درعا- أعلن "اللواء الثامن"، التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا في محافظة درعا جنوبي سوريا، اليوم الأحد، حلّ نفسه وتسليم أسلحته ومعداته وعناصره إلى وزارة الدفاع السورية، وفق بيان رسمي صدر عن التشكيل.

وظهر في البيان العقيد محمد الحوراني، أحد ضباط اللواء، معلنًا حلّ التشكيل بشكل كامل، وتكليف النقيب محمد القادري بمهام التنسيق لضمان انتقال سلس إلى وزارة الدفاع، مؤكدًا أن القرار يأتي "حرصًا على الوحدة الوطنية، وتعزيزًا للأمن والاستقرار، والتزامًا بسيادة الدولة ووحدتها".

ويأتي هذا الإعلان وسط توتر أمني شهدته مدينة بصرى الشام، المعقل الرئيسي للواء في ريف درعا الشرقي، بعد اعتقال القيادي السابق في المعارضة بلال المقداد، المعروف باسم "بلال الدروبي"، من قبل عناصر تابعة للواء، حيث توفي بعد يومين متأثرًا بإصابته بطلقين ناريين، بحسب مصادر محلية.

وأثارت الحادثة غضبًا واسعًا، خاصة بعد تداول مقاطع مصورة تُظهر سيدة كانت برفقة الدروبي تناشد لإنقاذه أثناء اعتقاله، وهو ما أسهم في تصاعد الاحتجاجات في المدينة.

اللواء الثامن يسلم أسلحته للجيش السوري (الجزيرة) توتر أمني

في أعقاب الحادثة، فرضت قوات من الأمن العام والجيش السوري طوقًا أمنيًّا على مدينة بصرى الشام، وطالبت بتسليم المتورطين في عملية الاعتقال، ووسط مخاوف من اندلاع مواجهات، تدخل وجهاء محليون سعوا لتفادي التصعيد من خلال وساطة مع قيادة اللواء.

إعلان

وبحسب مصادر محلية، فقد تم تسليم اثنين من أصل 4 مطلوبين على خلفية الحادثة، في حين فرّ الآخران، مما أبقى حالة التوتر قائمة في المدينة، بالتزامن مع خروج مظاهرات شعبية تطالب بمحاسبة المتورطين.

ورفضت عائلة الدروبي دفنه حتى تتحقق مطالبها المتعلقة بمحاسبة المسؤولين عن مقتله، وفق ما أفادت به مصادر محلية للجزيرة نت.

وحدات من الجيش السوري داهمت عددًا من مقرات اللواء الثامن داخل مدينة بصرى الشام (الجزيرة) مداهمات وسجون سرية

وفي تطور لافت، داهمت وحدات من الجيش السوري عددًا من مقرات اللواء الثامن داخل مدينة بصرى الشام، وعثرت على ما قالت إنها "سجون سرية" كان يُحتجز فيها أشخاص على خلفيات جنائية، بعضهم منذ أكثر من عامين، قبل أن يتم نقلهم إلى مدينة درعا.

وقال مصدر صحفي من محافظة درعا -فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية- إن اللواء الثامن كان يماطل منذ عام 2018 في تحديد تبعيته الرسمية، موضحًا أن قادته "كانوا يتحدثون عن انضمامهم إلى الدولة، لكنهم لم يعترفوا فعليا بسلطة وزارة الدفاع".

وأضاف المصدر أنه تواصل مؤخرًا مع أحد قادة اللواء وسأله عن تبعيته، فجاءه الرد بأن يصفهم بـ"جماعة العودة"، في إشارة إلى أحمد العودة، القائد البارز في اللواء.

وتابع أن البيان الصادر اليوم "يعكس ضغوطًا أمنية وعسكرية دفعت التشكيل إلى إعلان الحل، أكثر مما يُظهر رغبة ذاتية بالانضمام الكامل إلى المؤسسة العسكرية الرسمية".

تسليم مقدراته لوزارة الدفاع السورية.. إعلان حل تشكيل اللواء الثامن في بصرى الشام بريف #درعا #فيديو pic.twitter.com/K3vLlHkHJn

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) April 13, 2025

تصريحات متضاربة

وكان وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، قد صرّح لصحيفة واشنطن بوست في 6 فبراير/شباط الماضي، بأن عدة فصائل في الجنوب، بينها اللواء الثامن، رفضت الانضواء تحت لواء وزارة الدفاع، مشيرًا بالاسم إلى أحمد العودة.

إعلان

وردّ العقيد نسيم أبو عرة، أحد ضباط اللواء، على هذه التصريحات ببيان مصوّر، أكد فيه أن "أبناء الجنوب السوري هم أول من نادوا بتأسيس وزارة دفاع وطنية"، نافيًا اتهامات الوزير.

وفي وقت لاحق، عقد الوزير أبو قصرة اجتماعًا مع قادة اللواء في العاصمة دمشق، دون الكشف عن تفاصيل ما جرى في اللقاء أو نتائجه.

#عاجل | مصادر خاصة: اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس يحل نفسه
????اللواء الثامن يقرر تسليم مقدراته العسكرية والبشرية لوزارة الدفاع السورية
????تكليف النقيب محمد القادري بالتنسيق المباشر مع الجهات المعنية لإتمام عملية الانتقال والتسليم#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/c2bvGfusDL

— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 13, 2025

من التأسيس إلى الحل

تأسس اللواء الثامن في أعقاب اتفاق التسوية الذي رعته روسيا بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة في أغسطس/آب 2018، حيث انضم التشكيل حينها إلى الفيلق الخامس المدعوم من موسكو.

وفي عام 2022، تغيرت تبعيته رسميا إلى شعبة المخابرات العسكرية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على تحول في ميزان النفوذ داخل محافظة درعا، في ظل تراجع الدور الروسي نسبيا لصالح السلطات الأمنية السورية، إلى أن جاء قرار اليوم بحل اللواء وتسليم سلاحه للجيش السوري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مدینة بصرى الشام اللواء الثامن الدفاع السوری وزارة الدفاع الدفاع ا

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية ونظيره السوري يبحثان مسارات تعزيز التعاون الأمني

البلاد – جدة
التقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، أمس (الاثنين)، وزير الداخلية بالجمهورية العربية السورية أنس خطاب، وذلك في مقر الوزارة بجدة.
وفي بداية اللقاء رحب الأمير عبدالعزيز بن سعود بوزير الداخلية السوري، والوفد المرافق له.

وبين سموه، أن هذا اللقاء جاء بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله- لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، وحرصهما على تقديم كل الدعم ونقل الخبرات بما يحقق مصلحة أمن واستقرار سوريا.
وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز مسارات التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، إلى جانب مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

حضر اللقاء، صاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف نائب وزير الداخلية المكلف، ومعالي مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني، ومساعد وزير الداخلية الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح، ووكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية محمد بن مهنا المهنا، ومدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسامي، ومدير عام مكتب الوزير للدراسات والبحوث اللواء خالد بن إبراهيم العروان، ومدير عام الجوازات المشرف على وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية المكلف اللواء الدكتور صالح بن سعد المربع، ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي أحمد بن سليمان العيسى.

9

فيما حضره من الجانب السوري، معاون وزير الداخلية العميد زياد فواز العايش، ومعاون الوزير للشؤون التقنية المهندس أحمد حفار، ومدير إدارة التدريب والتأهيل الدكتور حسين سلمان، ومدير إدارة المرور العميد فادي الهميش، وعدد من كبار المسؤولين بوزارة الداخلية السورية.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية يبحث مع نظيره السوري تعزيز مسارات التعاون الأمني
  • وزير الداخلية ونظيره السوري يبحثان مسارات تعزيز التعاون الأمني
  • وزير الداخلية يبحث تعزيز التعاون الأمني مع نظيره السوري
  • أمريكا توافق على انضمام المقاتلين الأجانب للجيش السوري الجديد
  • ضوء أخضر أمريكي لضم مقاتلين أجانب للجيش السوري الجديد
  • الخدمات الفنية بدرعا تجري صيانة لبعض طرق مدينة درعا
  • إجراءات مجلس مدينة درعا استعداداً لعيد الأضحى المبارك
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يُصدر تعليماته للجيش بمواصلة التقدم في غزة رغم المفاوضات
  • الجيش السوري الجديد بين قواعد الإدارة الانتقالية والانفلات الأمني على الأرض
  • قواعد جديدة للجيش السوري.. هل تُنقذ المؤسسة العسكرية من الفوضى أم تبقى بيانات بلا فعل؟