يمانيون../
تمضي القوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها وتصنيفاتها العسكرية، اليوم، بكل ثبات في مواجهة العدو الأمريكي وحلفائه، بالرغم من إدراكها لما تمتلكه واشنطن من إمكانيات وأسلحة عسكرية ولوجستية.

القوات المسلحة اليمنية لم تخُض معركة “طوفان الأقصى”، إسنادًا لغزة، من أجل الاستعراض، وإنما استندت إلى ما تمتلكه من قوة ردع فاعلة ومؤثرة عكفت صنعاء، على بنائها وفق خطة إستراتيجية بكفاءات يمنية مائة بالمائة.

تطور القوة الصاروخية اليمنية وسلاح الجو المسيَّر لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة عمل دؤوب بدعم وإسناد القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا للقوات المسلحة، من خلال تأهيل كوادر قادرة على تحديث المنظومة الصاروخية اليمنية الدفاعية والهجومية، لردع العدو والتصدي له برًا وبحرًا وجوًا، ومواجهة التحديات الهادفة إلى النيل من استقرار اليمن وأمنه.

وفي غضون سنوات معدودة، استطاعت القوات المسلحة النهوض بقدراتها وإمكانياتها، وإعادة تموضعها بمختلف التشكيلات العسكرية، وفي المقدمة البحرية والصاروخية، وهو ما أكده قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في أكثر من خطاب: أن القوات المسلحة اليمنية تمضي على قدم وساق في تطوير ترسانتها العسكرية، ولم تقتصر على ما وصلت إليه، وإنما التطوير مستمر لمواكبة التطورات المتلاحقة والمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية.

القوات المسلحة اليمنية ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم، من تفوق عسكري إستراتيجي، لولا عناية الله تعالى ورعايته، والإسناد الشعبي الداعم والمساند، وعزيمة وإصرار وتفاني منتسبيها الذين حافظوا على المقدرات والإمكانيات، وعملوا بكل جد على تطويرها وتحديثها على مختلف المسارات، تتصدى لترسانة أمريكا والغرب المتطورة، ومنظوماتهم الحديثة.

وبالنظر إلى حديث الساعة، فإن خبراء وعسكريين إستراتيجيين باتوا يُدركون ما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية من تطور نوعي في القوة الصاروخية والطيران المسيّر، وفي مقدّمتهم جنرالات في القوات البحرية الأمريكية الذين أكدوا شراسة ودِقة الصواريخ اليمنية.

يقول وزير البحرية الأمريكية، الأدميرال كارلوس ديل تورو، في تصريحات صحفية: “إن هجمات القوات المسلحة اليمنية ليست روتينية بأي حال من الأحوال، وفي البحر الأحمر نشارك في أطول عمليات قتالية بحرية متواصلة واجهناها منذ الحرب العالمية الثانية”، ما يؤكد عجز البحرية الأمريكية عن ردع عمليات القوات المسلحة اليمنية.

وفي مشهد آخر لدقة عمليات القوات المسلحة اليمنية، بما تمتلكه من تقنية ذكية ودقيقة، وفقًا لنائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، فإن القوات اليمنية واجهت سفن العدو الصهيوني والأمريكي بكل بسالة وبصورة غير مسبوقة، واصفًا العمليات اليمنية، التي شاهد أهوالها عن قرب خلال تواجده على متن المدمرة الأمريكية “ستوكديل”، بالمعقدّة والمتطورة والمنسّقة.

وفي ظل المعركة الراهنة، التي يخوضها اليمن مع العدو الأمريكي بصورة مباشرة، تمتلك القوات المسلحة اليمنية الكثير من الخيارات والمفاجآت والقدرات الكبيرة والواسعة بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي، للمواجهة البحرية والجوية والميدانية، والعمليات الاستباقية في الاشتباك مع العدو، بما فيها حاملات الطائرات الأمريكية “ترومان”، وغيرها، وما حققته من نجاحات في إفشال مخططات العدو وإيقافه عند حدِّه، أكبر دليل على ذلك.

وأكد وزير الدفاع والإنتاج الحربي، اللواء محمد العاطفي، أن لدى صنعاء الكثير من المفاجآت والقدرات بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي ما يذهل العدو ويريح الصديق، وذلك بفضل الله وبجهود كفاءات يمنية مميزة من رجال التصنيع اليمني الذين أخذوا على عاتقهم الاضطلاع بهذه المهمة على أكمل وجه، واستطاعوا تحقيق إنجازات تقنية وتسليحية متطورة لا مثيل لها على مستوى قدرات جيوش المنطقة، بدءًا من صناعة الطيران المسيّر بكل أنواعه، وبناء منظومة صاروخية وصلت إلى امتلاك منظومة صاروخية فرط صوتية.

خلاصة القول: القوات المسلحة اليمنية في سباق مع الزمن لتطوير قدراتها العسكرية، وغدت – حسب تصريح وزير الدفاع – قوة جبارة يُصعب النيل منها، وقادرة على صنع الانتصارات الكبرى، ليس فقط على مستوى اليمن، وإنما لقضايا الأمة المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة

إقرأ أيضاً:

خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر

30 سفينة وذخائر بـ1.5 مليار دولار
منذ أواخر عام 2023، شاركت نحو 30 سفينة حربية أمريكية – أي ما يعادل 10% من إجمالي الأسطول الأمريكي – في عمليات قتالية ضد اليمن، أطلقت خلالها الولايات المتحدة ذخائر تقدّر قيمتها بنحو 1.5 مليار دولار، بحسب مسؤول أمريكي.

خصم عنيد بتكتيكات بدائية متطورة
رغم انطلاقها من مناطق جبلية نائية في واحدة من أفقر دول العالم، أثبت اليمنيون أنهم خصم أكثر صعوبة وتعقيدًا مما توقعته القيادة الأمريكية، حيث اعتمدوا على الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة والصواريخ الباليستية المضادة للسفن – وهي المرة الأولى التي تُستخدم فيها تلك الأسلحة في نزاع بحري فعلي.

وتُشير التقارير إلى أن اليمنيين استخدموا تكتيكات متطورة، من بينها الهجمات الليلية، وإطلاق قذائف تحلق على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر لتجنب رصدها، ما حدّ بشكل كبير من قدرة أنظمة الدفاع الأمريكية على التصدي.

خسائر مباشرة.. مقاتلات وغواصات وطائرات ريبر

من أبرز الخسائر الأمريكية: إسقاط أكثر من 12 طائرة "ريبر" مُسيّرة، تصل قيمة الواحدة منها إلى 30 مليون دولار. وسقوط مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت في البحر، قيمتها 67 مليون دولار، بعد فشل الهبوط على حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" – ثالث حادثة مماثلة خلال أقل من خمسة أشهر.

 جغرافيا معقدة تصب في مصلحة اليمنيين
البحر الأحمر، بعرض لا يتجاوز 200 ميل في أوسع نقاطه، يُعد بيئة مثالية لهجمات اليمنيين، حيث تكون السفن الأمريكية مكشوفة وقليلة المناورة. ووفقًا للخبير الاستراتيجي بريان كلارك، فإن مجرد وجود حاملة طائرات في هذه المنطقة "يجعلها هدفًا سهلًا".

ضغوط تشغيلية وتحذيرات من إنهاك البحرية
قيادات عسكرية وأعضاء في الكونغرس الأمريكي أعربوا عن قلقهم من "الضغوط التشغيلية غير المسبوقة"، محذرين من تأثيرها على الجاهزية العسكرية، خصوصًا في ظل سحب الموارد من العمليات المخصصة لردع الصين في آسيا وتأخير أعمال صيانة السفن الحربية.

اما نائب الأدميرال براد كوبر فأكد أن حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور" أمضت سبعة أشهر في البحر دون سوى زيارة واحدة للميناء، في مؤشر واضح على مستوى الاستنزاف.

"هدنة هشّة" بترتيب من ترامب
في مايو الماضي، أعلن الرئيس دونالد ترامب التوصل إلى هدنة مؤقتة مع اليمنيين، تقوم على وقف متبادل لإطلاق النار بين الطرفين. لكن الاتفاق لم يشمل جميع الجبهات، حيث استمر اليمنيون في إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل، حتى بعد مغادرة القطع الأمريكية للبحر الأحمر.

AF

مقالات مشابهة

  • سلطات كاليفورنيا تطلب من المحكمة منع نشر القوات العسكرية في لوس أنجلوس
  • حجاج ذوي الشهداء والمصابين من القوات اليمنية يزورون المسجد النبوي
  • بعثة الحج العسكرية تعود إلى أرض الوطن
  • مشاة البحرية الأمريكية تستعد لدخول لوس أنجلوس
  • خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر
  • قيادة وزارة الخدمة المدنية تقدّم قافلة عيدية للمرابطين في الضالع
  • الأرصاد تعلن مفاجأة للمواطنين بشأن حالة الجو.. وبوتين يوافق على إستراتيجية تطوير البحرية الروسية حتى 2050.. أخبار التوك شو
  • بوتين يقر إستراتيجية لتطوير البحرية وتقدم روسي نحو دنيبروبتروفسك
  • رئيس عمليات العسكرية الـ3 يعايد الجرحى بمدينة الاقصى الطبية
  • وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقيادة المنطقة العسكرية السادسة ينعون العميد محمد الغولي