قال موقع ميديا بارت إن وثيقة سرية قدمت لمجلس السياسة النووية أعطت الضوء الأخضر لتغييرات جذرية في نظام السلامة النووية بفرنسا، واقترحت توحيد الهيئات المستقلة العاملة في القطاع النووي وزيادة قربها من المشغّلين الصناعيين، مما أثار الكثير من التساؤلات حول الشفافية والاستقلالية.

وأوضح الموقع -في تقرير بقلم جاد ليندغارد- أن الوثيقة المكونة من 30 صفحة أوصت "بتعزيز صلاحيات" هيئة السلامة النووية التي تولت بعد ذلك دور مراقبة الصناعة النووية، وطالبت الهيئة الوطنية للطاقة النووية بالتخلي عن متطلباتها الخاصة بزيادة مستوى السلامة في المنشآت النووية، وزيادة قرب المشغلين، أي شركة الكهرباء الفرنسية وشركة أورانو للوقود النووي وهيئة الطاقة الذرية والوكالة الوطنية لإدارة النفايات المشعة و"الهيئة الوطنية للطاقة الذرية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نتنياهو يريد التضحية بالأسرى على مذبح بقائه في الحكمlist 2 of 2زيارة سرية لوفد من المؤثرين الباكستانيين إلى إسرائيلend of list

وبعد مرور عامين، لم يتم الإعلان عن هذه الوثيقة التي أعدها المسؤول السابق في "المفوضية الفرنسية للطاقة الذرية" دانيال فيرفيرد بناء على طلب الإليزيه، بل تم ختمها بعلامة "ليست للنشر"، وظلت محفوظة في أحد أدراج قصر الإليزيه.

ولكن توصياتها بدمج معهد الحماية من الإشعاع والسلامة النووية "آي آر إس إن" (IRSN) مع هيئة السلامة النووية "إيه إس إن" (ASN) في هيكل جديد هو هيئة السلامة النووية والحماية من الإشعاع "إيه إس إن آر" (ASNR) التي بدأت عملها فعليا منذ يناير/كانون الثاني 2025.

إعلان تهديد للشفافية

ولتسهيل الإجراءات، أقر البرلمان قانونا لتسريع مشاريع بناء محطات نووية جديدة وتجديد القديمة، واعترفت هيئة السلامة الجديدة، على لسان نائب مديرها العام جوليان كولي، بأن زيارة محطات الطاقة في الذكرى الأربعين تطلبت عملا "بحجم استثنائي"، ولكن الزيادة في الذكرى الخمسين سوف تكون "مختلفة بعض الشيء في نهجها".

غير أن الوثيقة أثارت جدلا كبيرا بسبب السرية التي أحيطت بها وعدم اطلاع الأطراف المعنية الأساسية عليها مثل قيادات معهد الحماية من الإشعاع والسلامة النووية، إذ نوقشت في مجلس السياسة النووية، وهو اجتماع رفيع المستوى مغطى بسرية الدفاع.

واعترض منتقدون كثر على هذه الخطوة، معتبرين أنها تمثل تهديدا للشفافية وتقويضا لاستقلالية الهيئات الرقابية التي كانت تُصدر تقييماتها علنا، وهو ما توقف منذ بدء عمل الكيان الجديد.

ويزعم وزير الصناعة السابق رولان ليكور أنه "لم يسمع بهذه الفكرة من قبل"، وقد رد مكتب أنييس بانييه روناشيه، وزيرة التحول البيئي عام 2023 والمسؤولة عن تنفيذ قانون تسريع الطاقة النووية، بأن "هذا التقرير تم التكليف به من قبل الإليزيه"، وأن "محتواه سري بحيث لا يستطيع المكتب نفيه ولا التعليق على" أدنى سؤال يتعلق به.

ليسني: التقرير يركز على الترويج لمصالح القطاع النووي أكثر مما يركز على السلامة العامة، إذ إن الهدف الرئيسي منه هو تسهيل تنفيذ قرارات الرئاسة وجعل الحياة أسهل للمشغّلين

إضعاف للسلامة

وفيما يتعلق بالسلطة التنفيذية، يقول دانييل فيرواردي "من الواضح أن الإدارة الإستراتيجية التي يوفرها مجلس السياسة النووية ليست كافية لضمان التنفيذ العملي السليم لقراراته، ناهيك عن ضمان توافق مختلف الجهات الفاعلة مع سياسة الدولة".

ويشدد التقرير على المشكلات الناتجة عن البنية "الثنائية الرأس" السابقة للنظام، والتي اعتُبرت مصدر خلافات إعلامية وتقنية، إلا أن منتقدي التعديل يرون أن دمج الهيئات أدى إلى تغييب الشفافية، إذ لم تعد الهيئة الجديدة مُلزمة بنشر تقاريرها الفنية، مما يُثير القلق حول مصداقية القرارات المستقبلية.

إعلان

وعلق النائب ماكسيم ليسني، من حزب فرنسا الأبية والذي اطلع على التقرير، قائلا إن "التقرير يركز على الترويج لمصالح القطاع النووي أكثر مما يركز على السلامة العامة، حيث إن الهدف الرئيسي منه هو تسهيل تنفيذ قرارات الرئاسة وجعل الحياة أسهل للمشغّلين".

وخلص ميديا بارت إلى أن هذه الإصلاحات التي تدعي الحكومة أنها تهدف إلى تعزيز القطاع النووي لدعم مشاريع جديدة، يرى كثيرون أنها تضعف الضمانات المستقلة للسلامة وتتجاهل المخاوف البيئية، ليبقى الجذل مستمرا ويعكس الصدام بين الحاجة لتطوير قطاع الطاقة النووي والطموحات السياسية من جهة، وضمان الشفافية والسلامة العامة من جهة أخرى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات السلامة النوویة القطاع النووی هیئة السلامة یرکز على

إقرأ أيضاً:

تنبؤات تحققت.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل في نهاية 2025

أثار عدد من التوقعات التي نسبت للفلكية اللبنانية ليلى عبد اللطيف حالة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وذلك بعد تداول مستخدمين أخبارًا تشير إلى “تحقق” بعض مما أعلنته سابقًا بشأن أحداث إقليمية ودولية في عام 2025.

أثارت الجدل بالسوشيال ميديا .. إلهام شاهين بالعباية السوداء بمناسك العمرةتنبؤات ليلى عبد اللطيف حول محمد صلاح تثير الجدل.. ماذا قالت؟

وجاء من بين أبرز ما تم تداوله، حديث منشورات إعلامية عن توقعها حدوث خلافات حادة بين قطر وإسرائيل، وهو ما ربطه البعض بتطورات ميدانية وسياسية ظهرت مؤخرًا في المنطقة، الأمر الذي دفع نشطاء إلى إعادة نشر مقاطع قديمة لعبد اللطيف تؤكد فيها أن المنطقة ستشهد “تصعيدًا غير متوقع”.


كما انتشرت تصريحات منسوبة لها حول اعتراف عدد من الدول بفلسطين خلال العام الجاري، وهو ما اعتبره البعض متقاربًا مع مواقف سياسية أُعلنت في الأسابيع الأخيرة من عدة عواصم غربية، رغم عدم وجود تأكيد رسمي على صلة هذه التطورات بتوقعاتها.


وفي المقابل، حذّر خبراء وإعلاميون من الانسياق وراء هذه التوقعات دون تدقيق، مؤكدين أن معظم ما يتم تداوله يعتمد على اجتهادات أو مقاطع مجتزأة من سياقها، ولا يستند إلى دلائل موثوقة. 


وبين مؤيد ومشكك، يظل اسم ليلى عبد اللطيف حاضرًا بقوة في كل موجة أحداث جديدة، ما يعكس حالة الاهتمام الشعبي بمتابعة توقعاتها التي تتصدر عادةً مواقع التواصل مع بداية كل عام.

طباعة شارك ليلى عبد اللطيف توقعات ليلي عبد اللطيف تنبؤات ليلي عبد اللطيف

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
  • وثيقة سرية تكشف تعرض واشنطن لهزيمة كبيرة من الصين في حال غزو بكين لتايوان
  • ميزة أندرويد الجديدة تثير الجدل.. التقنية التي ستنقذك في لحظات الطوارئ
  • تنبؤات تحققت.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل في نهاية 2025
  • وثيقة سرية تكشف عن تفوق صيني ينسف الهيمنة العسكرية الأميركية
  • وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوان
  • وثيقة سرية تكشف: أميركا ستتكبد هزيمة ساحقة أمام الصين
  • وثيقة سرية تكشف: أميركا ستتكبد "هزيمة ساحقة" أمام الصين
  • رئيس مؤسسة الدعم الفني التشيكي يشيد بما حققته هيئة الرقابة النووية من نجاحات
  • بوتين: روسيا مستعدة للمساهمة في برنامج إندونيسيا النووي