منذ أن أعلنت مليشيا الدعم السريع وحلفاؤها السياسيين عن حكومة ضمن مشروع (تأسيس الانفصالي)، ظلت الإدانات الدولية والاقليمية والمحلية تتوالى داخلياُ وخارجياً وتحذر من خطورة الخطوة.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وصف إعلان “تحالف تأسيس” بتشكيل سلطة حاكمة بديلة بقيادة المليشيا ، بأنه تصعيد بالغ الخطورة يُهدد وحدة السودان وسلامة أراضيه، ويُنذر بتفاقم المعاناة الإنسانية في ظل صراع دموي طال أمده.

وشدد غوتيريش على أن أي ترتيبات أحادية الجانب لا تُفضي إلى سلام حقيقي، مجددًا دعوته إلى حوار وطني شامل يجمع كافة الأطراف السودانية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ومستدامة.

مصر ترفض

ومنذ مارس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، رفضها أي محاولات تهدد وحدة وسيادة أراضي السودان، بما في ذلك تشكيل حكومة سودانية موازية، وذلك عندما بدأ نقاش الموضوع في العاصمة الكينية نيروبي.

وقالت الوزارة في بيان بأن «تشكيل حكومة موازية يعقّد المشهد في السودان، ويعوق الجهود الجارية لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية، ويفاقم الأوضاع الإنسانية». ووفقاً للبيان، طالبت جمهورية مصر العربية، القوى السودانية كافة بتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، والانخراط بصورة إيجابية في إطلاق عملية سياسية شاملة، دون إقصاء أو تدخلات خارجية.

السعودية ترفض

كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي صدر الثلاثاء، رفضها القاطع للاعتراف بما يُعرف بـ”حكومة التأسيس” التي أعلنتها قوات الدعم السريع، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان وشرعيته، وتُفاقم الأزمة المستمرة منذ أكثر من عام.

وقالت بأن تشكيل حكومة خارج إطار الشرعية الدولية يُعد تصعيدًا خطيرًا يُعرقل جهود الحل السياسي.

الاتحاد الأفريقي يدين

وأدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشدة إعلان تأسيس حكومة موازية في السودان. ودعا المجلس في بيان صحفي صدر (الثلاثاء) ، جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي إلى “رفض تجزئة السودان وعدم الاعتراف بما يسمى بـ(الحكومة الموازية) لما لذلك من عواقب وخيمة على جهود السلام والمستقبل الوجودي للبلاد”.

كما طالب المجلس الجميع “بالامتناع عن تقديم الدعم أو المساعدة من أي نوع لأي جماعة مسلحة أو سياسية مرتبطة بما يسمى بـ(الحكومة الموازية) في السودان”.

اهتمام بوحدة السودان

من جانبه، أكد ممثل الاتحاد الأفريقي في السودان محمد بلعيش، خلال لقائه برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة من كفاءات وطنية يُعد خطوة مهمة لتخفيف معاناة السودانيين وتحسين الخدمات، تمهيدًا لبدء عملية إعادة الإعمار وتهيئة الظروف لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم.

وأوضح بلعيش أنه نقل إلى البرهان تحيات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السفير محمود علي يوسف، مجددًا دعم الاتحاد لوحدة السودان واستقراره، مضيفًا أن زيارته تأتي في إطار استكشاف سبل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد.

الكتلة الديمقراطية ترحب

ورحبت قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية، بالموقف الواضح والصريح الصادر عن مجلس السلم والأمن الأفريقي، والذي أكد رفضه القاطع لـ”حكومة التأسيس” التي أعلنها تحالف تأسيس، وتمسكه بوحدة السودان وسيادته ورفضه الاعتراف بأي كيان موازٍ.

وأشادت الكتلة في بيان (الأربعاء) بمواقف جامعة الدول العربية والأطراف الإقليمية والدولية التي عبرت بوضوح عن رفضها لهذه الخطوة وإدانتها.

واعتبرت الكتلة أن إعلان حكومة موازية يمثل تهديدًا خطيرًا للسودان والمنطقة، خاصة وأن معظم الدول المجاورة هشة وغير محصنة ضد الفوضى والانقسام.

تطور خطير

ووصف حزب الأمة القومي تشكيل”حكومة تحالف تأسيس” بمدينة نيالا، لتكون بذلك الحكومة الثانية المعلنة في البلاد بأنه تطور بالغ الخطورة يُنذر بمآلات كارثية على وحدة البلاد وسلامة نسيجها الوطني.

وأعلنت الأمانة العامة لحزب الأمة القومي في بيان صحفي، رفضها تشكيل أي حكومة خارج إطار الشرعية التوافقية أو التفويض الشعبي، بجانب أي اصطفاف مع مشروعات الحرب أو دعمها، وشددت على أن الحل الوحيد للأزمة الوطنية الراهنة هو التوجّه نحو تسوية سياسية شاملة عبر مفاوضات جادة تفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتحقيق سلام عادل، واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي.

خطوة خطيرة

وأكد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن تشكيل ما يُسمى “حكومة تأسيس” خطوة خطيرة وصارخة، تمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني.

وقال، في تصريحات صحفية له: “على الآلية الرباعية أن تستند إلى إرادة الشعب السوداني، لا إلى أجندات خارجية”.

وعبر عن رفضه لأي تحرّك يؤدي إلى تقسيم البلاد أو انتهاك سيادة السودان.

المحقق – طلال إسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الاتحاد الأفریقی تشکیل حکومة فی السودان

إقرأ أيضاً:

هل يقود إعلان تشكيل حكومة مليشيا الدعم السريع وحاضنتها السياسية الى تفكك وإضعاف المليشيا عسكرياً؟

●هل يقود إعلان تشكيل حكومة مليشيا الدعم السريع وحاضنتها السياسية الى تفكك وإضعاف المليشيا عسكرياً؟…

●ظللتُ أُتابع رُدود فعل عناصر المليشيا (المقاتلين في مختلف محاور القتال) منذ إعلان تشكيل حكومتهم من قبل القيادة السياسية/العسكرية للمليشيا وداعميها ، والتى أُعلن عنها مُؤخراً بمدينة نيالا ، وما هو رأى الذين قاتلوا لمدة عامين وأكثر في صفوفها ، وهلك من هلك وجُرح من جرح وآخرين ظلوا في عداد المفقودين ..

●جاءت ردود الأفعال قوية جداً مُغلَّفة بالوعيد والتهديد ، بل وعدم الإعتراف بها جملة وتفصيلاً ، لأنها جاءت عكس توقعاتهم وحجم التضحيات التى قدموها في سبيل ذلك …

●تباينت ردود الأفعال حول تشكيل الحكومة ، هنالك من يرى أن اولوية تولي المناصب لم تشمل القيادات الميدانية ، التى قاتلت وقدمت الكثير ، وأن إختيار الشخصيات لتولي المناصب بهذا الشكل فيه خيانة ، وعدم تقدير لأرواح الشهداء(حسب زعمهم وقناعتهم) والجرحى والمصابين ، وذهب آخرون الى أن الإختيار قد تجاوز قبائلهم وحواضنهم الإجتماعية وتحديداً قبائل (المسيرية/الحوازمة/البنى هلبة)…

●أعتقد ومن خلال متابعتي اللصيقة لردود الأفعال هذه ، أن المليشيا ستُواجه بمشاكل على المستوى العسكري ميدانياً ، وأن قناعة القتال وإستمراريته قد أصطدمت بعقبات كؤود ، وسط مقاتلين تُحركهم الجهوية والقبلية ، وتلعب الدور الأبرز والأهم فى تشكيل قناعة الفرد في إستمرارية القتال من عدمها ، وهذا ما يُعبِّر عنه العسكريون بالعقيدة العسكرية (لماذا ومتى نقاتل؟ ) ، وهذا تحديداً هو الفرق بين المؤسسة العسكرية النظامية(لأى دولة) والمليشيا التى تقاتل بدون عقيدة عسكرية ولا قتالية ، ودون حتى هدف واحد مشترك ..

●إعلان تشكيل حكومة المليشيا جاء في وقتٍ تتأهب فيه القوات المسلحة وكل المجموعات التى تُقاتل الى جانبها في البدء لإجتياح محاور كردفان بعملية برية/جوية كُبرى بعد أن أعدَّت لها جيداً ، ونجحت عمليات التجريد الجوي والإستنزاف في إضعاف قوات المليشيا وكسر شوكتها بتنفيذ عمليات إستخباراتية نوعية ..

●لا أعتقد أن الوقت سيُسعِف المليشيا في معالجة هذا الشرخ المعنوي الكبير جداً وسط المقاتلين الذين فقدوا إرادة القتال وأنهارت معنوياتهم …
#نصر من الله وفتح قريب ..
عبد الباقي الحسن بكراوي عبد الباقي الحسن بكراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع (1,440) سلة غذائية في ولاية سنار بالسودان
  • خبير دولي: التجويع في غزة عملية ممهنجة من قبل حكومة نتنياهو
  • حكومة “تأسيس” تستبعد الباشا طبيق.. والأخير يرد ساخطًا
  • هل يقود إعلان تشكيل حكومة مليشيا الدعم السريع وحاضنتها السياسية الى تفكك وإضعاف المليشيا عسكرياً؟
  • خطوة في الظل.. حكومة “تأسيس” تكشف عن توجهاتها رغم “الرفض الدولي”
  • حكومة بن بريك تعترف بنهب الإيرادات وتقر بعجز إداري واسع
  • عواصف “قبلية” حادة تهدد عرش حكومة “تأسيس”.. وفصيل مقاتل يهدد بالانسحاب
  • حكومة السوداني تُنجز المرحلة الأولى من مشروع المدارس النموذجية
  • «سلمان للإغاثة» يوزّع 600 سلة غذائية في ولاية النيل الأبيض بالسودان