أصيب طفلان فلسطينيان واعتقل ثالث خلال اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة نِعلين، غرب مدينة رام الله، في حين أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في الضفة الغربية أصبحت غير قابلة للسكن.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) إن جيش الاحتلال اقتحم بلدة نعلين فاندلعت مواجهات أصيب على إثرها طفلان واعتقل ثالث.

وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت وسط البلدة، واندلعت على إثرها مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع.

مما أدى لإصابة طفلين (17 و16 عاما) بالرصاص في الأطراف السفلية من الجسد، نقلا إثرها إلى مركز "طوارئ نعلين"، إضافة إلى حالات اختناق.

وذكرت "وفا" أن قوات الاحتلال اعتقلت طفلا، كما نصبت حاجزا عسكريا شمال البلدة، وأوقفت مركبات المواطنين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، مما تسبب بأزمة مرورية خانقة.

الاحتلال هجر أكثر من 40 ألفا من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس (الفرنسية) تدمير المخيمات

في غضون ذلك، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمال الضفة الغربية أصبحت غير قابلة للسكن بسبب العدوان المستمر الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي.

إعلان

وقالت الوكالة، في بيان صحفي، إن عمليات الهدم الواسعة في هذه المخيمات تمثل نمطا جديدا مقلقا يترك آثارا غير مسبوقة على اللاجئين الفلسطينيين.

وأكدت أن هذه العمليات تستهدف تغيير الخصائص الأساسية لهذه المخيمات بشكل دائم.

ويعد هذا العدوان الأطول والأكثر تدميرا منذ الانتفاضة الثانية، وقد أسفر عن أكبر موجة نزوح فلسطيني في الضفة الغربية منذ عام 1967، حيث أجبر الاحتلال نحو 40 ألف شخص على النزوح قسرا من منازلهم.

وأوضحت الأونروا أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس قد أُخليت تقريبا من سكانها، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل. وفي ظل هذه الظروف، يواجه الفلسطينيون عدم وجود مكان يعودون إليه.

وأشارت الوكالة إلى أن فرقها على الأرض تعمل لتلبية احتياجات النازحين، في وقت تواصل فيه المساحة الإنسانية في الضفة الغربية تقلصها بشكل مستمر.

الاحتلال هدم عشرات المنازل شمالي الضفة (الفرنسية) احتلال متواصل

وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أوعز لقوات الجيش بمواصلة احتلال مخيمات للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، حتى نهاية العام الجاري 2025.

وجاء تصريح كاتس أثناء مشاركته، الجمعة، في مؤتمر "الصهيونية الفدرالية" في تل أبيب، حسبما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم".

واعترف كاتس بتهجير 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنين وطولكرم ونور شمس، على خلفية العدوان المتواصل منذ نحو 50 يوما.

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد نحو 930 مواطنا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وارتكب الاحتلال بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اللاجئین الفلسطینیین الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

تصاعد وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.. 22 مستوطنة جديدة خلال أشهر قليلة

تتواصل وتيرة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية رسميًا عن إقامة 22 موقعًا استيطانيًا جديدًا، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، رغم اعتبار المجتمع الدولي تلك المستوطنات "غير قانونية" بموجب القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية. اعلان

وبحسب التقارير، فإن بعض هذه المواقع كانت قائمة سابقًا دون اعتراف رسمي من الحكومة الإسرائيلية، مثل مستوطنة "حافوت يائير"، التي سيبدأ سكانها الآن بالحصول على خدمات المياه والكهرباء والتمويل من الدولة، مما يمنحها وضعًا قانونيًا فعليًا في النظام الإداري الإسرائيلي.

تأتي هذه الخطوة في ظل تسارع ملحوظ في بناء المستوطنات منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023، حيث ترفرف الأعلام الإسرائيلية فوق أكثر من 140 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية، وتزايدت دعوات اليمين الإسرائيلي لتوسيع الوجود اليهودي في المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاقات أوسلو.

Related بعد قرار الضم من قبل الكنيست الإسرائيلي.. غضب في الضفة الغربية: جزء من أهداف الحرب على الفلسطينيينفيديو- مستوطنون يضرمون النار قرب كنيسة تاريخية في بلدة الطيبة بالضفة الغربية المحتلةمستوطنون إسرائيليون يهاجمون قرية الطيبة بالضفة الغربية ويشعلون النار في مركبات الفلسطينيين رؤية أيديولوجية متمسكة بـ"حق العودة" التاريخي

سارة زيبربيرغ، مستوطنة شابة وأم لثلاثة أطفال، انتقلت قبل خمس سنوات إلى واحدة من تلك المستوطنات، مقابل قرية فلسطينية يسمع منها صوت المؤذّن يدعو للصلاة. تقول: "لا يزعجني الأذان، أنا أصلي بطريقتي وهم يصلون بطريقتهم. أشعر أنني عدت إلى أرض أجدادي، فقد كانت هنا قرى يهودية قبل أن يستقر المسلمون في هذه المنطقة."

هذا الخطاب يعكس توجهات أيديولوجية لدى العديد من المستوطنين، الذين يرون في الأرض "حقاً تاريخياً لا يُنازع"، رغم التنديد العالمي المتكرر بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة باعتباره عائقاً أمام السلام.

استيطان منظم.. ومواجهة مع السكان البدو

يُتهم مطورون عقاريون إسرائيليون بتنظيم حملات ترويجية لجذب العائلات اليهودية إلى المستوطنات، مع تعهدات بمنح كل عائلة "منزلاً خاصاً" ضمن مشروع قومي طويل الأمد.

المستوطن سيفي غِلدتسوار، أحد سكان مستوطنة "نوفاي برات"، قام بجولة قرب قرية بدوية ودخل خيمة أحد السكان العرب، حيث أراد إقناع صاحب الأرض بحقه التاريخي في المكان لكنه حاول طمأنة الصحفي الأجنبي الذي كان يرافقه بأن إسرائيل ستهتم بالقضية فقال: "الدولة ستقوم ببناء حي جديد لهم بعيدًا عن هنا... هناك!"

لكن تلك الخطط تواجه برفض من السكان البدو الأصليين، الذين يرون في هذه الإجراءات محاولة لاقتلاعهم من أرضهم. في مشهد نادر، جلس غلدتسوار داخل خيمة بدوية يتحاور مع البدوي إبراهيم أبو دحوك، الذي قال له: "أنت وأنا بشر، فكيف تقول إن الأرض لك؟ هذه الأرض لنا منذ أجيال، وأنت تبني المنازل وتُدخل الإسمنت والنوافذ، أما نحن فلا يُسمح لنا بشيء."

في الوقت الذي رفع فيه الأذان للصلاة، بُسطت سجادات الصلاة داخل الخيمة. وفيما اتجه أبو دحوك للقبلة نحو مكة، ارتأى المستوطن أن يصلي هو الآخر في خيمة البدوي، في مشهد يعكس التوتر الكامن تحت قشرة التعايش الهش.

الهدف: مليون مستوطن في الضفة الغربية

في تقريره من الضفة الغربية، قال فاليري لوروج، موفد القناة "فرانس تي في": "الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية من 500 ألف إلى مليون، في إطار سياسة توسعية قد تجرّ إلى مزيد من التوتر مع المجتمع الدولي."

اعترافات دولية محدودة.. وتأثير ضعيف

ورغم إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، فإن هذه المبادرة لم تحدث بعد أي تغيير ملموس على الأرض، في ظل المعارضة الإسرائيلية الشرسة، واستمرار الحرب المدمرة في قطاع غزة، والتوسع الاستيطاني المتسارع في الضفة المحتلة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية
  • إصابة شابين برصاص الاحتلال برام الله والقدس
  • 13 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • جيش العدو الصهيوني يقتحم مدن الضفة المحتلة ويعتقل عدد من الفلسطينيين
  • 1444 اعتداء للمستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين خلال 6 شهور
  • تايمز: الضفة الغربية في قلب معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • 26 شهيدًا في الضفة الغربية خلال يوليو الحالي برصاص الاحتلال
  • أزمة مياه في الضفة الغربية: سكان سوسيا يتهمون مستوطنين بتخريب مصادر الإمداد
  • الاحتلال يدفع بتعزيزات لمخيم جنين ودعوات أممية لإنهاء العنف بالضفة
  • تصاعد وتيرة الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.. 22 مستوطنة جديدة خلال أشهر قليلة