هل ليلة القدر مقصورة على ليلة 27 رمضان؟.. تعليق العلماء
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
تعد ليلة القدر من أعظم الليالي في شهر رمضان، لما لها من فضل عظيم ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقد خصها الله سبحانه وتعالى بسورة كاملة في القرآن، حيث قال: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 3)، مما يدل على مكانتها العالية.
يعتقد كثير من المسلمين أن ليلة القدر تقع في ليلة السابع والعشرين من رمضان، استنادًا إلى بعض الأحاديث النبوية، ومن أبرزها ما ورد عن الصحابي الجليل أُبيّ بن كعب رضي الله عنه، الذي أقسم أنها ليلة السابع والعشرين، معتمدًا على علامات أخبره بها النبي صلى الله عليه وسلم، منها أن الشمس في صبيحتها تطلع بلا شعاع.
لكن في المقابل، يرى العديد من العلماء أن ليلة القدر ليست مقصورة على ليلة 27، بل يمكن أن تكون في أي من الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، أي ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29.
وهذا الرأي يستند إلى أحاديث أخرى صحيحة، منها ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" (متفق عليه).
كما جاء في حديث آخر عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" (رواه البخاري).
ويؤكد العلماء أن الحكمة من إخفاء ليلة القدر وعدم تحديدها بشكل قاطع هي أن يجتهد المسلمون في العبادة خلال العشر الأواخر بأكملها، وألا يقتصر سعيهم على ليلة واحدة فقط. فالرسول صلى الله عليه وسلم نفسه كان يضاعف اجتهاده في العشر الأواخر من رمضان، ويوقظ أهله، ويعتكف في المسجد، مما يدل على أهمية التماسها في كل الليالي الفردية من العشر الأواخر.
وبناءً على ذلك، يُستحب للمسلمين ألا يقتصروا على العبادة في ليلة 27 فقط، بل عليهم الاجتهاد في جميع ليالي العشر الأواخر، خاصة الليالي الوترية، حتى لا يفوتوا فضل هذه الليلة العظيمة التي أخبرنا الله أنها "خيرٌ من ألف شهر"، حيث تُكتب فيها الأقدار، ويكثر فيها نزول الملائكة، وتعم فيها السكينة والرحمة، ويغفر الله فيها الذنوب لمن قامها إيمانًا واحتسابًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة 27 رمضان ليلة القدر العشر الأواخر من رمضان الليالي الوترية المزيد العشر الأواخر من رمضان صلى الله علیه وسلم لیلة القدر
إقرأ أيضاً:
يوم عرفة.. وأحب الأعمال في خير الأيام
كيف لا وفيها يقول الله في كتابه الكريم: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”.. أجل للسنة الثانية على التوالي، تبكي القلوب قبل العيون حُرقتها على مكة المكرمة، وعلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
هو يوم عرفة أفضل يوم عند الله، فلبيك والقلوب يغلفها الشوق للوقوف بجبلك موحدة لله، لبيك والعيون غمرتها الدموع من فرحة الوقف تحت رحماتك، لبيك والفؤاد كله يرجف حبا لشعيرتك يا الله، فهذا يوم عرفة. وهو ركن الحج الأساسي، خير يوم طلعت فيه الشمس، يوافق اليوم التاسع من ذي الحجة. تتوافد فيه جموع حجاج بيت الله الحرام، إلى صعيد جبل عرفات الطاهر، على بُعد 22 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “الْحَجُّ عَرَفَةُ”.
فضل يوم عرفةفضائل هذا اليوم كثيرة، فيوم عرفة هو خيُر يوم طلعت فيه الشمس، فعن جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شُعثا غُبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة”.
ومن فضائله منها أنه يومُ إكمال الدين وإتمامِ النعمة على هذه الأمة. فبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا”.
ومـن فضـائل يـوم عرفة أنه يومُ عيدٍ لأهل الإسلام. حيث قال ابن عباس: “نزلـت في يوم عيد، في يوم جمعة، ويوم عرفة”.وقـال عمـر ابن الخطاب رضي الله عنه: “كـلاهمـا بحمـد الله لـنا عيـدا، وهو عيـد لأهـلِ الموقف خاصة. ومن فضائله أيضا أنه يوم مغفرةِ الذنوب والتجاوزِ عنها، والعتقِ من النار”
من فضائله أيضا أنه يوم للعتق من النار. ففي صـحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثرُ من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة”