتبيّن أن الطريق نحو هدنة حقيقية ما زال طويلًا، وأن أي تقدم مشروط بقبول تنازلات مؤلمة من الطرفين.
ومع تعنّت الحكومة الإسرائيلية، ومطالب حماس التي تعكس عمق معاناة الشعب الفلسطيني، يبقى أفق التهدئة رهينًا بإرادة سياسية غير متوفرة بعد، ما ينذر باستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يقبع تحت نار الحرب منذ أكثر من 19 شهرًا.