" الشيخ عبدالصمد المنشاوى"، جمع في اسمه ما بين علمين من أعلام دولة التلاوة في القرآن الكريم، لكن قلبه وصوته الشجى، اتجه إلى المدرسة المنشاوية التي أجاد أسرارها، فأمتع المستمعين بجمال صوته في محافظة قنا وبعض المحافظات المجاورة، قبل أن يرحل عن الدنيا منذ ثلاثين عاماً، وما زال يمتع محبى المدرسة المنشاوية ومستمعى القرآن الكريم، عبر ما تبقى من تسجيلات يحتفظ بها أحفاده وأحبابه على هواتفهم المحمولة.

الشيخ عبدالصمد المنشاوى، ينتمي إلى قرية المنشية التابعة لمركز نقادة جنوب قنا، ولد فى 1940 وارتقت روحه القرآنية إلى دار الخلود فى حادث عام 1991، كان من حفظة كتاب الله تعالى، وتعلم قراءات القرآن الكريم في اسنا، وتأثر كثير بالمدرسة المنشاوية التي تعلق بها، وسار على دربها في قراءة القرآن الكريم، ما جعله مطلباً لعشاق ومحبى هذه المدرسة لإحياء لياليهم القرآنية.

مواقيت الصلاة ثامن أيام رمضان..موعد آذان المغرب في قنامحافظ قنا يشارك العاملين بمجلس مدينة الوقف إفطارهم الجماعىمحافظ قنا يبحث مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ملفات خدمية وتنمويةتعليم قنا تعلن نتيجة مسابقة الأمين الأول لمجالس الأمناء والمعلمينإعادة ترميم التسجيلات القديمة

رغم رحيل الشيخ منذ 34 عاماً، إلا أن أحفاده مازالوا يحتفظون بأشرطة التسجيلات القديمة، التي كان يحرص أحبابه وأهله، على تسجيلها له خلال الليالي القرآنية، فضلاً عن التسجيلات الالكترونية التي تملاً أجهزة الهواتف والشرائح الالكترونية، والتي يعتزمون إعادة ترميمها، لكى تخرج بشكل يليق بقيمة ومكانة الشيخ الراحل، الذى لم يتميز في القراءة فقط، لكن كانت له الكثير من أعمال الخير والبر لأبناء قريته بمركز نقادة.

انتماء الشيخ الراحل للمدرسة المنشاوية، لم يمنع الشيخ الراحل من الاستمتاع بأصوات معاصريه من كبار القراء وعلى رأسهم الشيخ الراحل عبدالباسط عبدالصمد، الذى ربطته به علاقة قوية، وكانت ثمرة هذه العلاقة الوطيدة، إطلاق اسم "عبدالباسط" على أول أبنائه، ليصبح اسم نجله على اسم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.

صوت مميز

قال المهندس عمران حسن" من أبناء المنشية"، عاصرت الشيخ الراحل عبدالصمد المنشاوى، في الفترة الأخيرة، قبل أن يتوفى مطلع تسعينيات القرن الماضى، حيث كان صاحب صوت مميز، وكان مثالاً للخير، حيث أنشأ مكتب لتحفيظ القرآن الكريم  بقرية المنشية، وكنت ضمن الحافظين لكتاب الله تعالى على يديه مثل الكثير من الأجيال، التى تدين له بالفضل.

وتابع حسن، بجانب تميز الشيخ الراحل فى قراءة القرآن الكريم وإحياء السهرات الرمضانية، كان له الكثير من أعمال الخير والمساهمات في العمل المجتمعى، حيث ساهم فى إنشاء مدرسة بالقرية، وإعمار العديد من المساجد، ولم يكل أو يمل فى خدمة الأهالى، وكان رحيله خسارة كبيرة على قريتنا والمنطقة المحيطة، فقد كان مثالاً للعطاء المتواصل، كما كان مرشحاً للانضمام لقراء الإذاعة المصرية فى نهاية حياته.

حفظ القرآن وتعلم القراءات بالأقصر

فيما قال فتحى سعيد المنشاوى" من أقارب الشيخ"، ولد عمى الشيخ عبدالصمد المنشاوى عام 1940 وتوفى فى حادث سير عام 1991، حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبدالراضى، وأتم القراءات على يد الشيخ محمد سليم، فى مدينة اسنا بمحافظة الأقصر حالياً، وعين موظفاً بمسجد القرية خلال حياته، وكان يقرأ فى البلدان المختلفة، وتميز بصوت شجى، جعله مطلباً للكثير من الدواوين والعائلات لإحياء حفلاتهم ومناسباتهم المختلفة، خاصة في شهر رمضان. 

وأضاف المنشاوى، كان عمى الراحل دائم الحضور بحفلات الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوى، لكنه تأثر بالمدرسة المنشاوية في التلاوة، وجعلنا نتأثر جميعاً بهذه المدرسة القرآنية المتميزة من بعده، وكان رحمة الله تعالى عليه يحيى السهرات الرمضانية فى قرية بهجورة بنجع حمادى، كما كان مشهوراً بقراءة قرآن الجمعة فى مصنع السكر بمركز قوص.

وأوضح محمود عبدالباسط عبدالصمد المنشاوى" حفيد الشيخ الراحل"، بأن جده رحمة الله تعالى عليه، كان من أعلام قرية المنشية بمركز نقادة ويفتخر بأنه من أحفاده، كون مازال يعيش أجواء سيرته العطرة وكراماته التى مازال يتحاكى بها الأهالي فى قريتنا، حيث كان فى خدمة كل من يقصده من أبناء قريته، ولم يتوقف عن العطاء حتى توفاه الله فى نهاية القرن الماضى.

سرت على درب جدى في التلاوة

وأضاف حفيد الشيخ الراحل، سرت على درب جدى رحمه الله، في تلاوة القرآن الكريم مثل الكثير من أبناء العائلة، حيث أشارك في إحياء الكثير من المناسبات المختلفة، لكننى أحرص على القراءة لدى أحباب سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم دون غيرهم، وأتمنى أن أظل على ذلك، لأن ما يعنينى فى القراءة أن أحافظ على سيرة جدى الراحل وأن أساهم فى توصيل ولو آية بشكل فعلى للمستمعين من عشاق القرآن الكريم.

وأشار حفيد الشيخ الراحل، إلى أن جده كان حريصاً على تسمية والده على اسم الشيخ" عبدالباسط" مثلما كان حريصاً على حضور ليالى القرآن التي كان يحييها الشيخ الراحل، ما جعله دائماً يذكر الناس بالشيخ عبدالباسط، مضيفاً بأنه أي شخص يطالع بطاقته أثناء السفر يسأله عن صلة قرابته بالشيخ الراحل، ويكون ذلك بمثابة جواز مرور سريع إكراماً للشيخ الراحل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا شهر رمضان القرآن الكريم المزيد عبدالباسط عبدالصمد القرآن الکریم الشیخ الراحل الله تعالى الکثیر من

إقرأ أيضاً:

فرحة وزغاريد داخل منزل «رحمة» الأولى على الإعدادية الأزهرية للمكفوفين بالقليوبية

حققت الطالبة رحمة رمضان السعيد، الطالبة بمعهد فتيات دملو الإعدادي والثانوي، بتصدرها نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية للمكفوفين بمحافظة القليوبية، محققة المركز الأول بمجموع 467 درجة من 470، بنسبة 99.36%، متحدية إعاقتها البصرية، ومثبتة أن التفوق لا يعترف بالعوائق الجسدية.

وقالت رحمة: هذا النجاح لم يكن صدفة، بل ثمرة تعب وجهد ومثابرة، ومؤمنة أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في الفكر والعقل.

وأضافت رحمة: كنت أذاكر يوميًا ما لا يقل عن 7 ساعات بمساعدة والدتي ووالدي، وتوجيهات الشيخ عماد، محفظ القرآن الكريم، الذي كان له دور كبير في حياتي.

وتابعت: التفوق بالنسبة لي ليس مجرد درجات، بل رسالة أمل لكل من يظن أن الإعاقة حاجز.

وأشارت إلى أن حلمها أن تصبح أستاذة جامعية في جامعة الأزهر، وأمثّل مصر دوليًا، وأرفع اسم الإسلام والوطن عاليًا.

وقالت: أنا متصالحة مع ذاتي، لا ألتفت إلى الكلمات السلبية أو نظرات الشفقة، وأستمد قوتي من ثقتي في الله، ثم في نفسي، ودعوات أمي وأبي.

وقال والدها، رمضان السعيد: رحمة دائمًا متفوقة، وكنت واثقًا أنها ستكون الأولى لم أر منها إلا الاجتهاد والصبر، وتفوقها أسعدنا جميعًا، وأثق أنها ستصل إلى مكانة عظيمة في المستقبل بإذن الله.

وقالت والدتها: فرحتي لا توصف، رحمة أدخلت السرور إلى قلبي، كانت تذاكر وتحفظ وتراجع رغم التحديات، ودعوت لها في كل صلاة، الحمد لله، الله أكرمنا بتفوقها.

وقال الشيخ عماد، محفظ القرآن الكريم: رأيت في رحمة ذكاءً نادرًا وروحًا قوية، رغم أنها كفيفة، حفظت القرآن بإتقان، وكانت تطلب المزيد، وختمته بحب وشغف.

وأضاف: رحمة نموذج ملهم، وأتمنى أن تكون قدوة لكل من يعاني من الإعاقة، الإيمان والعزيمة يصنعان المعجزات.

وفي ختام حديثها، وجهت رحمة رسالة مؤثرة للمعاقين، قائلة: لا تجعلوا من إعاقتكم سببًا للتراجع، بل اجعلوها دافعًا للنجاح، نحن قادرون على تحقيق المستحيل، فقط إذا آمنا بأنفسنا، وبأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

مقالات مشابهة

  • خطيب بكفر الشيخ: كفانا فخرًا وعزًا بذكر الله مصر في القرآن
  • مفتي الهند يفتتح العام الدراسي لأكاديمية القرآن الكريم
  • حكم تخصيص وقت بالليل لقراءة القرآن دون النهار
  • فرحة وزغاريد داخل منزل «رحمة» الأولى على الإعدادية الأزهرية للمكفوفين بالقليوبية
  • «محمد» الثاني على الإعدادية الأزهرية بالشرقية: سر تفوقي القرآن الكريم وهدفي التحق بكلية الطب
  • علي الرواحي.. ستيني ينافس فـي ميدان القرآن الكريم ويحصد جائزة «أكبر متسابق»
  • زاروا مجمع طباعة المصحف.. ضيوف خادم الحرمين: القيادة الرشيدة تولي عناية فائقة بكتاب الله الكريم
  • الطاقة تتجدد..فماذا عن الرؤية والفرص؟
  • يوسف فوزي في لقاء نادر: القرآن الكريم سر سعادتي وأتمنى حسن الختام | خاص
  • هنأ خادم الحرمين وولي العهد.. وزير الإعلام: نجاح موسم الحج بحكمة القيادة وإرادة السعوديين