ارتفع حجم إنفاق منظومة الحماية الاجتماعية إلى (577) مليون ريال عماني، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه سلطنة عمان لتحقيق الاستقرار والحياة الكريمة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

وأوضح الدكتور فيصل بن عبد الله الفارسي، الرئيس التنفيذي لصندوق الحماية الاجتماعية، أن منظومة الحماية الاجتماعية تشمل مجموعة من السياسات والبرامج التي تعنى بدورة حياة الفرد منذ الولادة وحتى الشيخوخة، وتنقسم هذه المنافع إلى نوعين: برامج تأمينية وبرامج حماية اجتماعية، وجاءت هذه المنظومة نتيجة اندماج عدة صناديق تقاعد، بهدف تطوير نظام الحماية الاجتماعية في سلطنة عُمان، وقد حظيت بإشادات دولية ونالت شهادة إقليمية دولية تُمنح لدولة واحدة فقط كل ثلاث سنوات، مما يعكس نجاحها وتميزها كنموذج جديد يحتذى به عالميًا، جاء ذلك في حوار التواصل الذي نظمه مركز التواصل الحكومي ضمن أنشطته ومبادراته الرمضانية.

حوكمة المنافع

وأشار الفارسي إلى أن صندوق الحماية الاجتماعية يعمل كجهة تنفيذية لتطبيق القوانين والتشريعات المتعلقة بالمنظومة، وأكد أن الحوكمة هي أساس صرف المنافع، حيث إن عدم وجود اشتراطات دقيقة قد يؤدي إلى هدر مالي، إذ قد تستفيد منها فئات غير مستحقة، وتهدف الحوكمة إلى ضمان وصول المنافع إلى المستحقين الفعليين فقط، مع الأخذ في الاعتبار الحيز المالي المتاح.

وفيما يتعلق بتصنيف الأمراض المستديمة التي تعتبر خطوة جديدة لدعم ذوي الإعاقة قال الفارسي: أن العمل جارٍ على تصنيف فئة الأمراض المستديمة ضمن منافع ذوي الإعاقة بفضل جهود اللجان الطبية المشتركة، ومن المتوقع اعتماد التصنيف قريبًا.

أرقام وإحصائيات

وأوضح الفارسي أن الأرقام والإحصائيات تعكس توسعا كبيرا في تغطية المنظومة من المستفيدين والمشمولين بالنظام، حيث تجاوز عدد المستفيدين المباشرين من منافع الحماية الاجتماعية (1.5) مليون شخص، بينهم أفراد وأسر، أما فيما يخص البرامج التأمينية، فهناك نحو (590) ألف مؤمّن عليه نشط، إضافة إلى مليون عامل أجنبي دخلوا لأول مرة تحت مظلة هذه المنظومة، وبالتالي، فإن صندوق الحماية الاجتماعية يخدم شهريًا أكثر من مليوني شخص.

وأكد الفارسي أن المنظومة تضم ثلاثة مستويات رئيسة، منها المستوى الصفر الذي يشمل الحماية الاجتماعية الأساسية، مثل منفعة كبار السن بقيمة (115) ريالًا عمانيًا، التي تصرف كجزء من دعم الحماية الاجتماعية إلى جانب المعاش التقاعدي، وبكل تأكيد فإن بعض المنافع تُصرف تلقائيًا لكل العمانيين الذين يستوفون الشروط، مثل كبار السن، بينما تخضع منافع أخرى للفحص لضمان وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجًا، كالأسر المعسرة وذوي الإعاقة وتهدف هذه المنافع إلى حماية الفرد من الوقوع في المخاطر، بما يتماشى مع نطاق عمل منظومة الحماية الاجتماعية.

نقص البيانات

وحول التحديات التي واجهت المنظومة في إطارها التنفيذي قال الفارسي: هناك الكثير من التحديات التي واجهت الصندوق في تنفيذ المنظومة لعل أبرزها: نقص البيانات الدقيقة المطلوبة لأتمتة الخدمات، والتنوع الثقافي والإداري بسبب اندماج صناديق مختلفة، وجاهزية الجهات الأخرى للتكامل مع المنظومة، إلا أنه رغم هذه التحديات، يعمل الصندوق بأقصى سرعة لتقديم الخدمات إلكترونيًا، حيث تم فتح باب التسجيل والصرف لبعض المنافع منذ وقت مبكر من تدشين المنظومة، مما سهّل على المواطنين الحصول على الدعم دون الحاجة لزيارة الفروع، كما إننا نستعد قريبًا لإطلاق الحاسبة الإلكترونية للمعاشات وهو الإجراء الذي يعمل على تنظيم وترتيب وتنظيف البيانات القديمة لضمان دقة نتائج الحاسبة الإلكترونية للمعاشات، وحتى ذلك الحين، يمكن للأفراد الاستفسار عبر الهاتف أو زيارة الفروع المتوزعة في محافظات سلطنة عُمان، وبكل تأكيد ستوفر هذه الأداة للمواطنين طريقة سهلة لحساب معاشاتهم التقاعدية.

التقاعد المبكر

وفيما يتعلق بالتقاعد المبكر وتأثيره على استدامة الصندوق أوضح الفارسي قائلا: يعد التقاعد المبكر من أبرز التحديات التي تواجه صناديق التقاعد في سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن المدى البعيد لها يتسبب في خسائر مليارية، ولهذا تم دمج الصناديق لمعالجة هذه التحديات وضمان استدامتها، من خلال زيادة عدد الداخلين الجدد في النظام، وتمديد فترة بقاء المؤمّن عليهم في النظام، وضبط فترة استحقاق المعاشات.. مشيرًا؛ إلى أن التقاعد المبكر هو وسيلة لمعالجة بعض الحالات وتقديم بعض الاستثناءات وليس غاية أو هدف تأميني، باعتباره لا يوجد عالميًا سوى في دول الخليج، وأن معظم الدول تتجه لإلغائه، لكن القانون العماني لا يزال يتيح بعض الاستثناءات، مثل الحالات الصحية والمرأة التي يمكنها التقاعد قبل الرجال بخمس سنوات.

سن التقاعد

وأضاف: تم تصميم سن التقاعد في سلطنة عُمان ليكون (60) عامًا، بناءً على دراسات اكتوارية استندت إلى معدلات الأعمار والوفيات، حيث يبلغ متوسط عمر الرجل (75) عامًا، والمرأة (78) عامًا، ومع ذلك، يُسمح بالتقاعد المبكر بناءً على مدة خدمة معينة دون اشتراط العمر، ونحن نؤكد أن الصندوق دائما يستمع للجميع، وندرس ونرفع النتائج لنصل إلى حلول ترضي الأطراف وبما لا يخل بقدرة واستدامة هذا الصندوق.

معاشات متغيرة

ويتابع الفارسي حديثه قائلا: لقد تميز قانون الحماية الاجتماعية الجديد بجعل المعاشات التقاعدية متغيرة بدلًا من ثابتة، وذلك لمواجهة التضخم، حيث يتم تعديل المعاشات بنسبة (75%) من معدل التضخم المعلن، مع ضمان حد أدنى للزيادة سنويًا، وفي العام الحالي، تم رفع النسبة إلى (1%)، على أن تتم مراجعتها سنويًا وفقًا لمعدل التضخم، كما يتضمن النظام الجديد ميزة احتساب المعاش التقاعدي وفق نسبة نمو الأجور السنوية، التي بلغت العام الماضي (3%) لمتوسطي الدخل بين (590) ألف مؤمّن عليه، وهذا يعني أن الأفراد الذين لم يحصلوا على زيادات في رواتبهم سيتم تعويضهم تلقائيًا بهذه النسبة عند احتساب المعاش التقاعدي.

التمويل والاستدامة

وحول ضمان التمويل والاستدامة المالية للصندوق أكد الدكتور الفارسي على ضرورة ضمان التمويل اللازم لأنظمة التقاعد، قائلا: أن أي اختلال في التمويل سيؤثر على استدامة الصندوق وحقوق المستفيدين، وهناك جهود حكومية مستمرة لضمان التمويل عبر مصادر مختلفة، سواء من الحكومة أو عبر شراكات أخرى.

أما فيما يتعلق بمرونة التأمين الاجتماعي وتعدد مصادر الدخل، فقال فيصل الفارسي: لم يعد التأمين الاجتماعي مرتبطًا بوظيفة واحدة، إذ يتيح القانون الجديد إمكانية: الانتقال بين القطاعات (الخاص، المدني، العسكري، أو العمل الحر) مع الاحتفاظ بالتأمين، والتأمين على أكثر من عمل في الوقت ذاته لزيادة قيمة المعاش التقاعدي، والاشتراك في النظام التكميلي لرفع قيمة المعاش عند التقاعد.

العمانيون في الخارج

وحول العمانيين العاملين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أكد الفارسي أنه فيما يتعلق بمد الحماية التأمينية على العاملين في دول مجلس التعاون الخليجي فتوجد بعض الفروقات البسيطة في نسبة الاشتراكات بين سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون، لكنها لا تتجاوز (من 1 إلى 2 %) في بعض الدول، أما احتساب المعاشات وسن التقاعد، فهي موحدة لجميع العاملين في دول المجلس، فيما يخص احتساب المعاش التقاعدي لحالات العجز الطبيعي، فقد تم رفع الحد الأدنى إلى (50%) لمن لم يكمل المدد المطلوبة، وذلك بهدف تحسين أوضاع المستفيدين، وإذا كانت مدة الخدمة أطول، يتم احتساب المعاش بناءً على النسبة الأعلى.

الأمان الوظيفي

وأشار الدكتور فيصل إلى نظام الأمان الوظيفي وقال: يقدم النظام دعمًا مؤقتًا للمنهية خدماتهم لأسباب خارجة عن إرادتهم في ظل الأزمات، حيث شهد النظام تمديد منافع التعطل عن العمل لأكثر من خمس سنوات بسبب الأزمات الاقتصادية، مؤكدًا على: ضرورة تكامل الجهود بين الجهات الحكومية لإعادة هذه الفئة إلى سوق العمل.

واختتم الفارسي حديثه بالتأكيد على أهمية الطرح المسؤول للمعلومات قائلا: نظرًا لأهمية هذه المنظومة، من الضروري التعامل مع المعلومات المتعلقة بها بمسؤولية، وتجنب استغلال عواطف الناس عند مناقشة بعض القضايا المرتبطة بها، ويجب التأكد من أن المعلومات تأتي من مصادرها الرسمية لضمان الدقة والوضوح.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحمایة الاجتماعیة دول مجلس التعاون المعاش التقاعدی التقاعد المبکر احتساب المعاش فیما یتعلق فی دول

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان “إرهابية”

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن تصنيف جماعة الإخوان باعتبارها إرهابية أمر قد تدعمه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضافت المتحدثة ردا على سؤال حول مشروع تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية الذي تم تقديمه مؤخرا للكونغرس وإذا ما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعم مثل هذه الخطوة: “بكل صراحة، لست متأكدة من ذلك لأني لم أتحدث معه (عن الموضوع)”.

وتابعت: “لا أريد أن أستبق مجلس الأمن القومي حول تصنيفات معينة، ولكن يبدو أنه أمر يمكن أن تدعمه الإدارة”.

وكان السيناتور الأميركي الجمهوري تيد كروز، قد قدم في وقت سابق من الشهر الجاري للكونغرس، مشروع قانون لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.

وقال كروز إن تنظيم الإخوان “منظمة إرهابية”، و”تقدم الدعم لفروعها الإرهابية مثل حركة حماس”.

واعتبر كروز أن الإخوان “يشكلون تهديدا خطيرا لمصالح الأمن القومي الأميركي”.
ووفقا لوثيقة وزعها مكتب كروز على أعضاء مجلس الشيوخ، فإن مشروع القانون يمنح وزارة الخارجية صلاحيات جديدة لتصنيف الفروع المرتبطة بالإخوان جماعات إرهابية، كما يلزم الوزارة بإعداد قائمة شاملة بهذه الكيانات خلال 90 يوما من إقرار القانون.

ويحظى مشروع القانون بدعم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، من بينهم جون بوزمان، وتوم كوتون، وديف ماكورميك، وآشلي مودي، وريك سكوت.

اقرأ أيضاًالعالمفرار 100 ألف شخص من منازلهم.. تبادُل القصف وإطلاق النار على الحدود الفاصلة بين تايلاند وكمبوديا

كما نال تأييد منظمات نافذة، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، ومسيحيون متحدون من أجل إسرائيل (CUFI)، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD Action).

وقالت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية في بيان، إن جماعة الإخوان “تدعم حماس وجماعات إرهابية أخرى تستهدف حلفاء ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

ويتضمن التشريع المقترح 3 مسارات لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وهي إجراء من الكونغرس بموجب قانون مكافحة الإرهاب لعام 1987، ثم تصنيف رسمي من وزارة الخارجية كمنظمة إرهابية أجنبية، تليه إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب العالمي.

وبموجب هذه التصنيفات، سيمنع المواطنون الأميركيون من إجراء أي معاملات مالية أو تقديم خدمات للجماعة، كما سيتم تجميد أصولها.

مقالات مشابهة

  • ترامب: يجب عزل رئيس البنك المركزي الأمريكي
  • تصنيف الدول حسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب (إنفوغراف)
  • تصنيف الجزائر ضمن فئة الدخل المرتفع لعام 2025
  • حرب إلكترونية بلا هوادة.. 600 هجوم أمريكي على المنشآت العسكرية الصينية
  • رسالة مؤثرة من زوجة سالم الدوسري تشعل المنصات الاجتماعية
  • موظفون حكوميون إلى التقاعد (أسماء)
  • البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان "إرهابية"
  • البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان “إرهابية”
  • عشر دول أفريقية تتقدم في تصنيف الدخل وواحدة في الصدارة
  • التأمينات الاجتماعية تبدأ إيداع معاشات التقاعد لشهر أغسطس 2025 اليوم