الفاشر- نقل شهود عيان تفاصيل وشهادات مروعة عن الهجمات التي تشنها قوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي على مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.

وأسفرت الهجمات خلال الأيام الثلاثة الماضية عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 10 من الكوادر الطبية و4 سائقين تابعين لمنظمة "ريليف" الإنسانية العاملة في المنطقة.

ووفقا لشهود عيان، داهمت عناصر من قوات الدعم السريع عشرات المنازل في المخيم، حيث أضرمت فيها النيران بشكل متعمد، كما أطلقت الرصاص الحي على عدد من النازحين المدنيين.

وأوضح الشهود أن الهجوم على المخيم تم من عدة جهات، مما أدى إلى اندلاع حرائق في العديد من المنازل. وأشاروا إلى أن العديد من النازحين فروا نحو مناطق مختلفة، بينما فقد آخرون، وقال أحدهم إن "حياتهم اليومية تحولت إلى كابوس".

ووثقت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مشاركة عناصر من الدعم السريع في عمليات قتل داخل المخيم، كما أظهرت صور أخرى مئات النازحين بصدد الفرار من المخيم متجهين نحو مدينة الفاشر، بينما هرب آخرون نحو مناطق أخرى قريبة.

نزوح جماعي

وفي تصريحات صحفية محلية، قال مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور الدكتور عباس يوسف آدم إن الهجمات المتكررة على المخيم أسفرت عن نزوح أكثر من 70 ألف أسرة.

إعلان

وأضاف أن المفوضية تواصل رصد حركة النزوح التي تتجه نحو مناطق أكثر أمانا، لكنه حذر من سوء الأوضاع الإنسانية نتيجة للحصار المفروض على المدينة، فضلا عن شح المياه بسبب تدمير المصادر الرئيسية في مناطق شقرة غرب الفاشر.

نازحون في مخيم زمزم (مواقع التواصل)

ويعد مخيم زمزم ملجأ لأكثر من مليون نازح، معظمهم ممن فروا من مناطقهم الأصلية منذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور عام 2003. ويعاني سكان المخيم من أوضاع إنسانية قاسية، تشمل نقصا حادا في الغذاء والمياه والدواء.

تهجير قسري

وفي ظل تفاقم الأوضاع المأساوية، أطلق عدد من النشطاء نداءات عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لوقف عمليات التهجير القسري التي تنفذها قوات الدعم السريع، وإنهاء معاناة الآلاف من النازحين المحاصرين في زمزم ومدينة الفاشر.

وقال الصادق علي النور الناطق الرسمي باسم "حركة تحرير السودان/جناح مني أركو مناوي" إن الهجوم على مخيم زمزم يشير بشكل واضح إلى إحكام الحصار على مدينة الفاشر.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "إعدام 10 من الكوادر الطبية العاملين في منظمة "ريليف" للإغاثة هو دليل قاطع على أهداف هذه المليشيا وخططها لإجراء عمليات تغيير ديمغرافي في المنطقة".

ومنذ 1 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تنفذ قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات باستخدام المدفعية الثقيلة والمشاة على مخيم زمزم، لكن القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية تمكنت من التصدي للهجمات، مما حال دون تحقيق تقدم كبير للدعم السريع.

ونفذ سلاح الجو السوداني خلال الأيام الأخيرة 3 عمليات إنزال جوي لمساعدات إنسانية في المخيم الذي جعله الحصار يعيش نقصا حادا في السلع الاستهلاكية وانعدام السيولة النقدية، ما تسبب في شلل شبه كامل للحياة اليومية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع مخیم زمزم

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»

من أحاجي الحرب ( ٢١٣٠٧ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
لقد قمت بترجمة هذا الحوار إلى العربية، وهو لقاء أجرته قناة BFMTV في برنامج BFM Story مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار-هنري ليفي عقب عودته من السودان. وصف ليفي ما يجري بأنه «أشرس وأكثر الحروب نسيانًا في العالم اليوم»، مقدّمًا صورة لبلد ممزق بالانتهاكات والنزوح الجماعي، مشيرًا إلى وجود 12 مليون نازح من أصل 51 مليون نسمة، وهي أرقام قال إنها تكشف حجم المأساة التي تمر «تمامًا تحت رادار الإعلام العالمي».
???? ليفـي حسم الرواية التي يحاول البعض تبسيطها بجهل حينا وخبث أحيانا أخرى:
❌ هذه ليست حربًا بين جنرالين!
⚠️ ليست نزاعًا قبليًا أو عرقيًا كما يُروّج البعض.
✅ بل هي انقسام سياسي حقيقي بين مشروعين متناقضين لمستقبل البلاد.
???? وأوضح أن أحد هذين المشروعين يقوده حميدتي عبر مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، التي وصفها بأنها «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت» لا تعرف سوى الحرق ، النهب ، القتل ، الاغتصاب
???? وأضاف: «جمعت شهادات نساء تطاردك ليلًا ونهارًا»،
????مشددًا على أن هذه الأفعال تمثل إرهابًا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، على طريقة داعش والقاعدة.
???????? كما ربط ليفي بشكل مباشر بين هذه الجرائم والدعم الخارجي، مؤكدًا أن الإمارات هي الداعم الرئيسي لهذه المليشيا، واصفًا وقوفها إلى جانبها بـ «❌ الخطأ السياسي والأخلاقي الفادح».
وفي هذا السياق، نقل ليفي رسالة واضحة من الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان إلى أبوظبي، حيث اعتبر أن الإماراتيين الذين وقفوا في محطات كثيرة في الجانب الصحيح من التاريخ، يرتكبون اليوم خطأً كبيرًا بدعمهم لهذه المليشيا، لكنه خطأ قابل للإصلاح إذا اختاروا التراجع عنه ووقف هذا المسار الذي يهدد السودان كله.
???? وأوضح ليفي أن البرهان يطالب بإنهاء ما وصفه بـ « حالة الخلط التي تساوي بين الجلاد والضحية في الخطاب الدولي»،
مشددًا على أنه لا يجوز خلق أي معادلة زائفة بين الطرفين. ✅ ليفـي أيّد هذا الموقف بشكل كامل وشرح أن الواقع واضح مهما كانت الظروف:
✔️ لدينا من جهة حكومة سودانية شرعية يقودها مجلس سيادة ورئيس وزراء مدني، مهما كانت لها من عيوب،
❌ وفي الجهة الأخرى مليشيا إرهابية ترتكب جرائم ضد المدنيين وضد الإنسانية.
وأكد أن الاستمرار في مساواة الطرفين هو خيانة للواقع ويمنح المليشيا غطاءً للاستمرار في جرائمها.
????️ ليفي وصف ما يجري بأنه ليس مجرد كارثة إنسانية، بل مشروع سياسي لتدمير السودان وتحويله إلى «دولة تهريب» تبيع نفسها لأعلى المزايدين على حساب حضارة السودان العريقة التي تضاهي حضارة الفراعنة.
وأوضح أن البرهان، الذي كان أحد الموقّعين على اتفاقات أبراهام، «يقدم الكثير» للمجتمع الدولي، معتبرًا أن وقف الدعم الخارجي، خصوصًا من الإمارات، يمكن أن يغيّر مسار الحرب ويمنح السودان فرصة للنجاة.
واختتم ليفي حديثه بينما تُعرض صور الخرطوم وطريق الأبيض والفاشر، قائلاً: «لا أحد يعرف، لا أحد يهتم. وهذه، بالنسبة لي، أكبر مظلمة في العالم».
————————-
برنار-هنري ليفي فيلسوف وكاتب وصانع أفلام فرنسي، وُلد في 5 نوفمبر 1948 في مدينة بني صاف بالجزائر، ويُعد من أبرز الوجوه الفكرية والسياسية في فرنسا منذ السبعينيات. برز كأحد أعضاء مجموعة “الفلاسفة الجدد” التي انتقدت الماركسية والأيديولوجيات الشمولية. عُرف بمشاركته في قضايا حقوق الإنسان ونشاطه في مناطق النزاعات مثل البوسنة وليبيا والسودان. يُعتبر ليفي من المؤيدين البارزين للكيان الصهيوني، حيث يرى في دعمها دفاعًا عن الديمقراطية ورفضًا لمعاداة السامية، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في انتقاد بعض سياساتها، خاصة ما يتعلق بالاحتلال ومعاملة الفلسطينيين، مؤكدًا أن بقاء الكيان يعتمد على التمسك بالقيم الأخلاقية والديمقراطية..
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جواهر المبارك في تسجيل تحدد مكان اعتقالها من قبل الدعم السريع
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • من أسرار حرب السودان
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الفاشر تحتضر ..!
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • والي شمال دارفور يكشف الكثير حول حصار الفاشر
  • مبادرة محراب السودان تقدم دعماً للمتضررين من الحرب في الفاشر
  • بسبب سوء التغذية.. وفاة 13 طفلاً سودانياً في مخيم للنازحين بولاية دارفور
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني