عربي21:
2025-12-02@17:37:20 GMT

القتال أم الأسرى…ما هو الخيار المفضل لنتنياهو؟

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

كان من الواضح منذ بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، أن نتنياهو لن يلتزم بما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء، وأثيرت شكوك قوية في أنه لن يدخل المرحلة الثانية. الخرق المستمر للهدنة من الجانب الإسرائيلي، وعرقلة إدخال المساعدات، والتلكؤ في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، كانت مؤشرات سلبية لعدم إتمام بنود الاتفاقية، وبالفعل تنصل الاحتلال مما تم الاتفاق عليه، وقام بشن هجماته الوحشية على قطاع غزة واستئناف الحرب بمباركة أمريكية.



نتنياهو أراد باستئناف الحرب التدرّع باليمين المتشدد الذي أثّر اتفاق وقف إطلاق النار على تماسكه، حيث أعاد استئناف الحرب حزب «عظمة يهودية» ورئيسه المتطرف إيتمار بن غفير إلى الحكومة، بعد الانسحاب من الائتلاف عقب وقف إطلاق النار. تزامن مع ذلك، قرار نتنياهو بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، على الرغم من تجميد المحكمة العليا لقرار إقالته لحين النظر في الالتماسات التي قدمتها المعارضة، ورونين بار هو الرجل الذي دأب على اتهام نتنياهو بعدم أهليته لقيادة حملة عسكرية، بما يعني أن نتنياهو يفرغ محيطه من كل المعارضين واسترضاء اليمين الراغب في خوض الحرب للنهاية.

يسعى نتنياهو من خلال هذه الإجراءات، إلى ضمان مستقبله السياسي في ظل دعم اليمين، الذي سوف يساعده في تمرير ميزانية الدولة نهاية هذا الشهر، وإلا سقطت حكومة نتنياهو ويتم الذهاب إلى انتخابات مبكرة، كما أن نتنياهو يجد في استئناف الحرب مخرجا من أزماته الداخلية ومواجهة السؤال عن اليوم التالي للحرب.

ولكن ماذا عن بقية الأسرى الإسرائيليين في غزة؟ كيف سينقذهم نتنياهو بالقتال، على الرغم من أنه لم يفلح في ذلك طيلة خمسة عشر شهرا؟ من الواضح أن الإفراج عن بقية الأسرى ليس على رأس أولويات نتنياهو، فإتمام بنود الاتفاق، وصفقات تبادل الأسرى سوف تعقبه المساءلة التي غالبا ستطيح بمستقبله السياسي، لذلك يرى في الحرب طوق نجاته، وأكبر ضامن لمستقبله السياسي هو القضاء بشكل نهائي على كل شكل من أشكال المقاومة في غزة وسائر فلسطين وهو ما يفسر عملياته العسكرية في الضفة.

وعلى الرغم من المرونة التي أبدتها حماس، خاصة في عدم الممانعة في أن يكون مستقبل الحكم في غزة خاليا من حماس، إلا أن كل المؤشرات تقول إن نتنياهو يذهب في أحلامه إلى القضاء على المقاومة، ولن يكتفي ببدائل فلسطينية أخرى تدير القطاع في ظل الإبقاء على قوة المقاومة.

ومما يقوي قلبه على خوض الحرب، أنه قد أُفرج عن معظم الرهائن بموجب صفقات الاتفاق، فحصيلة الأسرى الذين وقعوا في قبضة المقاومة في السابع من أكتوبر 251 أسيرا، تم الإفراج عن 147 منهم في صفقات تبادل الأسرى، وقُتل 41 منهم خلال الغارات الإسرائيلية، ولم يتبق من الأسرى سوى 59 أسيرا، يروج الاحتلال أن 35 منهم قد قتلوا، بما يعني وفقا للاحتلال أن عدد الذين بقوا أحياء 24 أسيرا.
سيظل السهم الإسرائيلي في انطلاقه، طالما بقي الظهير الأمريكي، وطالما ظل العرب في هذا السبات والاكتفاء بعبارات الشجب والاستنكار دون اتخاذ موقف موحد رادع للاحتلال
إذن، يرى نتنياهو أنه قد أحرز تقدما كبيرا في قضية الأسرى بالإفراج عن معظمهم، بينما يصلح العدد الأقل المتبقي لأن يكون تضحية مناسبة لتحقيق أهدافه.

وهذا بدوره يخفف الضغط الشعبي على نتنياهو، على الرغم من اندلاع المظاهرات المطالبة بالدخول في المفاوضات من جديد، فلا يُتوقع أن يكون حراك الشارع الإسرائيلي بالتأثير السابق نفسه، بعد الإفراج عن معظم الأسرى. يعوّل نتنياهو كذلك على خسارة المقاومة للجزء الأكبر من ترسانة أسلحتها وقوتها الصاروخية، وفقا للاحتلال، ومن ثم يرى فيها فرصة سانحة للقضاء على المقاومة. مقتل بقية الأسرى خلال الغارات على القطاع، سوف يريح نتنياهو من عناء المسؤولية عن إعادتهم، لذلك فهو يضرب بقوة ولا يبالي، فهدفه الذي لن يتراجع عنه هو السيطرة على القطاع ولو كان ثمنه التضحية بالأسرى، وهو أحد البدائل التي طرحها آفي شيلون الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

يهدف نتنياهو من خلال السيطرة على القطاع القضاء على المقاومة، أو تسليم سلاحها وتهجير قياداتها، بما يعني القضاء عليها في الحالتين، لكن حماس على الرغم من المرونة التي أبدتها للتوصل إلى استئناف المفاوضات، ترى أن تجريد فلسطين من المقاومة يعني ابتلاع الاحتلال لكامل الأراضي الفلسطينية والوصول إلى المرحلة النهائية من عملية تهويد الأقصى.

نتنياهو يفضل القتال على عودة الأسرى، بل يرى في الأحداث الراهنة فرصة لتغيير أوضاعه الجيوسياسية في المنطقة، فهو يضرب غزة والضفة وبيروت وسوريا في آن واحد، بينما تنوب الولايات المتحدة الأمريكية عنه في ضرب اليمن. سيظل السهم الإسرائيلي في انطلاقه، طالما بقي الظهير الأمريكي، وطالما ظل العرب في هذا السبات والاكتفاء بعبارات الشجب والاستنكار دون اتخاذ موقف موحد رادع للاحتلال.

لكن على الرغم من ذلك، نقول إن تاريخ صراع الاحتلال مع المقاومة الفلسطينية يؤكد عدم قدرته على توقع قدراتها وردود أفعالها، إذ تفاجئه في كل مرة بما لم تصل إليه قوته الاستخباراتية. وبشكل عام، ومهما كانت مآلات هذه الحرب، فإن تلك الجذوة المتّقدة في فلسطين لا يمكن أن تنطفئ، لأنها قضية محسومة لصالح أصحاب الحق والأرض مهما طال أمد الاحتلال، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه نتنياهو غزة الحرب غزة نتنياهو الحرب دولة الاحتلال مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الرغم من الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

دراسة تربط زيت الطهي المفضل في أميركا بالسمنة

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن زيت فول الصويا، وهو زيت الطهي الأكثر استهلاكا في الولايات المتحدة وعنصر أساسي في الأطعمة المصنعة، يساهم في السمنة، على الأقل لدى الفئران، من خلال آلية بدأ العلماء الآن في فهمها.

في تجربة أُجريت في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، اكتسبت معظم الفئران التي تتبع نظاما غذائيا غنيا بالدهون وزيت فول الصويا وزنا كبيرا. ومع ذلك، لم يحدث ذلك لمجموعة من الفئران المعدلة وراثيا.

أنتجت هذه الفئران شكلا مختلفا قليلا من بروتين الكبد الذي يؤثر على مئات الجينات المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي للدهون. ويبدو أيضا أن هذا البروتين يغير كيفية معالجة الجسم لحمض اللينوليك، وهو مكون رئيسي في زيت فول الصويا.

وقالت سونيا ديول عالمة الطب الحيوي في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد والمؤلفة المراسلة للدراسة المنشورة في مجلة أبحاث الدهون: "قد تكون هذه هي الخطوة الأولى نحو فهم سبب اكتساب بعض الأشخاص للوزن بسهولة أكبر من غيرهم عند اتباع نظام غذائي غني بزيت فول الصويا".

في البشر، يوجد كلا النوعين من بروتين الكبد HNF4α، ولكن عادة ما يتم إنتاج الشكل البديل فقط في ظل ظروف معينة، مثل المرض المزمن أو الإجهاد الأيضي الناتج عن الصيام أو الكبد الدهني الكحولي. وقد يساعد هذا الاختلاف، إلى جانب الاختلافات في العمر والجنس والأدوية والجينات، في تفسير سبب كون بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للتأثيرات الأيضية لزيت فول الصويا.

تستند الدراسة إلى عمل سابق أجراه باحثو جامعة كاليفورنيا ريفيرسايد، ربط بين زيت فول الصويا وزيادة الوزن. وصرحت فرانسيس سلاديك، أستاذة علم الأحياء الخلوية في جامعة كاليفورنيا ريفيرسايد: "نعلم منذ دراستنا عام 2015 أن زيت فول الصويا أكثر تسببا للسمنة من زيت جوز الهند. ولكن لدينا الآن أوضح دليل حتى الآن على أن المشكلة ليست في الزيت نفسه، أو حتى في حمض اللينوليك، بل في ما تتحول إليه الدهون داخل الجسم".

إعلان

يتحول حمض اللينوليك إلى جزيئات تُسمى الأوكسيليبينات. ويمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك حمض اللينوليك إلى زيادة كميات الأوكسيليبينات، المرتبطة بالالتهابات وتراكم الدهون.

وأظهرت الفئران المُعدّلة وراثيا في الدراسة انخفاضا ملحوظا في الأوكسيليبينات، وأظهرت كبدا أكثر صحة على الرغم من اتباعها النظام الغذائي نفسه الغني بزيت فول الصويا مثل الفئران العادية. والجدير بالذكر أنها أظهرت أيضا تحسنا في وظائف الميتوكوندريا، مما قد يُفسر مقاومتها لزيادة الوزن.

قام الباحثون بتضييق نطاق المركبات المرتبطة بالسمنة إلى أنواع محددة من الأوكسيليبينات المشتقة من حمض اللينوليك وحمض ألفا لينولينيك، وهو حمض دهني آخر موجود في زيت فول الصويا. كانت هذه الأوكسيليبينات ضرورية لزيادة الوزن لدى الفئران العادية.

الأوكسيليبينات

ومع ذلك، فإن الفئران المعدلة وراثيا التي تتبع نظاما غذائيا منخفض الدهون أظهرت أيضا مستويات مرتفعة من الأوكسيليبينات دون أن تُصاب بالسمنة، مما يشير إلى أن وجود هذه الجزيئات وحده لا يكفي، ومن المرجح أن عوامل أيضية أخرى تُساهم في السمنة.

كشف تحليل إضافي أن الفئران المعدلة وراثيا لديها مستويات أقل بكثير من عائلتين رئيسيتين من الإنزيمات المسؤولة عن تحويل حمض اللينوليك إلى أوكسيليبينات. والجدير بالذكر أن وظيفة هذه الإنزيمات محفوظة بشكل كبير لدى جميع الثدييات، بما في ذلك البشر. ومن المعروف أن مستويات هذه الإنزيمات تختلف اختلافا كبيرا بناء على العوامل الوراثية والنظام الغذائي وعوامل أخرى.

كما لاحظ الفريق أن مستويات الأوكسيليبين في الكبد فقط، وليس في الدم، هي التي ترتبط بوزن الجسم. هذا يعني أن اختبارات الدم الشائعة قد لا تلتقط بشكل موثوق التغيرات الأيضية المبكرة المرتبطة بالنظام الغذائي.

زاد استهلاك زيت فول الصويا في الولايات المتحدة 5 أضعاف في القرن الماضي، من حوالي 2% من إجمالي السعرات الحرارية إلى ما يقرب من 10% اليوم. وعلى الرغم من أن فول الصويا مصدر غني بالبروتين النباتي وأن زيته لا يحتوي على الكوليسترول، فإن الإفراط في استهلاك حمض اللينوليك، بما في ذلك من الأطعمة فائقة المعالجة، قد يؤدي إلى تأجيج الحالات الأيضية المزمنة.

بالإضافة إلى ذلك، ورغم نقص الكوليسترول في الزيت، وجدت دراسة جامعة كاليفورنيا ريفيرسايد أن استهلاك زيت فول الصويا يرتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول في الفئران.

ويستكشف الباحثون الآن كيف يتسبب تكوين الأوكسيليبين في زيادة الوزن، وما إذا كانت تحدث تأثيرات مماثلة مع الزيوت الأخرى الغنية بحمض اللينوليك، مثل الذرة وعباد الشمس والقرطم.

وقالت سلاديك: "زيت فول الصويا ليس شريرا بطبيعته.. لكن الكميات التي نستهلكها منه تحفز مسارات لم تتطور أجسامنا للتعامل معها".

وعلى الرغم من عدم التخطيط لأي تجارب بشرية، يأمل الفريق أن تساعد هذه النتائج في توجيه الأبحاث المستقبلية وإبلاغ سياسة التغذية. وقالت سلاديك: "استغرق الأمر 100 عام منذ أول ملاحظة للعلاقة بين مضغ التبغ والسرطان حتى ظهرت ملصقات التحذير على السجائر. نأمل ألا يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يدرك المجتمع العلاقة بين الإفراط في استهلاك زيت فول الصويا والآثار الصحية السلبية".

إعلان

مقالات مشابهة

  • بالأسماء.. قوات الاحتلال تفرج عن 5 أسرى من غزة
  • عاجل | نتنياهو: مصرون على أن يكون جنوب غرب سوريا خاليا من السلاح وسنبقى في المناطق التي نسيطر عليها
  • دراسة تربط زيت الطهي المفضل في أميركا بالسمنة
  • مكتب نتنياهو: الطب الشرعي سيُحدد طبيعة المُتعلقات التي تصلنا من غزة
  • بوتين: الخسائر الكبيرة التي تتكبدها أوكرانيا في القتال مأساة
  • شبح الحرب في أفق المنطقة
  • فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
  • نتنياهو يستهدف استمرار الحرب.. جيش الاحتلال يعلن القضاء على قادة المقاتلين برفح الفلسطينية
  • المسرحية الهزلية لنتنياهو: كيف خسر "المتنمر الإقليمي" العالم والجمهور؟
  • حرب غزة التي لم تنته