تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري بيسارينكو، في "أرغومينتي إي فاكتي"، حول أهمية الإنجاز الهندي في استكشاف القمر.
وجاء في المقال: نجحت الهند في إنزال مركبة فضائية في القطب الجنوبي للقمر. أصبحت الدولة الرابعة، بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية والصين، التي تمكنت من إنجاز هبوط سلس على سطح القمر.
وكانت هذه محاولة الهند الثانية في هبوط مركبة فضائية بالقرب من القطب الجنوبي للقمر. جرت المحاولة الأولى في العام 2019 لإنزال Chandrayan-2 (وقبلها كان هناك Chandrayan-1، لكن لم يكن من المفترض أن تهبط). المحاولة السابقة لم تنجح- تحطم الجهاز.
الهبوط في منطقة القمر القطبية مهمة صعبة من الناحية التقنية.
رئيس قسم أبحاث الكواكب والكيمياء الكونية، بمعهد فيرنادسكي للجيوكيمياء والكيمياء التحليلية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ميخائيل ماروف:
المهام العلمية لمحطة Chandrayan-3 هي تقريبًا مهام Luna-25 نفسها - البحث عن الماء في التربة القمرية، وتحديد محتواه وكمية مكوناته المتطايرة.
لكن تم اختيار مواقع الهبوط بشكل مختلف. لذا، فحيثما هبطت المحطة الهندية، قد يكون هناك محتوى مختلف من الماء والمواد المتطايرة. ومن حيث المبدأ، هناك ميزات أخرى للبيئة القمرية المحيطة. ولهذا السبب، كان الأمر أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للعلم لو كانت هناك بعثتان تعملان معا الآن. كان يمكن أن تكملا بعضهما البعض.
الباحث في معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دكتور العلوم الفيزيائية والرياضية ناتان إيسمونت:
ليس مبالغة القول إن من الصعب تقدير أهمية هذا الحدث. الهبوط على القمر في حد ذاته إنجاز تكنولوجي متميز. يعد ما (حققته الهند) إنجازًا كبيرًا، فيكفي هبوط واحد للاعتراف بنجاح مهمة Chandrayaan-3.
ربما ستتمكن من اكتشاف شيء جديد في العلوم الأساسية. لسوء الحظ، لا تحتوي المحطة الهندية على أجهزة عالية التقنية كالتي تم تركيبها على Luna-25؛ وبرنامجهم العلمي أدنى من البرنامج الروسي من حيث الحجم والخصائص. ومع ذلك، فإن Chandrayan لديها أدوات تسمح بدراسة التربة وتحديد تركيبة عناصر الصخور. بالنسبة للعلم هذا لا يقدر بثمن.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
أول قمر اصطناعي عربي.. «813» يقترب من الإطلاق
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةيستعد فريق القمر الاصطناعي العربي 813 لإجراء الاختبارات النهائية قبل عملية الإطلاق، حيث من المتوقع إطلاقه في الربع الأخير من العام الجاري، وتمت عملية تجميع القمر العربي في مرافق المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات، والمجهّزة بغرف نظيفة، وأجهزة اختبار التوافق المغناطيسي، والراديوي، وأجهزة محاكاة البيئة الفراغية والحرارية، وأجهزة محاكاة اهتزاز مركبة الإطلاق.
يضم الفريق 32 مهندساً وباحثاً، من بينهم 22 مهندساً إماراتياً، بالإضافة إلى ذلك يضم الفريق أيضاً 10 مهندسين وباحثين من 8 دول عربية، تتضمن السعودية والبحرين ومصر والأردن ولبنان، حيث سيعمل القمر متعدد الأطياف على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية، من بينها الغطاء النباتي وأنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء، فيما سيكون له مدار قطبي بارتفاع 600 كيلومتر، وسيرسل البيانات إلى محطة أرضية في الإمارات، ومحطات استقبال فرعية في بعض الدول العربية، لتستفيد منها مختلف الجهات البيئية والبلديات والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.
ويلعب القمر الاصطناعي العربي دوراً حيوياً في دعم الجهود الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث إنه عندما يدخل مرحلة التشغيل، سيكون قادراً على توفير بيانات دقيقة حول المسطحات المائية والسواحل، معزّزاً إدارة الموارد المائية وحماية البيئة البحرية، وكذلك مراقبة النفايات البحرية، وتحديد مصادرها، وتحليل تأثيرها، خصوصاً أن هذه المعلومات تساعد متخذي القرار لتطوير استراتيجيات، وقوانين تدعم الحد من التلوث البحري.
كما سيوفر القمر صوراً فضائية عالية الدقة لمراقبة التغيرات في استخدام الأراضي، مما يدعم التخطيط الحضري المستدام، ويسهم في الحفاظ على الحياة البرية والتنوع البيئي، بالإضافة إلى تحليل التربة والنهوض بممارسات الزراعة المستدامة، كما يسهم القمر الصناعي في رصد الغطاء النباتي والكتلة الحيوية، مما يسهل فهم تأثيرات التغير المناخي وتوقع المخاطر البيئية، وصولاً إلى مساعدة جهود الإغاثة في حالات الكوارث، مثل الحرائق والفيضانات والكوارث، وغيرها الكثير من التطبيقات التي سوف يستفيد منها المجتمعان المحلي في الإمارات والعربي.
تأهيل وتدريب
عمل على تصميم وتصنيع القمر «813» عدد من المهندسين والشباب العرب من مختلف الدول العربية، فيما جاء ذلك بهدف تأهيل وتدريب الكوادر القادرة على إعداد أجيال من الشباب العربي في قطاع الفضاء، خاصة أن تطويره جاء بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ليكون بمثابة هدية من الإمارات إلى الدول العربية.