إفطارهم في الجنة.. مصطفى عبيد شهيد المفرقعات الذى فدى الوطن بحياته
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
في يوم عادي، بدأ الرائد مصطفى عبيد الأزهرى يومه كأي يوم آخر، لا يعلم أن لحظات قليلة ستكتب له مكانًا خالدًا في ذاكرة الوطن.
ابن قرية جزيرة الأحرار في القليوبية، خبير المفرقعات في مديرية أمن القاهرة، حمل على عاتقه مهمة كانت شديدة الخطورة، لكنه لم يتردد لحظة في مواجهتها.
ودع زوجته وأطفاله "لارا" و"يوسف"، وعاد إلى عمله الذي كان يتطلب الشجاعة والصبر في مواجهة الموت بشكل يومي، ولكن لم يكن يدرك أن الموت سيأتيه في لحظة كان فيها يواجه خطرًا أكبر.
التقطت زوجته الهاتف، لتطمئن عليه في الساعات الأولى من عمله، فأوصته قائلة: "خلى بالك من نفسك، وربنا يحفظك"، وكان رده مفعمًا بالطمأنينة: "سيبها على الله، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". وها هي ابنته الصغيرة "لارا" التي طلبت منه بألم، "إنت وحشتني أوى يابابا"، فأجابها قائلاً: "هاخلص شغل ياحبيبتى وهاجى على طول"، وكأن الوداع كان أمرًا عابرًا في حياته، ولكن القدر كان يخبئ له شيئًا أكبر.
في تلك اللحظات، جاء البلاغ الذي سيغير كل شيء، بلاغ عن حقيبة مملوءة بالعبوات الناسفة في منطقة أبو سيفين بعزبة الهجانة.
أسرع مصطفى مع زملائه إلى المكان، لكن قلبه المملوء بالشجاعة دفعه ليكون في مقدمة الصفوف، بدأ التعامل مع العبوات الناسفة، وبينما هو في اللحظات الحاسمة، انفجرت إحدى العبوات، لتسجل اللحظة المأساوية سقوطه شهيدًا غارقًا في دمائه، مقدّمًا روحه فداءً لوطنه.
لم يكن مصطفى عبيد مجرد ضابط في الشرطة، بل كان مثالًا للتضحية والشجاعة.
هو ابن أسرة عظيمة؛ فوالده اللواء أركان حرب بالمعاش عبيد الأزهرى وجده أحد شهداء القوات المسلحة في العدوان الثلاثي.
أهالي جزيرة الأحرار ودعوا مصطفى في جنازته وسط هتافات "لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله"، بينما أطلقت سيدات القرية الزغاريد، وكأنهن يودعن بطلًا ترك بصمة في تاريخ الوطن.
الرائد مصطفى عبيد، لم يكن مجرد شهيد في 2019، بل كان رمزًا للإيمان بأن الوطن لا يُحفظ إلا بتضحيات من مثل هذه الأرواح الطاهرة.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: شهيد شهداء الشرطة مصطفى عبيد الشهداء مصطفى عبید
إقرأ أيضاً:
الخلايلة يزور بعثتي الحج العسكريتين ويكرّم حفظة القرآن في مكة
صراحة نيوز -قام وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، مساء الاثنين، بزيارة أعضاء بعثتي الحج التابعتين للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ومديرية الأمن العام، في مقر إقامتهم بمكة المكرمة.
واطّلع الخلايلة، خلال الجولة التي رافقه فيها عدد من مسؤولي الوزارة وأعضاء البعثة الإعلامية، على أحوال الحجاج وأوضاعهم الصحية والمعيشية، مؤكدًا اعتزازه بدورهم الوطني وجهودهم المستمرة في خدمة الوطن.
وثمّن الخلايلة مكرمة جلالة الملك عبد الله الثاني السنوية في إرسال بعثات حج وعمرة لأبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من متقاعدين وعاملين ومصابين وذوي شهداء، معتبرًا إياها تجسيدًا للعناية الملكية السامية بأبناء الوطن.
وقام الخلايلة خلال الزيارة بتكريم عدد من أعضاء البعثتين من حافظي القرآن الكريم، تقديرًا لتفانيهم وتميّزهم في خدمة كتاب الله.