بدا لافتا ظهور أسيرين إسرائيليين في فيديو كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بأرقام لا أسماء، في خطوة تحمل رسائل ودلالات مهمة للمجتمع الإسرائيلي، وفق محللين سياسيين.

وفي هذا الإطار، قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني سعيد زياد إن الخطوة تمثل رسالة بليغة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يعرف أسماء هؤلاء الأسرى الأحياء في غزة".

ووفق زياد، فإن هؤلاء الأسرى يمثلون حالة من الفزع والكابوس والقيد الذي يضغط على نتنياهو، مشيرا إلى أن الأخير لا يريد التفاوض على الأسرى، بل سيسارع إلى قتلهم لو عرف مكانهم، إذ يفضل عودتهم جثثا لا أحياء.

وينظر نتنياهو إلى الأسرى الإسرائيليين بغزة على أنهم مجرد أرقام، وهو ما قاله الأسيران رقم "21" و"22″ في الفيديو بأنه كان لديهما في الأمس أسماء وهوية ولكن باتا اليوم مجرد أرقام.

وخلص زياد إلى أن المقاومة تستخدم هذه الفيديوهات للضغط على المجتمع الإسرائيلي والأسرى المحتجزين الذين خرجوا في عمليات التبادل السابقة بعدما قطعوا الأمل والرجاء من حكومة نتنياهو.

ويجد الأسرى الإسرائيليين بغزة العزاء في الأسرى المطلق سراحهم من أجل الحديث عن معاناتهم وضرورة المضي قدما في تنفيذ اتفاق غزة والضغط على الإدارة الأميركية، حسب الباحث في الشأن السياسي.

إعلان

وأعرب عن قناعته بأن الفيديو الذي سيغير المعادلة، هو ذلك الفيديو الذي سيوثق مقتل أحد الأسرى بقصف إسرائيلي قبل عودته بصفقة تبادل، مشيرا إلى أن الفيديو الجديد يعد الأول من نوعه في إطلاق مناشدة لأسير إسرائيلي أطلق سراحه.

ومطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، قبل أن تستأنف الحرب، التي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ونصت هذه المرحلة على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا (من الأحياء والأموات)، وهو ما أوفت به الفصائل الفلسطينية بالفعل، إذ أفرجت عن 25 أسيرا حيا و8 جثامين عبر 8 دفعات مقابل خروج قرابة ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

دلالات الترقيم

بدوره، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور محمود يزبك أهمية قضية الترقيم، إذ أرسلت حماس رسالة مفادها أن نتنياهو ينظر إلى الأسرى الإسرائيليين على أنهم أرقام ولا يعرف أسماءهم.

ووفق يزبك، فإن القيادة السياسية الإسرائيلية تتعامل مع أسراها مثلما تعاملت ألمانيا في حقبتها النازية عندما سجلت أرقاما على أيدي اليهود، مشيرا إلى أن الصحافة الإسرائيلية سارعت إلى ذكر أسماء الأسيرين اللذين ظهرا في فيديو القسام.

ويأتي نشر الفيديو في ظل الحديث عن مبادرة مصرية للعودة إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إذ قال يزبك إن حماس أرادت إظهار أسرى على قيد الحياة في سبيل الدفع قدما نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.

وتسعى حماس إلى الحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين قدر الإمكان، لكنها لا تستطيع فعل ذلك في حال استمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، كما يقول يزبك.

إعلان

وحسب الخبير في الشؤون الإسرائيلية، فإن الأسرى المحتجزين يعانون من سياسة التجويع المفروضة على قطاع غزة في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.

ولا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة -وفق تقديرات إسرائيلية- في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأسرى الإسرائیلیین إلى أن

إقرأ أيضاً:

70 بالمئة من الإسرائيليين يتخوفون من تصاعد الحرب مع إيران

أظهر استطلاع جديد أجراه معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن نحو 70% من الإسرائيليين قلقون من تصاعد الحرب مع إيران.

ورغم ذلك فإن هناك 73% منهم يؤيدون الهجوم العسكري على إيران، ويبدون رضا كبيرا عن نتائج العمليات التي حققتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

جاء هذا الاستطلاع ضمن سلسلة شهرية من الاستطلاعات يجريها المعهد لمتابعة تحولات مواقف المجتمع الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وخصص استطلاع الثلاثاء الماضي لتقييم مواقف الجمهور من الحرب على إيران.

وبيّن الاستطلاع أن الجيش الإسرائيلي سجل ارتفاعا ملحوظا في ثقة الجمهور، حيث أعرب نحو 82% عن ثقة عالية به مقارنة بـ 75.5% في مايو 2025، بينما بلغت نسبة الثقة في جهاز الموساد 81%، وفي شعبة الاستخبارات العسكرية 74%، مقارنة بـ 61% في ديسمبر 2024، كما ارتفعت ثقة الجمهور في سلاح الجو إلى 83%.

نسبة الذين عبّروا عن مدى الثقة العالية وشبه العالية في المؤسسات (معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي) الخوف من التطورات

ومع ذلك، وبحسب الاستطلاع عبّر نحو 70% من المشاركين عن خوفهم الكبير أو المتوسط من تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران، ويعتقد نحو نصفهم أن الحكومة لا تمتلك خطة واضحة لإنهاء المعركة.

ويرى قسم كبير من الجمهور، أن الحرب قد تستمر حتى شهر واحد، في حين يعتقد أغلبهم أن الجبهة الداخلية مستعدة لتحمّل تكاليف الحرب لمدة تصل إلى 3 أشهر.

وشهدت ثقة الجمهور في الحكومة ارتفاعا إلى نحو 30% مقارنة بـ21% في مايو 2025، كما ارتفعت ثقة الجمهور في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى 35% مقابل 26% في الاستطلاع السابق.

وعن التهديد النووي الإيراني فإن 9% فقط يرون أنه سيُزال كليا خلال المعركة، بينما يعتقد 49.5% أنه سيُزال في معظمه، و27.5% يرون أن بعضه سيبقى، و6% يعتقدون أنه لن يُزال إطلاقا.

إعلان

ويؤيد نحو 61% من المستطلعة آراؤهم أن على إسرائيل، إضافة إلى إزالة التهديد النووي، السعي إلى إسقاط النظام الإيراني، مقابل 28% يرون أن إزالة التهديد النووي وحده تكفي هدفاً.

نتنياهو والحرب

وهذا الاستطلاع يُظهر مزيجا من التأييد العسكري والثقة المتزايدة في المؤسسات الأمنية، إلى جانب مخاوف واضحة من تصاعد الحرب والشكوك تجاه قدرة الحكومة على وضع خطة حاسمة لإنهائها.

وفي تحليل معطيات هذا الاستطلاع، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، إن الاستطلاع يبيّن حالة الإجماع السياسي والاجتماعي الكبيرين للعدوان على إيران داخل إسرائيل، فضلا عن قناعتهم بأنها حرب ذات صدقية أمنية وتم اتخاذ القرار بشأنها لاعتبارات الأمن القومي وليس لمصالح شخصية سياسية لنتنياهو.

ونوه إلى أن ذلك يأتي على عكس موقف الجمهور الإسرائيلي تجاه استمرار العدوان على غزة، حيث يعتقدون أن استمراره نابع من مصالح واعتبارات شخصية متعلقة بنتنياهو، وسياسية حكومية متعلقة بالحفاظ على بقاء الحكومة.

وأضاف في مقابلة للجزيرة نت، أن الملاحظ في الاستطلاع الحالي على الرغم من أن أغلب الإسرائيليين راضون عن نتائج العدوان على إيران حتى الآن، إلا أنهم يتخوفون من تطورها.

وأشار إلى أنه من قراءة نتائج هذا الاستطلاع يمكن استنتاج أن تأييد الإسرائيليين يتركز على حرب سريعة وحاسمة، كما تعودوا في حروب إسرائيل السابقة مع دول ذات سيادة.

وخلص إلى أنه لا يمكن التغاضي عن التداعيات السياسية الداخلية، فالاستطلاع يبيّن تنامي الثقة في الحكومة ورئيسها، وهو بلا شك يخدم أجندة نتنياهو الشخصية وربما يطمح إلى التحرر من إخفاق السابع من أكتوبر بتحقيق انتصار في العدوان على إيران ليعزز فرص بقائه في الحكم.

مقالات مشابهة

  • محمود عاشور حكمًا لتقنيـة الفيديو في مباراةمانشستر سيتي والعين في كأس العالم للأندية
  • أغنية أمريكية عن قصف تل أبيب تشعل مواقع التواصل.. لماذا أغضبت الإسرائيليين؟
  • مشاهد بطولية.. كمين قسامي قتل فيه ضابط وجندي إسرائيليان / فيديو
  • كمين خان يونس .. مقتل ضابط وجندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يُعلن اغتيال "مسؤول الأموال" في كتائب القسام
  • إسرائيل.. فيديو ردة فعل نتنياهو على صوت خلفه خلال تفقد موقع ضربة إيران في سوروكا يثير تفاعلا
  • رابط الفيديو بالملاحظات) الناجحة الوحيدة بمدرسة الرسوب الجماعي بإعدادية بني سويف: "المدرسين مش ملتزمين والمدير بيغطي عليهم" (فيديو)
  • فيديو يُظهر رعب نتنياهو واستعداده للانبطاح خلال مؤتمر صحفي بعد هجوم إيراني على “تل أبيب”
  • 70 بالمئة من الإسرائيليين يتخوفون من تصاعد الحرب مع إيران
  • المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: نتنياهو يستخدم الحرب لتأجيل ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية