مأساة بولاق الدكرور.. أسرة كاملة تختنق بالغاز أثناء النوم
تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT
تلقى رجال الأمن بمحافظة الجيزة بلاغا عاجلا يفيد بانبعاث رائحة غاز قوية من شقة سكنية بمنطقة بولاق الدكرور، فتوجهت على الفور فرق من الحماية المدنية والإسعاف إلى الموقع.
وعند وصولهم، قاموا بكسر باب الشقة للدخول، ليكتشفوا مأساة مأساوية تمثلت في وفاة أسرة كاملة مؤلفة من خمسة أفراد، هم الأب والأم وثلاثة أطفال، جراء اختناقهم بالغاز أثناء نومهم.
بدأت الجهات المختصة فحص مسرح الحادث فور الوصول، حيث قام رجال المباحث بتأمين المكان ومعاينة الشقة بعناية لتحديد أسباب الحادث، بينما باشرت سيارات الإسعاف نقل الجثامين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وطلبت النيابة إجراء تقرير مفصل من الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة بشكل دقيق، مع متابعة فورية للتحريات للتأكد من طبيعة التسرب الغازي وأي شبهة جنائية محتملة.
شهد محيط الحادث حالة من الحزن الشديد بين الجيران، الذين عبروا عن صدمتهم لما حل بالأسرة، مؤكدين أن الواقعة أثرت على شعور الأمن والأمان بالمنطقة.
وأوضح شهود العيان أن الرائحة الكثيفة للغاز انتشرت منذ ساعات الصباح الأولى، ولم يتمكن أحد من إنقاذ الأسرة قبل وقوع الوفاة، ما جعل الحادث مأساويا بكل المقاييس.
حررت السلطات المختصة محضرا رسميا بالواقعة، وتولت اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيالها، فيما واصلت فرق الدفاع المدني فحص شقق المجاورين للتأكد من عدم وجود أي مخاطر أخرى من تسرب الغاز.
كما شددت أجهزة الأمن على أهمية الالتزام بإجراءات السلامة المنزلية لتجنب حوادث مماثلة، خاصة مع انتشار استخدام أسطوانات الغاز والتوصيلات غير الآمنة في بعض المناطق.
تواصل النيابة العامة تحقيقاتها بشكل موسع، حيث من المقرر عرض نتائج تقرير الطب الشرعي على الجهات القضائية لتحديد المسؤوليات، مع متابعة دقيقة لكل تفاصيل الواقعة التي هزت منطقة بولاق الدكرور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بولاق الدكرور اختناق بالغاز وفاة أسرة الجيزة
إقرأ أيضاً:
مفقودو حرب السودان.. مأساة أسر كاملة في كردفان
في ركن منسي بولاية شمال كردفان حيث تتلاشى الحدود بين النزوح والفقد، تجلس نساء سودانيات قهرتهن الحرب مرتين؛ مرة حين سلبتهم الديار، وأخرى حين ابتلعت فلذات أكبادهن وذويهم في طرقات المجهول.
ولا تروي الخيام قصص الجوع والعطش فحسب، بل تضج بصمت ثقيل لأمهات وزوجات ينتظرن غائبين لم يتبقَ منهم سوى "أسماء في الذاكرة" وصور يتيمة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تجدد القتال غربي كردفان وأزمة نازحي السودان تتفاقمlist 2 of 4تصاعد موجات النزوح في شمال دارفور وغرب كردفانlist 3 of 4مدينة الأبيض.. "عروس الرمال" في شمال كردفانlist 4 of 4تفاقم الوضع الإنساني جنوب كردفان بسبب الجوع والأوبئةend of listتجلس السيدة "خديجة" وهي مثقلة بالهموم أمام خيمتها التي أوتها بعد النزوح القسري، إذ فقدت زوجها وعددا من أفراد أسرتها، لتجد نفسها وحيدة في مواجهة مصير 8 أطفال يعتمدون عليها كليا.
وتروي خديجة للجزيرة فصول مأساتها بصوت يغالبه الانكسار: "عانينا ما لا يوصف؛ هربنا من جحيم المعارك في بابنوسة إلى الفولة، ومنها قذفتنا الأقدار إلى هنا".
لكن النزوح لم يكن نهاية المطاف، فالمأساة تكمن في الغياب؛ إذ تضيف: "نفتقد الوالد، والأخ، وزوج ابنتي الذي يطلب الخاطفون فدية تعجيزية لإطلاق سراحه، بينما لا نملك عن والدنا خبرا ولا أثرا".
صور يتيمة وأسئلة بلا إجاباتخديجة ليست وحدها في هذا العراء؛ ففي كل خيمة غصة، ولكل نازح قصة اختفاء قسري. تحكي السيدة "أم شريم" عن الصورة الفوتوغرافية الوحيدة لابنتها المفقودة وكيف أنها تتمسك بها كطوق نجاة، وتقول إنها لا تحمل سوى أمنية وحيدة وبسيطة استعصت على التحقيق: "أريد فقط أن أعرف أين هي.. هل هي باقية على قيد الحياة؟".
وعلى مقربة منها، تجلس "عزة" تحدق طويلا في ملامح شقيقها عبر صورة صامتة، وإلى جوارها يجلس طفله الصغير، يتقاسم مع عمته مرارة الانتظار.
قالت عزة: "فقدنا أخي منذ يوم الجمعة، وهذا طفله يجلس معنا ينتظر.. لا خبر، لا اتصال، ولا شيء يطمئننا".
أرقام مفزعة
الفاجعة في شمال كردفان تتجاوز القصص الفردية لتتحول إلى ظاهرة جماعية، فبحسب إفادات مسؤولين في وزارة التنمية الاجتماعية، فإن أعداد المفقودين في تزايد مقلق، حيث تجاوزت البلاغات حاجز الـ100 أسرة تبحث عن ذويها في الوقت الراهن.
إعلانوتشير التقارير الرسمية إلى أن الفقد لم يقتصر على الرجال، بل طال النساء والأطفال وأسر كاملة اختفت في محلية "بارا"، وسط عجز عن حصر دقيق لمن تاهوا في دروب الحرب الوعرة.
وبينما تتلقى بعض الأسر أخبارا مفجعة تقطع الشك باليقين، يظل آخرون معلقين بخيط أمل واه، لا يملكون سوى الانتظار في محطات خلت من المسافرين، ولم يبق فيها سوى صدى الأسماء.