قتل وانتهاكات ونزوح.. شهادات مروّعة من مخيم زمزم بالفاشر
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
الفاشر- نقل شهود عيان تفاصيل وشهادات مروعة عن الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي على مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وأسفرت الهجمات خلال الأيام الثلاثة الماضية عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 10 من الكوادر الطبية و4 سائقين تابعين لمنظمة "ريليف" الإنسانية العاملة في المنطقة.
ووفقا لشهود عيان، داهمت عناصر من قوات الدعم السريع عشرات المنازل في المخيم، حيث أضرمت فيها النيران بشكل متعمد، كما أطلقت الرصاص الحي على عدد من النازحين المدنيين.
وأوضح الشهود أن الهجوم على المخيم تم من عدة جهات، مما أدى إلى اندلاع حرائق في العديد من المنازل. وأشاروا إلى أن العديد من النازحين فروا نحو مناطق مختلفة، بينما فقد آخرون، وقال أحدهم إن "حياتهم اليومية تحولت إلى كابوس".
ووثقت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مشاركة عناصر من الدعم السريع في عمليات قتل داخل المخيم، كما أظهرت صور أخرى مئات النازحين بصدد الفرار من المخيم متجهين نحو مدينة الفاشر، بينما هرب آخرون نحو مناطق أخرى قريبة.
نزوح جماعيوفي تصريحات صحفية محلية، قال مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور الدكتور عباس يوسف آدم إن الهجمات المتكررة على المخيم أسفرت عن نزوح أكثر من 70 ألف أسرة.
إعلانوأضاف أن المفوضية تواصل رصد حركة النزوح التي تتجه نحو مناطق أكثر أمانا، لكنه حذر من سوء الأوضاع الإنسانية نتيجة للحصار المفروض على المدينة، فضلا عن شح المياه بسبب تدمير المصادر الرئيسية في مناطق شقرة غرب الفاشر.
ويعد مخيم زمزم ملجأ لأكثر من مليون نازح، معظمهم ممن فروا من مناطقهم الأصلية منذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور عام 2003. ويعاني سكان المخيم من أوضاع إنسانية قاسية، تشمل نقصا حادا في الغذاء والمياه والدواء.
تهجير قسريوفي ظل تفاقم الأوضاع المأساوية، أطلق عدد من النشطاء نداءات عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لوقف عمليات التهجير القسري التي تنفذها قوات الدعم السريع، وإنهاء معاناة الآلاف من النازحين المحاصرين في زمزم ومدينة الفاشر.
وقال الصادق علي النور الناطق الرسمي باسم "حركة تحرير السودان/جناح مني أركو مناوي" إن الهجوم على مخيم زمزم يشير بشكل واضح إلى إحكام الحصار على مدينة الفاشر.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "إعدام 10 من الكوادر الطبية العاملين في منظمة "ريليف" للإغاثة هو دليل قاطع على أهداف هذه المليشيا وخططها لإجراء عمليات تغيير ديمغرافي في المنطقة".
ومنذ 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تنفذ قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات باستخدام المدفعية الثقيلة والمشاة على مخيم زمزم، لكن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية تمكنت من التصدي للهجمات، مما حال دون تحقيق تقدم كبير للدعم السريع.
ونفذ سلاح الجو السوداني خلال الأيام الأخيرة 3 عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية في المخيم الذي جعله الحصار يعيش نقصا حادا في السلع الاستهلاكية وانعدام السيولة النقدية، ما تسبب في شلل شبه كامل للحياة اليومية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع مخیم زمزم
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تفاقم جرائم الدعم السريع والسودان يتمسك بالحياة
وتناولت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" المشهد المعقد في السودان، والذي تنكسر حدته قليلا بمشاهد الحج وعودة الجامعات.
وبينما تشتعل الحرب وتتمدد الفوضى تضرب الأوبئة جسدا منهكا وتسجل السلطة في الخرطوم ارتفاعا حادا في إصابات الكوليرا، وسط انهيار البنية التحتية وشح المياه النظيفة وعودة النازحين إلى مناطق مدمرة.
وفي ظل عجز المنظومة الصحية يهدد الوضع بتفشي أوسع للوباء. وحسب وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، فإن عدد الحالات الأسبوعية للإصابة بالكوليرا يتراوح بين 600 و700 حالة.
وتنتقل الكارثة بثقلها إلى شمال دارفور، حيث عاد شبح المجازر ليطارد السكان، فقد أقدمت قوات الدعم السريع على حرق 3 قرى، وقتلت وجرحت العشرات من المدنيين ونهبت ممتلكاتهم.
وقال المتحدث باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى إن هذه الاعتداءات تهدف إلى تهجير السكان الأصليين.
وفي أم درمان، تم العثور على مقابر جماعية داخل مدرسة حولت إلى معتقل دفن فيه المئات من المدنيين الذين ماتوا وتعذيبا، وتكشف الصور والمعلومات الميدانية للجزيرة نت عن فظائع ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
انتهاكات بحق المرأةكما برزت أرقام صادمة عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحق النساء السودانيات خلال الحرب، وكشف تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق عن أكثر من 1300 حالة عنف جنسي تشمل اغتصابات جماعية وحالات زواج قسري.
إعلانوطالبت منظمات حقوقية بهيكلة كاملة لآليات المحاسبة ترتكز على الضحايا وتشمل جميع مستويات المسؤولية، كما شددت على ضرورة استقلال السلطة القضائية ورفع الحصانات وتفعيل اتفاقيات حقوق الإنسان.
من جهة أخرى، وبالتوازي مع تراجعها في جبهات عدة تزداد المؤشرات على تصدع داخلي في قوات الدعم السريع نتيجة بنيتها القبلية وتدهور مواردها المالية.
ورصد تقرير للجزيرة نت تحليلات تشير إلى أن انهيار القيادة أو التمويل قد يؤدي إلى تفكك الدعم السريع إلى مجموعات مسلحة منفلتة، مما يهدد بتحول النزاع إلى حرب أهلية مفتوحة.
وفي تطور لافت، أعلن رئيس المجلس الاستشاري للدعم السريع حذيفة أبو نوبة ما وصفه بانتهاء المعركة العسكرية التقليدية مع الجيش، مؤكدا بدء مرحلة تأسيس دولة جديدة، وهو ما قوبل بقلق واسع من محللين اعتبروا أن هذا التحول يحمل أخطار التقسيم ويفتح بابا لتكرار سيناريوهات اليمن أو ليبيا.
سياسيا، لم ينج تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسا للوزراء من الجدل، فبينما اعتبره البعض خطوة حكم مدني انتقالي عده آخرون شخصية تابعة للتيار الإسلامي أو واجهة مدنية.
31/5/2025